وعاشروهن بالمعروف -الحياة الزوجية

إن المعاشرة بالمعروف حق واجب لكل زوجة على زوجها، فإن لم تعاشر زوجتك بالمعروف تأثم .. قال تعالى {.. وَعَاشِروهنَّ بِالمَعروفِ..} [النساء: 19]

لذا يجب على كل زوج أن يتواصى بهذه الأمور مع زوجته:
1) الإعتراف بفضل الزوجة .. فليس من شيَّم الرجال إنكار الفضل، وانظر إلى وفاء النبي salla لأمنا خديجة رضي الله عنها حتى بعد وفاتها ..

) الإعتراف بفضل الزوجة .. فليس من شيَّم الرجال إنكار الفضل، وانظر إلى وفاء النبي salla لأمنا خديجة رضي الله عنها حتى بعد وفاتها ..

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فيقول "إنها كانت وكانت وكانت وكان لي منها ولد" [متفق عليه]

وللزوجة فضل عظيم جدًا على زوجها، فبدونها لا تستقر حياته .. وقد قال الرسول "من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه" [رواه أحمد وصححه الألباني] .. وقال أيضًا "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني] .. فعلى الزوج أن يقدِّر جهد زوجته ويتفنن في شكرها بالثناء والدعاء وتلبية رغباتها.

2) كن رفيقًا بها .. كان النبي salla يقول "رفقا بالقوارير" [أخرجه البخاري بمعناه، جلباب المرأة (33)] .. وقال salla "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" [متفق عليه]

فليس من الرفق أن ترفع صوتك عليها وتعاملها بشدة وغلظة، إنما الرفق أن تناديها بأحب الأسماء إليها .. فالرفق يزيد من الحب والوئام في الأسرة، فيتربى الأبناء تربية سوية ولا يعانون من المشاكل النفسية التي يعاني منها الكثير من أبناء المسلمين بسبب عدم وجود الرفق في أسرهم.

) التدليل والمداعبة .. فإن النساء تُحب الثناء والدلال، وقد كان النبي يُدلِل عائشة رضي الله عنها ويقول "يا عائش" و"يا حميراء" كناية عن حُمرة وجهها.

4) الصبر والأناة والحلم .. قال رسول الله "ما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر" [متفق عليه] .. فعليك بالصبر والحلم وأن تتصرف بحكمة، وألا تغضب وتجزع مع أول مشكلة.

) اعفُ يُعف عنك .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التغابن: 14]

فإذا اخطأت زوجتك في حقك ..

اعفُ عنها ولا تعاتبها .. ثمَّ اصفح، بأن تفتح معها صفحة بيضاء جديدة .. ثمَّ اغفر، فتنسى كل ما مضى وتمحوه ولا يكون له أثر في قلبك حتى يغفر الله لك ..

وإن لاحظت خطئًا أو تقصيراً غير مؤثر .. فلتتجاوز عنه وتنبه بالحسنى بدون أسلوب مُنفِّر .. وليس كل خطأ يُحاسَب عليه المخطيء، بل تغفر بعض الزلات.

) لا يُعاقب ولا يُحاسب ولا يُعاتب .. فهذه هي صفات المؤمن الذي عرف ربه.

7) راضيها .. عن أنس قال بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي وهي تبكي فقال "ما يبكيك ؟"، فقالت: قالت لي حفصة إني ابنة يهودي، فقال النبي "إنك ابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك ؟ ثم قال اتقي الله يا حفصة" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فتأمل كيف رضاها النبي ، وأثلَّج صدرها بالكلام الطيب.

8) اعدِّل ولا تظلم .. قال رسول الله " لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها غيره" [صحيح الجامع (7741)] .. فمن الممكن أن يتغافل كلاً منهما عن أخطاء الآخر في كل شيء، إلا حقوق الله عز وجل ..

واحذر من الظلم .. لأن الرسول قال "الظلم ظلمات يوم القيامة" [متفق عليه] .. ومن ظُلمها أن تظل تهددها طوال الوقت بالطلاق أو التعدد، على الرغم إنهم من الحقوق التي شرعها الله عز وجل للرجل ولكن إذا اتخذهما سوطًا للتهديد يكون قد إستخدم الحق في غير موضعه؛ لأنه بذلك يؤذي زوجته نفسيًا، وإنما عليه أن يوفر لها الأمان والاستقرار النفسي.

) أحسِّن الظن بها .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ..} [الحجرات: 12] ..

فأحسن الظن بها حتى تعاملك هي كذلك،لأن الشك عندما يدخل البيوت فإنه يُدمِّر العلاقية الزوجية بين الزوجين.

10) عدم السخرية .. قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُن ..} [الحجرات: 11] .. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فلا تسخر من زوجتك ولا تنتقدها إنتقادات جارحة، لأن الإنتقادات الجارحة تُولِّد الكره مما يؤدي إلى الطلاق بعدها

) املأ فراغها .. فواجب على الزوج إشغال وقت زوجته بما يعود على بيته بالنفع والفائدة، كأن تذهب لحلقات تحفيظ القرآن أو تعلم ما يُفيدها .. ولا تتركها لتعاني من الفراغ فتقع في القيل والقال والغيبة والنميمة.

فعليك أن توفر لها الجو الإيماني .. فتساعدها في طلب العلم بأن تسمح لها بالذهاب لدور تحفيظ القرآن ودروس العلم ولا تمنعها من ممارسة الدعوة بين أخواتها، حتى تشاركها في الأجر.

12) عدم التدخل في شؤونها الخاصة .. كالأمور الخاصة بينها وبين أهلها ولا يحبون أن يطلِّع عليها أحد، وقد قال "من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" [رواه مالك وأحمد وصححه الألباني]

13) شاورها فيما يخصها .. شاورها في الأمر ولا تلغي شخصيتها.

14) حافظ على غيرتها .. فلا تذكر إعجابك ببعض النساء أمامها.

15) الإصغاء لها والتحدث معها ..

16) لا تعدد العيوب ولا تحصِّ الأخطاء .. فعلى المؤمن أن يشغل نفسه بعيوبه فقط، ولا ينشغل بعيوب الآخرين.

17) قف معها في وقت المحن .. لابد أن تكون رجلاً معها في وقت المحن، فتقف بجانبها وترعاها وتحميها.

18) مراعاة حالتها النفسية .. وعدم الإثقال عليها بالطلبات، بل يُخفف عنها ويساعدها.

ولنا في نبينـــــا الأسوة الحسنة .. عن الأسود قال سألت عائشة ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة أهله) فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . [رواه البخاري] .. وسُألت عائشة ما كان النبي يصنع في بيته، قالت: ما يصنع أحدكم في بيته يخصف النعل ويرقع الثوب ويخيط. [صحيح الأدب المفرد (540)]

) لا تدعُ عليها بل ادعُّ لها .. قال رسول الله "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم" [رواه مسلم]

20) إظهار الحب والإعجاب لها .. فعليك أن تُكثِّر من كلام الحب والثناء والإعجاب لها، لأن هذا الكلام يُثلِّج الصدور وينشر الحب والمودة في بيوت المسلمين.

ولقد كان النبي يُظهِّر حبه لعائشة رضي الله عنها حتى في غيابها، عن عمرو بن العاص أن النبي بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك ؟، قال "عائشة" . قلت: من الرجال ؟، قال "أبوها" [متفق عليه]

فلتحرص على تنفيذ هذه الوصايا على أرض الواقع حتى تلتئم بيوتنا وتكون حقًا بيوت سعيدة،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.