لسنا راضين …..بقلمي

في مقاله: إلى المسلمين من شاعر مسيحي
قال جبران خليل جبران في وصفه لكرهه لدولة العثمانية وحبه للعثمانين:
لا أحب العِلة ولكني أحب الجسد المعتل…
عند قراءة هذه الكلمات جالت في فكري فكرة واحدة…
أيعقل أن تنطبق علينا نحن الجزائريون مقولة جبران خليل جبران…
فنحن نحب الجزائر بل نعشقها ونقدس ونحترم كيان الحزب الذي يحكمها…
لكننا لسنا راضين بل كارهين لشخص الساسة الذين يحكمونها…
نحب الجزائر ولانحتاج لمبرر لهذا الحب…
نحبها وفقط…فحب الوطن يٌولد معنا…
بل أبعد من ذلك
أعتقد أنه مثله مثل حب الأم يتشكل بتشكل قلب الجنين في رحم أمه…
ونحترم تاريخ الحزب الذي يحكمها – جبهة التحرير الوطني-…
فباختلاف الأجيال وعلى مر السنوات كان أكثر حزب يحظى بالشعبية لدى غالبية الجزائريين
ليس لأنه الأفضل…
بل لأن التاريخ سجل أن هذا الحزب كان له فضل كبير على الجزائريين…
فهو الحزب الذي أطلق مؤسسوه شرارة الثورة الجزائرية…
وبفضل تضحياتهم العظيمة وشجاعتهم وحكمتهم يومها نحن اليوم ننعم بالاستقلال و الحرية…
فكيف لنا أن نكرهه ونحن المعرفون بالوفاء و الولاء لمن كان له الفضل علينا…
بعد مرور أكثر من 51 سنة على الاستقلال بالرغم من احترامنا وحبنا لتاريخ هذا الحزب
نحن غير راضيين عن أداء قادته…
لسنا راضين
لأن تطلعاتنا أكبر من الذي يفقهوه
ولأن إمكانياتنا الكبيرة نتائجها المٌنتظرة أقل من الذي قدموه
ولأن الذي نهبوه اليوم أضعاف ما استحقوه
ولأن التاريخ الذي صنعوه بأنفسهم قد نسوه
و لأن الجزائر وأهلها يستحقون أكثر من الذي نالوه

**

فكيف لنا أن نحل هذه المٌعضلة
كيف يٌمكننا كجزائريين أن نفصل اليوم بين حبنا لكيان الحزب الذي نفخر به وبين كرهنا وعدم رضانا عن أداء مسيريه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.