والصلاة والسلام على محمد أشرف خلقه ورسله،
وعلى آله وصحبه وكل من اهتدى بهديه واستن بسننه
واقتفى اثره إلى يوم الدين
أما بعد:
معاشر الإخوة والأخوات:
إن الله تعالى خلق الفصول والأشهر ونوعها،
فجعل منها البارد والمعتدل والحار،
وجعل في بعضها وقتا يتخذه الناس وقت راحة وإستجمام لهم،
وهذا الفصل هو.. فصل الصيف
يتخذه الناس فصل عطل وإجازات،
فصل يجعله الناس وقت صلة لأرحامهم
وترفيه عن النفس والأولاد، وهذا كله من المرغوب فيه المباح
لكن بعض الناس يتخذونه وقت لهوهم ووقت تفريغ نزواتهم وشهواتهم،
فجعلوا هذه النعمة نقمة عليهم
تراهم لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة إلا فعلوها،
تناسوا ان خالقهم ومسخر الأشياء لهم يراهم
نسوا فعل الخيرات وسارعوا في المنكرات
نسوا الصلاة ونسوا ذكر الله والدعوة إليه
تراهم عند شواطئ البحار يعانقون الخليلات،
وكأنهم ضمنوا النجاة من عذاب ربهم !!
لسان حالهم يقول إنما هي حياة نفرح ونمرح فيها وما نحن بمعذبين
نسوا ام تناسوا ان ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد،
وأنه سيقبل على ربه غذا ويقف أمامه ويسأله عما كان يجرم
إن الساعة لآتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور
وفتيات
أقسموا جهد ايمانهم ليجعلن من هذا الصيف وقت تبرج وغنج
تراهم في الطرقات يلبسون لا يلبسون شيئا
شعورهم مكشوفة ، لحومهم عارية،
وهم في قمة الفرح والإفتخار بشكل الجسد
وإن تكلمت مع إحداهن …..
يا أختي يا أمة الله،
إن ما تفعلينه تعد على ما شرع لك ربك وتعد للحدود
تجيبك قائلة:
أنا حرة ، هل تريدنا أن نخنق أنفسنا في هذا الحر!!
"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل"
وقال سبحانه:
"ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين"
وإعلموا رحمكم الله انكم مبعوثون يوم القيامة ومحاسبون
وهناك سكنين لا ثالث لهما
سكن بجنة جوارالرحمن
وسكن بجهنم جوار شرار الخلق
إختر لنفسك اي المكانين تريد
فإن كنت تريد الجنة……. فاعمل لها فإن سلعة الله غالية،
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة
إعمل أعمالا يرضى بها الله عليك،
ولا تضع رجلك وبصر إلا في ما يرضي الله، ولا تلتفت لقول البشر
نفسي نفسي
وإن أردت الشقاوة ولا اظن عاقلا يرضى بها،
فاركب هواك وأطع شيطانك فإن جهنم محيطة بالكافرين
حتى المجنون لا يرضى بالنار فإن رآها هرب وفر منها،
فلا تكن أتعس الخلق
هيا أخي وأختي….
فلنقض وقتنا ولنرح أجسامنا في ما يرضي الله عنا
الدنيا ساعة فاجعلها طاعة
وفقني الله وإياكم لما يرضيه،
وجعلنا من الساعين إلى مرضاته، وجعلنا من ورثة جناته
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
محاضرات مرئية ومسموعة
فتاوى تخص الصيف والسفرفتاوى للمسافرينكلمة لمسافرينتوجيهات للمسافرينصور الحملةكتب تتعلق بالحملةمواضيع ذات صلة
17:23 – 2024/06/12: آخر تغيير للنص بواسطة نجم ملكي
عدد مرات تغيير النص: 2
سعد 12
</SPAN>02:03 – 06/12
أيها الأخ المبارك : هذه رسالة كتبتها بمداد الحب وسطرتها وقد سكبت فيها من روحي لعلها تصل إلى روحك .. لا بل تصل إلى سويداء قلبك فتلامس شغافه .. كتبتها وأنا أسائلك أن تصحبني بعقلك الذي يمنعك من ارتكاب كل قبيح , بعيداً عن التشنجات والمغالطات والمهاترات التي لا تغني من الحق شيئاً ..
أيها الأخ المبارك : إن موضوعي معك هو ما تفكر فيه الآن , وتبحث عن مكان يناسبك ويلائمك أنت وأسرتك وربما أعددت العدة له .. نعم هو النزهة والترفيه عن النفس .. إننا لا نعتب عليك بادئ ذي بدء أن تفكر في هذا الموضوع فالنفس مجبولة على ذلك وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ولا نعتب عليك أن تأخذ أسرتك وأولادك في نزهة برية أو رحلة خلوية أو غيرها , وإن غير ذلك يعتبر مصادمة للواقع ولذا عندما لقي حنظلة رضي الله عنه أبا بكر قال له نافق حنظلة , قال أبو بكر : سبحان الله! ما تقول ؟ قال قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة , حتى كأنا رأي عين , فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات , فنسينا كثيراً قال أبو بكر : فوالله , إنا لنلقى مثل هذا , فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت : نافق حنظلة يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وما ذاك؟) قلت : يا رسول الله ! نكون عندك , تذكرنا بالنار والجنة , حتى كأنا رأي عين , فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات , فنسينا كثيراً ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده إن لو تدمون على ما تكونون عندي في الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم , ولكن يا حنظلة ! ساعة وساعة – ثلاث مرات ) إذن لا بد من الترويح عن النفس .. لابد من التخفيف عنها .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة ..
وهنا أخي العزيز يأتي دور الأهواء والرغبات في فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم ( ساعة وساعة ) وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما قال : ( أخاف عليكم اثنتين : اتباع الهوى , وطول الأمل , فإن اتباع الهوى يصد عن الحق , وطول الأمل ينسي الآخرة ).
ساعة وساعة .. نعم ساعة وساعة لكن هل يعني ذلك أنها ساعة للطاعة وساعة للمعصية !؟ هل المراد ساعة لربك , وساعة لنفسك تفعل فيها ما تشاء وتختار !؟ إن هذا المفهوم لا يمكن أن يحتمله كلام النبي صلى الله عليه وسلم , أو أن يفهم منه إذ كيف يتصور أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمعصية ربه , والتعدي على حدوده ؟! وانتهاك محارمه ؟! أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يغضب لنفسه , ولكن إذا انتهكت محارم الله اشتد غضبه , واحمر وجهه .. فكيف يأذن إذاً بالمعصية وهذا منهجه ؟ وهذه طريقته ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .. إن المفهوم الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم ساعة وساعة هو ساعة لطاعة الله عز وجل , وساعة يلهو بلهو مباح كما هو ظاهر الحديث والذي يوافق روح الشريعة الغراء .. يقول الله عز وجل : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [القصص : 77] هاهو ربك عز وجل يأمرك أن تستعمل ما وهبك من المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدار الآخرة { وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والمساكن والمناكح .. فأي دين أعظم من هذا ؟ وأي شريعة أكمل من هذه الشريعة ؟ التي راعت بين جوانب الحياة كلها وأعطت كل ذي حق حقه .
أيها الأخ العزيز : إن الإسلام لا يقف في وجهك حجر عثرة عن التنزه والترفه إذا كان ذلك وفق الضوابط الشرعية التي تكفل لك ولأسرتك السلامة والعافية في الدارين ..
ولكن إذا صاحب ذلك تفريط وإفراط هنا يأتي التحذير والمنع لا من أجل حرمانك من التمتع ؟ كلا , بل من أجل المحافظة عليك من أن تحيط بك السيئات من كل جانب فتهلك فتكون من الخاسرين .. ما أجمل والله أن تكون النزهة عامرة بذكر الله عز وجل والمحافظة على فرائض الله .. ما أجمل أن يكون لك بهذه النزهة عبرة ومدكر فكما أنك لا تبني في هذه النزهة قصوراً ولا تؤمل فيها آمالاً , لأنك على يقين من أن لك داراً في المدينة ستعود إليها .. كذلك فإن عليك أن تعلم أن هذه الدنيا دار فناء وأن لك دار أخرى تنت
</SPAN>
سعد 12
</SPAN>02:05 – 06/12
السؤال
أريد أن أسأل ما هو حكم ذهاب المرأة إلى شاطئ البحر مع زوجها وأولادها متحجبة ومستورة لغرض
الاستمتاع بجو ومنظر البحر فقط بدون سباحة في مكان غير مختلط، ولكن ممكن مشاهدة عائلات وأناس آخرين على مسافة قريبة؟
ماهو حكم ذهاب المرأة إلى ما يعرف بالمصائف العائلية المختلطة (العائلات تكون بجانب بعضهم البعض).
جزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
</SPAN>فلا حرج على المرأة في الذهاب إلى شاطئ البحر ونحو ذلك إذا راعت في ذلك الضوابط الشرعية من الستر ونحوه، ولم يشتمل المكان على
منكرات من الغناء ونحو ذلك، ولا يضر وجود بعض العائلات الأخرى إن لم يترتب على ذلك اختلاط محرم بمعنى أن يكون هنالك تمايز بين الرجال والنساء.</SPAN>
</SPAN>وأما إن كان هنالك اختلاط محرم فلا يجوز الذهاب إلى مثل هذه الأماكن. وما ذكرناه من التفريق بين الاختلاط المحرم وغيره ينطبق على هذه
المصائف العائلية المختلطة.</SPAN>
ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين:70698 ،48092. </SPAN>
</SPAN>والله أعلم.</SPAN>
</SPAN>
</SPAN>
سعد 12
- <LI class=video>
40 وسيلة لاستغلال الأجازة الصيفية/إبراهيم بن عبد الله الدويش
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=90621
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=40744
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=16146
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=29860
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=27271
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=53671
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=74171
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=41780
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=22834
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=12543
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=12553
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…lesson_id=12363
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…;lesson_id=4318
https://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&i…ategory_id=1038
فتاوى تخص الإجازة الصيفية
* لا يجوز ذلك ، لأن هذا خطر عظيم على هؤلاء الشباب ، وفيه تخريب وإفساد لأخلاقهم وعقائدهم وتشكيك لهم في الإسلام .
الجواب :
* هذا أيضاً مما يعظم المصيبة إذ تحيط بالشاب الشهوات مع الشبهات . فيُبتلى بالفواحش والفتن فتفسد أخلاقه ودينه والعياذ بالله [ الشيخ ابن جبرين ] مفاسد السفر إلى الخارج
* أرى أن من أنعم الله عليه بالمال ألا يسافر إلى البلاد الخارجية ، وأما من لم ينعم الله عليه بكثرة المال ، بل ابتلاه بالفقر ؛ فهو ليس بذاهب ، لكن المشكل فيمن أغناه الله ، فأرى ألا يذهب إلى البلاد الخارجية لأن في ذلك مفاسدا :
أولاً : أن أهله سيتغيرون عندما يشاهدونه سواءا تغيروا فجأة أو على المدى الطويل .
ثانياً : أنه كما قال السائل ربما تغطي المرأه جميع بدنها إلا وجهها ، يعني تغطي البدن وتبقي ما فيه الفتنة ؛ لأن إظهار الوجه هو الفتنة في الواقع ، وجمال المرأه في وجهها ، ومحمل الفتنة وجهها ، لا شك في هذا .
ثالثاً : أنه ربما يتأثر في عقيدته وعبادته وأفكاره وأخلاقه لما يرد على قلبه أو يورد عليه من الشبهات والتضليل ، فيخسر بذلك دينه ودنياه .
رابعاً : إضاعة الأموال الكثيرة بما لا منفعة فيه بل فيه مضرة .
خامساً : إثراء اقتصاديات البلاد التي سافر إليها ، وربما يكون في ذلك ضرر على المسلمين .
سادساً : ابتعاد الإنسان عن أهله وبيئته التي لا شك أن بقاءه بينهم أوصل للرحم وأجمع للشمل .
سابعاً : تلك المفسدة الفادحة إذا ذهب الإنسان وليس معه أهله ، فإنه قد يغريه الشيطان بارتكاب الفاحشة وهي الزنا ، والعياذ بالله .
[الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – ]
كيف تستغل المرأة وقتها في الإجازة ؟ وكيف تطلب العلم الشرعي ، نرجو توضيح ذلك ؟
النساء شقائق الرجال ، ويجب عليهن المحافظة على الأوقات كما يجب على الرجال ، والمرأة أشد مسؤولية بالنسبة للمحافظة على الوقت ، لأن المرأة في بيتها ، والنساء والحمد لله اليوم يتمكن من مراجعة الكتب ؛ ففي إمكان المرأة أن تراجع الكتب مرة ، وأن تستمع إلى الأشرطة مرة ، وأن تأخذ بإخوانها الصغار تدرسهم وتعلمهم مرة ، أو تشتري مثلاً مكينة تتعلم عليها الخياطة ، وما أشبه ذلك ، فمجال العمل للمرأة واسع ، كما أن مجال العمل للرجال واسع أيضاً ، ثم إن الدروس – دروس الرجال – إذا كانت في وقت مناسب للنساء أمكن النساء أن تحضر ، وأكثر المساجد اليوم والحمد لله موجود فيها أماكن مخصصة للنساء ، تأخذ المرأة حريتها في هذه الأمكنة ، يمكنها أن تضع عباءتها وتكشف وجهها ، ويمكنها أن تتكئ على الجدار وما أشبه ذلك ، فالأمر واسع والحمد لله .
[الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – ]
الشباب ، وبلا شك عليهم مسئولية كبرى ، وذلك لأنهم غالباً هم الذين معهم ميل إلى اللهو والبطالة ، ومعهم إذا صلحوا قوة في العمل ، وقوة في مواصلة العمل ، فننصح هؤلاء الشباب أن يحافظوا على أوقاتهم من اللهو والبطالة ، وأن يختاروا الصحبة والرفقة الطيبة الذين يعينونهم على الخير ويحفظون أوقاتهم ، ويعينونهم على الأعمال الصالحة ومواصلتها ، وننصحهم ألا يبيتوا طوال ليلهم على سهر أو سمر يقطع عليهم وقتهم ، ويضيع عليهم زمنهم في غير فائدة ..
وننصحهم بكثرة تلاوة القرآن الكريم والحرص على قيام الليل والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فالسفر إلى بلاد غير المسلمين أو إلى بلاد مسلمة يظهر فيها العري والخمور ويكثر فيها الزنا، فتلك بلاد لا ينبغي السفر إليها، وللمسافر أماكنُ كثيرة نظيفة غنية عن تلك الأماكن، والغاية من السفر إن كانت للأمور المحرّمة كشرب الخمور والرقص في المراقص الليلية ومعاشرة العاهرات والجلوس على شواطئ التبرّج والعري فذلك سفر ومقصد خبيث …
ونحن هنا لا نقول للناس : لا تسافروا ولا ترتحلوا، فالسفر كما قيل: فيه سبعة فوائد، ولكن ننصح ونذكّر كلّ من كان هذا قصده وغايته أن يتّقي الله في نفسه، وليعلم أن تلك الأرض التي سوف يذهب إليها هي من أرض الله وخلق الله، وستأتي يوم القيامة تشهَد لك أو عليك، تلك الخطوات والأميال التي قطعت، كلّها والله ستكتب وسوف يشهد عليك يوم القيامة الشهود، ولن ينفعك والله ما متعت به نفسك من متَع زائلة تزول في وقتها ويبقى عليك رجسها ..
المسافر له حالتين :
الحالة الأولى : أن يسافر المرء إلى بلد و لا يعلم متى يعود ، وأنه متى أنقضت حاجته رجع وهذا يعتبر مسافراً ولو طالت مدة بقائه .
الحالة الثانية : أن يصل المرء إلى بلد ويعلم أنه سيمكث فيه مدة معينة معلومة ، وهذا أختلف العلماء فيه على قولين :
وهذه المسألة من مسائل الخلاف التي كثرت فيها الأقوال فزادت على عشرين قولاً لأهل العلم، وسبب ذلك أنه ليس فيها دليل فاصل يقطع النزاع، فلهذا اضطربت فيها أقوال أهل العلم، فأقوال المذاهب المتبوعة هي:
أولاً : مذهب الحنابلة رحمهم الله أنه إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام انقطع حكم السفر في حقه ولزمه الإِتمام .
ثانياً : مذهب الشافعي ومالك : إذا نوى إقامة أربعة أيام فأكثر فإنه يلزمه الإِتمام، لكن لا يحسب منها يوم الدخول ، ويوم الخروج وعلى هذا تكون الأيام ستة، يوم الدخول، ويوم الخروج، وأربعة أيام بينها .
ثالثاً : مذهب أبي حنيفة : إذا نوى إقامة أكثر من خمسة عشر يوماً أتم ، وإن نوى دونها قصر. اهـ .
يقول الحافظ ابن حجر في شرحه لحديث العلاء بن الحضرمي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( ثلاث للمهاجر بعد الصَّدَر ) رواه البخاري (3933) ومسلم (1352) .
( بعد الصَّدَر أي بعد الرجوع من منى ، وفقه هذا الحديث أن الإقامة بمكة كانت حراما على من هاجر منها قبل الفتح لكن أبيح لمن قصدها منهم بحج أو عمرة أن يقيم بعد قضاء نسكه ثلاثة أيام لا يزيد عليها ، ويستنبط من ذلك أن إقامة ثلاثة أيام لا تخرج صاحبها عن حكم المسافر ) . اهـ فتح الباري (7/267)
أن المسافر في هذه الحالة له أن يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين رخصة من الله، وليس هناك تحديد لأيام محددة، بل طالما أنه مسافر عرفًا فيجوز له القصر، يستثنى من ذلك من كانت إقامته طويلة جدًا تقارب أن يكون استيطانًا وليس سفرًا، أما من سافر لقضاء حاجة أو نزهة فالسنة في حقه قصر الرباعية ولو تجاوزت مدة سفره أربعة أيام أو عشرة أيام أو شهر، وهذا القول الذي أفتى به شيخ الإسلام ابن تيميه والشيخ العثيمين رحمهما الله.
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر أنه كان يودع المسافر ويقول: ((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)). وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ابتدأ سفر وركب دابته كبر ثلاثًا ثم قال: ((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل)).
وكان يكبر إذا علا أو هبط، وكان يصلي وهو على دابته صلاة التطوع في السفر يومي إيماءً، وكان إذا نزل منزلا استعاذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسرعة الرجوع من السفر إذا قضى الإنسان حاجته، وقال: ((السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى مهمته فليرحل إلى أهله)). وكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع الرجل إلى داره ليلاً فجأة. وكان من هديه صلاة ركعتين في المسجد قبل أن يبادر إلى بيته.
يلاحظ على كثير م المسافرين أهمالهم للصلاة في الطائرة مع أن الوقت سيخرج بحجة أنه سيصلي إذا نزلت الطائرة
إذا حان وقت الفريضة وأنت في الطائرة فلا تصلها في الطائرة بل انتظر حتى تهبط في المطار إن اتسع الوقت إلا أن يكون في الطائرة محل خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة تستقبل فيه القبلة وتركع وتسجد وتقوم وتقعد فصلها في الطائرة حين يدخل الوقت.
فإن لم يكن في الطائرة مكان خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة وخشيت أن يخرج الوقت قبل هبوط الطائرة فإن كانت الصلاة مما يجمع إلى ما بعدها كصلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء ويمكن أن تهبط الطائرة قبل خروج وقت الثانية فأخر الصلاة الأولى واجمعها إلى الثانية جمع تأخير ليتسنى لك الصلاة بعد هبوط الطائرة.
فإن كانت الطائرة لا تهبط إلا بعد خروج وقت الثانية فصل الصلاتين حينئذٍ في الطائرة على حسب استطاعتك فتستقبل القبلة وتصلي قائماً وتركع إن استطعت وإلا فأومئ بالركوع وأنت قائم ثم اسجد إن استطعت وإلا فأومئ بالسجود جالساً.
أما كيفية صلاة النافلة على الطائرة فإنه يصليها قاعداً على مقعده في الطائرة ويومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود أخفض.
كما أنه لا يجوز للمسافر سفر معصية قد عزم الأمر على المعصية والعياذ بالله وأسرّها في نفسه والله مطلع على مكنون صدره وما هو عازم عليه ونيته، فمثل هذا لا يجوز له الترخص برخص السفر، عند كثير من أهل العلم ؟!!
</SPAN>
على قصب الزبرجد شاهدات … بأن اللـه ليس لـه شريك
وقال آخر:
وان من أسباب التفكر والاعتبار السفر والتنقل بين البلاد والديار. خاصة إذا صاحبه نية صالحة . ولما كان السفر من الأمور المعتادة عند الناس كان لابد من توجيهات مختصرة .للمسافر تكون خفيفة الحمل والمعاني يبين فيها شئ مما يتعلق بأحكامه و إلا فان العلماء قد كتبوا في هذا كثيرا ولله الحمد.فهذه بعض التوجيهات والفوائد راجيا من الله النفع بها :
1- أن يكون عند المسافر علم يدفع به الشبهات .
2- أن يكون عند المسافر دين يدفع به الشهوات .