وجع حرب
دقت ساعة المغادرة فالحرب على الأبواب تقرع ناقوس الحذر والخطر
يأمرهم والدهم أن يلملوا أغراضهم ويستعجل وسكاكين الخوف تذبحه
في دقائق قليلة كان منزلهم المريح على أطراف البصر
على أمل عودة ما .. تركوا كل شئ على حاله الأطعمة في البراد
والثياب في الخزانة وكتب الدراسة على المكتبة
كل ما فعلوه هو إغلاق البيت الذي سرعان ما فتحت عليه الحرب نيرانها
التهمت الحرب أياما من عمرهم كان الوجع فيها يقض مضجعهم والخوف
والتشرد يعبث ببقايا سعادة كانت تظللهم
فاح الموت في الأنحاء
بينما كان بصيص الأمل وسطوة اليأس في صراع شددين
وسط دماء وحروب وأشلاء …. جرحى ودموع وآهات وحسرات
وعلى جثت الضحايا كان الخلاص
وفي القلب ألف وجع بذاكرة لا زالت مسمومة بلسعات الواقع الأليم
تطُوى الأوجاع … لا بد
مع الماضي
كما ذكرى بيتهم ذاك الذي إلتهمه غدر الزمن بكل ما حوى
من محتويات كانت تلامس دواخلهم
لم يعد العودة إلى تلك الديار ممكنا
وكل ما تحصلوا عليه بعد إنتهاء الحرب
صورة بيت مهدم تتناثر هنا وهناك أشياءه المبعثرة
يبعث في الوجدان ذكرى حزينة ,,,, وواقع لا زال غير واضح المعالم