تصادفنا يوميا حالات الغش في مواقف عدة و بأشكال مختلفة…
فمنها التاجر الذي يقدّم سلعته على أنها الأجود. و يعلم أنه يكذب.
و لكنه لا يتوانى عن القسم بأغلظ الأيمان أنها الأجود…
و منها الموظف الذي يجلس خلف مكتبه يتظاهر بالعمل و هو يقرأ
الجرائد حتى لا ينظر في مصالح الناس…
و منها الطبيب المناوب الذي يغلق على نفسه حجرة العلاج ليوهم
المرضى بأنه منشغل مع مريض آخر. و لكنه في الحقيقة غارق في
مكالمة هاتفية، أو منخرط في جلسة ثنائية مع إحدى الممرضات…
و منها التلميذ الذي يعزف عن المراجعة ثم يأتي يوم الامتحان برزمة
من القصاصات بها جميع الدروس مختصرة حتى يستعين بها…
و منها العامل الذي يتحجّج بضرورة أخذ قسط من الراحة لتناول سيجارة
أو ما شابه، ثم " ينسى " نفسه و يبقى على تلك الحال لفترة تناهز الساعة…
و منها الأستاذ الذي يتهرب من تقديم المعلومة بشتى الوسائل و قد يصل
به الحال إلى سرد بعض محطات حياته ليجهز على الوقت المتبقي …
و منها المسؤول عن البلدية الذي تجاوزته الأحداث و هو يزعم أمام الملأ أنه
سيعمل على تغيير واجهة البلدية ثم تنتهي عهدته و حال البلدية يزداد سوءا
على سوء…
و منها حالات أخرى قد يصعب حصرها في هذا الموضوع.
فعلا مواقف مخزية لأشخاص يغشّون لا وازع لهم و لا رادع لهم.
فحقّ فيهم قول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى:
"إذا لم تستحيي فاصنع ما شئت"
1- فما الذي يدفع المجتمع إلى الغشّ؟
2- و من المسؤول عن تفاقم ظاهرة الغش في المجتمع؟
3- و ما هي الطرق الكفيلة للحدّ منه على الأقل؟
4- و لماذا لا يرتدع الغشّاش، و لا يخشى أحدا؟
إلى أقلامكم أحبتي… أنتظر تفاعلكم
أخوكم
أنور الزناتي