في النصف الاول من القرن العشرين نظم عمالقة صناعة المواد الكيميائية انقلابا على مجال البحث الطبي المتمثل بمؤسسات الصحة و المستشفيات والجامعات الطبية .
عائلة روكفيلر واحدة من عمالقة صناعة المواد الكيميائية في العالم حققت هذا الانجاز بواسطة تمويل ورعاية البحوث ومنح هدايا مالية للجامعات والكليات الطبية في الولايات المتحدة حيث كان البحث مبنيا على اساس العقار او الدواء الكيميائي المخدر ثم وسعت هذه السياسة لتشمل المؤسسات الطبية العالمية عن طريق مجلس التعليم الدولي .اما تلك البحوث غير المبنية على اساس العقار الكيميائي فكان تمويلها مرفوضا فتلاشت مع مرور الزمن حيث توجهت الجهود نحو المشاريع الدوائية الاكثر ربحا ذات الاساس الكيميائي .
تمتلك شركة روكفيلر الان بالتعاون مع مصرف تشيز منهاتن ما يزيد عن نصف الاسهم الدوائية للولايات المتحدة وهي اكبر مجمع لتصنيع الدواء في العالم .منذ الحرب كسبت صناعة الدواء ارباحا خيالية من جراء مبيعات الدواء لتصبح ثاني اضخم صناعة في العالم بعد صناعة الاسلحة .اما اليوم في القرن الواحد والعشرين فتتعلق العناية الصحية للكائن البشري بمجال صناعة عملاقة تدر مئات المليارات من الدولارت على اصحابها وهي ذات انتشار واسع في العالم مع انفاق متزايد من قبل المواطنين مما يزيد من الارباح الخيالية بايدي مصنعي الدواء .
تسيطر هذه الشركات الان على اغلبية مؤسسات الرعاية الصحية وهي التي تحدد معايير ممارسة الطب في كل الدول المتطورة لم يعد الاطباء احرارا في اختيار الصيغ العلاجية الاكثر امانا ووثوقا لكنهم اصبحوا تحت رحمة اعتمادهم المالي التام على شركات الدواء الراعية والممولة لابحاثهم .الهدف من هذا التمويل السخي لتعليم الاجيال هو من اجل رسم منهج دراسي مصمم خصيصا ليغرس في اذهان الطلاب مجموعة من العقائد المناسبة للابقاء على استمرارية تدفق الارباح على اقتصاد صناعة الادوية الكيمياوية .
الحقيقة المثيرة التي قد ترغب في الاطلاع عليها هي ان مؤسس هذه الامبراطورية الطبية السائدة في جميع انحاء العالم اليوم وتعتبر الجهة الرسمية الوحيدة في مجال الصحة الدوائية وهو جون . د . روكفيلر عاش اكثر من 98 سنة متمتعا بصحة جيدة وكذا وريثه جون . د. الصغير الذي عاش 86 سنة مفعما بالصحة والحيوية ايضا وسر هذه الصحة الممتازة هي ان كلاهما لم يتناولا أي من الاغذية او المشروبات التي كانا يصنعانها بالاضافة الى تجنب الادوية الكيميائية و الطبيب الاستشاري الذي كان مسؤولا عن صحتهما كانا معالجا هوموباثيا وليس له أي علاقة بالنظام الطبي الذي عملوا على ترسيخه بين شعوب العالم.
لماذا تجنبا ما كانا يروجانه لشعوب العالم ولماذا عالجا بنظام طبي لطالما حارباه وحرضا اطباء ومجلات وجامعات العالم على محاربته .الاسطر القادمة قد تعطينا اجابة واضحة .
اصبح عدد المستحضرات الطبية المتوفرة في الاسواق ما يزيد عن 200 الف مستحضر. بعد تخرج الاطباء من المعاهد والكليات الطبية الممولة من قبل شركات الادوية يواجهون صعوبة كبيرة في استيعاب الكم الهائل من الادوية والعقاقير و المنتجات الصيدلية التي تطرحها الشركات في الاسواق والتي وجب على الطبيب فهمها ودراستها ثم استخدامها في علاجاته. ان الكم الهائل من المعلومات التي يحصل عليها الطبيب العام تاتي اساسا من بائعي الادوية وهذا ما ادى الى الوضع الحالي حيث ان ثقافة هؤلاء الاطباء ضعيفة عن المواد الكيميائية التي يعطوها لمرضاهم ويجمعون المعلومات بشكل اساسي بعد التخرج من بائعي تلك الادوية .اما نتائج هذا الوضع من الناحية الصحية فهي مرعبة .
في العام 1978 دخل في الولايات المتحدة مليون ونصف مليون شخص الى المستشفيات بسبب التاثيرات الجانبية للادوية فقط وفي العام1991 قتل 72الف شخص في الولايات المتحدة بسبب سوء التشخيص ووصف الادوية من قبل الاطباء بينما مات ما قدره 24 الف شخص ضحايا اسلحة نارية ما يجعل الاطباء اخطر من الاسلحة بنسبة ثلاث مرات تقريبا .
تعتمد الشركات الدوائية على سوء الصحة المنتشرة بين السكان لتحصد ارباحها .لا توجد لدى الشركات الدوائية أي اهتمام بالشفاء التام لمرضاها .لدى الشركات اهتمام راسخ وواسع في الحفاظ على سوء الصحة وخلق امرض جديدة وتصنيع المواد الكيميائة التي سوف تشجع انتشار سوء الصحة تحت قناع معالجة اعراض المرض ونادرا ما يكون هو السبب الحقيقي للمرض .يقول الدكتور جون بيرث ويت عضو لجنة العمليات التجارية خلال فضحه للجريمة المنظمة القائمة في مجال صناعة الادوية يقول : الرشوة الدولية والفساد والخداع الجاري في عملية اختيار الادوية والاهمال في التصنيع غير الامن للدواء كل هذا واكثر يجعل من امبراطورية صناعة الادوية تملك اسوا سجل في خرق القوانين و الخروج عنها .
يقولون لنا ان الدواء الذي نتناوله هو امن وفعال حيث تم اختباره على الحيوانات لاثبات ذلك دعونا الان نتعرف على بعض الحقائق عن الحيوانات والتي قد لا يعرفها حتى المتخصصين الرسميين :
يعتبر مجال التجارب على الحيوانات حجر الزاوية الذي تستند عليه الصناعة الدوائية يستخدمونها لدعم ادعاءاتهم بان ادويتهم هي امنة وسليمة ومناسبة للاستخدام البشري .هناك عدد لا يحصى من المحاكمات القضائية التي اقيمت ضد شركات الادوية التي سببت اضرارا وضحايا كبيرة .كان الدفاع الاكثر فعالية المستخدم بين الحين والاخر هو : اجريت كل الاختبارات العادية و المطلوبة على الحيوانات للتاكد من سلامة الدواء المشكوك فيه. لكن هل البنية الجسدية عند هذه الحيوانات مطابقة تماما للبنية البشرية .الحقائق التالية من كتاب الامبراطورية العارية للدكتور هانز رويش قد تحمل الجواب : ان كمية 2 غرام من السكوبولامين وهي مادة قلوية شبه سامة قد تقتل انسانا لكن يمكن للكلاب والقطط ان تتحمل جرعة اعلى بمئات المرات .يمكن لفطر سام ان يقضي على عائلة باكملها لكنه يعتبر طعام صحي للارانب .يستطيع الشيهم وهو حيوان شائك من القوارض ان يلتهم دون تعب كمية افيون تعادل الكمية التي قد يدخنها المدمن في اسبوعين ويهضمها في معدته مستخدما كمية من افرازات حامض البروسيك تستطيع تسميم فوج كامل من الجيش .تستطيع الاغنام ان تبتلع كميات ضخمة من الزرنيخ هذه المادة التي تستخدم بكميات قليلة لتسميم البشر . المورفين الذي يهدئ ويخدر الانسان يسبب استثارة جنونية لدى القطط و الفئران ومن ناحية اخرى يمكن لحبة لوز ان تقتل ثعلب و البقدونس الشائع لدينا يعتبر سام لطير الببغاء والبنسلين الذي يشفينا من الاوبئة يقتل حيوان اخر مفضل في المخابر وهو الخنزير الهندي.
من حسن الحظ انه لم يتم اختبار البنسلين في البداية على الخنزير حيث كان سيعتبر انه خطير واذا اردت ان تثبت ان فيتامين c غير نافع كل ما عليك فعله هو منعه عن الكلاب التي تستطيع انتاج الفيتامين في احشائها بطريقة طبيعية .
يقول مدير البحث في مختبرات ليديرل الدكتور جيمس والدكتور غالاغر في صحيفة الاتحاد الطبي الامريكي في مارس من عام 1964 حول التجارب على الحيوانات : ان قيمة هذه الدراسات وجدواها التنبؤية لا معنى لها بالنسبة للانسان مما يعني ان هذه الابحاث لا معنى لها بالنسبة للانسان .
وللعلم فانه لم يذكر أي قانون اوروبي او بريطاني ان الادوية والمركبات الكيميائية والمستحضرات التجميلية يجب ان تختبر على الحيوانات .
فيما يلي قائمة ببعض الادوية التي طرحت في الاسواق للاستهلاك البشري على خلفية التجارب المقامة على الحيوانات والاضرار التي سببتها لاحقا وقد تم سحب بعضها من الاسواق لتغطية الفضيحة رغم انها مجربة على الحيوانات :
eraldin لامراض القلب سبب اضرار كبيرة بما فيه فقدان البصر.
paracetamol الملقب بقاتل الالم ادخل مليون و500 الف شخص في بريطانيا الى المستشفى عام 1971.
mel/29 المضاد لارتفاع ضغط الدم سبب مرض الجندال او اعتام عدسة العين .
methaqualone وهو عبارة عن منوم سبب اضطرابات خطيرة قادت الى 366 حالة وفاة من خلال القتل او الانتحار بشكل رئيسي.
isoprotenerenol دواء للربو سبب ثلاثة الاف وخمسمائة حالة وفاة في الستينيات .
trilegran مضاد للحساسية سبب التهاب الكبد الفيروسي.
flamamil سبب الف حالة وفاة كل سنة حتى تم الغاؤه.
preludin & maxiton وهي اقراص للحمية سببت اضرار خطيرة للقلب والجهاز العصبي.
phenacetin مضاد للالم سبب اضرار كبيرة للكلى والكريات الحمراء .
clioquinol دواء للاسهال سبب العمى والشلل.
urethane دواء لابيضاض الدواء سبب سرطان الكبد والرئتان وهشاشة العظام .
kanamysin دواء للسل سبب الصمم وتدمير الكلية .
chloromycetin للتيفوئيد سبب ابيضاض الدم وانهيار الاوعية القلبية .
dependox للغثيان سبب تشوهات للاجنة.
#سوف لن اعطي دواء قاتلا لاي شخص حتى اذا طلب ذلك # من قسم ابو قراط
هل التزم الاطباء بهذا القسم ياترى .اظن ان الاجابة اصبحت واضحة الان.
كل ما اريد قوله ايها السادة هو من اجل مصلحتكم ومصلحة اطفالكم استيقظوا واستعيدوا سلطتكم على صحتكم وتوقفوا عن دعم هؤلاء المرضى النفسيين والهمجيين القابعين على راس هرم الاقتصاد الدوائي انتم فقط تستطيعون فعل ذلك اما الوقت فهو الان .نحن عبارة عن قطيع من الخرفان نسرح وفق مزاج الراعي .نحن نعاني من حالة لامبالاة قاتلة…….تذكروا ان مصير الخرفان هو دائما المسلخ .