لربما تساءل البعض عند تناوله القليل من العسل الذي كان موضوعا ً بزجاجةٍ على رفٍّ بالمطبخ أو بداخل أحد الدواليب .. وفيما ندر في الثلاجة! لماذا لا يفسد (أو يتعفن) العسل ؟ رغم بقائه في درجة حرارة الغرفة ولربما في درجات أعلى من ذلك في أيام الصيف الملتهبة وخاصة في بعض الدول الحارة .. وبل وأيضا ً وهو في خلية النحل على جذع تلك الشجرة تحت أشعة الشمس كل يوم !
إن للعسل طبيعةً كيميائيةً مميزة تجعله قابلاً للحفظ ليس لفتراتٍ تتعدى الشهور والسنين .. بل لعقودٍ وأجيالٍ أيضا ً .. وربما قرون !! فهو يحتوي على سكر الفواكه (الفركتوز) بنسبة عالية تتعدى حلاوة السكر العادي (سكر المائدة) بـنسبة 25% ! بالإضافة إلى احتوائه على مادة فريدة طبيعية (مستخلصة من رحيق الزهور التي يمتصها النحل) مضادة للبكتيريا ! والتي تعطي للعسل فائدته الكبرى كغذاء للإنسان وعلاج له في شفاء كثير ٍ من الأمراض ! وفي نفس الوقت تقوم هذه المادة بحفظ العسل من الكائنات الدقيقة والطفيليات التي قد تسبب التعفن أو الفساد!
ونظرا ً لوجود بعض إنزيمات النحل الهاضمة بداخل العسل فإنه يفضل تخزينه في حاوياتٍ سيراميكية أو زجاجية أو خشبية (الحاوية الخشبية قد تغير رائحة العسل ولونه) أو بلاستيكية (لا يفضل) حسب الرغبة !
ومن الجدير بالذكر أن العسل قد يتغير إذا وصلت درجة الحرارة أعلى من 50 درجة مئوية وقد يتحول إلى كريستالات زجاجية إذا تبخر منه الماء!
قال الله -تعالى- في القرآن الكريم : [وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ{68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{69}] [ سورة النحل ]
واتمنى من كل قلبي ان يعجبكم الموضوع ….