أنا مُسْلِم ……………….

سألني صديق : مَن هو السلفي ؟

فقلت له : يا صاحبي السلفي هو شخصٌ ضحك عليه بعض الناس وباعوه وعودًا زائفة ، مقابل التنازل عن عقله.

فقال لي : كيف

فقلت : أليس يفهم الدين بفهم السلف ؟

فرد بنعم

فقلتُ :

* * *
إنه مسكين، خدعوه، حتى صار يكره أن يقول: أنا مسلم، إنه مستعد أن يقول: أنا أي شيء ، أي اسمٍ ،

وبمجرد أن تقول للسلفي : قل : أنا مسلم ، يحدث له ارتجاج في الأوعية الدموية الموجودة تحت المخ الذي كان في رأسه قبل أن يكون سلفيًّا، فتؤدي إلى عمليات الهيجان المتواصل، يصحبها في كثير من الأحيان (رفسٌ) و (عض) و (نطح).

إنه مسكين ، تعرض عقله لعملية غسيل مستمرة ، قادها مجموعة من المنتفعين بفتنة الناس ، وتمزيق هذه الأمة ، وتحويلها إلى شراذم يلعنُ بعضها بعضًا.

قالوا للمسكين : لا تقل أنا مسلم ، لأن الصوفي يقول: أنا مسلم ، و(الإخواني) يقول: أنا مسلم، والشيعي يقول: أنا مسلم، والأشعري يقول: أنا مسلم، والخارجي يقول: أنا مسلم، والمعتزلي يقول: أنا مسلم.

ومن هنا عليك أن تتميز عن هؤلاء جميعا ، فلا تقل: أنا مسلم، اجعل نفسك مميزًا ، فقل : أنا مسلم آخذ بالقرآن والحديث ، حسب فهم السلف الصالح.

ولأن الجملة طويلة ، فوجب اختصارها في كلمة (سلفي).

تماما بدلا أن نقول : أنا مع جبهة الانقاد الاسلامية ، نقول ( فيس ).
وبدلا من أن نقول : وكالة المخابرات الجزائرية ، نقول : (DRS).
أو تقول وكالة المخابرات الأمريكية ، : تقول (CIA)

وهكذا ، وكأننا نتحدث عن سوق (السمك) ، أو وكالة بيع الحمير ، وكل واحد يسمي حماره كما يشاء.

كأن حبيبنا محمدًا الذي صلى الله عليه وسلم لم يأت ، ولم ينزل عليه كتابٌ فيه :

{وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بالله هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}. [الحج: 78].

المهم ، هكذا خدعوا المسكين ، ودخل الوكالة ، واختاروا له اسمًا وصار يعرف به ، بل صار يفرح إذا ناداه أحدٌ به.

وحديثي الآن إلى ما تبقى من عقول هؤلاء ، وأيضا إلى المسلمين الذين مازالوا على دينهم ، أقول أولاً:

هل سمعتم صوفي يقول: أنا مسلم؟، هل سمعتم (إخوانجي) يقول: أنا مسلم؟، هل سمعتم شيعي يقول: أنا مسلم؟، هل سمعتم أشعري يقول: أنا مسلم؟، هل سمعتم شيعي (نَجَس، بل إن النجاسة تُعَيَّر به) يقول: أنا مسلم؟.

كل واحد ينتسب إلى فرقة يفرح بها ، ويذكرها على التحديد ، فيقول لك : أنا حنفي ، أو أنا صوفي رفاعي ، أو صوفي أحمدي ، وشيخ الطرق الصوفية لم يقل : أنا شيخ الإسلام ، بل قال الحقيقة : شيخ الطرق والكباري (والجسور) ، والإخوانجي إذا سألته قال لك : أنا من الإخوان … إلى آخره.

فمشايخ السلف "يخوفوا فينا " وقالوا لنا : لا تقل أنا مسلم ، لأن الصوفي يقول: أنا مسلم ، و(الإخوانجي) يقول: أنا مسلم، والشيعي يقول: أنا مسلم.

وهؤلاء ينطبق عليهم قول الله عز وجل
{ كُلّ حِزْب بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }

لقد مزقوا خير أمة أُخرجت للناس.

أقول ثانيا:

السلفيون قالوا لنا : لا تقل أنا مسلم ، لأن الصوفي يقول: أنا مسلم ، و(الإخوانجي) يقول: أنا مسلم، والشيعي يقول: أنا مسلم، إلى آخره.

هم سلفيون حسنا لنستخدم الأرقام التي لا تكذب ، وندخل إلى محرك البحث (جوجل) ونبحث عن المواقع السلفية، والتي يزعم أصحابها أنهم سلفيون ، يعملون بالكتاب والسنة ، بفهم سلف الأمة ،
سنعثر على أكثر من ثلاثة آلاف موقع ، كل موقع يقول : أنا السلفي الأصلي ، وغيري سلفي (تايواني) ، وانا الذي أمثل السلفية الأصلية ، وغيري سلفية (made in china)، وأنا الوكيل الحصري للسلفية ، وغيري ضالٌ مضل.

وأنتم تعرفون الباقي ، كل موقع يحكم على الآخر بأنه من المفسدين في الأرض، وكلهم يقول : كتاب وسنة بفهم سلف الأمة ، فما هو الحل للتمييز ، وأين عباقرة وأئمة السلفية للخروج من هذه الورطة.

هل أقول : أنا سلفي على الكتاب والسنة ، بفهم سلف الأمة ، وأنتمي إلى سلفية الجزائر ، مسجد بلكور ، محل الرمل ، المتفرع من حي الفلفل الشيخ علي بالحاج ؟!!

هنا الاسم طويل، وهذا أيضا إذا كان السلفي كويتي ، هل يقول: أنا سلفي على الكتاب والسنة ، بفهم سلف الأمة ، وأنتمي إلى سلفية الجهرة ، قسم معتوق العتيبي ، فرع الأسماك والمعلبات؟

وإذا كان أردني ، فالسلفية هناك أكثر من خمسين اتجاها، هل يقول : أنا سلفي على الكتاب والسنة ، بفهم سلف الأمة ، قسم علي حسن عبد الحميد ، بجوار محطة البنزين؟!

أما السلفي السعودي والمصري ممكن نختصرها ب

أنا سلفي على الكتاب والسنة ، بفهم سلف الأمة ، وأنتمي إلى سلفية الاسكندرية ، فرع فول مدمس حي معلم شحاتة الشيخ ياسر برهامي

السلفي الآن لكي يُعَرِّف نفسه يجب أن يحفظ المعلقات السبع ، وألفية ابن مالك ، وكتاب الحيوان للجاحظ، لأنه سار وراء الأئمة الكذابون ، وترك خلف ظهره أطهر وأنقى وأعلى وأجمل وأفضل اسم في هذه الحياة : (أنا مسلم).

ومن هنا عليك الرجوع من نفس الطريق ، وسيأخذ الله بيدك ، وقلها مرةً في حياتك : (أنا مسلم) ، (أنا من المسلمين) ، وإذا تذوقت طعمها مرةً واحدة ، فسوف تعرف أنهم عندما قالوا لك قل (أنا سلفي) أطعموك الفُساء والضُّراط، وما يتبعهما.
أما الذين يكره قول (أنا مسلم)، فسوف أحل له مشكلته أيضًا، لكي يتميز ، فلم تعد كلمة (هو سلفي) تكفي ، فالسلفية الآن آلاف الأقسام والسلالات والأنواع والأحجام، وفي المدينة الواحدة تجد العديد من الاتجاهات السلفية، والتي يلعن بعضها بعضًا ، وكل حزب بما لديهم فرحون.

لنا عودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.