بِدعة الحرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحرية
تلك الكلمة التي تتمتع بمفعول سحري كبير على عقول أهل هذا الزمان
ذلك الخط الدفاعي الأحمر المزود بخيوط مشحونة تهدد بكهربة كل من يقترب من حماها !

حرية التصرفات ..
حرية الرأي والتعبير ..
حرية المظهر ..

مصطلحات أصبحت أكثر شهرة من حرية الأوطان نفسها !

أنا حر !

كلمة كالصاعقة تهوي على رأسك لو نطقت بكلمة حق ودافعت عن مبدأ وقيمة !

لو سألت مدعي الحرية : لم فعلت هذا ؟
ألجمك وأفحمك بذلك الرد القوي : أنا حر ، وهذه حرية شخصية !!

لماذا تكتب أشياء تغضب الله ؟ >حرية شخصية !
لماذا ترتدي لباسا مخلا بالحياء ؟ >حرية شخصية !
لماذا تتكلم بطريقة تؤذي أسماع العقلاء ؟ >حرية شخصية ! حرية التعبير !
حسنا : لماذا تستخدم خلفيات وصور تغضب المولى وتؤذي عيون الورى ؟ >حرية شخصية !!
وترى شابا وفتاة جالسين على كرسي في حديقة عمومية ويقومان بتصرفات مشينة ..
تسألهما : ألا تستحيان ؟ ألا تخافان من الله ؟
يجيبان برأسين مرفوعين وبنبرة كلها ثقة : حرية شخصية !!!

حرية شخصية !!!

من جاءنا بهذه البدعة ؟ !!!
من اخترع كلمة : أنا حر !

هل قرأ أحدكم في كتب المسلمين الأولين مصطلحات كهذه ؟

بل ..

هل قرأ احدكم في كتاب الله عز وجل من أوله إلى آخره كلمة تدعى ( الحرية ) ؟

من نحن ؟

ألسنا نقر بأننا عباد لله ؟

منذ متى كان العبد حرا يفعل ما يشاء ؟؟ !!!!

من الذي أخبرك بأنك تملك حرية التصرف وأن كلمة الحرية عذر يبرر فعالك ؟ !!

الغيبة ـ النميمة ـ الزنا ومقدماته ـ القتل ـ نشر الفتن ـ ترك الصلاة والتهاون فيها ـ
السب والشتم والقذف ـ الظلم والإيذاء ـ نشر الصور للنساء الكاسيات العاريات
و صور الشباب أتباع الماسونية وعبدة الشيطان ـ
الكتابة الجريئة التي لا تحترم عقول القراء وأدبهم ـ
وعدوا معي جميع التصرفات اللاأخلاقية تحت عنوان : حرية شخصية !!

إذا سلمنا جدلا أو اضطرارا بوجود كلمة " حرية " في قاموس تصرفات البشر

فإني أعرف الحرية بالشكل الآتي :

تعريف الحرية :

هي أن تفعل ما تشاء ، كيفما تشاء ، أينما تشاء ، وقتما تشاء
لكن بشرطين :
دون إغضاب الرحمن وإيذاء الإنسان وسائر المخلوقات .

فـ إن قمت بتصرف تعتقد أنه يخصك وحدك ولم تؤذي به أحدا
كأن تدخن مثلا وتتبجح بمصطلح الحرية الشخصية
فإنك تدرك أن التدخين مضرة ومفسدة وإهلاك للنفس
فإنك بالتدخين أغضبت الرحمن وآذيت نفسك أيها الإنسان
فأين حريتك إذن ؟

أنت حر ما لم تضر !

قاعدة جيدة في مقابل الصرح الشامخ لأنصار الحرية !

وإن الكثير من تصرفات الأحرار تنطوي على مضرة لأنفسهم ولغيرهم !

مهلا مهلا
تذكرت المصطلح الضرغام في قاموس البشرية :

حرية المرأة !

رغم أن أغلب المسلمين ضد هذا المصطلح بألسنتهم
لكن التصرفات تبشر بالعكس النقيض !

وإني لمستغربة من الحرب الضروس التي يعلنها رجل مثقف ضد مصطلح حرية المرأة
بينما نشاهد ابنته المصون تصول وتجول أمام عيون الرجال بشبه خمار ووجه كأنه لوحة زيتية !

يحدث هذا في بلدي وفي الكثير من بلاد المسلمين

إن حريتنا في الإعتقاد
في الآراء
في التعبير
في اللباس
في الكتابة

إن الحرية الشخصية في نظري ما هي إلا حجة تلهج ألسنتنا بذكرها كلما واجهنا ضميرنا
وكلما أردنا الهروب من سطوته دفاعا عن ميولنا وأهوائنا

الحرية الشخصية بدعة مستحدثة وكذبة حمقاء واستخفاف للعقول !

أعزائي المسلمون والمسلمات :

ما دامت أعمالنا تحصى علينا يوميا إلى أن نموت
ثم سيأخذ كل إنسان كتابه بيمينه أو شماله
وسيحاسبنا الله على ما اقترفته أيدينا في هذه الدنيا

فلا داعي لوهم الحرية يا أهل العقول !

لسنا أحرارا في أنفسنا وتصرفاتنا مادام الحساب بانتظارنا

وإن كان للحرية معنى لا بد منه
فهو معنى واحد نفهمه من شريعة الإسلام :

أن الإنسان الحر هو عكس المملوك الذي اشتراه سيده ليسخره في خدمته

فمادمت لست عبدا لبشر مثلك ، فتلك هي حريتك الوحيدة !

حرية الإنسان من استعباد أخيه الإنسان

وما سوى ذلك فمن أهواء العباد ووساوس الشيطان .

ودمتُ ودمتم ودمنا أحرارا من قيود الهوى ورق العصيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.