إخواني المصلين … الإمام في غ غ ش (غياب غير شرعي)

السلام عليكم …
لا أعلم كيف يمكن أن ينصلح حالنا وحال المجتمع كله، والكثير ممن يريدون أن يكونوا في ذمة الله يبادرون لحضور صلاة الصبح بالمسجد حتى إذا حان وقت أدائها سجل غياب الإمام ومن ينوبه وهم كثر، لتر الحيرة بادية على وجوه المصلين، بعد أن شارف وقت الصلاة على الانقضاء، فترى بعض منهم يلتفت يمينة ويسرة وخلفا لإيجاد من ينوب عن هؤلاء الغائبين.
والأمر المؤسف يا إخواني أن هذا الوضع المؤسف انتهزه الانتهازيون والمتسلقون فاعتمروا القلنسوة والعباءة ليشغلوا المحاريب وهم لا يفقهون، فتقف الصفوف المغلوبة على أمرها محرجة موكلة أمر إمامتها إلى خابط عشواء فيرفع بدلا من النصب وينصب بدل الجر، عند ذلك ما عسى الإخوة فعله سوى السكوت وتوكيل الأمر للخالق تعالى، وأكيد كثير منكم شهد بقرب المنابر اختلافات أدت إلى خلافات فعراكات بالألقاب والأيدي على مرأى ومسمع المصلين …
وضع مخز يا إخواني غياب الأئمة ومن ينوبوهم وأكثرهم مقيمين بمحاذاة المساجد، ليبقوا منكمشين على أنفسهم متشبثين ببطانياتهم متحججين ببرودة الطقس أو بعد إقامتهم وحتى خوف التبكير، فأين هي التربية بالقدوة؟ فالأحرى بأئمتنا أن يكونوا مأججين لشحنات إيمانية تملأ قلوب المصلين فترفع الهمم، أليس "الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما؟" ألا يجر المصلون أنفسهم جرا إلى صلاة الجمعة تحت ثقل أداء الفرض، بسبب الخطب الميتة الخاوية، تغيب منها روح الإخلاص وبعدها عن واقع الأمة، فيا "ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا رجال فيهم أرواح المدافع، لا رجال في أيديهم سيوف من خشب".
أعتذر من إخواني فهي حرقة نعيشها جعلت مني أفصح بها بدل عركها في أعماقي، وبالمقابل أحي كل الأئمة الذين تراهم يحملون الخير العظيم فلا يبخلون به، لتنتعش الأرواح عند حضورهم وتسعد بلقائهم وسماعهم فطوبا لهم طوبا لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.