حذار··· العين عرضة لأضرار عدة
تصبح العين في حالة تعرضها لجسم غريب، عرضة لتمزق القرنية أو التهاب العنية ونقص الرؤية، إضافة إلى أضرار أخرى مثل التصلب أو فتق القزحية·
العين عبارة عن كرة صغيرة تحيط بها عدة طبقات؛ أولها الخارجية التي تكوّنها قشرة مقاومة يبلغ سمكها حوالي 1 ملم تسمى بياض العين وتغلفها من الأمام القرنية، تليها الطبقة الوسطى التي تمثلها العنية المتكونة من مشيمة العين من الخلف والجسم الهدبي من الأمام ثم قزحية العين التي تحمل ثقبا في وسطها، وأخيرا الطبقة الداخلية التي تكوّنها شبكية العين التي لا يمكن للإنسان أن يرى دونها· تشد العين في موقعها المسمى حجام العين عضلات عدة مع كل من العصب البصري والأجفان والدهون التي تغلف الكل·
مقارنة مع باقي جهات الوجه وباقي جهات الجسم، تبقى العين أقل عرضة لمختلف الحوادث والأذى التي تتعرض لها طوال الحياة، سواء أثناء اللعب بالنسبة للأطفال، أو أثناء العمل بالنسبة للراشدين· ويعود هذا الفضل إلى موقع العين المتميز في عمق حجامها المحاط بحافة عظيمة واقية تتكون من قوس الحاجب الجبهي من الأعلى وناتئي العظمين الخدي والجبهي من الأسفل الخارجي، ومفرق الحاجبين وعظام الأنف من الداخل· هذه من جهة، إضافة إلى مطاطية محتوى حجام العين، حيث تأوي العين في شبه أرجوحة معلقة بواسطة جهاز متحرك تكوّنه العضلات·
لكن كل هذا لا يمنع العين من إصابتها بحوادث عدة في العديد من الحالات المختلفة الأسباب، مثلا عند تعرضها إلى صدمة عنيفة أو عند إصابتها بجسم خارجي صلب وأصغر حجما من فتحة حجام العين الموجه بقوة نحوها سواء حجرة أو كويرة··· أو عندما يكون الجسم سائلا كاويا أو ساخنا يغلي يصيب مباشرة العين والذي يلحق بها أضرارا بالغة· قد تصبح بعض هذه الأضرار في منتهى الخطورة إثر هذه الحوادث التي نشاهدها يوميا، والتي تؤدي إلى إصابة العين سواء بجرح خارجي أو في العمق، أو بقاء جسم غريب داخلها أثناء اللحام مثلا، أو تشوهها بالحروق أو مرض يصيب المقلة ويؤدي إلى انفجارها·
قد يكون الجرح الذي يخص الأجفان بسيطا إذا كان خارجيا دون أن يمس الأطراف والزاوية الداخلية، أما إذا كان في العمق أو مس إحدى هذه الجهات المذكورة فيؤدي إلى عدة أضرار تحتاج إلى تصليحها بالخضوع إلى جراحة دقيقة وعسيرة·
أما إصابة المقلة من الخارج فتضر بالملتحمة التي تتعرض إلى تمزق أو ثقب· أو قد يبقى جسم غريب بداخلها· كما تضر أيضا بالقرنية التي تحتاج إلى علاج مكثف حتى تلتئم وتشفى·
بينما تؤدي إصابة المقلة في العمق إلى جروح هامة تمس الملتحمة والقرنية إضافة إلى تمزق المقلة· قد يتحقق الشفاء في حالة بقاء عدسة العين سليمة·
لكن جرح الملتحمة والقرنية غالبا ما يؤدي إلى إصابة عدوية عامة كالتيتانوس الذي قد يصبح خطيرا، أو محلية كتعفّن العين· أو أيضا إلى التهابات محلية تحتاج إلى رعاية كبيرة ومعالجة كثيفة، وأحيانا أخرى إلى انفصال شبكية العين الذي يعرّض الشخص للعمى، أو ارتفاع ضغط العين الذي يعرض إلى ازرقاق العين، الخ···
أما في حالة بقاء جسم غريب داخل العين، فإن هذه الأخيرة تصبح عرضة إلى تمزق القرنية أو التهاب العنية ونقص الرؤية إضافة إلى أضرار أخرى مثل تصلب العين، فتق القزحية، تصلّب عدسة العين، الخ··
أخيرا قد تتعرض العين إلى حروق سواء بواسطة مواد كيمياوية كالحوامض؛ حمض الكلوريدريك أو حمض النيتريك أو ماء جافيل أو المواد المسيلة للدموع، الخ·· تكون هذه الحروق في البداية خفيفة ولا توحي بالخطر لكن في غياب العلاج وبعد مرور أيام قليلة فقط ستصاب القرنية بنخر أي موتها وإصابة عدسة العين والقزحية بأضرار هامة وانكماش الملتحمة، الخ···
أما القواعد فهي ليست أقل خطورة من الحوامض، بالعكس فهي أيضا بإمكانها أن تخلق مضاعفات وأخطار بسبب نفوذها عبر القرنية إلى داخل الغرفة الأمامية للعين·
ينبغي عند إصابة العين بحروق إبقاء هذه الأخيرة مفتوحة والشروع فورا بغسلها بماء العين في مكان الحادث حتى ننقص من فعالية المادة الكيمياوية الكاوية أو الحارقة أو النافذة عبر القرنية·
أما في حالة إصابة حجام العين إثر حادث سيارة مثلا فغالبا ما يؤدي إلى كسور عدة سواء علوية التي هي أكثر خطورة من باقي الجهات، نظرا لإصابة الجهاز العصبي سواء سفلية التي تؤدي إلى إنزال المقلة وإتلاف الرؤية كما تصبح العين بارزة خارج حجامها، تحتاج هذه الأضرار إلى تصليحها دون تأخير للحفاظ على سلامة الرؤية·