تكتسب التمور أهمية غذائية خاصة نظرا لما تحتويه من عناصر مهمة في تغذية الإنسان وصحته. ولأن سكان الجزيرة العربية الأوائل كانوا يعتمدون في غذائهم بشكل كبير على التمر بجانب اللبن فإنهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة وقدرة على تحمل أعباء الحياة القاسية ونادرا ما يصابون بأمراض العصر كأمراض القلب أو غيرها بالإضافة إلى أعمارهم الطويلة مقارنة بشعوب المناطق المجاورة .
فالتمور مصدر رئيسي للسكريات مولدة الطاقة والتي يتكون منها لب الثمرة كما تحتوي على نسبة عالية من الأملاح المعدنية وبعض الفيتامينات والألياف والمواد البكتينية.
تمثل السكريات 60 – 85% من الوزن الرطب للتمرة، لذلك فان التمور تعطي سعرات حرارية عالية جدا مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى، اذ يكفي 100 غرام من التمر لإمداد الإنسان بـ 300 سعرة حرارية .
تشكل السكريات الأحادية (الجلوكوز والفركتوز) حوالي 95% من سكريات التمور الطرية وهي سريعة الامتصاص تصل إلى الخلايا بسرعة فتزودها بالطاقة الحرارية اللازمة للعمليات الحيوية لذلك فان التمور سهلة الهضم مقارنة بالدهنيات أو البروتينات أو السكريات المعقدة ولذلك ينصح الصائم بالإفطار على التمر للإسراع بإزالة ما يتركه الصيام من دوخة وزوغان البصر والنحول. كما يعتقد بعض الأطباء بان التمر يغسل الكلى ويدر البول، وقد أطلقوا عليه ( منجم المعادن) نظرا لكثرة العناصر التي يحتويها، فهو غني بالفسفور الذي يلعب دورا معروفا في زيادة حيوية المراكز المسئولة عن التفكير والجنس، كما يحتوي على مقادير مناسبة من العناصر الأساسية في العمليات الحيوية للجسم وهو غني بالمغنسيوم ذ ي الدور الواقي من السرطان .
أما الفيتامينات فتعتبر التمور من المواد الغنية بها وخاصة فيتامين (أ) الذي يطلق عليه الأطباء (عامل النمو) لأنه يساعد على زيادة وزن الأطفال بجانب فائدته في تقوية الأعصاب البصرية وإزالته العشى ( العمى الليلي)، ولهذا السبب نجد البدو حيث تشكل التمور نسبة كبيرة في غذائهم يتمتعون بقوة بصرهم والرؤيا لمسافات بعيدة، كما يعمل هذا الفيتامين على تقوية الأعصاب السمعية، بالإضافة إلى احتواء التمر على فيتامينات ( B7, B2 , B1 ) التي تقوي الأعصاب وتزيد من مرونة الأوعية الدموية الأمر الذي يساعد القلب في عمله ويقي الإنسان من مخاطر ارتفاع ضغط الدم كما ينصح الأطباء بتناول فيتامين B2 لعلاج أمراض الكبد واليرقان وتشقق الشفاه وكسر الأظفار وجفاف الجلد .
تحتوي التمور على كمية قليلة من المواد الدهنية والبروتينات المهمة جدا لجسم الإنسان فهي من المصادر المهمة للحامض الأمنيي النادر (Bebo Colic) كما أنها تحتوي على نسبة من الألياف الضرورية لتنشيط حركة الأمعاء والوقاية من حالات الإمساك التي يعاني الكثير منها .
هذا وتدخل التمور في كثير من الصناعات الغذائية التحويلية كصناعة الدبس والسكر السائل والخل والكحول الطبي وخميرة الخبز والبروتين المركز وحامض الليمون وصناعات المعجنات .