مهم جدا اعلان توظيف


لعل الواحد منا يرى نفسه أبعد ما يكون , وأنزه عن هذه السرقة بينما يكون موغل فيها وهو لا يشعر … قال الله تعالى : " يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " .

إن بينك أخي الموظف وبين الدولة عقداً مبرماً , ومن الأمانة الوفاء بهذا العقد بكل شروطه .. ومن شروطه الدوام بمعدل معين لا ينقص ولا يزيد ..
ولو أنك مطالب ( 6 ساعات يومياً ) فإنه من الخيانة للأمانة إنقاص هذا الوقت ولو دقيقة واحدة , مع الأخذ في الاعتبار أن ساعات العمل أنت متعبد لله تعالى بها حتى لو افترضنا أنه لا يوجد فيها عمل أبداً , فيكون المحافظة على الحضور من الساعة المطلوبة , والانصراف في الوقت المسموح به عمل بحد ذاته , ولا يحق لك التفريط في دقيقة واحدة منه .
ولكي تدرك أخي الموظف مدي خطورة هذا الأمر ونتائجه تابع هذه العملية الحسابية البسيطة :
لو كان راتبك ( 9000 ريال ) تقريباً , فإن ساعة العمل تكلف ( 50 ريالاً ) تقريباً , وهذا يعني أن قيمة كل ( دقيقة ) في العمل ( ريال ) تقريباً , وعلى هذا فالمتأخر ( 5 دقائق ) في الحضور يكون قد أخذ ( 5 ريالات ) بلا وجه حق , والمتقدم ( 5 دقائق ) في الانصراف قد أدخل ( 5 ريالات ) بلا وجه حق .
ولا تستخف بهذه العملية , فإن ( نصف ريال ) من وجه غير مشروع عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة , ومن عواقبه :
1- حرمان إجابة الدعاء ( مطعمه حرام ومشربه حرام فأنى يستجاب له ) .
2- محق البركة من المال .
3- إصابة الرزق بآفات مثل : صرفها عند الأطباء بلا فائدة , أو تعرضها للسرقة , أو الخسارة , أو …

أختي الموظفة .. أخي الموظف :
إن إضاعة أوقات الدوام في الأحاديث الشخصية , أو الخروج لمشاوير خاصة ( أو العودة للمنزل وقت العمل ) أو التأخر في الحضور , أو التقدم في الانصراف , أو أخذ إجازة مرضية بلا مرض حقيقي , أو إجازة اضطرارية وأنت غير مضطر , أو الاستئذان بغير حاجة , أو اختلاق الأعذار للغياب … كل ذلك مما لا يحل لك شرعاً , ويعرضك للمال الحرام , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أيما جسم نبت من سحت فالنار أولى به " .. فهل ترضى بهــذا ؟؟؟ !!!
تنبهي أيتها الموظفة .. تنبه أيها الموظف : وتأكد أن الرقيب عليك ..
هو الله عز وجل .. وتذكر :
1- كثرة المرتكبين لأمر ممنوع لا يبرر لك فعله , ولا ينجيك من المساءلة يوم القيامة .
2- انطلاقاً من حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك " يجب على كل موظف إبراء ذمته أمام الله , وذلك بالقيام بالمطلوب منه على أكمل وجه حتى لو ظهر له أن الذي أمره بذلك لا يطبق ما أمر به , فكل عليه وزره , وكل نفس بما كسبت رهينة , واعلم أن تقصير غيرك لا يبرر تقصيرك .
3- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع , فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئاً , فإنما اقطع له قطعة من النار " . فمن نمق عباراته في الحصول على إجازة اضطرارية , أو غيرها , وهو يعلم في قرار نفسه أنه كاذب لا يستحقها , وليس الأمر كما قال , فإن هذا من الاقتطاع المحرم , وسيسأل عن ذلك في يوم " يسأل فيه الصادقين عن صدقهم " فكيف بالكاذبين ؟؟؟
قال الله تعالى : " ستكتب شهادتهم ويسألون " .
نسأل الله عز وجل .. أن يهدينا جميعاً , ويصلح شؤوننا , ويطيب مطعمنا , ويقضي حاجاتنا , ويعيننا على ما ابتلانا به من المسئولية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. سبحانك ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين , والحمد لله رب العالمين

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.