أتحبني وأنا ضريرة ………..

قالت لهُ…

أتحبني وأنا ضريرة …

وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة …

الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة …

ما أنت إلا بمجنون …

أو مشفقٌ على عمياء العيون …

قالَ …

بل أنا عاشقٌ يا حلوتي …

ولا أتمنى من دنيتي …

إلا أن تصيري زوجتي …

وقد رزقني الله المال …

وما أظنُّ الشفاء مٌحال …

قالت …

إن أعدتّ إليّ بصري …

سأرضى بكَ يا قدري …

وسأقضي معك عمري …

لكن ..

من يعطيني عينيه …

وأيُّ ليلِ يبقى لديه …

وفي يومٍ جاءها مُسرِعا …

أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا …

وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا …

وستوفين بوعدكِ لي …

وتكونين زوجةً لي …

ويوم فتحت أعيُنها …

كان واقفاَ يمسُك يدها …

رأتهُ …

فدوت صرختُها …

أأنت أيضاً أعمى؟!!…

وبكت حظها الشُؤمَ …

لا تحزني يا حبيبتي …

ستكونين عيوني و دليلتي …

فمتى تصيرين زوجتي …

قالت …

أأنا أتزوّجُ ضريرا …

وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا …

فبكى …

وقال سامحيني …

من أنا لتتزوّجيني …

ولكن …

قبل أن تترُكيني …

أريدُ منكِ أن تعديني …

أن تعتني جيداً بعيوني …

نزار القباني
ما تعليقكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.