كَمَا نَعْلَم ان الْكُل يَشْرَب الْقَهْوَة وَالْشَّاي وَالْغَالِبِيَّة الْعُظْمَى يُجْهَل مَا هِي الْقَهْوَة ؟
وَمَا مِقْدَار الْقَهْوَة الَّتِي يَتَنَاوَلُهَا الْإِنْسَان فِي الْيَوْم ؟
وَمَا هِي قِيْمَتُهَا الاقْتِصَادِيَّة؟ وَمَا الْفَائِدَة الْغِذَائِيَّة مِنْهَا ؟
وَمَا الْأَعْرَاض الْنَّاجِمَة مِن الْتَسَمُّم بِالْقَهْوَة ؟
وَمَا الْمَخَاطِر الَّتِي تُسَبِّبُهَا عِنْد الْإِفْرَاط بِتَنَاوُلِهَا ؟
وَمَا هِي الْحَالَات الَّتِي تَمْنَع فِيْهَا شَرِب الْقَهْوَة؟ وَمَا تَأْثِيْرَهَا عَلَى الْأَطْفَال ؟
وَمَا هِي فَوَائِدِهَا الْعِلْاجِيَّة؟
فِي الْبِدَايَة نَعْرِف الْقَهْوَة وَقِيْمَتُهَا الاقْتِصَادِيَّة
الْقَهْوَة شَجَرَة مِن الفَصِيْلَة الْفَوّيّة بُذُوْرُهَا تُسَمَّى الْبُن وَالْبُذُور تُحَمِّص وَتَطْحَن وَتُسْتَعْمَل كَمَا هُو شَائِع عِنْدَنَا فِي دُوَل الْخَلِيْج غَيْر أَن بَعْض الْدُّوَل تُضَيِّف الْسَكَّر وَالْحَلِيْب إِلَى الْقَهْوَة وَالْبُن عَامَّة مُنَبِّه لِلْأَعْصَاب وَيُسَبِّب الْأَرَق وَمُفْرَز لحُمُوضَة الْمَعِدَة لِذَا تُسْتَعْمَل بَعْد الْطَّعَام كَهاضِمّة وَهِي تُفِيْد فِي عِلَاج الْتَسَمُّم بِالْمُخَدِّرَات وَفِي إِنْعَاش الْمَسُّمُوْمِين.
وَإِذَا زَاد مِقْدَار مَا يَتَنَاوَلُه الْإِنْسَان عَن ثَلَاثَة فَنَاجِيْن فِي الْيَوْم تُصْبِح ضَارَّة وَتُؤَدِّي إِلَى الْإِدْمَان فيَضْطَرّب نِظَام الْنَّوْم وَالتَّغَوُّط وَتُقَلِّل الْشَّهِيَّة لِلْنِّكَاح وَالْطَّعَام.
وَلْمْعْلُوماتِك: فَالَّبْن أَهُم مَحْصُوْل نَقْدِي فِي الْبَرَّازِيّل مُنْذ فَتْرَة طَوِيْلَة حَيْث تُنْتَج نَحْو ثُلْث إِنْتَاج الْعَالَم وَبَلَغ نَصِيْبُها مِن جُمْلَة صَادِرَات الْبُن فِي الْتِّجَارَة الْدَّوْلِيَّة نِسْبَة كَبِيْرَة وَتَتَرَكَّز زِرَاعَة الْبُن فِي وِلَايَة سَان بِاوْلُو وُرُوْدِي جَانِيْرُو ومِينَاس جَرلَيْس وَذَلِك نَظَرا لِتَوَافُر عَوَامِل الْإِنْتَاج مِن تُرْبَة خَصْبَة وَمُنَاخ وَايْدِي كَثِيْفَة.
ثَانِيا: نُذَكِّر الْفَائِدَة الْغِذَائِيَّة وَالْأَعْرَاض الْنَّاجِمَة مِن الْتَسَمُّم بِالْقَهْوَة
ان الْقَهْوَة وَكَذَلِك الْشَّاي لَيْس لَهَا أَي فَائِدَة غِذَائِيَّة وَتَقْتَصِر فَائِدَة الْقَهْوَة وَالْشَّاي عَلَى النَّشَاط الَّذِي تُعْطِيَه هَذِه الْمَشْرُوْبَات لِلْجِهَاز الْعَصَبِي خَاصَّة وَلِلْجِسْم بِصُوْرَة عَامَة وَتُسَاعِد هَذِه الْمَشْرُوْبَات عَلَى هَضْم الْطَّعَام إِذَا أَخَذَت بَعْد الْوَجْبَة وَلَكِنَّهَا تَحَدَّث عُسْرا شَدِيْدا وَاضْطِرَابا قَوِيّا فِي عَمَلِيَّة الْهَضْم إِذَا أَخَذَت قَبْل الْطَّعَام وَهُنَاك الْكَثِير مِن الْأَغْرَاض الْنَّاجِمَة عَن الْتَسَمُّم بِالْقَهْوَة وَالَّتِي مِنْهَا:
2- الْقَلَق وَالِاضْطِرَاب
3- الْأَرَق وَالْسُّهَاد
4-الارْتِفَاع فِي دَرَجَة الْحَرَارَة
5- تَصَبَّب الْعَرَق الْبَارِد
6- الْنُّحُوْل وَالْهُزَال
7- الْتَّشَنُّجات الْمِعَوِيَّة
ثَالِثا:الْمَخَاطِر الَّتِي تُسَبِّبُهَا عِنْد الْإِفْرَاط بِتَنَاوُلِهَا وَالْحَالِات الَّتِي تَمْنَع فِيْهَا شَرِب الْقَهْوَة
وَإِذَا تَنَاوُل الْإِنْسَان عَشْرَة فَنَاجِيْن مَن الْقَهْوَة يَوْمِيّا أَي مَا يُعَادِل جْرَامَا وَاحِدَا مِن الْكَافِيَيْن تُظْهِر عَلَيْه الْأَعْرَاض الْتَّالِيَة:
1-خَفَقَان الْقَلْب
2- الْقَيْء وَالِاسْتِفَرَاغ
3- التَّشَوُّش الْفِكْرِي
4- الاهْتِزَازَات وَالتَشَنُّجَات فِي الْوَجْه وَالْأَطْرَاف
وَهُنَاك حَالِات عَدِيْدَة تَمْنَع فِيْهَا الْقَهْوَة وَالْشَّاي وَالَّتِي مِنْهَا:
1- الْأَمْرَاض الْعَصَبِيَّة الْمَصْحُوْبَة بِتَهَيُّج وَارْق
2- زِيَادَة نَسْبَة الْحَامِض الْبَوْلِي فِي الْدَّم
3- ارْتِفَاع ضَغْط الْدَّم
4- الْإِمْسَاك
5- قَرْحَة الْمَعِدَة وَالاثْنّى عَشَر
6- أَمْرَاض الْقَلْب
7- الْحَصَوَات الصَّفْرَاوِيَّة
8- الْحَصَوَات الْبَوْلِيَّة
9- الْتِهَاب الْأَمْعَاء الْمُزْمِن
10- زِيَادَة نَسْبَة الْكُوَلِسْتِرُول فِي الْدَّم
11- تَضَخُّم الْغِدَة الْدِرْقِيَة
12- خَفَقَان الْقَلْب
13- جُرْحَة الْقَلْب
14- الْدُوَار
15- لَيِّن الْدِمَاغ
16- تَصَلُّب الْشَّرَايِيْن
17- وَهْن الْشَرَايْيِن الْتَّاجِيَّة
18- الْتِهَاب شَرَايِيْن الْأَطْرَاف
رَابِعا: تَأْثِيْرَهَا عَلَى الْأَطْفَال وَفَوَائِدِهَا الْعِلْاجِيَّة:
كَمَا انَّه يَجِب الِامْتِنَاع عَن تَقْدِيْم الْقَهْوَة وَالْشَّاي لِلِأَطْفَال قَبْل بُلُوْغِهِم الْسَّنَة الْثَّانِيَة مِن الْعُمْر فِجَهَاز الْأَطْفَال سَرِيْع الْتَّأْثِيْر بِهَذَا الْنَّوْع مِن الْمَشْرُوْبَات.
وَبَعْد ان يَتَجَاوَز الْأَطْفَال الْسَّنَة الْثَّانِيَة يَجِب الْاحْتِرَاز عَن تَقْدِيْم الْكَثِيْر مِن الْقَهْوَة أَو الْشَاي وَإِلَا تُعْرِضُوا لِاضْطِرَابِات عَصَبِيَّة قَد تَكُوْن خَطِيْرَة فِي كَثِيْر مِن الْأَحْيَان.
فَوَائِدِهَا الْعِلْاجِيَّة:
1- يُمْكِن عَلَاج إِسْهَال الْأَطْفَال بِإِعْطَائِهِم مِقْدَارا بَسِيْطَا مِن شَرَاب الْقَهْوَة عَلَى ان تَكُوْن غَلِيْظَة ثَلَاث مَرَّات يَوْمِيّا بِمِقْدَار نِصْف فِنْجَان.
2- تُوْضَع عَلَى الْجُرُوح الَّتِي تَنْزِف فَتَقَطَّعُهَا عَلَى ان تَكُوْن مَقْلِيَّة وُمَدَّقْوقَة.
و ادَام الْلَّه نَهَارَكُم و مَسَاءُكُم ب الْصِّحَّه و الْعَافِيَه .