سبب دفع الشرور قبل وقوعها ودفعها بعد وقوعها
بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيق التوحيد الخالص لله تعالى
تحقيق التوحيد الخالص لله تعالى بأقسامه الثلاثة:
الأول:توحيد الربوبية:وهو العلم والإقرار بأن الله رب كل شيء ومليكه والمدبر لأمور خلقه جميعهم
فهذا الكون بسمائه ورأضه وأفلاكه وكواكبه ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره وملائكته وجنه وإنسه خاضع لله مطيع لأمره الكوني كما قال الله تعالى:{وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}(آل عمران83)
فإذا حقق العبد هذا التوحيد عرف بأن كل شيء بأمر الله فلا يقع أمر ولا يحل خير أو يرتفع شر إلا بأمره _ سبحانه وتعالى_ وهذا يجعل العبد يدعوه سبحانه في كل نائبة.
قال تعالى:{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}(يونس107)
توحيد الإلهية:وهو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ويتعلق بأعمال العبد وأقواله الظاهرة والباطنة.
وهذا النوع من التوحيد هو أول دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم،قال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}(النحل36)فلا يكون العبد موحدا حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال تعالى:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}(الذاريات56)
وهذا النوع من التوحيد يفضي بأن على العبد أن يجعل دعاءه ونذره ونحره ورجاءه وخوفه وتوكله ورغبته ورهبته إلى الله وحده لا شريك له.
فصرف أي شيء من ذلك أو غيره فيما يتعلق بأفعال العباد على وجه التقرب لغير الله يكون شركا.
كمن يذبح للجن وينذر لهم ،وكمن يجعل اعتماده على الكاهن والساحر.
الثالث توحيد الأسماء والصفات:وه أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم،من صفات الكمال ونعوت الجلال ،من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل .
قال الله تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}(الشورى11)
فإذا عرف العبد أسماء ربه وصفاته وعرف مدلولاتها على الوجه الصحيح فإن ذلك يعرفه بربه وعظمته فيخضع له ويخشع ويخافه ويرجوه ويتضرع إليه في دفع الكربات والشرور ويدعوه ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته كما قال تعالى:{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}(الأعراف180)
وإذا علم العبد أن الله رحمن رحيم رجا رحمته ودعاه كما فعل أيوب عليه السلام قالى تعالى:{وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}(الأنبياء83
ولتحقيق التوحيد الخالص لله جلا وعلا أثر كبير في دفع الشرور وجلب الخير بإذن الله تعالى فأقسام التوحيد الثلاثة كلها متلازمة كل نوع منها لا ينفك عن الآخر ،بل إن القرآن الكريم كله في التوحيد.
الإعتصام بالكتاب والسنة
قال الله تعالى:{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتقون}(الأنعام153)
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي : {وأن هذا صراطي مستقيما}أي هذه الأحكام وما أشبهها مما بينه الله في كتابه ووّضحه لعباده ،صراط الله الموصل إليه وإلى دار كرامته ،المعتدل السهل المختصر{فاتبعوه}لتنالوا الفوز والفلاح وتدركوا الآمال والأفراح {ولا تتبعوا السبل}أي:الطرق المخالفة لهذا الطريق .
{فتفرق بكم عن سبيله}أي:تضلكم عنه وتفرقكم يمينا وشمالا .فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم{ذلك وصّاكم به لعلكم تتقون}فإنكم إذا قمتم بما بينه الله لكم علما وعملا صرتم من المتقين وعباد الله المفلحين.
ووحد الصراط وأضافه إليه لأنه سبيل واحد موصل إليه والله هو المعين للسالكين على سلوكه.
تقوى الله عز وجل والإنابة إليه
يقول تعالى:{ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا}(لطلاق2)
ويقول سبحانه :{ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون }(الأعراف156)
ويقول سبحانه :{ونّجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون}(فصلت18)
فالتقوى الله عزّوجل أثر في تفريج الكربات ودفع الشرور ورفعها عن العبد فكلما اتقى العبد ربه وراقبه في السر والعلن رفع عنه البلاء والشر بإذنه سبحانه.