طفلك والتدخين السلبي -رعاية الطفل



يعتبر الأطفال من أكثر الفئات عرضةً للتدخين السلبي، عندما يدخن آباؤهم أو أحد أفراد أسرتهم في مكان مغلق مثل البيت أو السيارة، كما نجدهم كثيراً ما يرغبون في تقليد آبائهم. ولعل المشكلة هي ابتسامة الآباء مزهوين أمام مشهد ابنهم الصغير الممسك بعقب سيجارة!
ولكن، كيف نوجّه الطفل بأن التدخين مضر بالصحة وأنه عادة غير مستحبة، عندما يكون الأبوان أو أحدهمـا مدخناً؟

يهوى الطفل تقليد أبويه، ولعل أول خطوة يقدم عليها، إذا كان والداه مدخنين هو التدخين، فيعجبه الأمر ويجربه مرة بعد مرة. وهنا، ان لم تسارع الأم إلى ردع هذا التصرّف، فستقع في مشكلة حقيقية!
وكذلك، هناك التأثير السلبي بالقدوة الذي يحدث عندما ينظر الطفل إلى أبيه على أنه صورة للرجل المثالي، وطالما أنه مدخن فسوف ينمو في عقله وذهنه أن الرجل المثالي مدخن. ولذا، لا نستغرب أن يعمد الطفل إلى التقاط عقب السيجارة التي يرميها والده، ويقلّد أباه في استعمالها.

التدخين السلبي

يعرّف التدخين السلبي باستنشاق المرء دخان السجائر بدون أن يكون مدخناً، والأطفال هم أكثر الفئات عرضة للتدخين السلبي عندما يدخن آباؤهم أو أحد أفراد أسرتهم في مكان مغلق كالبيت أو السيارة، لأنهم يستنشقون ملوثات هوائية أكثر بالمقارنة مع أوزانهم. ويتعرض الأطفال للأضرار نفسها التي يتعرض إليها المدخنون، وقد ثبت ارتباط الربو عند الأطفال بتدخين أهلهم. فهم لا يستطيعون التعبير عن شكواهم من التدخين بشكل واضح، وإذا حدث وشكوا فإن شكواهم كثيراً ما تقابل بالتجاهل. كما انهم أقل قدرة على الانتقال من المكان العابق بجو الدخان، وأقل استيعاباً لخطر التدخين.
ومما لا شك فيه أن تدخين أحد الأبوين أمام طفله يؤثّر عليه نفسياً، علماً أنه إذا كان الأبوان أو أحدهما مدخناً يكون طفلهما أكثر احتمالاً لأن يكون مدخناً عندما يكبر، وذلك بالمقارنة بالطفل الذي لا يدخن أبواه حيث إنهما يمثّلان قدوة حسنة بالنسبة له.

نصائح…

يمثّل الإقلاع عن التدخين أفضل حماية لطفلكما، لتجنيبه الآثار الضارة للتدخين السلبي. ولكن، إذا كان أحدكما يدخن ولا ينوي الإقلاع عن هذه العادة في وقت قريب، فمن المهم أن يحمي طفله من الآثار الضارة للتدخين السلبي.
وهذه بعض النصائح المفيدة:
> لا تدخّنا أمام طفلكما، لأنه قد يعتقد أن التدخين عادة محببة. لذا، يفضل أن تدخنا خارج البيت، أما إذا كان هذا الأمر غير متاح فيمكن تخصيص حجرة للتدخين لا يدخلها طفلكما على الإطلاق، أو التدخين على الشرفة، مع إحكام غلق بابها.
> لا تدخنـــا فـــي السيــــارة، خصوصاً إذا كان طفلكما معكما.
> حاولا دائماً الجلوس في الأماكن المخصصة لغير المدخنين في المطاعم.
> لا تسمحا للضيوف بأن يدخنوا في بيتكما، ومن الأفضل عدم وضع منافض، لكي يفهم الضيف عدم رغبتكما في أن يدخن.
> إذا دعي طفلكما لزيارة أحد أصدقائه، يمكنكما أن تطلبا من أصحاب البيت عدم التدخين أثناء وجوده، خصوصاً إذا كان حساساً للدخان. ولا تخجلا من فعل ذلك، لأنه يقع في مصلحة ابنكما.

خطوات عملية

ربما من الصعب على أية أسرة حماية أطفالها من التدخين، خصوصاً إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مدخناً، ما يعزّز من فرص تقليد الأولاد لهما. وللأسف، إن كثيراً من الأطفال لا يتقبلون النهي عن سلوك سلبي مثل التدخين، في الوقت الذين يرون أو يعلمون أن والدهم يدخن، ولسان حالهم يقول: «ما دام ضاراً، فلماذا لا يتوقف عنه أبي!».
ومن المفترض أن يحرص الوالد المدخن على عدم التدخين أمام أطفاله، ولكن في الوقت نفسه لا ينتقد التدخين ولا المدخنين، لأنهم سيعلمون بأمره عاجلاً أو آجلاً، مما سيجعله يبدو في أعينهم منافقاً أو كذاباً يقول شيئاً ويفعل شيئاً خلافه! كذلك، من الضروري أن تكون هناك جلسات مصارحة بين الوالد المدخن وأطفاله، بعد أن يعلموا بمشكلة التدخين لإيضاح معاناته لهم، وأنه يتمنى الإقلاع عن هذه العادة ولكنه
لا يستطيع، كما يفترض أن يحاول طلب أفكار تساعده في التوقف أو الإقلاع عن التدخين، ويأخذها بجدية ويكون صريحاً لو فشل، ويبين أن عدم القدرة على التوقف عن التدخين من المشكلات المرتبطة به أيضاً.

هام للوالدين…
> يجب أن لا يدخن أحدكما وهو يحمل الطفل بتاتاً.
> لا تتركا السيجارة مشتعلة أبداً.
> ضعا الولاعات والكبريت في أماكن بعيدة عن متناول طفلكما، لأنه قد يحرق بها نفسه.
> تخلّصا في الحال من بقايا السجائر، التي قد يحاول الطفل الصغير وضعها في فمه أو بلعها.

الأمراض الصدرية
اصطحبي ابنك إلى عيادة الأمراض الصدرية، واطلبي من الطبيب أن يشرح له أخطار التدخين، وأن يريه بعض الصور لرئات مدخنين وغيرها من المعلومات الطبية التي ربما تؤثر فيه أكثر مما لو قلتها له.

هذا المقال ماخوذ من مجلة سيدتي عن الاختصاصية في علم الطفولة ميسون حداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.