السبب الحقيقي لهذا المرض الذي زاد انتشاره بسرعة البرق، في السنوات الأخيرة، غير معروف إلى حد الساعة، إنه داء متعدّد الصفات، يتمثل في ارتفاع ضغط الدم في شرايين الدورة الدموية الكبيرة.
يخضع ارتفاع ضغط الدم لعوامل عدّة من المفروض أنها تنظم الضغط الشرياني، وتحافظ على قيمة في الحدود المقبولة، كما تحافظ في نفس الوقت على توازن النسب بين الماء والأملاح التي يحتويها الدم، من بين هذه العوامل نشاط الجهاز العصبي، حجم الدم الكلي، إضافة إلى النظام الذي تكونه مواد هرمونية وأنزيمات وغيرها، التي تنظم تقلصات وتمددات الأوعية الدموية. أكثـر أنواع هذا المرض المزمن يصيب الشخص في سن الرشد غالبا، دون إعفاء الأطفال، وهو ارتفاع الضغط الشرياني المسمى بالأصلي، والذي كثيرا ما نجد وراءه عوامل وراثية وعائلية وغذائية ومرضية، مثل السمنة، الصدمات والحصر والقلق، إضافة إلى العوامل الهرمونية… إلخ.
ويحدّد الضغط الشرياني بواسطة قيمتين، الكبرى والصغرى، الأول تمثل انقباض القلب، والثانية تمثل انبساطه. ويكون الشخص مصابا بارتفاع الضغط الشرياني عندما تصبح هاتين القيمتين دائما مرتفعة أكثـر من 140 ملمتر من الزئبق بالنسبة للكبرى، وأكثر من 90 ملمترا من الزئبق بالنسبة للصغرى، ما يعرف عند العام والخاص 914 . عندما تتعدّى أحد هذه القيمتين حدّها، يصبح الشخص حاملا لهذا المرض، ويجب عليه اتخاذ كل الإجراءات لمنع هاتين القيمتين من تجاوز حدّيهما.
كما يجب عند كل مصاب بهذا الداء أن يجري تحاليل عامة وصور أشعة وفحوصات على القلب والكلى والعينين وغيرها، من أجل التأكد من أن الداء ليس ثنائيا لمرض ما، كإصابة الكلى أو الغدد أو القلب أو مرض الكولاجان… إلخ.
ويبقى مرض ارتفاع الضغط الشرياني خطيرا، ويتطور على مراحل، يكون عند البعض خفيفا دون أعراض إضافية، أو معتدلا عند البعض الآخر، أو قاسيا عند الآخرين، أو خبيثا عند الباقي، وهذا حسب ارتفاع قيمة الكبرى أو الصغرى أو الإثنتين التي كلما ارتفعت أكثـر، كلما كان أخطر، وصاحبها معرّضا لمضاعفات عدة، مثل الجلطة والحادث المخي الوعائي الذي يسبب الشلل، وإصابة شبكية العين ما يسبب العمى… إلخ.