تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » "الثوار" يستفزون الجزائر ويشكونها للجامعة العربية -الجزائر

"الثوار" يستفزون الجزائر ويشكونها للجامعة العربية -الجزائر

  • بواسطة

واصل من يطلقون على أنفسهم ثوارا حملة التشويه ضد الجزائر رغم الموقف الرسمي المعلن والذي ينفي أي تدخل للجزائر في الشؤون الداخلية للدول، ففي آخر خرجة معلنة وجه المجلس الانتقال الليبي مذكرة للجامعة العربية يطلب فيها إجراء اتصالات مع الجزائر، حسبما أعلنته صحيفة الشرق الأوسط أمس، والتي قالت إنها حصلت على نص المذكرة التي تتهم الجزائر صراحة بدعم قوات القذافي بالسلاح والعتاد والمقاتلين.

وقد طلب المجلس الانتقالي الليبي في مذكرته إلى الجامعة العربية تكليف لجنة للتحقيق في ما وصفه بالخروقات المشبوهة التي قام بها سلاح الجو الجزائري وكذلك الخطوط الجوية الجزائرية لنقل معدات عسكرية وأسلحة ومرتزقة للنظام الليبي، وزعم المجلس في ذات المذكرة التي جاءت في ثلاث صفحات، أن جمعية التضامن لحقوق الإنسان تملك وثائق رسمية تثبت قيام سلاح الجو الجزائري، وشركة الخطوط الجزائرية برحلات خاصة لصالح القذافي، كما زعمت ذات المذكرة أن عدد الرحلات الجزائرية التي وصلت إلى المطارات الليبية بلغ عددها رحلة وأنها لا تحمل أرقاما.
وفي تعليق له على هذه المناورات التي يقوم بها أشباه الثوار، قال مصدر دبلوماسي جزائري للشروق إن الجزائر تعرف جيدا الأطراف التي تقف وراء هذه الحملة التي يقوم بها المجلس الانتقالي الليبي ضد الجزائر حكومة وشعبا، وأضاف: "إننا سجلنا تصاعدا للاتهامات ضد الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة بتحريك من جهات أجنبية لها مشاكل مع الجزائر، من ضمنها جمعيات مغربية تنشط في أوربا تعمل منذ مدة في هذا الاتجاه، كما أن حركة رشاد التي تضم وجوها مشبوهة أرسلت منذ فترة مندوبين عنها إلى بنغازي وهؤلاء هم من يقومون بتحريض جماعة المجلس الانتقالي لإطلاق الاتهامات ضد الجزائر بنقلها للمرتزقة وتزويد نظام القذافي بالسلاح والمعدات.
وقد حاول ممثل المجلس الانتقال في مصر التخفيف من حملة التشويه التي انخرط فيها المجلس ضد الجزائر بالقول: "إن هذه المذكرة ليست شكوى ضد الشقيقة الجزائر بقدر ما هي استفسار وعتاب في إطار الأخوة والمحبة والجيرة بين الشعبين الجزائري والليبي" غير أن هذه العبارات المهذبة لن تغطي الاتهامات الخطيرة التي يروجها قادة المجلس الذين يحاولون التغطية على جرائمهم في حق الشعب الليبي على أساس أنهم كانوا من أبرز قادة نظام القذافي، وعلى رأسهم عبد الفتاح يونس ومصطفى عبد الجليل.
ولم تطل حملة التشويه الحكومة الجزائرية وجيشها بل طالت الشعب الجزائري من خلال تقديم الجزائريين على أنهم مرتزقة يمارسون التقتيل من أجل الحصول على المال، وهي الادعاءات التي يروج لها أشباه الثوار منذ مدة، مما جعل الرأي العام في الجزائر ينقلب عليهم بعد أن كان من أشد الشعوب تعاطفا مع محنة الشعب الليبي مع نظام الطاغية معمر القذافي، يضاف إلى ذلك الارتماء المطلق لمن يطلقون على أنفسهم ثوارا في أحضان الغرب ودعوتهم له لاحتلال ليبيا وتقسيمها، وهو أمر لا يمكن أن يلقى قبولا لدى الشعب الجزائري باعتباره أشد الشعوب حساسية من الاستعمار.
لقد قدمت المعارضة الليبية نموذجا مشوها للثورات الشعبية في العالم العربي، بركوبها موجة غضب الشعب الليبي إزاء جرائم نظام القذافي، وبدل أن تبقي عليها ثورة شعبية سلمية ضد الطغيان، أغرقتها في وحل من الدماء بدخولها في مواجهة مسلحة مع النظام، وهو ما انجر عنه سقوط 10 آلاف ليبي، وهو رقم سيكون من سابع المستحيلات لو كان الأمر مجرد ثورة شعبية سلمية.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.