شبابنا و ال emo -مشاكل و حلول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الذي سوف اتطرق له الان اصبح لا يخفئ علئ احد مشاهدته او مصادفته واقعيا و هو في الحقيقة عادة دخيلة علينا فرضت نفسها علئ فئة اقل مايقال عنها انها في مرحلة تحول حذر دعونا نتكلم عن الشباب العربي والمسلم، الذي يُعاني الفراغَ وعدَمَ الثقة بالنفْس، ويلجأ إلى تقليد الغرب في كل شيءٍ، حتى – أحيانًا – لا يعرف هذا التقليد، وهذا اللبس، وماذا يعني، وإلى أين سيقوده؟!

وكأننا بلا هُوِيَّة وبلا عقيدة وبلا شخصية؛ لذا يسعى – للأسف – البعضُ من شبابنا وبناتنا العربيات والمسلمات بتقليدٍ أعمى لما يجري في الغرب.

ففي السبعينيات كانت ظاهرةُ الهيبز، وهو الشباب (المتحرِّر)، يتصرف ويلبس دُونَ قَيدٍ، ثم تطوَّر الأمر إلى البانكس بالثمانينيات، واليوم ظاهرة الإيمو.

ونجد شبابَ الإيمو في بعض "المولات" والمَطاعم – وللأسف هم عرب ومسلمون – ويقلِّدون شباب الغرب تقليدًا أعمى؛ فمَن هم الإيمو؟ وما هو تفكيرهم وطريقة لبسهم؟ وأين يوجدون؟

إذا نظرنا إلى تاريخ ثقافة "الإيمو"، فقد أتَت كلمةُ Emo اختصارًا لـEmotion الإنكليزية، والتي تَعني الانفعال والإحساس.

بدَأَتْ كتيَّار موسيقيٍّ في موسيقى الهارد روك في أوائل الثمانينيات، لتتحول في بداية الألفية الثالثة إلى Life Style لجماعات معينة، بدَأَت تظهر هذه الجماعات في واشنطن.

ويَعتبر علماء الاجتماع أنهم تطوُّرٌ طبيعي لجماعات البانكس punk شبه المنقرضة.

تتميز جماعة الإيمو أولاً بأن معظم أفرادها من المراهقين الذين لا يتجاوز عمرهم الـ17 سنةً، لهم طريقةُ معيشةٍ خاصَّةٌ بهم، ولباسٌ معيَّنٌ، وموسيقا يتميزون بها.

كيف تبدو شخصية الإيمو؟
الإيمو عاطفيُّون وحسَّاسون بطبعهم، يميلون إلى الكآبة والبكاء، مكسورُو القلبِ، ويميلون إلى الحب غير المتبادل، ويقولون: إننا دائمًا منبوذون من مجتمعنا؛ لأن لا أحد يستطيع فهمنا.

وخشي علماء النفس – في بداية ظهور هذه الحركة – على المراهقين من الضرر النفسي أو الجسدي، الذي قد يلحق بهم؛ نتيجةَ كآبتهم الدائمة، والخشية من ميلهم للانتحار.

لكن الإيمو يَصفون أنفسهم بأنهم طيِّبون من الداخل، لا يميلون إلى العنف، ويبتسمون كثيرًا بابتسامتهم الحزينة تلك.

ولا زال الجدل قائمًا حول حقيقة نفسيتهم النَّزَّاعة للحزن، وكثرة أحزانهم التي تجعلهم يميلون للانتحار، وشق أنفسهم بما هو حادٌّ، حتى ولو لم يكونوا يريدون الانتحار، وإيمو شخصية شاعرية، نزَّاعة لكتابة الشعر وسماعه، يعالج شعرُهم ارتباكَهم، والكآبةَ، والشعورَ بالوحدة، والغضبَ الناتجَ عن عدم قدرة الأشخاص العاديين على فهم مشاعرهم.

والقاسم المشترك بين المؤلفين هو الشعور بأن الحياة هي الألم، لكنهم الآن في تطوُّر كبير، وأعداد كثيرة، وبأعمار مختلفة، كبارٌ وصغارٌ، ولهم شعارات مختلفة وغريبة جدًّا، ونجدهم أيضًا بالرسوم المتحركة، وكذلك الإنمي والمانجا.

ما هي موسيقا الإيمو؟
نوع من أنواع الموسيقا، الذي ينتمي إلى الروك والميتال، وتتحدث حول الألم والحزن، وكلماتها الحساسة، وقد لاقى العديدَ مِن الانتقاد؛ نظرًا لافتقاره إلى اللحن الغنائي.

ماذا يلبسون؟
الجينْز الضيِّق والقميص الضيِّق، يحمل علامة الإيمو، أو أحد شعارات فرق الروك – إيمو، غالبًا ما يكون أسودَ ذا مربَّعات بيضاء وعلامات زهريَّة، وكذلك الجواكت ذات الزرّ السفلي الوحيد المسدود، ويضعون الحلقان في كافة أعضاء الجسد، والكثيرَ من الأساور، والنظارة ذات الأطراف العريضة السوداء.

ما هي ثقافة الإيمو؟
هذه الثقافة يتبعها العديد من المراهقين في أمريكا الشمالية عادةً، كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم، فقد اشتُهر عنهم كتابةُ الأشعار الحزينة منها، ويعيشون حياتهم في حزن دائم.

أما البعض منهم يكونون – في العادة – متشائمين، أو يضخِّمون جدًّا من المشاكل الصغيرة التي تَحدث في حياتهم، حتى لو كانت يسيرة.

كيف يعيشون؟
يتسكَّع الإيمو في شوارع المدن الغربية (ليلاً)، بمفرده أو بصحبة أحد أفراد جماعته، بوجه كئيب، غالبًا ما تراه باكيًا، يصعب التفريق بين الإيمو الفتاة والإيمو الصبي، فكلهم Emo-kids ولا يفرقون بين الجنسين، يتميزون كذلك باللونين الأسود والزهري، وتخطيطٍ أسودَ حول العيون؛ لتظهر كبيرةَ الحجم كما في بعض الأفلام الأمريكية (أفلام الأنيمي)، أما الشعر فغالبًا يكون لونه أسود، والذي ينساب على طرَفَي الرأس بموديل آسيوي حديث، ومن الخلف غالبًا ما يُثبَّت في الهواء، وقد يحتوي على خصلات زهرية.

الإيمو ليس لهم ديانةٌ محدَّدة، فهم مِن مختلِف الأديان، يَجمعهم التشاؤُمُ والعزلة، دون النظرة التفاؤلية.

هذا الأمر – بحد ذاته – هو بعيد عن منهج الإسلام في الحياة والهدف من وجود الإنسان على الأرض؛ لأن ديننا الإسلامي الحنيف يَحثُّنا على التفاؤل، ويدعو إليه؛ لأن الإنسان هو خليفة الله في الأرض، وعليه يقع واجب الإعمار والرقي، فإذا كان شباب الإيمو يدعون إلى الانتحار والعزلة والتشاؤم، فهذا لا يجوز في شرعنا الإسلامي.

فالمسلم يجب أن يكون لديه أمل، ويتجاوز المحن أيًّا كانت؛ كما ورد في قوله – تعالى -: ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر : 56]، ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف : 87].

ومن هنا دعوة إلى شبابنا وبناتنا: احذروا التقليد الأعمى للغرب في كل شيء، وما يجب أن نقتدي به هو تطور الغرب وعلومه، لا الصراعات والظواهر الغريبة والموضة والتحرر اللا أخلاقي، والبعيد عنَّا فكْرًا ومنهجًا وعقيدةً، ولا ننسى دور الأسرة في توعية أبنائها؛ كونَنا مسلمين، لنا شخصيتنا التي تعطينا مبرِّراتِ أن نَقُود ولا نُقَاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.