يا أيها الناس, كيف رغبتم ورضيتم في الدنيا, فإنها فانية, ونعيمها زائلة, وحياتها منقطعة, فإن عندي للمطيعين الجنان بأبوابها الثمانية, في كل جنة سبعون ألف روضة من الزعفران, وفي كل روضة سبعون ألف مدينة من اللؤلؤ والمرجان, وفي كل مدينة سبعون ألف قصر من الياقوت, وفي كل قصر سبعون ألف دار من الزبرجد, وفي كل دار سبعون ألف بيت من الذهب, وفي كل بيت سبعون ألف دكان من الفضة, وفي كل دكان سبعون ألف مائدة, وعلى كل مائدة سبعون ألف صفحة من الجوهر, وفي كل صفحة سبعون ألف لون من الطعام, وحول كل دكان سبعون ألف سرير من الذهب الأحمر, وعلى كل سرير سبعون ألف فراش من الحرير, والديباج, والإستبرق, وعلى حول كل سرير سبعون ألف نهر من ماء الحيوان, واللبن, والخمر, والعسل المصفى, وفي كل نهر سبعون ألف لون من الثمار, وكذلك في كل بيت سبعون ألف خيمة من الأرجوان, وفي كل خيمة سبعون ألف فراش, وعلى كل فراش سبعون ألف حوراء من الحور العين, بين يديها سبعون ألف وصيفة, كأنهن بيض مكنون, وعلى رأس كل قصر من تلك القصور سبعون ألف قبة من الكافور, وفي كل قبة سبعون ألف هدية من الرحمن, التي لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر, وفاكهة مما يتخيرون, ولحم طير مما يشتهون, وحور عين, كأمثال اللؤلؤ المكنون, جزاء بما كانوا يعملون, ولا يموتون, ولا يبكون, ولا يحزنون, ولا يهرمون, ولا يتعبدون, ولا يصومون, ولا يصلون, ولا يمرضون, ولا يبولون, ولا يتغوطون, ولا ينامون, ولا يمسهم فيها نصب, وما هم منها بمخرجين, فمن طلب رضائي, ودار كرامتي وجواري؛ فليطلبها بالصدقة, والاستهانة بالدنيا, والقناعة بالقليل, شهدت نفسي لنفسي ألا إله إلا أنا, وعيسى وعزير عبدان من عبادي, ورسولان من رسلي