قبسات عن الأستاذ اللغويّ بوبكر جمراني . ادارة

قبسات عن الأستاذ اللغويّ بوبكر جمراني .
بقلم : البشير بوكثير/ رأس الوادي

توطئة: هو عملاق من عمالقة الأدب العربي، وباحث متبحّر في علوم اللغة ، وقاصّ متمكّن من حوكِ الكلام ، ومُرشد (مفتش) تربوي هُمام، تركَ أكبرَ الأثر في نفسي، حين لازمتُه -ولاأزال -ملازمةَ التلميذ لأستاذه، والمُريد لشيخه طيلة ثماني سنوات سِمان، تعلّمتُ فيها كلّ معاني الأبوّة والحنان، وتضوّعتُ من علمه عبق الرّيحان ، وأتْخِمتُ من روائع البيان، وبدائع دُرره الحِسان، ما جعلني اليوم مُغرّدا وصادحا على تلك الأفنان.

في زمن اختلط فيه الشكّ باليقين، والدَّعة بالاضطراب، والقبول بالرفض، و الأمل الجميل، بالخوف الطويل. وفي زمن إرهاصات التحدي والتّصدّي أين شرَعَ الأحرارُ الأطهار في إعداد خرائط ومعالم الانتصار، وُلد الأستاذُ القمقام، " بوبكر حمراني" في يوم من أيّام حرّ الصّيف في 2 أوت 1950م بـ"عين الحمام" المنتصبة رمزا يناطح الجوزاء ،على سفح ربوة عظيمة خضراء، تواجه في غنج وخُيلاء، قمّة لالة خديجة بجبال جرجرة الشمّاء، إنها ربوة تقع على مشارف قريبة جدا من ساحات الوغى التي شهدت صولات وجولات لالة فاطمة نسومر التي رفعت اللواء، مُعيدة أمجاد النشامى الفُضلاء.
اصطحبه أبوه صغيرا وعمره لايتجاوز سبع سنو ات إلى مدينة " رأس الوادي" ليرتشف من معين العلم الصافي، مايؤهله لخوض معامع الحياة بكلّ عزم وثبات. وكانت رأسُ الوادي آنئذٍ بلدةً صغيرةً بعمرانها وأحيائها، كبيرة بعلمها وعلمائها، وأزيز الثورة يزلزل جبالها وتلالها ، وِهادها ونجادها .
تتلمذَ صغيرا بالمدرسة القرآنية التي أنشأتها جمعية العلماء المسلمين، يديرها أحدُ علمائها الأجلاّء، وفطاحلتها النّبهاء ، وثوّارها الأشاوس الشيخ "أحمد عاشور" رحمه الله تعالى، ولازالت إلى اليوم تحمل اسمه الخالد.
نال أستاذنا بوبكر حمراني الشهادة الأهلية سنة 1969م، ثمّ أتبعها بشهادة البكالوريا، فشهادة الأستاذية ، بعدها انخرط في سلك التعليم أستاذا للأدب العربي بمتوسطة البشير الإبراهيمي ثمّ متوسطة العربي بنّور، وهنا بدأت سِمات النبوغ الإبداعي تظهر واضحة جلية في كتاباته وقصصه التي كان ينشرها في الجرائد الوطنيّة وبخاصّة جريدة النّصر .
في بداية التسعينيات أصبح مفتشا للتربية والتعليم الأساسي بعدما تخرّج من المركز الوطني لتكوين إطارات التربية بحيدرة ، ليزاول مهامه ببعض بلديات برج بوعريريج ، ويختم مساره المهني منذ أربع سنوات بمدينة رأس الوادي التي احتضنت طفولته وصباه ، وانطلق منها فيما بعدُ إشعاعُه وسَناه ، وأشاع علينا – نحن المعلمين -خلال ثماني سنوات من علمه ووهجه وإنسانيته الآسرة، ماجعلنا نتذكره ونَحِنّ دوما إلى زمنه الجميل، وفكره الأصيل.
من آثاره الأدبية:
– مجموعة قصص نشرت على صفحات الجرائد الوطنية.
– مخطوطان:
1- إعراب آيات الأحكام في القرآن الكريم متبوعة بفوائد مهمّة في البيان اللغوي.
2- ديوان شعر: نونية في ألف بيت ، يتضمّن أدبيات دينية ، واجتماعية ، وثورية.
جزى الله تعالى عنّا أستاذنا "بوبكر حمراني" بما هو أهله في الدّارين. آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.