مصدر حكومي لـ’القدس العربي’: الجزائر لا تساند النظام السوري وتعلم أن رحيل الأسد مسألة وقت
كمال زايت:
2024-02-07
الجزائر ـ ‘القدس العربي’ قال مصدر حكومي لـ’القدس العربي’ أن الموقف الجزائري من الوضع في سورية لا يعني أن الجزائر تساند نظام بشار الأسد، بل إن التخوف القائم هو من تدويل القضية، والتدخل العسكري الأجنبي، الذي ستكون فاتورته غالية.
وأضاف المصدر ذاته أن الموقف الجزائري من الوضع في سورية ليس ملتبسا، فالسلطات الجزائرية لم تعلن أي دعم لنظام بشار الأسد، كما أنها لم تقتنع برواية أن الجماعات الإرهابية هي التي ترتكب المجازر ضد الشعب السوري، ولكن الدبلوماسية الجزائرية ترفض المواقف الانفعالية والمتسرعة، وتفضل الهدوء والتروي.
وأشار إلى أن الوضع في سورية لم يعد خافيا على أحد، ولكن البديل والحل لا يمكن أن يكونا تدويل القضية وفتح الباب للتدخل العسكري الأجنبي، سواء كان ذلك عن طريق الحلف الأطلسي أو أي قوى عسكرية أخرى، لأن أي تدخل عسكري في سورية ستكون عواقبه وخيمة على الشعب السوري أولا، وهو الأمر الذي تخشاه الجزائر، وتسعى لتفاديه في إطار الجهود العربية الرامية إلى إيجاد مخرج من هذه الأزمة، وفتح قنوات اتصال بين المعارضة وبين النظام السوري، بغرض التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
وأكد على أن الجزائر لم ولن تراهن على نظام بشار الأسد، لاقتناعها بأن هذا الأخير سيرحل عن الحكم في نهاية المطاف، ولكن من الضروري أن تلعب الدول العربية دورها حتى تضمن أن يتم معالجة الوضع في إطار عربي، مشددة على أن الحل العسكري الأجنبي لم يكن أبدا هو الحل، لأنه يكرس عدم الاستقرار.
وأوضحت أن السلطات الجزائرية فتحت منذ مدة قنوات اتصال مع المعارضة السورية، لأنها لا تريد أن تستمع لطرف واحد دون آخر، وأنها في اتصالاتها مع هذه المعارضة تحث على ضرورة الابتعاد عن التدويل وعن عسكرة الثورة السورية، لأن الأمور ستفلت حتما من يدها، وتزيد الأزمة تعقيدا ويكون الشعب السوري هو الخاسر الأكبر.
من جهتها أصدرت حركة النهضة (تيار إسلامي معارضة) بيانا أبدت فيه ‘استياءها من المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام السوري، الذي تجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية’، موضحة أن ما يحدث في سورية من مجازر هي جوائم في حق الإنسانية، وأنها تستوجب من كل ضمير حي ومن كل المنظمات الدولية التحرك العاجل لوقفها وتجنيب الشعب السوري محرقة حقيقية.
واعتبرت أن الفيتو الروسي والصيني هو بمثابة ضوء أخضر للنظام السوري ليمعن في ارتكاب جرائمه دون رقيب أو حسيب، وأن كلتا الدولتين شريك فعلي في الجرائم التي ترتكب وتتحملان المسؤولية التاريخية والإنسانية في تشجيع النظام السوري والوقوف أمام كل المبادرات الرامية لحماية الشعب السوري