مرض السكري
تزيد خطورة الإكثار من الأكل كلما تقدم الشخص في السن، فعدم توازن الوجبات الغذائية هو السبب الرئيسي في ظهور معظم الأمراض والمضاعفات والحفاظ على التوازن بين الحصص المتناولة والمستهلكة أمر في منتهى الأهمية·
يصاب الإنسان بالسمنة إذا ما تجاوزت حصصه المتناوله ما يستهلكه من طاقة خلال اليوم إثـر عمله ومختلف نشاطاته، أو بالنحافة إذا ما كانت حصصه المتناولة أقل من تلك المستهلكة·
وبإمكان هذه الاختلالات أن تسبب أمراضا عدة قد تمس سواء الجهاز الهضمي أو القلب والدورة الدموية أو الغدد والهرمونات، فعندما تكون الحصة الطاقوية دائما مرتفعة (أي الأكل بالزيادة) يقوم جسم الإنسان بادخار هذه الحصة الزائدة على شكل دهنيات تتجمع في النسيج الذهني والكبد، أما السكريات فيتم تخزينها في العضلات من جهة، والكمية الباقية منها في الكبد من جهة أخرى، فينتج من هذا الادخار ما نسميه بالسمنة التي أثبتت العديد من الدراسات النتائج السلبية لها·
وسبب ظهور هذه السمنة، إضافة إلى تزايد المدخرات، هو الإفراط في إفراز هرمون الأنسولين من طرف البنكرياس، بحيث غالبا ما يشترك مرض السكري بالسمنة، لأن الأنسولين في هذه الحالة تصبح سواء شاذة أو ينقص مفعولها·
إن مرض السكري نوعان، هناك النوع الأول الذي يصيب الإنسان الشاب والطفل الصغير ويسمى السكري الخاضع للأنسولين ((d.i.d، وهنا يكون الشخص غير قادر على إفراز الأنسولين أو شذوذ هذا الأخير، يمثل هذا النوع حوالي 10%·
أما النوع الثاني الذي يمثل حوالي 90% من السكريين، فهو النوع الأكثـر انتشارا ويصيب غالبا المسنين، يكون الشخص المصاب قادرا على إفرازا الأنسولين لكن بكمية غير كافية أو شاذة، ويسمى السكري غير الخاضع للأنسولين (·ة·خ·)·
إن دراسة نسب الأنسولين عند السكريين السمان وهم صائمون (أي قبل تناول فطورهم) تكشف على إفرازات ضعيفة من الأنسولين تارة وتارة أخرى العكس نجد إفرازات الأنسولين مرتفعة بالمقارنة مع الناس العاديين، وهذا يدل على الشخص في هذه الحالة أصبح مقاوما للأنسولين، أي عدم تقبل جسمه لهذا الهرمون وقد يكون هذا راجع إلى انخفاض عدد المستقبلين أي المناطق التي تنفذ منها هذه الأنسولين كي تصبح ذات مفعول، وهذه المقاومة للأنسولين هي السبب في ارتفاع شهية السكري السمين، والمعروف أن الأنسولين يثير الشهية، وبما أن هذه الأخيرة غير مستعملة فشهية المريض تبقى دائما كبيرة، فيصبح يأكل دون شبع، وتتجمع السكريات ويتم تحويلها إلى دسم وبادخارها يزيد الوزن وهذا يبين مدى أهمية الحفاظ على التوازن بين الحصص المتناولة والأخرى المستهلكة لتجنب مجمل الاضطرابات التي تنجم على مستوى الحصص الاحتياطية سواء بالأخذ من مخزون هذه الحصص (عندما تكون المتناولة ضعيفة) إن الإضافة إلى هذا المخزون عندما تكون المتناولة مفرطة، وهذا ما يؤدي بالنقص أو الزيادة في الوزن حسب توازن الحصص الغذائية، فإصابة الشخص بالنحافة أو بالسمنة يكون حسب الخلل·
والحصة الغذائية هي الكمية التي يحتاجها الجسم لتمكنه من أداء وضائفه الباطنية والخارجية دون تأثـره أو اضطراب وظائفه، فهو بحاجة إلى التغذية بصفة منتظمة ومتنوعة وكافية لتفادي التخيرات المتكررة في ارتفاع الوزن تارة وانخفاضه تارة أخرى بسبب هذه الاضطرابات، فالإنسان إذن ملزم بالحفاظ على كمية الحريرات التي يستحقها جسمه حسب سنه وجنسه وعمله وقامته·
فالذي يشتغل في وظيفة خفيفة لا تتطلب جهدا كبيرا كموظف إداري قد يحتاج إلى حوالي 2500 حريرة في اليوم والذي يتعب قليلا قد يحتاج إلى 4000حريرة كعامل في ورشة بينما يتطلب العمل الشاق ما يقارب 6000حريرة كعامل الأشغال الكبيرة·
منقول من الخبر