مِن شهداء الجلفة

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " الأحزاب الآية 23.[/align]

[align=center]الشهيد حاشي عبد الرحمان

هو حاشي عبد الرحمان بن عبد القادر و أمه فاطنة ابنة عثمان، ولد سنة 1917 ببلدية مسعد (الجلفة) توفي أبوه و تركه يتيما صغير السن تولى رعايته جده حاشي محمد بن الحاشي الذي علمه مبادئ القرآن الكريم ثم أرسله إلى زاوية الهامل حيث حفظ القرآن الكريم ليشرع بعدها في تعلم الفقه و اللغة و الآداب على يد شيخه قاسمي بن عزوز الهاملي و أصبح من أهل الفتوى في ربوع هذه البلاد حتى قال عنه شيخه " إنني لا أحرج من أي سؤال في علوم الفقه و اللغم ما عدا سؤال حاشي عبد الرحمان" أي أن سؤاله ليس بالبسيط ، كما يدل على عمق ثقافته و غزارة علمه.

حمل في طيات فكره قضية الجزائر و معاناة الشعب الجزائري آنذاك فساهم في تأسيس "حركة الانتصار للحريات الديمقراطية " بالجلفة و تنظيم الخلايا الحزبية و تعليم الأناشيد الوطنية كنشيد (موطني ).

اشتغل مدرسا متطوعا في مدرسة " الإخلاص" التي أنشأتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالجلفة و هذا من أجل إيصال أفكاره الثورية إلى الشباب و تكوين المناضلين و إعدادهم إعدادا جيدا لاحتضان الثورة.

عند حلول سنتي 1954 و 1955 قام حاشي بجمع المال و اللباس و حتى السلاح مما أثار غضب أذناب الاستعمار فزج به في سجن الأغواط سنة 1955 ليطلق سراحه فيما بعد، و في أوائل سنة 1956 سجن مرة ثانية بسجن الجلفة و عقب إطلاق سراحه التحق مباشرة بإخوانه المجاهدين في شهر مارس 1956 بجبل بوكحيل أين وجد القائد زيان عاشور الذي توسم فيه الإخلاص و العلم و الحلم و المقاربة في السن فقربه منه و أسند إليه أمانة السر و الكتابة العامة للمنطقة و خاض إلى جانبه كمائن و معارك ككمين تجريد القوم و الحركة من سلاحهم بناحية عمورة، و معركة جبل قرزان في ماي 1956 كما ساهم في عملية تفجير القطار و السكة الحديدية بين الجلفة و حاسي بحبح حيث تم أسر سائق القطار، هذا إلى جانب معركة قعيقع في أوائل صائفة 1956 التي خلف فيها الاستعمار الفرنسي عددا من القتلى و الجرحى.

بعد وفاة القائد زيان عاشور أصبح حاشي عبد الرحمان النائب الأول للقائد عمر إدريس الذي كلفه بمهمة دحر بلونيس، كما ساهم إلى جانب عمر إدريس و بكباشي عيسى في إبرام اتفاقية الاتحاد و الانضمام التي وقعت بين الولاية الخامسة و جيش منطقة الجلفة و تعد هذه الاتفاقية تصحيحا لمسار الثورة و تنظيم الجيش تنظيما جديدا لم ترض بعض العناصر في جيش التحرير و بعض المدنيين الذين لم يتخلصوا من النزعة الحزبية الضيقة التي كانت سببا و تمهيدا لانقلاب الخيانة الذي قاده بلونيس بإيحاء من جنرالات فرنسا.

و في ربيع 1957 أصبح حاشي عبد الرحمان المسؤول الأول على الجيش خلفا لعمر إدريس الذي سافر إلى المغرب الأقصى لتزويد المنطقة بالسلاح و الذخيرة، و في هذه الأثناء كان الخائنين بلونيس و العربي القبائلي و جمع من الضباط و المدنيين و نظرائهم من جهلاء في الجيش يذيعون و يشيعون في الأوساط بأن القائد عمر إدريس قتله جيش الجبهة، و أن الاتفاقية التي وقعها حاشي هي السبب في ذلك، و هكذا ضربوا على الوتر الحساس و استعطفوا فصائل الجيش مما سهل عليهم انقلاب الخيانة الذي راح ضحيته شهيدنا و جمع من خيرة الضباط ، و مما يدعم هذا التخاذل الذي وقع في صفوف الجيش أن أحدهم و هو من المقربين لحاشي عبد الرحمان انتزع منه السلاح و ختم المنطقة.

و في أحد الأيام أخرج الخائن بلونيس حاشي من السجن بدار الشيوخ و خاطب الناس " هذا هو عبد الرحمان جاء يحاربني و يريد قتلي بناحية العش قل أليس هذا صحيحا ؟ " فرد عليه حاشي "ليس هذا يوم الحساب يا بلونيس " .

قام الخائن بلونيس بتسليم حاشي عبد الرحمان إلى كبار ضباط الجيش الفرنسي بالجلفة فعذبوه عذابا شديدا و نكلوا به ثم حملوه إلى الجزائر العاصمة و سلموه إلى جنرالات فرنسا ( ماسو و سالان) فرغبوه و أرادوه أن يخطب على أمواج الإذاعة إلى الشعب بناحية الجلفة لتأييد قضية بلونيس فرفض و أبى أن يسير في ركب الخيانة فأعادوه إلى بلونيس فنفذ فيه الخائن العربي القبائلي حكم الإعدام ففاضت روحه إلى بارئها في نهاية شهر جوان 1958 .[/align]

شاهد ماشافش حاجـــــــة

تابعت تصريحات هامة أدلى بها العقيد وعضو مجلس الثورة السابق أحمد بن شريف حول العديد من القضايا الوطنية الهامة التي عرفتها الجزائر منذ بداية الاستقلال إلى نهاية السبعينات من القرن الماضي، و التي لعب بعض الأدوار بحكم مناصب المسؤولية الهامة التي تقلدها.
و من أهم الأحداث التي تعرض لها بن شريف، تستوقفنا مسألتان هامتان

أولا محاكمة العقيد شعباني محمد و ملابسات التعجيل بإعدامه: حيث يمكن تلخيص كل ما جاء في تصريحات العقيد بن شريف في ما يلي:
1-تمسكه بمسؤولية كل أعضاء هيئة المحكمة، و كذا كل من أحمد بن بلة و هواري بومدين، الأول بصفته رئيسا للجمهورية آنذاك والثاني بصفته وزيرا للدفاع الوطني و نائبا للرئيس.
2-نفيه القاطع أن يكون قد عذب العقيد شعباني، أو كلف أحد الضباط من الذين سبق لهم العمل في الجيش الفرنسي بإهانته بعد القبض عليه، مع العلم أن الرائد شريف خيرالدين، أحد رفاق المرحوم شعباني، تؤكد عكس ذلك.
3- إقراره الصريح بأن أحمد دراية هو من تولى تنفيذ حكم الإعدام

4-ارتكاب العقيد شعباني محمد لخطئين فادحين: الأول يتمثل في زعزعة وحدة الجيش، و الثاني قيامه بتصفية 750 من أتباع مصالي الحاج في ولاية الجلفة بعد توقيف القتال.
و يمكن مناقشة هذه المسائل الأربع فيما يلي

بالنسبة للمسألة الأولى فإنه يمكن الوصول في النهاية إلى مسايرة العقيد أحمد بن شريف و مشاطرته قناعته بأنه لم يكن بالفعل المسؤول الوحيد عن إعدام شعباني، فإعدام شخصية مثل شعباني تتجاوز مسؤولية العقيد بمفرده. لكن الإشكال الذي طرح على الساحة الوطنية على إثر الشهادات القيمة التي أدلى بها الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، هو أن العقيد بن شريف لم يكن حاضرا أثناء المحاكمة، و مع ذلك فقد قام بالتوقيع على حكم الإعدام، لذلك فقد كنا نرجو من العقيد أحمد بن شريف أن يرفع هذا الالتباس لما جاء في شهادة الرئيس الشاذلي بن جديد، مع توضيح الأسباب الداعية لغيابه أو تفي ذلك

أما فيما يتعلق بالمسألة الثانية و المتعلقة بالتعذيب و الإهانة في حق العقيد شعباني على إثر إلقاء القبض عليه، فإننا كنا نرجو من العقيد أحمد بن شريف أن يرد على الرائد شريف خير الدين بصفته أحد رفاق الشهيد شعباني، و لاسيما بالنسبة لحادثة "فنجان القهوة" بالجلفة. أما الاقتصار على الكلام العام الذي مفاده هذه التهم "مجرد أكاذيب و تصريحات مغرضة، و تافهة صادرة عن بعض المجاهدين المزيفين".. فهذا يجعلنا في حاجة إلى المزيد من الشرح و تقديم بعض الأسماء مع ضرورة توضيح المقصود ب"المجاهدين المزيفين" فهل هم مجاهدو الداخل أم بعض الضباط الهاربين من الجيش الفرنسي؟!..
أما بالنسبة لشهادة العقيد أحمد بن شريف و التي مفادها أن أحمد دراية هو من تولى تنفيذ حكم الإعدام، فقد كان الأجدر بالسيد أحمد بن شريف أن يترفع عن توجيه الاتهام إلى شخص متوفى أو ذكره بالسوء احتراما للحديث النبوي الشريف الذي يحثنا على أن لا نذكر موتانا إلا بالخير. و طبعا ما دام أحمد دراية ميتا فإننا لا ننتظر أن تأتي شهادة في الاتجاه المعاكس..
أما بالنسبة للمسالة الرابعة و الأخيرة في ملف العقيد محمد شعباني رحمه الله، فإنها تتمثل في حدثين مثيرين للنقاش. فالأول معروف عند العام والخاص وهو تمرد المرحوم ورفضه الانصياع للأوامر، مع العلم أن رفاق المرحوم و المقربين منه يقدمون تفسيرا أخر للأحداث و يرون أن العقيد شعباني دفع للعصيان من طرف الطابور الخامس أو بسببه، و بالرجوع إلى ما كتبه إلى المعني بالأمر في رده على محاولات فرنسا تقسيم الجزائر و استثناء الصحراء من الاستقلال في مقال عنوانه ب"مهزلة المهازل" يفهم بوضوح المعدن الوطني النقي الذي ينحدر منه الرجل، كما يفهم أيضا أن أمثال محمد شعباني لا يمكن أن يحملوا في طياتهم فكرا تمرديا أو انفصاليا أو جهويا. أما بالنسبة لقيامه بالقضاء على 750 من أتباع مصالي الحاج مباشرة بعد توقيف القتال. و رغم مصالي الحاج و أتباعه المعروف و المعادي للثورة المسلحة و لجهة التحرير الوطني، إلا أن هذه المسألة تعد شهادة جديدة جاء بها السيد أحمد بن شريف. لذلك فإننا نرجو من مجاهدي ولاية الجلفة و من كل رفاق السلاح للعقيد شعباني أن يدلوا بدلوهم من اجل معرفة الحقيقة كاملة حتى و لو كانت مرة.
ثانيا ملابسات موت الرئيس الراحل هواري بومدين
– أقر العقيد أحمد بن شريف أن الرئيس الراحل هواري بومدين مات مسموما في زرالدة.
– يتهم أطرافا داخلية بتدبير المؤامرة، لكنه يرفض تقديم أسماء هذه الأطراف التي يؤكد بأنها مقربة من بومدين.. يكذب ما جاء في شهادة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد و التي مفادها أن بومدين كان قد اختاره لخلافته قبل أن يموت.
– يؤكد بأن بومدين كان يعول عليه لخلافته حيث جاء في تصريحاته أن بومدين و "قبل أن يموت قال لي بأنه يثق في لحمل المشعل من بعده"
و من دراسة كل هذه الشهادات الهامة يمكن استخلاص ما يلي
1- أخيرا جاء تصريح العقيد أحمد بن شريف ليؤكد صراحة و بكل وضوح الشكوك القوية التي راجت حول اغتيال الرئيس الراحل هواري بومدين، و التي كانت قد تطرقت لها مجلة "عالم السياسة" في بداية التسعينات من القرن الماضي
و لا شك أن مثل هذه الشهادة الصادرة عن قائد الدرك الوطني و عضو مجلس الثورة في عهد المرحوم هواري بومدين، سيكون لها أكثر من دلالة بحكم اطلاع صاحبها عل كل الملفات الهامة بسبب منصبه. فالشاهد لا يشك فقط في أن بومدين مات مقتولا أو مغتالا، بل يقدم توضيحات في غاية الدقة فيما يخص طريقة الاغتيال و الأطراف المنفذة للجريمة، فالطريقة هي وضع السم القاتل و المكان هو زرالدة و الفاعلون هم أطراف داخلية كانت مقربة من بومدين.
و يفهم من هذا التصريح أن السيد أحمد بن شريف إما أنه كان حاضرا وقتها على مسرح الجريمة، و بالتالي فقد كان يعلم بها.. حتى لا نقول أشياء أخرى.. أو على الأرجح أنه اطلع على بعض الوثائق الرسمية التي تؤكد كل ما جاء في شهادته.
و من حقنا كمواطنين جزائريين أن نسأل الشاهد عن سبب سكوته و صمته كل هذه المدة لأتي اليوم، في هذا الظرف بالذات، بعد أكثر من ثلاثين سنة ليدلي بمثل هذه الشهادة المثقلة بأعباء و نتائج هامة. فالمغتال يا" سي أحمد بن شريف" ليس شخصا عاديا، فهو رئيس جمهورية و مع ذلك فإن العقيد أحمد بن شريف الذي يدعي قربه لا يحرك ساكنا و لا يكلف حتى الأجهزة المختصة بواجب القيام بالتحقيق في ظروف و ملابسات الاغتيال، و السعي إلى تقديم المتآمرين و الجناة إلى العدالة من أجل إحقاق الحق و تبرئة الذمة.. و المصيبة أن الشاهد حتى بعد كل هذه المدة يرفض أن يقدم الأسماء، و فعله هذا تصدق عليه مقولة " شاهد ماشافش حاجة". إننا نريد أن نعرف الحقيقة كلها يا حضرة العقيد ليس بهدف التجني أو توقيع العقوبة لأن الدعوى العمومية مع الأسف الشديد سقطت بفعل التقادم، و لكن من أجل الاستفادة من التاريخ و من دروسه على قساوتها و مرارتها، فلو تمكنا يومها من معرفة الحقيقة و من معاقبة المتآمرين و الجنات لما وصلت الجزائر ربما في التسعينات إلى حادثة اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف رحمه الله على المباشر.
و اعتقد أن هذه الحادثة الأليمة تبين مدى عزلة الراحل هواري بومدين عندما كان في الحكم، كما أنها تبين بوضوح أن الزعيم الراحل كغيره من البشر أخطأ خطأ فادحا يوم أن رفض مبادرة العقيد شعباني القاضية بضرورة تطهير صفوف الثورة، و رد عليه بمقولته المشهورة "من الطاهر بن الطاهر الذي يريد أن يطهر.." و كان من نتائج هذا الخطأ أن قضى عليه و قضى على الثورة.
و لما أحس المرحوم بأن التطهير أصبح أكثر من ضرورة حتمية، و كان ينوي إحداثه مع انعقاد المؤتمر الرابع للحزب، تحركت إذن زمرة الخيانة و التآمر المزروعة في صفوف الثورة، و تعبد الطريق للرداءة و عدم الاستفسار و التصرف في أموال الشعب بتفصيل استعمال مؤسسات الثورة للحصول على الثروة و عرقلة بناء الجزائر على أسس سليمة
2- المسألتان الثالثة و الرابعة متداخلتان و تتعلقان بخلافة المرحوم هواري بومدين، فالعقيد بن شريف يكذب تكذيبا قاطعا ما جاء في شهادة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد التي مفادها أن بومدين كان قد اختاره لخلافته، بل إنه يؤكد على العكس من ذلك، بأن المرحوم كان يعول على "سي أحمد" لخلافته.. و لسنا ندري أي الشهادتين نصدق أو نكذب، فقد تكون إحدى الشهادتين صادقة، و بالتالي فإن الأخرى قد تكون كاذبة. أما إذا كانت الشهادتان صادقتان فمعنى هذا أن بومدين رحمه الله بما أوتي من حنكة و ذكاء كان يجاري كلا منهما أو أنه كلن يريد أن يحيد بعض المقربين منه من أجل التفرغ لبناء المؤسسات بعيدا عن كل الدسائس و المؤامرات و المغامرات، و أننا نتعجب من هذا الموقف العدائي من الرئيس الشاذلي بن جديد رغم أن الشعب الجزائري برمته لا يزال يتذكر ما صرح به " أحمد" غداة اختيار الشاذلي بن جديد خليفة لبومدين.."رانا خرجنا لوطوروت"، و يحق لنا أن نسأله إن كان في مقدوره أن يتحامل على الشاذلي بن جديد لو انه ما زال في السلطة انطلاقا من موقفه الحالي المدعم للعهدة الثالثة رغم أنه كان من اشد العارضين لتولي الرئيس الحالي لخلافة بومدين.. ولا يسعنا هذا إلا أن نقول لبن شريف وأمثاله بالعامية التي يفهمها: "الثور كي يطيح تكثر اللماس.. وراهم فاقوا يا سي أحمد"

عضيمي محمد مسعود ضابط سامي متقاعد
لخبر الأسبوعي العدد 520 من 11 إلى 17 فيفري 2024
عبد الرحمان شعباني شقيق المرحوم العقيد محمد شعباني

الاحتلال الفرنسي لمستغانم -تاريخ جزائري


الاحتلال الفرنسي لمستغانم….سقوط مستغانم عشية الثامن والعشرين من شهر جويلية 1833م


بعد اخضاع الجزائر العاصمة ومدنا ساحلية أخرى جهز الفرنسيون حملتهم من وهران بداية من 23 جويلية 1833 من أجل ضم مستغانم ، حيث انطلقت مراكبهم الشراعية في رحلة عسكرية بحرية مؤلفة من ستة عمارات بحرية تجارية تحميها فرقاطة الإنتصار تحمل 1400 عسكري انطلقت من المرسى الكبير يوم 23 جويلية 1833 محاولة ًالرسو في صلامندر أما القوات البرية المتجهة نحو آرزيو، اصطدمت في طريقها بأهالي القرى المجاورة لوادي سيڤ و الهبرة :" رافدي المقطع "، فالقوات البرية لم تتمكن من الصمود في وجه جيش ديميشال الذي عبر وادي المقطع وتقدم نحو مزغران ،أما السفن البحرية المتجهة نحو مستغانم اعترضتها رياح هوجاء، دفعتها نحو خليج آرزيو وأفقدتها اتجاهها لتنتهي رحلتها بمرسى الحجاج مصب للرياح يوم 24 جوياية 1833 ، أين نصب الغزاة خيامهم ومكثوا طيلة ليلة السابع والعشرين من شهر جويلية بدأت تستعد لتكرار الرحلة، يتأهبون للمعركة بعد أن تمكنت الفرق التقنية العسكرية من إصلاح المراكب المدمَرة تشرع في إنشاء معسكر بالمكان الذي ستبنى فيه القرية الاستيطانية استيديا التي ستعرف بجورج كليمنصو أين نصب الغزاة خيامهم ومكثوا طيلة ليلة السابع والعشرين جويلية 1833 إلى أن حل فجر اليوم الموالي، تستأنف القوات رحلتها، على الساعة الرابعة صباحا بالضبط، ليغادروا استيديا متجهين نحو مزغران ،عند وصولهم اصطدمت فرقهم بحامية عسكرية من عرب وبربر كرا غلة وأتراك لكنها لم تتمكن من الصمود طويلا لتسقط مزغران في يد الاحتلال في28 جويلية 1833 على الساعة الثامنة صباحا ، بعد أن اختر’ق الغزاة أسوارها، تراجع أهالي المدينة نحو الشرق والجنوب لإنقاذ ذرا ريهم تقدمت قوات دي ميشال نحو مدينة مستغانم .


سقوط مستغانم عشية الثامن والعشرين من شهر جويلية 1833م :

بعد سقوط مزغران تقدمت القوات الفرنسية الغازية نحو مستغانم وعند وصولها إلى الضفة الغربية لوادي عين الصفراء اندلعت الاشتباكات مع بقايا جنود الحامية العسكرية التركية من عرب وبربر وكرا غلة وأتراك وأفراد من المتطوعين من أهالي المنطقة ، اشتدت المعارك طيلة نهار الثامن والعشرين من شهر جويلية 1833م إلى غروب شمس ذلك اليوم ، اقتحمت القوات الفرنسية المدينة الشرقية باجتياز وادي عين الصفراء إلى حي المطمر، تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن سكان الحي المذكور لاذوا بالفرار مع أبنائهم وأمتعة خفيفة تاركين منازلهم القديمة ،فتوزع الجنود الفرنسيون في حي المطمرالذي شيّد فيه المحتلون العقارات المهجورة منها دور سكنية ومحلات تجارية ، وأقدمت فرق أخرى لتستولي على حصن الشرق ( فور دي لاست أو ما يدعى ببرج الترك ) وفي المدينة السفلى أي الضفة الغربية للوادي تمركزت فرق أخرى من الخط 66التابعة للفيلق الإفريقي الأول والمجموعة الثانية من فرقة الهندسة العسكرية وأخرى من سلاح المدفعية وعناصر من اللفيف الأجنبي ، وكا ن قائد الفيلق آنذاك العقيد بيليسي و الذي سيرتقي إلى رتبة جنرال وكلف النقيب كلاباريد بقيادة نشر أفراد كتيبة لللإستيلاء على وسط المدينة وحصن الشرق ـ فور دو ليست ـ الذي يلقب ببرج الترك ، من أبرز المعالم التاريخية حصن عسكري على قمة هضبة تعلو حي المطمر تطل على الضفة الشرقية لوادي عين الصفراء يسيطر بموقعه على حي العرصة ، لقد كان الحصن محل اهتمام من قبل الحامية العسكرية التركية ، التي أدخلت عليه عدة ترميمات وإصلاحات ، وعند دخول الجيش الفرنسي مدينة مستغانم عشية الثامن والعشرين من شهر جويلية 1833م اتٌخذ كمعسكر ، تحصن فيه 2024جندي فرنسي، بعد تنصيب غرف من البناء الجاهز، أشغال استعجالية نفذتها فرق الهندسة العسكرية لإيوائهم كما هيأت اصطبلات لـ 1800حصان واستمرت العملية إلى سنة 1841م عندما استقبل حي المطمر فرقة عسكرية أخرى قادمة من وهران قوامها 3000جندي

المصدر الاستاذ فاضل عبد القادر .

امدغاسن اقدم معلم نوميدي في شمال افريقيا

يقع ضريح امدغاسن على بعد حوالي 30 كلم غرب مدينة باتنة ، يعتبر أقدم المعالم الأثرية بالجزائر إذ شيد في القرن الثالث قبل الميلاد، ويعرف بضريح الملوك النوميديين وضريح سيفاكس، تحيط به مجموعة من القبور الامازيغية ويتوسط سهولاً شاسعة تحدها جبال حزام وتافروت. و يرى البعض أن امدغاسن كلمة مركبة من شقين الأول » مدغ « والشق الثاني » سن « ومعناه باللغة العربية »مدغ الثاني « وهو صاحب القبر.
يتخذ الضريح شكلاً مخروطياً ذو قاعدة اسطوانية يبلغ قطرها 59 م، يعلو بـ 20م ويحاط بـ 60 عموداً.
تحمل بعض حجارته كتابات لاتينية، ليبية، إسلامية وبعض الرسومات، في داخله غرفاً جنائزية ورواق.يعد من أبرز المعالم الثقافية والسياحية لولاية باتنة، إذ يزوره السياح من داخل الوطن وخارجه، وقد تم تصنيفه في التراث الوطني المحفوظ سنة 1967م

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ضريح-امدغاسن.jpg‏ (59.6 كيلوبايت, المشاهدات 20)
نوع الملف: jpg index.jpg‏ (9.4 كيلوبايت, المشاهدات 9)