الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار
السؤال : متى ينصح الراقي المريض بالتوجه إلى الطبيب ؟؟
الجواب :
للإجابة على هذا السؤال يجب التطرق إلى المقدمات التالية :
أولا: تنقسم الأمراض إلى أمراض عضوية ـ حسّية ـ وأمراض نفسية وأمراض عصبية وأمراض غيبية ـ السحر والعين والصرع ـ.
ثانيا: يجب أن يكون الراقي له معرفة بهذه الأمراض، محيطا بعوارض وعلامات كل مرض من هذه الأمراض، وأن يستطيع أن يفرق بين أعراض هذه الأمراض ـ لأن هناك تشابه كبير بين الأمراض النفسية والعصبية والأمراض الغيبية ـ .
ثالثا : الأصل في الأمراض التي تصيب النّاس هي الأمراض العضوية ثمّ النفسية والعصبية، وأما الأمراض الغيببة فهي طارئة واستثنائية وقليلة الحدوث.
رابعا : من الخطأ الفادح الذي يقع فيه كثير من الرقاة أن يباشر الرقية ـ القراءة وغير ذلك ـ على المريض معتقدا أن المريض به سحر أو مس ـ مستندا على أقوال أهل المريض مثلا ـ، دون أن يقوم بتشخيص المرض ( من خلال محاورة المريض وبطرح الأسئلة العديدة والدقيقة، لتحديد نوع المرض، لأن تشخيص المرض نصف العلاج )، فتجده يقول للمريض بأن بك سحر ، والمريض قد يكون مصاب بمرض نفسي ـ لأن الراقي يغتر ببعض الأعراض " اللاشعروية " التي تطرأ للمريض نتيجة القراءة عليه ـ.
خامسا: وبناء على النقطة الثالثة ، فإن على الراقي أن يقوم أولا عند التشخيص باستقصاء أعراض الأمراض العضوية والنفسية والعصبية ـ لأنها الأصل كما سبق
ذكره ـ، ثمّ الأعراض الغيبية .
ذكره ـ، ثمّ الأعراض الغيبية .
بعد هذا المقدمات المهمة ، فإن الراقي يباشر الرقية ، للتأكد من نوع المرض المحتمل، فإن كان أغلب الظن بأن المريض مصاب بمرض نفسي ـ مثلا ـ وبقت الأعراض التي يشكو منها المريض ـ وهذا بعد جلسة الرقية بمدة ـ ففي هذا الحالة، يأمر المعالج المريض بالتوجه إلى طبيب مختص في علم النفس.
كما يمكن للمعالج أن لم يستطع الجزم بالنتيجة التي توصل إليها أن يعيد الرقية مرة أخرى، للتأكد.
والله اعلم
وكتبه أبو جابر الجزائري