ارتبطت العديد من المشاكل الصحية بزيادة تركيز الجذور الحرة والتي تسبب حدوث بعض التدهورات التي تحدث في الخلايا والتي من أكثر
المشاكل الناتجة منها هو حدوث الكبر والتقدم في السن "الهرم" وكذلك بعض الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والسرطان.
ما الجذور الحرة:
الجذور الحرة عبارة عن ذرة أو مجموعة من الذرات تحتوي على إلكترون غير مزدوج على الأقل. وعندما يتحول الإلكترون من مزدوج إلى غير مزدوج فإن خطره يزيد ويصبح غير مستقل. وعموما فإن هذه الجذور الحرة تنتج طبيعيا من خلال التفاعلات
الحيوية داخل الجسم
والذي يحاول أن ينظم تركيز هذه الجذور الحرة. ولذلك فإن تواجد هذه الجذور الحرة في الدم بتركيز منخفض يعتبر أمرا طبيعيا ولكن
المشكلة تكمن عندما يزيد تركيز هذه الجذور الحرة. وعموما فإن استهلاك كميات كبيرة من الأوكسجين يؤدي إلى إنتاج هذه الجذور الحرة.
أسباب زيادة الجذور الحرة:
كما ذكرت سابقا إن هذه الجذور الحرة تنتج بشكل طبيعي من خلال بعض التفاعلات الحيوية داخل الجسم وتزيد مع زيادة الأوكسجين إلا إن
هناك بعض الحالات التي يزيد من خلالها إنتاج هذه الجذور الحرة ويزيد خطرها ومنها:
1- المضافات الغذائية:
إن زيادة استهلاك المواد المضافة للأغذية سواء كانت هذه المواد تستخدم للتلوين أو التثبيت أو النكهة فإنها تساهم بزيادة إنتاج هذه الجذور
الحرة.
2- طرق إعداد الطعام:
إن رفع درجة الحرارة عند الإعداد وخاصة القلي له تأثير في زيادة إنتاج هذه الجذور الحرة لذلك ينصح بالحد من الأغذية المقلية والحرص
على تناول الأغذية الطازجة والحرص على عدم زيادة درجات حرارة الطبخ لأن ارتفاع درجات الطبخ والاعتماد على الأغذية المطبوخة
والمقلية سوف يزيد من إنتاج الجذور الحرة.
3- الرياضة:
إن زيادة استهلاك الأوكسجين خلال الرياضة العنيفة سوف يزيد من إنتاج وتكوين الجذور الحرة ورغم ما يقال عن الرياضة وفوائدها
الصحية إلا انه يجب الحرص على استهلاك كميات مناسبة من مضادات الأكسدة التي تلعب دورا في الحد من آثار الجذور الناتجة من
الرياضة العنيفة والعادية لذلك ينصح لمن يقوم بالرياضة الحرص على تناول أغذية عالية بمضادات الأكسدة مثل الخضار والفاكهة .
4- المبيدات الحشرية:
إن لاستخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية تأثيرا مباشرا في إنتاج الجذور الحرة لذلك لابد من الحرص على استهلاك الأغذية العضوية والتي
لا تستخدم فيها المبيدات الحشرية والعديد من المواد الكيميائية.
5- التلوث:
إن عيش الإنسان في بيئة ملوثة بالعوادم ومصادر التلوث مثل السيارات والمصانع له دور كبير في زيادة الجذور الحرة في جسم الإنسان
مما يكون له الأثر الأكبر في حدوث المضاعفات والمشاكل الناتجة من تجمع وزيادة تركيز هذه الجذور الحرة.
6- التدخين:
إن المدخنين أنفسهم أو من يعيش معهم يكونون أكثر عرضة لحدوث ارتفاع الجذور الحرة في دمائهم.
لذلك يجب عليهم زيادة بعض مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج (vit -c) كما أنه يجب الحصول على المضادات للأكسدة الأخرى التي لها دور
كبير في التخلص من هذه المواد أو الجذور الحرة.
مما سبق يتضح أن هناك العديد من العوامل والمؤثرات التي تزيد من تكوين وإنتاج الجذور الحرة لذلك لا بد من الحرص على الحد من هذه
المسببات وكذلك الحرص على زيادة استخدام مضادات الأكسدة الطبيعية والتي يقصد بها الفيتامينات والمعادن وبعض الأنزيمات التي تساهم
في الحد من تأثير هذه الجذور الحرة على جسم الإنسان وخاصة على مستوى الخلية. وعموماً يجب علينا الحرص على استهلاك عدد من
مضادات الأكسدة وعدم الاعتماد على نوع فقط لأنه وجد أن تنوع مضادات الأكسدة يساهم في إعطاء نتائج جيدة وحماية جيدة للجسم ومن
أمثلة هذه المضادات للأكسدة تتواجد في الفواكه والخضار. وكذلك في مستخلص بذور العنب وتساعد الأنزيم Q10 وعصير البرتقال.
إن مضادات الأكسدة تتصف بقدرتها و قابليتها على ان تتأكسد ولذلك تساهم في إيقاف سلسلة التفاعلات الناتجة من الجذور الحرة وبالتالي
تساهم في الحد من تدهور الخلايا وضعفها ولذلك أن لمضادات الأكسدة فوائد عديدة منها الحد من انتشار وزيادة استمرار بعض الأمراض
مثل:
(1) حماية الجهاز العصبي.
ان لمضادات الأكسدة المتواجدة في الأطعمة الصحية أو عن طريق تناول بعض مصادرها المصنعة تأثيرا كبيرا في حماية وتقوية جهاز
المناعة عند الإنسان وبالتالي يستطيع هذا الجهاز في الدماغ العمل ضد الأمراض المختلفة سواء كانت الناتجة بسبب بكتيري أو فيروسي.
(2) المحافظة على الجلد.
ان لمضادات الأكسدة دورا كبيرا في حماية خلايا الجلد من التقدم في العمر والهرم مما يساهم في إضفاء مرونة عالية للجلد ويحد من
التجاعيد وذبولة الجلد.
(3) سلامة الأوعية الدموية.
أن لمضادات الأكسدة دورا كبيرا في الحد من ترسب الدهون ومواد الدم مثل الصفائح الدموية على الشريان وهذا العمل لمضادات الأكسدة
سوف يساهم في زيادة ومرونة ومطاطية الشرايين والأوعية الدموية وبالتالي يحد من أمراض القلب وجلطات الدماغ فهي تعمل.. للشرايين
وهذا العمل سوف يساهم في انتظام سريان الدم في هذا الشريان وسهولته.
(4) السرطان.
رغم أن مضادات الأكسدة لا تعالج السرطان إلا أن العديد من الأبحاث العلمية التي تمت دراستها حول فوائد مضادات الأكسدة وضحت أنها
تساهم في الحد من حدوث أي خلل في الخلايا مما تساهم في الوقاية من السرطان ونمو الخلايا.
(5) حماية خلايا الفم.
أن لمضادات الأكسدة وخاصة فيتامين ج دورا كبيرا في حماية خلايا الفم وتكوين الأنسجة الحيوية الا أن فائدة هذا الفيتامين تزيد بإدخال
وتناول مضادات أكسدة معه. وعموماً فإن لهذه المضادات تأثيرا جيدا على العديد من الحالات المختلفة مثل فقدان الذاكرة حيث تزيد من
سلامة خلايا المخ كما أنها تقلل من تأثير الضغوط النفسية وتساهم في التئام الجروح وشفائها.
أنواع مضادات الأكسدة الغذائية.
فيتامين ج وفيتامين ه والزنك والسلينوم من أهم مضادات الأكسدة والتي تتواجد في الشاي الأخضر والخضار والفواكه . كما أن هناك بعض
المركبات مثل الفا لوبك والذي يتواجد في الخميرة والسبانخ والذي يساهم في الحد من تأثير الجذور الحرة بشكل جيد.
منقول للافادة