تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بيان أول نوفمبر بمناسبة الذكرى48 للإستقلال -التاريخ الجزائري

بيان أول نوفمبر بمناسبة الذكرى48 للإستقلال -التاريخ الجزائري

  • بواسطة

بيان أول نوفمبر

هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر 1954

بسم الله الرحمن الرحيم

نداء إلى الشعب الجزائري

أيها الشعب الجزائري .

أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية.

أنتم
الذين ستصدرون حكمكم بشأننا – نعني الشعب بصفة عامة ، والمناضلين بصفة
خاصة – نعلمكم أن غرضنا من نشر هذا الاعلان هو أن نوضح لكم الأسباب
العميقة التي دفعتنا إلى العمل ، بأن نوضح لكم مشروعنا والهدف من عملنا ،
ومقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار
الشمال الإفريقي .ورغبتنا أيضًا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن
توقعكم فيه الامبريالية وعملاؤها الاداريون وبعض محترفي السياسة
الانتهازية.

فنحن نعتبر ، قبل كل شيء أن الحركة الوطنية – بعد
مراحل من الكفاح – قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية ، فإذا كان هدف أي
حركة ثورية -في الواقع -هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية
، فإننا نعتبر أن الشعب الجزائري ، في أوضاعه الداخلية متحدًا حول قضية
الاستقلال والعمل ، أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب
لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها
الديبلوماسي وخاصة من طرف إخواننا العرب والمسلمين.

إن أحداث
المغرب وتونس لها دلالتها في هذا الصدد ، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح
التحريري في شمال إفريقيا . ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة
أول الداعين إلى الوحدة في العمل . هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف
التحقيق أبدًا بين الأقطار الثلاثة.

إن كل واحد منها إندفع اليوم
في هذا السبيل ، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا نتعرض إلى مصير
من تجاوزته الأحداث وهكذا ، فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها محطمة ،
نتيجة لسنوات طويلة من الجمود والروتين ، توجيهها سيء ، محرومة من سند
الرأي العام الضروري ، قد تجاوزتها الأحداث ، الأمر الذي جعل الاستعمار
يطير فرحًا ظنًّا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة
الجزائرية.

إن المرحلة خطيرة .

أمام هذه الوضعية التي
يخشى أن يصبح علاجها مستحيلاً ، رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين
الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة ومصممة ، أن
الوقت قد حان لإخراج الحركـة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع
الأشخاص والتأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا
المغاربة والتونسيين .

وبهذا الصدد فإننا نوضح بأننا مستقلون عن
الطرفين اللذين يتنازعان السلطة ، إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق
كل الاعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية الأشخاص والسمعة ، ولذلك فهي موجهة
فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى، الذي رفض أمام وسائل
الكفاح السلمية، أن يمنح أدنى حرية .

ونظن أن هذه الأسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت إسم : جبهة التحرير الوطني.

وهكذا
نتخلص من جميع التنازلات المحتملة ، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين
الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية ، وجميع الأحزاب والحركات
الجزائرية، أن تنظم إلى الكفاح التحريري دون أدنى اعتبار آخر .

ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي.

الهدف : الاستقلال الوطني بواسطة :

1 – إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الاسلامية.

2 – إحترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني .

الأهداف الداخلية :

1
– التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي والقضاء على
جميع مخلفات الفساد وروح الاصلاح التي كانت عاملاً هَامًا في تخلفنا
الحالي .

2 – تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري .

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.