Trigonella foenum – graecum
Trigonella coerula
T.corniculata
T. stellata
T. maritime
T. Polycerata
T. occulta
هذه الأنواع السبعة تنتمي إلى الفصيلة البقولية Leguminosae وهي نباتات عشبية حولية منها القائم ومنها الزاحف والنوع المستعمل كثيراً هو النوع الأولT. foenum – graecum وهو نبات قائم يصل ارتفاعه إلى حوالي 60 سم وهو غزير التفرع ساقه أجوف وأوراقه مركبة ثلاثية الوريقات وهي معنقة متبادلة الوضع على السيقان. الأزهار صغيرة جداً تخرج من الأغصان في صورة عناقيد ذات ألوان مختلفة ولكن هذا النوع يتميز باللون الأصفر. الثمار طويلة على هيئة قرون صغيرة الجراب محتوية بداخلها على عدة بذور صغيرة الحجم ذات لون بني مصفر أو رمادي مصفر وتقطف الثمار قبل النضج لكي لا تنشق الثمرة وتسقط البذور عند جفافها. يمكن تمييز جميع الأنواع المذكورة أعلاه مورفولوجيا وكيميائياً.
الموطن الأصلي للحلبة الجزء الشمالي لقارة أفريقيا وقارة أستراليا بأكملها. وقد انتشرت زراعة أنواع الحلبة في بلدان المناطق الاستوائية والمدارية ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط والصين. وأهم البلدان المنتجة للحلبة الباكستان والهند والصين ومصر وسورية وتونس والمغرب والجزائر وموريتانيا.
الجزء المستخدم من الحلبة: البذور وزيت البذور والبذور المستنبتة.
المحتويات الكيميائية للحلبة:
جميع الأنواع السبعة للحلبة تختلف محتوياتها الكيميائية كمياً ونوعياً، تبعاً لنوع الصابونينات Sapogenins وكذلك القلويدات Alkaloids حيث تحتوي الحلبةT. foenum – graecum على أعلى قيمة من الصابوجنين المعروف باسم الديوسجنين Diosgenine حيث تصل نسبته إلى 2،2٪ ويليها النوع T. corniculata والنوع T. occulta ونسبة الصابوجنين فيهما 0،32٪ وأقل الأنواع الأخرى هي النوع T. polycerata حيث تحتوي على 0،28٪ من نفس المركب السابق. تحتوي أنواع الحلبة على مواد صابوجنينية أخرى بكميات ضئيلة مثل جيتوجنين Gitogenin، وتيجوجنين Tigogenin وياموجنين Yamogenin وديجيتوجنين Digitogenin.
وفيما يتعلق بالقلويدات فتختلف كمية القلويد المعروف باسم الترايجونيللين Trigonelline تبعاً لنوع الحلبة، لأن الأنواع T. maritime ، T. stellata تعادل محتواها من الترايجونيللين محتوى النوع الأساسيT. foenum – graecum حيث يصل نسبة هذا القلويد 0،1٪، 0،7٪، 0،4٪ على التوالي. كما تحتوي بذور الحلبة على 22٪ بروتين، 28٪ مواد غرويه هلامين وهذه المواد الغروية عندما تنحل في الماء تعطي نوعين من السكاكر هما المانوز والجلاكتوز. كما تحتوي الحلبة على 6٪ زيتا ثابتا. تحتوي الحلبة على معادن مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور وفيتامينات د، ج، أ، ب1. أما زيت الحلبة المستخرج من البذور الذي يعتبر العنصر الأساسي في الحلبة والذي يعزى إليه المفعول الطبي لبذور الحلبة. كما تحتوي البذور على زيت طيار بنسبة 8٪.
استعمالات الحلبة:
تعتبر الحلبة من الأعشاب الشائعة الاستعمال على مستوى العالم. والحلبة عرفت على زمن الفراعنة حيث كانت تسمى باللغة الفرعونية "حمايت" وكان الفراعنة يدخلون الحلبة في صناعة الخبز أثناء العهد الإغريقي الروماني، هذا بالإضافة إلى معرفتهم أن بذور الحلبة تحتوي على زيت مقو وبذلك استعملوها في العديد من الوصفات العلاجية. لقد ذكرت الحلبة أن بردين أددين سميت ضمن وصفة علاجية لإزالة تجاعيد ومظاهر الشيخوخة على شكل مشروب. وكذلك لعلاج حالات الإسهال والصرع كمشروب أيضاً ولإزالة الشيب على هيئة غسول ولعلاج بعض أمراض الثدي على شكل لبخات موضعية. كما سجلت بردية إيبرز المصرية التي يرجع تاريخها إلى نحو سنة 1500 قبل الميلاد وصفة للحروق تحتوي على الحلبة، وكانت البذور تستخدم في مصر القديمة أيضاً للحث على الولادة. كما أوصى دسقوريدس في القرن الميلادي الأول بالحلبة كدواء لكل أنواع المشكلات النسائية بما في ذلك التهاب الرحم والتهاب المهبل والفرج. أما الحلبة عند العرب فقد عرفت كثيراً فقد ذكرها الموفق البغدادي في كتابه "الطب من الكتاب والسنة" قال لو علم الناس بما في الفريكة من فوائد لاشتروها ولو بوزنها ذهباً. وفي الطب النبوي لابن القيم أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمكة، فقال "ادعوا له طبيباً فدعي الحارث بن كلدة، فنظر إليه فقال "ليس عليه بأس" فاتخذوا له فريقة وهي الحلبة مع تمر عجوة رطبة يطبخان فيحساهما ففعل ذلك خيراً". وروى ابن عدي وابن السني عن عائشة رضي الله عنها أنه قال صلى الله عليه وسلم "استشفوا بالحلبة".
قال ابن القيم عن الحلبة في الطب النبوي "إنها إذا طبخت بالماء لينت الحلق والصدر والبطن، وتسكن السعال والخشونة والربو وعسر النفس وتزيد في القدرة الجنسية وهي جيدة للريح والبلغم والبواسير. محدرة أي تخرج الصديد في غشاء البلورا المغطي للرئة ويدعى Empyema وأمراض الرئة. وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن وإذا شربت مع وزنه خمسة دراهم فوه ادرت الحيض، وإذا طبخت وغسل بها الشعر جعدته وأذهبت الحزاز. ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل وضمد به حلل ورم الطحال" وذكر أن المرأة تنتفع إذا جلست على ماء الحلبة من أوجاع الرحم. وتستخدم الحلبة ضماداً للأورام ويشرب ماؤها للمغص العارض من الرياح. وتؤكل الحلبة مطبوخة بالتمر أو العسل أو التين على الريق لتحليل البلغم في الصدر وتنفع من السعال المزمن ومن آلام المعدة المزمنة وتلين البطن ولذا تفيد من الإمساك المزمن.
قال أبو بكر الرازي في الحلبة "مسحوق الحلبة مخلوطاً ببذر الكتان مع العسل لحالات الذين لا يحبسون الطعام وضماداً في حالات الالتهاب المزمن للمعدة، وإذا كان الالتهاب في المريء فتوضع الضماد بين الكتفين".
وقال ابن سينا "الحلبة تلين الصدر والحلق وتسكن السعال والربو خصوصاً إذا طبخت بالعسل وطبيخها بالخل لقروح الأمعاء، طبخها بالماء جيد للإسهال دهنه للأورام في المعدة. طبيخها مع العسل يزيل الرطوبات الغليظة من الأمعاء ويدر البول والطمث وهو جيد لأصحاب البواسير".
وقال ابن البيطار "الحلبة تنفع أوجاع الظهر والرحم. قوتها منضجة ملينة تحلل البلغم وينفع مسحوقها الأورام وتنقي الصوت وتسكن السعال والربو وإذا مزجت بعسل النحل أو التمر أو التين نافعة للحروق دهاناً مع زيت الورد".
أما داود الأنطاكي فيقول "الحلبة تلين وتحلل سائر الأورام ومتى طبخت بالتمر والتين والزبيب وعقد ماؤها بالعسل أذهبت أوجاع الصدر المزمنة والسعال والربو وضيق التنفس. ومتى طبخت مفردة وشربت بالعسل حللت الرياح والمغص وبقايا الدم المتخلف من النفاس والحيض واخرجت الأخلاط والكيموسات العفنة".
وقال أبو الريحان البيروني في كتابه "الصيدنة في الطب" مثل ما قاله ابن البيطار في كتابه "الجامع لقوى الأدوية والأغذية" كما نقله عن الملك المظفر الرسولي في كتابه "المعتمد في الأدوية المفردة" فقال "إن الحلبة تحلل الأورام القليلة الحرارة الصلبة وتشفيها، وتلين البطن، ولكنها قد تسبب الصداع وربما الغثيان وتخرج ما في الأمعاء، من الأخلاط الرديئة وتحرك الأمعاء. ودقيقها يصلح للأورام الظاهرة والباطنة ضماداً، وإذا خلطت بالنطرون وضمدت به نفعت من ورم الطحال، وتسهل الولادة العسرة. وماء طبيخها ينفع الشعر ويجلو القروح ويذهب الحزاز ولعابها مع دهن الورد ينفع من تشقق الجلد البارد. ولحرق النار ويدخل في أدوية الكلف ويحسن اللون".
وقد استخرج زيت الحلبة من البذور في مصر واستطاع الدكتور الريدي أستاذ علم الكيمياء الحيوية في كلية طب القصر العيني أن يستخرج من هذا الزيت مادة السكوالين Squalene التي تدر اللبن، وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية. ويستخدم زيت الحلبة للمرضعات لإدرار اللبن وذلك بواقع 20 نقطة ثلاث مرات يومياً.
وفي الطب الحديث تستخدم الحلبة إما مستنبتها أو بذورها أو زيتها فتؤكل القمم الطرفية والأوراق الطازجة لنبات الحلبة نظراً لقيمتها الغذائية المرتفعة. كما تؤكل بذورها المستنبتة والبذور يمكن غليها بالماء وتؤكل بالمستخلص المائي المحلى بالسكر أو العسل الأسود كنوع من أنواع المشروبات الشتوية. وتأخذ المرأة بعد وضع مولودها الحلبة لإدرار الحليب لرضيعها. كما أن الحلبة فاتحة للشهية وضعف الجسم كما تعطي للفتيات البالغات لتنظيم حالات الطمث غير المستقرة والمضطربة. ويضاف دقيق الحلبة إلى دقيق الذرة لرفع القيمة الغذائية وجعلها متماسكاً حيث تحتوي على المادة الهلامية اللزجة.
– يستعمل مشروب مغلي البذور بمعدل كوب صباحاً على الريق يومياً للسعال والربو وأوجاع الصدر وعسر البول.
– يستعمل مغلي الحلبة وتؤكل بذورها مطهية من 2 إلى 3 ملاعق لعلاج الالتهابات المعوية والبواسير والإمساك والضعف الجنسي والنحافة.
– يستعمل مسحوق الحلبة مخلوطاً مع عسل النحل بمعدل 3 ملاعق يومياً لحالات السعال والإمساك والربو وضيق التنفس.
– يستعمل مغلي بذور الحلبة لحالات عسر البول والطمث والإسهال.
– يستعمل مسحوق الحلبة ممزوجاً مع الخل بمعدل ملعقة إلى ثلاث ملاعق يومياً لقروح المعدة والامعاء.
– يستعمل منقوع مسحوق الحلبة على شكل غرغرة كل ساعة لالتهابات الحلق واللوز.
– يستعمل مزيج مكون من مسحوق بذور الحلبة مع بضعة فصوص مهروسة من الثوم مع قليل من زيت الزيتون ويستعمل المزيج دهاناً للروماتزم وآلام البرد وآلام العضلات.
– تستعمل لبخات دافئة من مسحوق الحلبة كعجينة توضع فوق الأماكن المصابة بحيث يكون سمكها حوالي 5 ملليمتر ثم تغطى بطبقة من القماش وذلك لحالات الأورام والقروح والدمامل.
– يستعمل مسحوق الحلبة ممزوجاً مع عسل النحل على شكل دهان موضعي لحالات قروح فروة الرأس.
وحديثاً أمكن فصل مادة الديوسجنين من بذور الحلبة باعتبارها المولد الأول لتحضير الهرمونات الجنسية صناعياً التي تدخل في صنع المواد الطبية المستخدمة في تحديد النسل عند النساء. كما تدخل هذه المادة في تحضير مادة الكورتيزون ومشتقاتها المختلفة التي تفيد في علاج الأمراض الصدرية والروماتزمية.
يقول الدكتور جيمز دوك في كتابه "Hand book of Medicinal Herbs" في طبعته الثامنة نشر CRC Press 1989 يقول إن الحلبة تستعمل لعلاج الأورام السرطانية (انظر صفحة 490). كما تشير الأبحاث على الحيوانات أن الحلبة تكبت سرطان الكبد.
الجرعة العلاجية للحلبة هي ملء ملعقة أكل متوسطة بمعدل مرتين يومياً. كما يوجد مستحضر من بذور الحلبة مقنن في مخازن الأغذية الصحية يؤخذ كبسولتان ثلاث مرات في اليوم.
هل للحلبة أضرار جانبية؟
نعم للحلبة أضرار جانبية وهي مجهضة ويجب على المرأة الحامل عدم تناولها خلال فترة الحمل. كما أن الجرعات الزائدة منها تسبب الصداع والقيء. كما أنها تهبط خميرة التربيسين في الأمعاء وهذه الخميرة مفيدة وتهبيطها يسبب مشاكل لصحة الجهاز الهضمي بالإضافة إلى أنها تهبط التربسين الكيموسي المهم في الأمعاء.
نظراً لوجود سبعة أنواع من الحلبة ولا يمكن التفريق بين شكلها الظاهري لتشابهها ولا يمكن التفريق بينها إلا عن طريق الوصف الفسيولوجي والمواد الكيميائية في كل منها. وعليه فإن استخدام أي نوع من الأنواع الأخرى غير النوع الأول T. foenum – graecum قد يكون لها مضار خطيرة.