بسم الله الرحمن الرحيم
–قال الله تعالى {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين (81) ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون (82)}(سورة يونس)
–قال الله تعالى {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون (117) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون (118) فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين (119)}(سورة الاعراف)
–قال الله تعالى {فأوجس في نفسه خيفة موسى (67) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى (68) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى (69)}(سورة طه)
–قال الله تعالى {قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ما خلق (2) ومن شر غاسق إذا وقب (3) ومن شر النفاثات في العقد (4)ومن شر حاسد إذا حسد (5)}(سورة الفلق)
فال الحافظ إبن كثيرفي تفسيره :{ومن شر النفثات في العقد}قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك :يعني السواحر.
رواه البخاري(5736)
2-عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» ، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات».
رواه البخاري(2766)
3-عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» .
رواه أحمد(2840) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة( 793).
عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لم تقبل صَلَاة أَرْبَعِينَ لَيْلَة» .
روَاهُ مُسلم(2230)
4-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
المستدرك على الصحيحين للحاكم (15) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3047)
5-عن عمران بن حصين رضي الله عنهـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
رواه البزار(ص 169 – زوائده)وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(3041)
6-عن ابن مسعود رضي الله عنه قال من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
رواه البزار وأبو يعلى بإسناد جيد موقوفا قال الألباني صحيح موقوف في صحيح الترغيب والترهيب (3048)
7-عن أبي موسى قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم .
رواه ابن حبان(6137) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2362)
قال إبن منظور في لسان العرب (348/4) :فكأن الساحر لما رأى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه
قال إبن قدامة المقدسي رحمه الله في المغني (9/28):وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به، أو يكتبه، أو يعمل شيئا في بدن المسحور أو قلبه، أو عقله، من غير مباشرة له. وله حقيقة، فمنه ما يقتل، وما يمرض، ويأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين.
قال إبن القيم رحمه الله في الطب النبوي (1/94):هومركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة وإنفعال القوى الطبيعية عنها .
السحر شرعا:
قال القليوبي: السحر شرعا مزاولة النفوس الخبيثة لأقوال أو أفعال ينشأ عنها أمور خارقة للعادة .
الجمل على شرح المنهج(5/110)والقليوبي(4/169)وحاشية الكازروني على تفسير البيضاوي عند الآية(51) من سورة البقرة.
وعرفه الحنابلة بأنه: عقد ورقى وكلام يتكلم به، أو يكتبه، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له.
كشاف القناع آخر باب حد الردة (6 / 186)الرياض مكتبة النصر الحديثة، ومطالب أولي النهى6/303)
قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله في إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد(1/343) :
أما تعريفه في الشرع: فالسحر عبارة عن عزائم ورُقى وعُقد يؤثر في بدن المسحور بالقتل أو بالمرض، أو بالإخلال بعقله، أو يفرِّق بين الزوجين، أو يأخذ الزوج عن زوجته فلا يستطيع الوصول إليها، قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } يعني: السواحر.
فالساحر يعقد العقد بالخيط ثمّ ينفث فيها من ريقه، ويستعين بالشيطان، ويؤثِّر هذا بإذن الله في المسحور إما قتلاً، وإما مرضاً، وإما تفريقاً بينه وبين حبيبه، وإما أن يمنعه عن زوجته فلا يستطيع الوصول إليها.
حكم الساحر في الإسلام
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (9/30):وحد الساحر القتل. روي ذلك عن عمر، وعثمان بن عفان، وابن عمر، وحفصة، وجندب بن عبد الله، وجندب بن كعب وقيس بن سعد، وعمر بن عبد العزيز. وهو قول أبي حنيفة ومالك.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (10236):وعن مالك أن حكم الساحر حكم الزنديق فلا تقبل توبته ،ويقتل حدا إذا ثبت ذلك ،وبه قال أحمد .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في مجموع فتاويه(7/79) :وقد اختلف العلماء في حكم الساحر هل يستتاب وتقبل توبته أم يقتل بكل حال ولا يستتاب إذا ثبت عليه السحر؟ والقول الثاني هو الصواب، لأن بقاءه مضر بالمجتمع الإسلامي والغالب عليه عدم الصدق في التوبة، ولأن في بقائه خطرا كبيرا على المسلمين. واحتج أصحاب هذا القول على ما قالوه: بأن عمر رضي الله عنه أمر بقتل السحرة ولم يستتبهم وهو ثاني الخلفاء الراشدين الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم، واحتجوا أيضا بما رواه الترمذي رحمه الله عن جندب بن عبد الله البجلي أو عن جندب الخير الأزدي مرفوعا وموقوفا: «وحد الساحر ضربه بالسيف » ، وقد ضبطه بعض الرواة بالتاء فقال: «حد الساحر ضربة بالسيف » ، والصحيح عند العلماء وقفه على جندب. وصح عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت من غير استتابة. قال الإمام أحمد رحمه الله: ثبت ذلك – يعني قتل الساحر – من غير استتابة عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني بذلك: عمر وجندبا وحفصة. وبما ذكرنا يعلم أنه لا يجوز إتيان السحرة وسؤالهم عن شيء ولا تصديقهم كما لا يجوز إتيان العرافين والكهنة، وأن الواجب قتل الساحر متى ثبت تعاطيه السحر بإقراره أو بالبينة الشرعية من غير استتابة.
ماذا يفعل ا لإنسان حتى يصبح ساحر
إن الساحر هو الذي يقوم بمايلي : يستخدم الشياطين، ويتقرب إلى الجن بما يحبون من الذبح لهم من دون الله، ومن دعائهم مع الله، ومن طاعتهم في معصية الله بالزنا، وشرب الخمر، وأكل الحرام، وترك الصلاة والتلطخ بالنجاسات والبقاء في الأماكن القذرة وتدنيس المصحف وكتابة القرآن بدم الحيض ومنهم من يصل به الحال إلى أن يزني بأحد محارمه كأخته أو أمه أو ابنته ويكتب الطلاسيم الكفرية التي بها إستغاثة بالجن ، حتى تجيبه الشياطين لما طلب منها من الإضرار والإخبار ببعض المغيبات، وبالمسروق ومكان الضالة وكلما كان الساحر أشد كفرا كان الشيطان أكثر طاعة له وسحره أقوى فالساحر والشيطان قرينان إلتقيا على معصية الله عزّوجل وإذا نظرت إلى وجه الساحر تجد ظلمة الكفر على وجهه كأنها غمامة سوداء وتجده في شقاء رغم كثرة مايأخذ من أموال من الناس وكثيرا ماتؤذي الشياطين زوجته وأولاده وتقع بينهم الشقاق والخلاف لقول الله عزّوجل {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.
علامات ودلالات يعرف بها السحرة والكهان والعرافون والمشعوذون والدجالون وغيرهم.
هناك علامات ودلالات يعرف بها السحرة والكهان والعرافون والمشعوذون والدجالون وغيرهم ممن يغرق في هذا المستنقع الآسن وحتى لايذهب المسلم ضحية هؤلاء فيخسر بذلك دينه وعقيدته وماله فإنا نعرض العلامات التي يستدل بها على هؤلاء الآثمين:
أولا:السؤال عن اسم الأم وهذا هو الأصل عندهم وربما سألوا عن أبيه لتمويه وأيا كان السؤال نقول: ماالداعي إلى اسم أحد الأبوين فمتى رأيت أخي المسلم يسألك عن ذلك ففر منه كفرارك من الأسد.
ثانيا:طلب أثر من آثار المريض كالغترة أو الثوب أو غطاء المرأة أو غير ذلك فمتى طلب منك ذلك ففر كما فررت في المرة الأولى .
ثالثا:التمتمة بكلام غير معروف ولا يفقه معناه وربما قرأ المشعوذ بعض آي القرآن ليموه على الناس ولكن هذا لايخرجه من دائرة الشعوذة .
رابعا:إعطاء عزائم وتمائم وأحجبة تحتوي على حروف مقطعة وعلى مربعات وبعض الرسومات وربما كتب معها شيئا من القرآن لإيهام المقابل أن مايقوم به هذا المشعوذ أنه الشرع علما بأن هؤلاء المشعوذين والسحرة يعطون الضحية الأحجبة مغلقة ويحذرونه من فتحها ،وكما جاءنا من هذه الأحجبة ويقول من يحضرها إن المشعوذ قال له لاتفتحها ،وحين نقوم بفتحها يكون الضحية في حال ارتباك وكأن قنبلة ستنفجر من هذه الورقة.
خامسا:طلب المشعوذ أو الساحر أو غيره أمورا تخالف الشرع،كطلب عدم مس الماء مدة معينة أو عدم الاغتسال وهذا يترتب عليه عدم الوضوء وعدم الصلاة أو عدم مصافحة أحد.أو ربما طلب منه اعتزال الناس مدة من الزمن وهذا مايسمى بالحجبة.
سادسا:إعطاء المريض بعض الأشياء ويقوم بدفنها في المنزل أو مكان معين ،أو طلب ذبح حيوان ودفنه إلى غير ذلك من الأمور المشابهة.
فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين تقديم الشيخ عبد العزيز بن باز (130-131)
حياة حياة الساحر
1-الساحر يعيش في خوف دائم إذ أنه يعلم أن عمله قائم على أبشع أنواع الخداع والتلبيس ،فلو فضح تحولت أحواله إلى أحوال مردية.
2- يعيش دائما في أماكن القاذورات والنجاسات إن كان يستعين بالشياطين كالمزابل والقمائم وما إلى ذلك . 3-يترك مأكولات طيبة ويأكل مأكولات تتناسب مع مطالب الجن كالخنزير وأنواع المحرمات .
4-لايقدر أن يعمل السحر ويتم له إلا بأنواع من التعب والعناء والسهر وزيادة التعبد للشيطان .ولا يقدر على إعادته مرة ثانية إلا بمعاناة جديدة .
5-الشيطان يدفعه إلى الإستمرار ية في العمل ويهدده إن ترك بأنواع من العقوبات فيبقى في شدة المعاناة وتحت تهديدات الشياطين .
6-إذا افتضح عرض حياته للخطر كالقتل أ و التشريد أو غاية الإحتقار والإستذلال عند الناس .
حكم تعلم السحر
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (10/106):فإن تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم. قال أصحابنا: ويكفر الساحر بتعلمه وفعله، سواء اعتقد تحريمه أو إباحته.
قال الشيخ حافظ بن أحمد بن علي الحكمي رحمه الله في معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول(2/553):وَلِهَذَا أَثْبَتَ كُفْرَ الشَّيَاطِينِ بِتَعْلِيمِهِمُ النَّاسَ السِّحْرَ فَقَالَ تَعَالَى {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ تَعَلَّمَ السِّحْرَ أَوْ عَلَّمَهُ أَوْ عَمِلَ بِهِ يَكْفُرُ كَكُفْرِ الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ علموه الناس, إذا لَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ بَلْ هُوَ تِلْمِيذُ الشَّيْطَانِ وَخِرِّيجُهُ, عَنْهُ رَوَى وَبِهِ تَخَرَّجَ وَإِيَّاهُ اتَّبَعَ؛وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى فِي الْمَلَكَيْنِ:{ وَمَايُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّهُ بِمُجَرَّدِ تَعَلُّمِهِ يَكْفُرُ سَوَاءٌ عَمِلَ بِهِ وَعَلَّمَهُ أَوْ لَا.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في التمهيد لشرح كتاب التوحيد(1/299):ولهذا نقول: الصحيح أن تعلم السحر- ولو بدون عمل- شرك وكفر بالله- جل وعلا- بنص الآية، لأنه لا يمكن أن يتعلم السحر إلا بتعلم الشرك بالله- جل وعلا- وكيف يشرك، وإذا تعلم الشرك فهو مشرك بالله- جل وعلا-. وبعض العلماء يقول: السحر قسمان: – كقول الشافعي وغيره- منه ما يكون بالاستعانة بالشياطين فهذا كفر وشرك أكبر، ومنه ما يكون بالأدوية والتدخينات فهذا فسق ومحرم ولا يكفر فاعله إلا إذا استحله. .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في فتاوى نور على الدرب(3/264):{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} ، فدل على أن السحر ضد الإيمان، وضد التقوى، المقصود أن تعلم السحر يكون بعبادة الشياطين والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ونحو ذلك، فهو من الكفر الأكبر فلا يجوز تعليمه ولا تعلمه ولا العمل به، ولا المجيء إلى أهله وسؤالهم ولا تصديقهم، بل يجب الحذر من ذلك ويكفي في هذا قول الله جل وعلا: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} ، وقول الملكين له للمتعلم: لا تكفر دل على أن تعلمه كفر، وقوله في حق الشياطين: يعلمون الناس السحر، المقصود أنه محرم وشره عظيم، وفيه فساد كبير مع كونه فيه عبادة لغير الله، وكفر بالله عز وجل.
السؤال: ما المقصود بقوله: (تعلموا السحر ولا تعملوا به) لأن بعض الناس يقول: إنه حديث ضعيف؟
الجواب: يحرم تعلم السحر سواء للعمل به أو ليتقه، وقد نص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أن تعلمه كفر، فقال تعالى: {يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن السحر أحد الكبائر وأمر باجتنابه فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات » فذكر منها السحر. وفي السنن عند النسائي: «من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك » .وأما ما ذكرت من قول (تعلموا السحر ولا تعملوا به) فليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف فيما نعلم.وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (6289)
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في فتاوى نور على الدرب (4/2):أود أن أبين أن السحر من أكبر المحرمات، بل هو من الكفر إذا كان الساحر يستعين بالأحوال الشيطانية على سحره أو يتوصل به إلى الشرك، وقد قال الله تبارك وتعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُواْ اَلشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) . فهذا دليل على أن تعلم السحر كفر، السحر متلقى من الشياطين، وعلى هذا فيجب الحذر منه والبعد عنه، حتى لا يقع الإنسان في الكفر المخرج عن الملة والعياذ بالله.
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(2/227):وقد دل قوله: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} وحديث عائشة المذكور: على تأثير السحر وأن له حقيقة.
قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله في مجموع فتاويه(1/45):أما تأثير السحر وما يترتب عليه من الإصابات، فهذا شيء واقع ويؤثر، يقتل ويمرض، ويفرق بين المرء وزوجه، ويفسد بين الناس، تأثيره هذا شيء واقع.