السواك بين السنة والطب
السواك بين السنة والطب
فيما يلي سوف أتناول جانبا من جوانب الإعجاز العلمي في السنة النبوية ألا وهو جانب " السواك "
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- السواك مطهرة للفم مرضاة للرب (6) ،وإذا نظرنا لمادة كلمة ( ط . هـ . ر ) نجد أنها تعني التطهير وعند علماء اللغة تعني النظافة والنزاهة من الأقذار حسية كانت أو معنوية(7), وقد جاءت في القرآن تحوي المعنيين .
فقال تعالى إشارة إلى وجوب التطهر من الأقذار الحسيه : وَثِيَاْبَكَ فَطَهِّر(8)
وقال مادحا المؤمنين : فِيْهِ رِجَاْلٌ يُحِبُّوْنَ أَن يَتَطَهَّرُوْا وَالَّلهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِيْن (9)
فتطهير الشيئ في اللغة معناه إزالة ما خبث منه جليلا كان أو دقيقا وإذا بحثنا في اللغة فلن نجد مصطلح يعبر عن إزالة أدق الأشياء أبلغ من هذا المصطلح(10).
قال النووي : السواك لغة يطلق على الفعل وهو الإستياك وعلى الآلة التي يُستاك بها والتي يقال لها "المسواك "(11)
ومما قد يخفى علينا أنه قد ورد في السواك أكثر من مائة حديث .
قال الصنعاني- صاحب سبل السلام – " فوا عجبا لسنة تأتي فيها الأحاديث الكثيرة ثم يهملها كثير من الناس بل كثير من الفقهاء ، هذه خيبة عظيمة "(12)
** فقه السواك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء(13)
مما سبق يتبين لنا مدى حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على صحة أمته وعلى كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بذلك . فالسواك مندوب عند الوضوء وعند الصلاة على الراجح من أقوال العلماء (14)
ولا يخفى علينا أن الإمام الشافعي – رضي الله عنه – قد أوجبه في القديم عندما كان في العراق لكثرة شجر الأراك وعندما جاء إلى مصر ولاحظ قلة شجر الأراك حكم باستحبابه فقط.
** ما هو الأراك ؟
صورة لشجرة السواك
الأراك شجرة تتبع الفصيلة السلفادورية " Salvadoraceae" في تقسيم النبات واسمها العلمي "سلفادورا برسيكا " salvadora Persica"وهي شجرة تكثر في الأودية الصحراوية وتقل في الجبال أما الأجواء الحارة والاستوائية فهي مناخ نموها الأمثل ولذا يوجد في عدة بلدان في القارة الآسيوية مثل المملكة العربية السعودية لا سيما في عسير وأبها وجيزان وكذا في بعض نواحي اليمن والهند وإيران أما في القارة الأفريقية فغربها مناخ مناسب لها وفي بعض نواحي مصر كالوجه القبلي وشبه جزيرة سيناء وتوجد بوفرة في جنوب السودان .
وشجرة الأراك تشبه شجرة الرمان وهي جميلة دائمة الخضرة طوال العام ومن حيث الطول فهي قصيرة يتراوح طولها ما بين مترين وخمسة أمتار ولا يزيد قطر جزعها على قدم واحد، وأما أطرافها فمغزلية وأوراقها لامعة السطح لوجود مادة زيتية شديدة الخضرة عليها وهي تخرج زهرا أصفر اللون مشرباً بخضرة رائعة، ومن الزهرة تخرج ثمرات تشبه الكريز في عناقيد تؤكل .
** عود الأراك تحت المجهر(15):
يؤكد الباحثون أنه عند وضع عود أراك وفحص قطاع عرضي منه ( وذلك بعد غليه ونقعه في مزيج يتألف من مقادير متساوية من الماء والكحول والجلسرين ) إذ يلحظ الباحثين أن ثمة 3 طبقات متعاقبة :
1 – طبقة خارجية وهي عبارة عن نسيج فليني .
2 – طبقة وسطى وهي عبارة عن نسيج خشبي، وهما يشكلان الجزء الخارجي الذي يحمي الطبقة الثالثة
3 – طبقة داخلية وهي عبارة عن ألياف سليلوزية رائعة البناء .
فالألياف هنا تترتب وفق نظام دقيق في حزم متراصة بجوار بعضها أشبه ما يكون بفصوص ثمرة الليمون تنطوي كل حزمة على عشرات الليفات الدقيقة لتكون معا أكمل فرشاه طبيعية لدرء الخطر المحدق بالأسنان
** ميكانيكية تسوس الأسنان :
أمكن عبر السنين تفهم آلية تكوين المواد المترسبة على الأسنان المعروفة بالبلاك " Plaque"من السبب ومن الظواهر الإكلينيكية ومن بين الحقائق الكثيرة التي عرفت . ومن خلال ذلك تبين بوضوح أنه لا تسوس للأسنان بدون البلاك . فما هو البلاك ؟ وفيم خطره ؟ وما علاقته بعود الأراك؟
في أفواهنا أعداد هائلة من الكائنات الدقيقة تسمى " الزمرة الميكروبية الفموية " وهي تعيش في التجويف الفموي الذي يشمل كل من الشفتين من الأمام والخدين من الجانبين ويحيط بالفكين وما يحملانه من أسنان وكذا الغدد اللعابية واللسان والأوعية الدموية التي تغذي كل هذه الأعضاء بالدماء والأعصاب التي تمدها بالحركة والإحساس.
وإذا عددنا الميكروبات الموجودة في سنتيمتر مكعب من اللعاب فقد نرى أكثر 5 بلايين ونصف بليون ميكروب وهي تبلغ نحو 29 نوعا ميكروبيا ويوجد توازن دقيق وتعايش سلمي بين ميكروبات الفم كافة وكذلك بينها وبين جسم الإنسان ( المضيف ) . فالحق أن المناعة الطبيعية لدى الفم هي التى تلجم الميكروبات فلا تقوى على إحداث أي أضرار تذكر بالتجويف الفموي على أنها لا تلبث أن تغير من سلوكها حيث تتخلف بقايا من مواد سكرية بين الأسنان فهي تشرع على الفور في استغلالها لإنتاج جزئيات طويلة من مادة جيلاتينية تلتصق بقوة على سطوح الأسنان وإذ يطيب العيش لبلايين البكتريا في كنفها فأنها تزداد نموا وتكاثرا وعتوا مكونة بما يعرف باللويحة السنية (16) Dental Plaque“ " أو اللويحة الجرثومية " Bacterial Plaque"وهي تبدو على هيئة طبقة طرية لزجه يميل لونها إلى البياض وقد تبدو أحيانا بدون لون معين .
المهم هو ما تنطوي عليه طبقة البلاك من أعداد ميكروبية هائلة تقدر بنحو 300 مليون خلية في كل ملليجرام ( الملليجرام يمثل جزء من الألف من الجرام ) .
هكذا يبدو الخطر الحقيقي يزحف على الأسنان فثمة سلالات بكتيرية من أمثال " الاستربتوكوكس " و " اللاكتوباسلس " ونحوها لا تزال تطلق أنزيماتها المحللة للبقايا السكرية حتى تحولها إلى سكريات أبسط كالجلوكوز ثم تمضي عاملة عليها بغية تحويلها إلى أحماض عضوية كاللاكتيك والبيروفيك والخليك والبروبيونيك .
ولا يخفى ما لهذه الأحماض من قدرة على إذابة الجزء الصلب الملاصق لمينا الأسنان محدثة "فجوة تسويس الحامض " وعندها يبدأ سطح السن في التآكل ممهدا لدخول موجات جديدة من البكتريا المحللة إلى أعماق أبدع حتى يصل الهدم إلى منتهاه .
إذا فميكانيكية التسوس تكمن في تكوين البلاك وبدون البلاك لا يحدث تسوس وعند الرغبة في القضاء على التسوس يجب القضاء على البلاك .
** ماذا تفعل طبقة البلاك ؟(17)
إن طبقة البلاك هي التي تحتضن ملايين الميكروبات – إن هي أهملت ولم تطرح عاجلا – فإن ميكروباتها تقتنص الفرصة ولا تزال تتآزر بل تتآمر مع فضلات الطعام التي تنتشر هنا وهناك على سطوح الأسنان حتى تفرخ المؤامرة التهابا بسيطا في اللثة – أنه بسيط حقا ولكن أعطه زمنا ومزيدا من الإهمال ولاحظ ما يحدث – فالمواد السامة الناتجة عن الالتهابات لا تلبث أن تقوم بتفتيت الأنسجة الليفية الضامة في اللثة حول الأسنان مكونة بؤرا صديدية عفنة تحت اللثة وفيما بين العظام وجذور الأسنان . وهنا تحدث الكارثة فلا تزال تلك البؤر الصديدية تمتلئ بخليط من صديد ممزوج بخلايا ميتة وميكروبات وفضلات طعام حتى تصاب اللثة بالبيوريا " وتغدو الأسنان عرضة للسقوط ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
صدقت يا سيدي يا رسول الله حينما قلت السواك مطهرة للفم مرضاة للرب(18)، وليس هذا فحسب بل يتطور الضرر حتى يصل إلى أجزاء الجسم الداخلية وهذا ما سنراه فيما يلي :-
** تأثير البلاك على أجهزة الجسم الداخلية (19)
وصلنا في البند السابق إلى أن البؤرة الصديدية تصيب اللثة فيما يعرف " باليوريا "وقبل أن تسقط فإن بكتريا البؤرة الصديدية وسمومها كثيرا ما تتسرب – عبر الدماء – إلى أجهزة الجسم والأعضاء فتصيبها في الصميم .
أولاً : ثمة تقارير علمية حديثة تفيد أن أنواعا من الجراثيم الفموية مثل بكتريا " بورفيروموناز جينجيا فالس " تستطيع التسرب إلى الشرايين القلبية وإحداث عطب بجدرانها على نحو يوفر الفرصة لانسدادها ولو بعد حين .
ثانياً : وتفيد تقارير أخرى أن معظم المصابين بقرح المعدات يوجد بأفواههم عدد هائل من بكتريا "هليوكوباكتربيلوري " وهي نوع مشاغب يستطيع التسرب إلى المعدة والتشبث بجدرانها وإحداث ثقوب دقيقة فيها تتسع شيئا فشيئا حتى تتقرح المعدات .
ثالثاً : تقارير أخرى تفيد أن خطر البكتريا الفموية يمكن أن يبلغ الدماغ حيث تنتج إنزيمات تزيد من تراكم الدهنيات بشرايين الرقبة السباتية حتى يقل الإرواء الدموي للخلايا المخية مما يهدد بكارثة في المخ توشك على الوقوع .
رابعاً : ليس هذا فحسب فخطر البكتريا الفموية يمكن أن يمتد إلى العيون والرئتين والى المرارة والجلد والكليتين والى مفاصل البدن أيضا وتظل آثار البؤرة الصديدية تمتد إلى أجزاء الجسم المختلفة ، على أن هذا كله يمكن حظره إذا أزيلت طبقة البلاك التى هي السبب الرئيسي لكل ذلك فكيف يمكن لعود الأراك أن يزيل البلاك ؟ وبالتالي منع لائحة الأمراض السابق ذكرها من الحدوث ؟
** إعجاز السنة في السواك :-(20)
أوردت المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع ( 1961 ) مقالا للعالم " روادارت " مدير معهد الجراثيم بجامعة روستوك يقول :
قرأت عن السواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحالة زار بلادهم وقد عرض للأمر بشكل ساخر اتخذه دليلا على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أفواههم بقطعة من الخشب في القرن العشرين ، وفكرت ! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة حقيقة علمية ؟
وفورا بدأت أبحاثي فسحقتها وبللتها ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم فظهرت عليها آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين . , أضف إلى ذلك ما قاله الدكتور "فريد ريك فيستر" انه لم يستعمل طوال السنوات السبع الماضية سوى عود الأراك .
ولعل هذا ما دعا الرسول – صلى الله عليه وسلم– أن يخبرنا فيما رواه أنس بن مالك- رضي الله عنه – فيقول -كما جاء فى فتح البارى- : أكثرت عليكم في السواك (21)
** التركيب الكيميائي لعود الأراك :-(22)
وأستطيع أن أخبرك بما يذهب الريب والشك عن ما توصل إليه العلماء بعد أن فحصوا التركيب الكيميائي لعود الأراك، فلعل إلقاء نظرة على التركيب الكيميائي لسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم والذي هو في أصله وحي يوحى :
1 – فتؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على (العفص ) بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة مطهرة قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها .
2 – كما تؤكد الأبحاث وجود مادة خردلية تسمى السنجرين "sinnigirin " ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم .
3 – وأكد الدكتور طارق الخوري وجود الكلورايد مع السليكا وهي مواد تزيد بياض الأسنان ووجود مادة صمغية تغطي الميناء وتحمي الأسنان من التسوس .(23)
4 – أيضا وجود " 3 ميثيل أمين " يعمل على التئام جروح اللثة ونموها السليم .فهي مادة مطهرة يمكنها تعديل الأس الأيدروجيني للتجويف الفمي على نحو يؤثر بصورة " غير مباشرة " في النمو الميكروبي , وعثر الباحثون أيضا على كميات أخرى من مضادات الأورام .(24)
5 – أيضا بعد التوغل في كيمياء عود الأراك وتقصي تركيباته وقيمته الطبية عرفوا أن به مقدارا حسنا من عنصر الفلورين وهو الذي يمنح الأسنان صلابة ومقاومة ضد التأثير الحامضي للتسويس ، والعمل الأكبر للفلورين يتجلى في مرحلة نمو وتكوين الأسنان حين يشق العنصر طريقه إليها بقوة حالا محل ذرات أخرى أقل تفاعلية كالبوتاسيوم والصوديوم في البنية التحتية لمينا الأسنان وتكون الروابط الذرية التى تشكلها المادة الجديدة أمتن من روابط العناصر الأقل تفاعلية . علاوة على أن تعرض المينا لعنصر الفلورين في هذه المرحلة يحولها من الصورة " هيدروكسي أباتيت " إلى صورة أخرى أمتن هي " فلورو أباتيت " .
6 – وغير عنصر الفلورين يوجد قدر من عنصر الكلور الذي يزيل الصبغات وأيضا مادة السيليكا فقد عرف دورها في المحافظة على بياض الأسنان .
7 – كذلك وجود مادة تعرف " بالسيليس " يوجد بنسبة 4% من عود الأراك بها خاصية تمكنها من حك طبقة البلاك وطرحها .
8 – لا ننسى مادة بيكربونات الصوديوم والتى أوصى مجمع معالجة الأسنان بجمعية أطباء الأسنان الأمريكية بإضافتها إلى معالجة الأسنان .(25)
9 – وبعود الأراك مادة تسمى " سيلفا يوريا " عرفت بقدرتها على صد عمليات النخر والتسويس وبالتالي على منع تكوين البؤر الصديدية السالف ذكرها .
10 – ويدل تحليل عود الأراك على وجود قدر من حامض الانيسيك الذي يساعد في طرد البلغم من الصدور ، إلى جانب كمية من حامض الاسكوربيك ومادة السيتوسيترول وكلا المادتين بإمكانهما تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة .
وقد ذكر الإمام ابن القيم فوائد جمه فى السواك مما يؤكد لنا مدى إعجاز السنة النبوية -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- فى السواك .(26)
11 – ويوجد بعود الأراك 1% من مواد عطرية زيتية طيبة الرائحة تعطر الأفواه بأريجها .
12 – ووجد المحللون أيضا بعود الأراك مادة تدعى " الانثراليتون " ذات فائدة في تقوية الشهية للطعام كما تفيد في تنظيم حركة الأمعاء ،،،
بعد ذلك كله أريد أن أطرح سؤالا :-
إلى أى مدى نستطيع تصديق حديث النبي– صلى الله عليه وسلم–السواك مطهرة للفم مرضاة للرب (27)
** الفرق بين عود الأراك والمعجون :-
قد يتساءل البعض إذا استخلصنا هذه العناصر الموجودة في عود الأراك ووضعناها في معجون أسنان فهل يؤدي ذلك نفس ما أداه السواك ؟
يجيب على ذلك نخبة من أكبر علماء طب الأسنان في العالم عندما قاموا بإجراء بحوث وتجارب كلفت أموالا طائلة – ولا تزال – حينما حاولوا استخلاص تلك المواد ووضعوها في معجون أسنان يسمى " Qualimeswaks"أنتجته الشركة العالمية السويسرية " فارما بازل ليمتد " وطرح في الأسواق ولكن وجدوا أنه لا يقوم بنفس ما يقوم به عود الأراك فما السبب ؟
يرجع السبب إلى جانب ثراء عود الأراك من المكونات الكيميائية فهو يحتوي على عناصر أخرى لا تظهر إلا بعد التفاعل مع لعاب الفم وكانت المفاجأة حين عثروا في اللعاب على مركبات جديدة لم يسبق التعرف عليها في خلاصة الأراك المعملية . فمن أين جاءت هذه المركبات ؟
بعد تجارب تحليلية دقيقة توصلوا إلى أن المركبات هي في الأصل من مكونات الأراك الطبيعية ولكنها مقيدة بمركبات أخرى فلا يظهر تأثيرها إلا بفعل إنزيمات اللعاب حتى تصول وتجول بين جحافل البكتريا الفموية الضارة فيمكنها القضاء على 97% من أفراد الميكروبات في زمن محدود .
علاوة على الدور العكسي الذي تحدثه إنزيمات اللعاب صونا للمادة الفعالة الزائدة من الضياع فإذا زادت عن حاجة الفم وما أن تغيرت حموضة الفم بفعل نشاط الميكروبات حتى ينقلب الحال فتنشط إنزيمات اللعاب ويتحرر جزء من المادة الفعالة التي سرعان ما تبيد البكتريا الضارة بحكمة واقتدار.
أضف إلى ذلك القوة الحيوية الثلاثية التي يتميز بها عود الأراك قوى "ميكانيكية – كيميائية – حيوية " فقد أثبتت تجارب وأبحاث أن الأفواه وثنايا الضروس تعتبر محا مضن مثالية لنمو وتكاثر الميكروبات فعندما ابتكروا معاجين أسنان مزودة بمواد مطهرة ومانعة للعفونة وصنوفا من المضادات الحيوية قاتلة للميكروبات لم تلبث أن عارضها أطباء الأسنان بعد أن كشفوا عن مسئوليتها المباشرة للإخلال بالتوازن الطبيعي الدقيق ( أو بمعنى آخر هذه المواد لها آثار جانبية )
أما عود الأراك فيمكنه القيام بكل تلك الوظائف وغيرها دون الإخلال بالتوازن الطبيعي لجسم الإنسان بل بالعكس فهو يساعد الجسم على الوصول إلى أفضل درجات التوازن الطبيعي الممكنة .
أضف إلى ذلك حالات تسمم الأطفال الأمريكان الناتجة عن بلع مادة الفلورايد الموجودة في المعجون(28)
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب على(29).
** الدور التربوي للسواك ( علاج لترك التدخين ) :
تقول الأبحاث أن الميل الفيزيولوجي والعلاقة الميكانيكية بين اليد والفم هي أساس صناعة السجائر وهي عامل مشترك بين الداء والدواء ، ويشهد على ذلك منعكس المص عند الأطفال، فيحدث الإدمان في حالة انعدام البديل الأصلي الصحي (30)
ويذكر الفنان " دريد لحام " في شريط الفيديو الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية عام 2024 بمناسبة اليوم العالمي للتدخين خلاصة مهمة هي :
" أن إدمان التدخين هو إدمان لعادة ميكانيكية حركية – تحدث بين الفم واليد- بشكل أساسي "
** انتبه ! : ( تعقيب مهــم )(31)
تعالت الصيحات اليوم من كثير من العلماء بالقول أن الفرشاة والمعجون هما الأفضل ويحصل بهما الأجر لأن الأحكام تتغير بتغير الأزمان .
ويرد على ذلك علماء الغرب – غير المسلمين – قبل علماء المسلمين, إضافة إلى ما سبق ذكره في هذا البحث حيث يشهد على ذلك ما كتبه الأطباء المصريون والدمشقيون, وما كتبه رؤساء أقسام طب الأسنان بالجامعات المختلفة يؤيد ذلك.
والحكم باستعمال الفرشاة والمعجون بدلاً من السواك بحجة أن الأحكام تتغير بتغير الزمان من باب استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير فالفرشاة التي دخلت علينا في عهود التخلف الإسلامي والتقدم الغربي – في الصناعة – هي أقل بكثير من السواك, بالإضافة إلى تقارير قادمة من ( A.D.A) جمعية أطباء الأسنان الأمريكية تقول أن الفرشاة البلاستيكية لا تؤثر على الجراثيم بفاعلية بسبب عدم قدرتها على اختراق طبقة المخاط الفموية " “Mucinوالتي تحمي الجراثيم وإنما يقدر على ذلك القطعة الخشبية " السواك " بسبب خاصية الامتصاص التي تملكها .
وأيضا تفيد التقارير الصادرة من جمعية أطباء الأسنان الأمريكية أن الجراثيم تنمو على فرشاة البلاستيك بعد 14 يوم من استعمالها (32),
والــــــحـــــق مـــــا شهـــــدت بـــــه الأعـــــداء