أهمية الروضة في تربية الطفل ..

تعتبر تربية الأطفال الصغار في المؤسسات الأولية – و المقصود بها دور الحضانة – ذات أهمية كبيرة في حياة الطفل , وذلك لتميزها و اختلافها عن التربية في محيط المنزل ,
فإن لهذه المؤسسات مباني واسعة مضيئة , مجهزة بأثاث خاص يناسب الأطفال ,

ويشرف عليها جماعة مختصون في اختيار اللعب و طرائق التدريس التي تستهدف تطوير القدرات العلمية و المعرفية عند الطفل و تنمتها بالطرق المناسبة لمثل أعمارهم و تأهيلهم لدخول المدرسة فيما بعد و تذليل كافة العقبات التي قد تعيق الطفل و تولد عنده شعور بالكره و النفور من المدرسة , إذن من أبرز المهمات التي تقدمها الروضة للطفل هي إعداده لاستقبال المدرسة بل و التشوق لها‏ ..
كما أن الروضة تقدم للأطفال الذين هم في بواكير العمر تصويراً عن العالم المحيط بهم ,وتحت رقابة ذوي الخبرة و التجربة من المربين و المربيات لتتحول العلاقات بين الأطفال إلى شعور رفاقي عميق يلازم المرء طوال حياته, وتنسيق هذه العلاقات لتصبح سلوكاً يخضع للقوانين التي يتعلمها الطفل وهو في تلك المرحلة العمرية …
وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية وهو أن الطفل في هذه الفترة يكون مستعداً لاستقبال كل ما يعطى له ويتميز كذلك بسرعة الاكتساب والتخزين , فما ينطبع في المخيلة في الصغر يصعب حذفه من ذاكرة الطفل فيما بعد ومن هنا تجدر بنا الإشارة إلى أهمية اختيار دار الحضانة المناسبة لطفلنا الذي هو أمل المستقبل الواعد الذي ننتظر منه أن يحقق ما نتمناه وما لم نستطع تحقيقه فعلى على أي أساس يجب أن نعتمد عندما نفكر في وضع الطفل في إحدى رياض الأطفال?
إن أول ما يجب وضعه بالحسبان هي المواصلات لأن الطفل في هذه البيئة الجديدة يعتبر نفسه غريباً فيجب أن تكون الطريقة التي توصله إلى هذه البيئة الجديدة جميلة محببة له, وذلك كي لايتولد عنده كره للروضة ونفور منها قد تصعب معالجته فيما بعد ,
وبعد ذلك يأتي دور الكادر التعليمي التربوي , والبناء الداخلي للروضة ومحتوياتها , و خاصة الألعاب و أدوات التسلية و الترفيه التي يفتقدها الطفل في منزله ,وذلك لما لها من أهمية في زيادة حب الطفل لها, و دفع الملل و السأم الذي قد يصيبه نتيجة الروتين اليومي و الواجبات الدراسية , و الجهد الذهني الذي يبذله الطفل في اكتساب المعرفة‏

وهناك بعض المشاكل ربما تعترض الطفل عند التحاقه بدار الحضانة , كعدم ألفة الطفل للجو العام في الروضة , ونقصد هنا عدم انخراط الطفل بسهولة في صفوف الجماعة من أترابه فهناك بعض الأطفال ,وربما بسبب التربية الاجتماعية في البيت يتعذر عليهم أن يأنسوا إلى أصدقائهم الجدد في الروضة , و ينفرون من صحبتهم مؤثرين الوحدة و الانزواء وهنا كيف نعالج مثل هذه المشكلة عندما تعترض الطفل في مثل هذه المرحلة ؟

يمكننا تسهيل لحظة التعارف عند مثل هذا النوع من الأطفال بطرق عدة نذكر منها على سبيل المثال : إحضار لعبة طريفة تحتاج إلى عدد من الأطفال ومحاولة تعاونهم مع بعضهم البعض في اللعب إلى أن يألف الطفل روح المشاركة مع أصدقائه في الروضة ,
و إجراء المسابقات الرياضية الممتعة التي تنمي روح الجماعة عند الطفل كمباريات شد الحبل مثلاً,

و قد تكون الفترة الأولى صعبة على الطفل فيرفض دخول الغرفة أو الصف الذي يضمه و يجمعه مع أصدقائه , فيعلو صوته بالبكاء لأنه فارق أهله ,وابتعد عن جو المنزل المألوف بالنسبة له,وهذا أمر عادي لا يستدعي قلق الأهل لأن الطفل في مثل هذه الحالة يكون قد تولد عنده بعض الخوف من هذا الجو غير المألوف بالنسبة له من قبل,
وهنا تكون الوسيلة الأفضل لحل مثل هذه المشكلة العرضية هي تعاون الأهل في المنزل مع الكادر التدريسي في الروضة لتشجيع وترغيب الطفل و ستكون الأمور جيدة و تظهر نتائجها الإيجابية خلال فترة قصيرة وهنا يكون دور الأهل أكبر لأن الطفل يعتبر أهله القدوة الأولى التي يقتدى بها في معظم تصرفاته وبعد حل كل المشكلات التي قد تعترض الطفل عند التحاقه بالروضة نعود لنذكر أهميتها في إعداد الطفل للمجتمع الذي سيدخله بعدها فهي التي تذلل له العقبات التي قد تعترضه عند دخول المدرسة فتكسر حاجز الخوف الذي يتولد عند الكثير من الأطفال عند دخولهم المدرسة و انتقالهم من جو اللعب إلى جو العمل و الالتزام , هذ ا من جهة ,
ومن جهة أخرى فإن للروضة دور كما ذكرنا في تنمية الروح الجماعية عند الطفل, وتعليمه الجرأة ,وتقوي من شخصيته بما يلزمه عند مشاركته أصدقاءه في المدرسة إذ أنه اعتاد على مثل هذه الأمور وتعودها إلى مرحلة الإتقان ,
بالإضافة إلى كل ذلك المعارف التي اكتسبها في الروضة وأصبح من الصعب نسيانها, و التي أهلته لاكتساب المعلومات الجديدة فقد أصبح قادراً على الحفظ وتخزين المعلومات‏ ….

… منقول بتصرف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.