لقد أصيبت هذه العجوز الشمطاء المسماة حدة حزام بالكلَب،فبالأمس هاجمت المعلمين،واتهمتهم بالأصولية،ونعتت مطالبهم بالسياسية،وهاهي اليوم تهاجم المعربين دفاعا عن الزنديق كمال داود الذي تجرأ على الإسلام ،وأساء إلى اللغة العربية-هي وأمثالها من المارقين يعتبرون هذا حرية رأي وديمقراطية،لاأدري بأي منطق
يفكرون،ولا بأي منظار ينظرون؟!
اللغة العربية وذوي الاحتياجات الخاصة!؟/الصواب(وذوو).
لماذا يوم عالمي للغة العربية؟ يوم أقرته الأمم المتحدة، مثلما أقرت يوما لذوي الاحتياجات الخاصة ويوما لحقوق الإنسان وآخر للتراث؟! فهل لأن اللغة العربية مصابة بعاهة ما؟ أم هم أهلها المصابون بهذه العاهة التي منعتهم من اللحاق بركب الحضارة الإنسانية، وألحقوا عجزهم وجمود فكرهم بهذه اللغة التي كانت في فترة ما مرادفا للعلم والفكر، لما كانت أوروبا القرون الوسطى تغط في الجمود والظلام، ولم تخرج إلى النور إلا بامتلاكها ناصية اللغة العربية وما كسبته من علوم وتراجم فتكلمت أوروبا العلم بالعربية.
من هو المسؤول عن تقهقر العربية وعجزها عن احتضان العلوم الحديثة والثورة التكنولوجية والفكرية؟ هل هم الناطقون بها، ولأنهم سجنوها في ثوب القداسة رافضين اقتراب “دنس” العلوم والفلسفة والحرية الفكرية منها؟!
نقاش عقيم سجن العرب والمعربين في حقبة تاريخية ما زالت تعيش على حلم الأندلس السليبة. فصارت العربية لغة نواح وبكاء على الماضي التليد، أكثر منها لغة للفرح والنظر إلى المستقبل!؟
وهذا الحزن الذي خيّم على عقول أبنائها إلى درجة صار الفرح مرادفا للخيانة، ومحاولة الخروج من عباءة قداستها جريمة وسببا للقتل والتكفير؟
لماذا لم تحدد الأمم المتحدة يوما للغة الصينية أو للغة الإنجليزية؟ أم أن العربية وحدها تعاني عجزا وظلما مثل اللاجئين في المخيمات، فوجبت التوعية بمعاناتها حتى تستجلب الشفقة عليها؟!
وللصدفة أن مناسبة هذه السنة تزامنت مع إثارة قضية خطيرة في بلادنا، وهي تكفير أحد الشيوخ الظلاميين لكاتب جزائري بلغ العالمية، له رأي متحرر، بالنسبة للدين واللغة، رافضا أن تكون العربية لغته، معتبرا إياها هي الأخرى لغة مستعمر، ونسي أنه حتى الفرنسية هي الأخرى لغة مستعمر، لكن الخطير في هذا النقاش الذي كان سيمر في صمت، أن رفضه لاستعمال العربية أثار حوله الناقمين الحاقدين، فنادوا بتكفيره وهدر دمه، لأنه مس بقداسة لغتهم التي لا يحسنون غيرها.
وها هو النقاش الذي جعل الرأي العام في الداخل والخارج يصطف صفين، كلاهما يدافع باستماتة عن طرفه، واصطف حول كمال داود المثقفون والمفرنسون في الجزائر وفرنسا، مدافعين عن حرية الرأي، مذكرين بما تسببت فيه جرائم التكفير في البلاد من مجازر.
واصطف حول السلفي حمداش معربون، كنا حتى وقت قريب نحسبهم من المثقفين المتفتحين الرافضين للعنف باسم الدين.
وفجأة وجدنا أن بعد عشرين سنة من الإرهاب والمصالحة لم نتوصل لحل مشكلة الهوية، التي بقيت حجر عثرة أمام الجزائريين، وتبين أننا عاجزون عن تجاوز هذا النقاش العقيم والمرور إلى ما هو أهم وهو بناء ديمقراطية حقيقية، ومجتمع ثري بتنوعه اللغوي وبثقافته الملونة. وجدنا أن الكلام الخطير الذي قاله حمداش حرك عواطف كامنة لدى الكثيرين، تخفوا في ثوب الاعتدال لتحقيق مآرب، وهم اليوم يجهرون بسمومهم، وإلا بماذا نفسر ما قاله أبو جرة سلطاني الذي شكر حمداش على دعوته إلى إقامة الحد على الكاتب الصحفي، أو بماذا نفسر كلام كاتب مثل بوجدرة، الذي سبق وفضح أمره في سرقة أدبية سنوات الثمانينيات، وفشل في افتكاك جوائز عالمية؟!
حدة حزام.