تأثير السحر

كيف ينبعث الأذى من الساحر إلى المسحور، وكيف تستطيع النفاثات التأثير على أحد الأشخاص؟

1 فمن حيث الظاهر: الساحر في نفثه يسوق الشيطان نحو المسحور؛ ويستخدمه في التخييل إليه بما يرغب من الخيالات.

2 ومن حيث الباطن: الشيطان يستخدم الساحر فيتوصَّل بواسطته إلى المسحور، فيخيِّلُ إليه ما يشاء مما فيه إيقاع الأذى وإنزال الضرر، وبشيء من التفصيل نقول:

إن الساحر عندما يتَّجه إلى المسحور يسري شعاع نفسه إليه، فينتهز الشيطان هذه الفرصة ويسري في ذلك الشعاع ويدخل فيه على المسحور، وهنالك يخيِّل له ما يشاء من إنشاء روابط، أو نقضٍ، أو حلّ للعلاقات القائمة.

والحقيقة كل الحقيقة: أن الساحر لا يُمكَّن من سَوْق الشيطان. وكذا الشيطان لا يستطيع استخدام نفس الساحر، إلا إذا كان المسحور امرءاً ظالماً من قبلُ مستحقاً لذلك الأذى الذي يشترك الشيطان والساحر في إيقاعه عليه. قال تعالى: {…وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} سورة البقرة (102).

وإذاً الشهوة الخبيثة التي تتولَّد في نفس الإنسان عند إعراضه عن الله، وذلك الأذى الذي ينبعث منها ويوقعه المرء بغيره؛ هو الذي يعيد على الإنسان عمله فيجعل هذين الشريكين الخبيثين يتسلَّطان عليه ويسحرانه، ولو أنه كان مُقبلاً على الله لما فعل شرّاً، ولما ناله منهما ضرر ولا أذى.

فالإقبال على ربِّ الفلق، والالتجاء الدائم إليه، يحفظ الإنسان من كلِّ الشرور ويدفع عنه جميع ما يكره وما قد يقع عليه من السوء والضرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.