عيّنة من الآباء في مجتمعنا -الأمومة و الطفل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ربما قد يرى البعض أنّ ما سأكتب صارف عن الحق لكن أرجو أن ينظر إليّ الإخوة بعين الإنصاف و ما أحوج الخيمة إلى استبدال سوء الظن بالوئام و الوفاق و إنّي لا أيأس من أن يعود ذلك الجو الجميل إلى هذا المكان المُبارك و الله المستعان .

الأب الأوّل :

عمّي عبد القادر أب صارم أجدني أخاف من رؤيته بالرغم من كونه جاري فقط بسبب ما رأيت و سمعت فسالف الذكر يستيقظ على الساعة السادسة صباحا و لا يسمح لأحد من أبنائه التواصل مع الراحة عبر الفراش بعد الساعة السابعة و يُسندُ إلى نفسه مهام الإشراف على عملية تناول أولاده لفطور الصباح مع تشديد اللهجة و الحث على ضرورة قول :بسم الله قبل الأكل و الشرب …في حُدود الساعرة العاشرة نجده بالمطبخ يُراقب المعايير و ربما هو من يحدّد كميّة الطماطم و التوابل و عندما يحل موعد الغذاء يقوم بمناداة الجميع فالويل لمن تأخر ….طبائعه فاسدة جدا أثناء الأكل فعوض أن يهضم بطمأنينة يُكثر النقد و العتاب و يفرض على الجماعة أكل ما لا يشتهونه و يُكثر من الملاحظات ….في المساء يطلب من ابنه الشروع في عملية المراجعة و التحضير فبعد مرور أقل من ساعة يأتي ليتفقد أدوات فلذة كبده و يعيد تفحص الكتب و المحفظة ناهيكم عن الصراخ و الملامح التي لا تبعث على الخير …إن طلب مازن من أمّه تحضير المقروط أو لخفاف سيأتي والده في حالة هيستيرية طالبا من زوجته صرف النظر عن طلب ابنيهما نظرا لغلاء سعر الزيت و أخيرا عليّ ذكر النتائج "
الزوجة مريضة بمرض "ارتفاع ضغط الدم و عمّي محمد أثر عليه مرض السكري و أبناؤه الذكور يعانون من البطالة و ضعف في الشخصية نظرا لمستواهم التعليمي الذي لم يتعد السنة الأولى ثانوي ……..

الأب الثاني :

عمّي ابراهيم أب حنون و مرح يعامل أبناءه كصديق حميم لهم يوفر لهم جميع الإمكانيات التي تؤهلهم للتمكن من إفادة أنفسهم مستقبلا و يعمل جاهدا على زرع بذرة حب طلب العلم بأساليب متحضرة و لا يتسامح مع أيّ كان في حال ارتكب خطأ و من بين بين الأمور التي نالت إعجابي هي الثقة التي يمنحها لأولاده و المراقبة من بعيد فالنتيجة هي كالآتي "
الابن الأول طبيب و الثاني طالب جامعي و أما الثالث فلم يسعفه الحظ لإتمام مشواره الدراسي فتعلم حرفة جميلة جدا و هي ميكانيك السيارات …المغزى من الحكاية واضح جدا وضوح الشمس

الأب الثالث :

عمّي الميسوم أب خارق للعادة لا يعرف شيئا عن أبنائه و همه الوحيد الأكل و النوم و الخروج من البيت في ساعة مبكرة و العودة إليه في ساعة مبكّرة و تصوروا أنّه إذا سُإل عن الطور الذي يدرس فيه أحد أولاده لا يعرف …غريب جدا و النتيجة كما يلي :
الابن الأول محمّد صاحب ديسك جوكي و أمين تقني سام في علوم الزطلة و المهلوسات و عبد النور الصغير يتعلم الرقص حاليا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.