عشرة أسباب للوقاية من السحر والعين

للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر -حفظه الله تعالى-
RM

https://www.youtube.com/watch?v=Z2hhs…5&feature=plcp

MP3
https://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1321763491

(7) تعليق على ندوة بعنوان: السحرة والمشعوذين

تعليق على ندوة بعنوان: السحرة والمشعوذين

علق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء على آراء العلماء المشاركين في الندوة التي عقدت بجامع الإمام: تركي بن عبد الله بالرياض حول السحرة والمشعوذين بقوله:

سمعنا جميعاً هذه الندوة المباركة العظيمة المفيدة في شأن السحر والسحرة من أصحاب الفضيلة: الشيخ يوسف بن محمد المطلق، والشيخ إبراهيم بن عبد الله الغيث، والشيخ عمر بن سعود العيد، ولقد أجادوا وأفادوا، وأوضحوا الكثير من شأن السحر والسحرة، وأعمالهم الخبيثة، وطرقهم المنحرفة، وعظيم ضررهم، وأوضحوا – أيضاً – شيئاً من العلاج والتوقي من شرهم، فجزاهم الله خيراً وضاعف مثوبتهم، وزادنا وإياكم وإياهم علماً وهدى وتوفيقاً، ونفعنا جميعاً بما سمعنا وعلمنا.

لا شك أن السحرة شرهم عظيم وخطرهم كبير، وهم موجودون من قديم الزمان، فقد كانوا في عهد فرعون، وقد استعان بهم في محاربة ما جاء به موسى عليه الصلاة والسلام، وجمعهم لذلك، فأبطل الله كيدهم، وأظهر موسى عليهم، وهدى الله السحرة فأسلموا؛ لما رأوا من الآيات العظيمة التي جاء بها موسى عليه الصلاة والسلام. قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} فالمقصود: أن السحرة استعان بهم الخبيث فرعون على موسى، وقال تعالى في سورة طه: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} فالآيات الكريمات وما جاء في معناها تبين أن السحر له وجود وله حقيقة، وأن السحرة يستعملون سحرهم فيما يضر الناس.

فالواجب الحذر منهم، وعدم إتيانهم، وعدم تصديقهم، والله جل وعلا هو القادر على إبطال سحرهم ولا يضرون أحداً إلا بإذنه سبحانه، كما قال جل وعلا: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} فكل شيء بإذنه جل وعلا، لا يكون في هذا العالم شيء بغير علمه، فهو مدبر الأمور سبحانه وتعالى، ولا يكون في ملكه ما لا يريد، فله الحكمة البالغة فيما يقع في هذا العالم من خير وشر… {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام حذر منهم، كما حذر منهم الله جل وعلا في كتابه العظيم، وأبان شرهم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} وهن: الساحرات ينفثن في العقد، ويقلن ما لديهن من الكلمات الباطلة، فيتم ما أردن بإذن الله وقد لا يتم ذلك إذا لم يرد الله ذلك، فقد روى النسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك"، وقد أبان الله جل وعلا السحرة في قوله جل وعلا: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} فجعل تعليم السحر من أعمال الكفر، قال سبحانه: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}، فدل ذلك على: أن تعلمه كفر {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ}، فمن أراد الله أن ينضر بذلك أصابه الضرر، {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ}، فالضرر عظيم نعوذ بالله، {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} أي: من حظ ولا نصيب. نسأل الله العافية، {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.

ثم قال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، فدل على أنه ضد الإيمان وضد التقوى، وما ذلك إلا أنهم يتوصلون لسحرهم بعبادة الشياطين، والتقرب إليهم بما يريدون من ذبح ونذر وسجود وغير ذلك، فالسحرة يتقربون للشياطين بعبادتهم من دون الله، فيساعدونهم على ما يريدون من الضرر بالناس بكسب الدنيا.

فالواجب على كل مسلم الحذر منهم، ومن سؤالهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن السحر من السبع الموبقات -يعني: المهلكات- كما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات". قلنا وما هن يا رسول الله؟ قال: "الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"، فأعظمها الشرك بالله، ثم السحر، والسحر من الشرك؛ لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الشياطين والتقرب إليهم بمن يرضون به وبما يريدون من ذبح ونذر وسجود وغير ذلك.

وقد يكون سحرهم بالتخييل -ولم يتعرض المشايخ للتخييل- والله بين: أنهم أيضاً يخيلون للناس، كما قال جل وعلا في سورة طه: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}، فهم قد يخيلون للناس بإلقاء حبال يظنون أنها حيات تسعى، وعصي كذلك يخيل للناظر أنها حيات وإنما هي تخييل للأعين، فلما ألقى موسى عصاه التقفتها وذهبت بهذه الحبال والعصي، فلما رآها السحرة آمنوا وخروا سجدا مؤمنين بما جاء به موسى عليه الصلاة والسلام، ولما توعدهم فرعون لم يبالوا به {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} فالمقصود: أن السحرة قد يستعملون أشياء يغيرون بها الحقائق بإذن الله عز وجل، من أعمال كثيرة: من طعام وشراب وغير ذلك، وقد يخيلون تخييلاً فيراه الرائي على غير ما هو عليه، يخيلون له أشياء فيرى الحبل أو العصا حية تمشي، وقد يخيل أنه خرج من فمه طيور أو حيات أو عقارب يخرجها من جوفه وليس له حقيقة، كله تخييل، يلبس عليه بما يصنعون من التخييل، ومن ذلك أنهم يخيلون إليه قبح صورة امرأته حتى يكرهها، ويبغضها، أو يخيل إليها قبح صورته إذا أقبل عليها حتى تكرهه وتبغضه… إلى غير هذا مما يفعلون، وكله كفر، كل سحرهم كفر، سواء بأعمالهم الشيطانية التي يضرون بها الناس، أو بالتخييل الذي يخيل إلى الشخص أنه خلاف ما هو عليه، يخيل إليه أنه حيوان قبيح، ويخيل أن زوجها أسود بعد ما كان أبيض، ويخيل إليها أن زوجها مريض إلى غير ذلك، وهو يخيل إليه أنها كذا وأنها كذل بسبب عمل السحرة، فعند ذلك تقع البغضاء والعداوة والفرقة.

فالواجب على كل مسلم: أن يحذر هؤلاء، وأن يبتعد عن سؤالهم، وقد سمعت فيما ذكره الشيخ عمر شيئاً من علاماتهم كسؤالهم عن الأم: أمك من هي؟
وسؤالهم: أصابك كذا وأصابك كذا فيما مضى، مما خبرهم به الجن، هذه من علامات أنهم سحرة وكهنة، والكاهن عند العرب: هو الشخص الذي له صاحب من الجن يخبره عن بعض الأشياء التي تقع، والغيب لا يعلمه إلا الله، يقول سبحانه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}، لكن هؤلاء يخبرون: أن قد وقع له كذا ووقع لأمه كذا، من الأشياء الواقعة التي حفظها الشياطين وأدلوا بها إليه، فالشياطين تخبر بها على الساحر، والساحر يخبر بها على المريض، فيظن المريض لجهله أن عنده علماً، وأنه ينبغي أن يستطب، وأن يؤخذ بقوله.

فالواجب الحذر من ذلك، وعدم سؤال السحرة والكهنة والمنجمين، فلا يسألون ولا يصدقون، يقول صلى الله عليه وسلم "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" فكيف إذا صدقه؟ ويقول: "من أتى عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"، من صدقه في دعوى علم الغيب كفر، وإنما هم يخبرون عن أشياء واقعة، وأما علم الغيب فإلى الله، ما سيقع إلى الله وهم يخبرون عن أشياء، وقع لك كذا، أو لأمك أو لأبيك أو لأخيك أو لفلان، حتى يروجوا على الناس بأباطيلهم. فينبغي للمؤمن، بل الواجب عليه أن يحذر هؤلاء، ويحذر سؤالهم، ويتحرز بالأوراد الشرعية والأذكار الشرعية، ويبتعد عن خرافات السحرة والمشعوذين، ومن اعتصم بالله كفاه الله جل وعلا، لكن أكثر الناس ليس عندهم عناية بالأوراد الشرعية، ولا عناية بالقرآن، ولا عناية بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا تتمكن منهم الشياطين، وتلبس عليهم، وتزين لهم الباطل؛ لجهلهم وإعراضهم، والله سبحانه يقول: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} ويقول جل وعلا: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن الآيتين من آخر سورة البقرة إذا قرأهما الإنسان في ليلة كفتاه، وهما: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" أي: كفتاه من كل شر، مع الإيمان الصادق ينفعك الله بهذه الأوراد الشرعية، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من قرأ: {قل هو الله أحد}، والمعوذتين صباحاً ومساء "ثلاث مرات" كفتاه من كل سوء، وهكذا عند النوم، فكان يقرؤها صلى الله عليه وسلم عند النوم، ينفث في يديه: في كفيه، ويقرأ هذه السور الثلاث عند النوم "ثلاث مرات"، ويمسح بهما على ما استطاع من جسده ورأسه ووجهه وصدره، وأخبر أنها تكفي من كل سوء، ولما أصابه السحر وكان يخيل إليه، كما قالت عائشة: يخيل إنه فعل الشيء ولم يفعله، أنزل الله هاتين السورتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فاستعملهما صلى الله عليه وسلم مع {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فذهب عنه ما يجيئه، وعافاه الله من ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما تعوذ متعوذ بمثل هاتين السورتين".

فالنصيحة لكل مسلم وكل مسلمة أن يقرأ هذه السور الثلاث: {قل هو الله أحد}، والمعوذتين، صباحاً ومساءً وعند النوم، وفيها الكفاية والخير العظيم، تكفيه من شر السحر وغيره، وأن يكون مؤمناً صادقاً مصدقاً بما قاله الله ورسوله، وهكذا التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق من أعظم الأسباب في الوقاية، يقول صلى الله عليه وسلم: "من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك"، وإذا قالها ثلاثاً كان أكمل، وجاءه رجل فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟ يعني من الأذى فقال صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك"، وهكذا ثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء".

فنوصي الجميع بهذه الأذكار، وهذه التعوذات الشرعية، وبذلك يحصل الخير العظيم والفائدة الكبيرة والوقاية من كل شر، ومما يعين العبد على ذلك: أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم ففيه الهدى والنور، فالإكثار من تلاوة القرآن فيه التبصير، وفيه الدعوة إلى كل خير، وفي التوجيه إلى كل خير، اقرأ القرآن وتدبر معانيه، ففيه الخير العظيم، والدلالة على كل خير، والتحذير من كل شر، كما قال الله سبحانه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}، أكثر من تلاوته ليلاً ونهاراً ففيه الشفاء والفائدة الكبيرة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"، وفيه إرشادك إلى أسباب النجاة، وتعرف الأعمال الطيبة حتى تعمل بها، وتعرف الأعمال الرديئة حتى تحذرها، تعرف صفا ت المؤمنين والأخيار حتى تأخذ بها، وتعرف صفات الأشرار حتى تحذرها، هذه من أعظم فوائد القرآن، تعرف أخبار الماضين وما جرى عليهم من أسباب أعمالهم الخبيثة وتحذرها، وتعرف أخبار الماضين وما حصل لهم من الخير، أخبار المؤمنين وأخبار الرسل بأسباب أعمالهم الطيبة، فتحرص على أعمالهم الطيبة، واقرأ كتب الأذكار التي ألفها العلماء، وفيها الفائدة العظيمة، وقد جمعت رسالة صغيرة فيها بعض الأذكار والأدعية مفيدة أيضاً توجد بين الإخوان، توزع من دار الإفتاء سميتها: "تحفة الأخيار فيما يتعلق بالأدعية والأذكار"، مختصرة فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما دل عليه القران العظيم.

فالمؤمن يعتني بالأذكار الشرعية، والدعوات الشرعية، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سحر ولا سم"، وفي رواية: "مما بين لابتيها"، يعني: من جميع تمر المدينة، العجوة وغير العجوة، كما رواه مسلم في الصحيح، ويرجى أن ينفع الله بذلك التمر كله، لكن نص على المدينة؛ لفضل تمرها والخصوصية فيه، ويرجى: أن الله ينفع ببقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات، وقد يكون كل ذكر ذلك لفضل خاص، ومعلم خاص لتمر المدينة لا يمنع من وجود تلك الفائدة من أنواع التمر الأخرى التي أشار إليها عليه الصلاة والسلام، وأظنه جاء في بعض الروايات: "من تمر من غير قيد".
فالمقصود: أن الإنسان يأخذ بالأسباب، وأهمها: الأذكار الشرعية، والتعوذات الشرعية، هذا أهم الأسباب. أهمها: طاعة الله، ورسوله، والاستقامة على دين الله، والحذر من المعاصي، هذا أهم الأسباب: الاستقامة على دين الله، والحذر مما حرم الله من المعاصي مع استعمال الأذكار الشرعية والدعوات الشرعية، هذه الأسباب التي أرشد الله إليها، وأرشد إليها رسوله عليه الصلاة والسلام، وفيها الكفاية. وأحذِّر من سؤال الكهنة والمنجمين والسحرة والعرافين ومن يتهم بذلك، أحذر غاية الحذر.

أما الرقية الشرعية من المعروفين بالخير فلا بأس بها.
ونسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنحنا وإياهم الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن شر كل ذي شر من الناس ومن الجن والإنس، كما نسأله سبحانه: أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يعيذنا وإياهم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان، كما أسأله سبحانه: أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يكثر أعوانهم في الخير، وأن يمنحهم الهدى والتوفيق، وأن يجعلهم من أنصار دينه والدعاة إلى سبيله على بصيرة، وأن يعيذهم من شر كل ذي شر. إنه جل وعلا جواد كريم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وأصحابه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. المجلد الثامن

المصدر: موقع الرقية الشرعية

التخصيص في الدعاء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

https://www.alifta.net/fatawa/fatawaD…&********name=

هذا الموقع لعلماء الإفتاء لما يخص التخصيص في الدعاء، في المرة الماضية تكلمت في مقال عن العلاج لسحر العقم ، وكتبت فيها أدعية مأثورة و خصصت أدعية للساحر أو الساحرة أو عدو الله لان السحر من كبائر الذنوب و الدعاء للظالم له قواعد و شروط فلا نعتدي في الدعاء و لكن الادعية التي كتبتها هي أدعية مأثورة و فيها حددت ظلم و شر الساحر للمريض و هنا تلقيت بعض الملاحظات من اخواني الكرام الذين نبهوني عن البدع في التعدي الغير شرعي في الدعاء . هنا في الموقع تجدون فتوى من العلماء تجيز التخصيص في الدعاء بعد الصلاة مثلا أو صلاة النوافل أو صلاة الحاجة ….. مثل الدعاء للزواج من امرأة صالحة او رد الدين او حفظ الدين الخ

https://www.alifta.net/fatawa/fatawaD…&********name=

فتاوى و أسئلة قيمة في الرقية والرقاة …للعلامة صالح الفوزان حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه فتاوى قيمة للعلامة صالح الفوزان حفظه الله في الرقية وما يتعلق بها صوتية ومفرغة ، سائلا الله العلي القدير أن ينفع بها كما
أساله سبحانه الشفاء العاجل لجميع مرضى المسلمين إنه جواد كريم .

(( الفتوى الأولى ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول :كان عندنا رجل يرقي الناس يقرأ آيات من القرآن ، وكانت نافعة بإذن الله وخاصة من
اللّذغ والعين ، لكن كان هذا الرجل عنده بعض البدع الصوفية .
السؤال :هل الرقية متعلقة بآيات القرآن أم أنها متعلقة بالراقي نفسه ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

متعلقة بالآيات ومتعلقة بالعقيدة عقيدة الشخص ، فالذي عنده بدع وعنده خرافات لا تذهب إليه ، نعم .

(( الفتوى الثانية ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وهذا سائل يقول :إذا كان هناك من هو أقوى مني إيمانا وأتقى وأعلم ، وأنا أعلم أني على معصية وبي
ضعف إيمان ، فهل أطلب منه الرقية أو أن أرقي نفسه أفضل ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

إرق نفسك أنت ولا تطلب الرقية استغن عن الناس ، ولو أنك عاصي ، يعني لازم تكون كامل ما عندك شيء من المعاصي !!
كلنا ولا حول ولا قوة إلا بالله ما نخلو من المعاصي ، نعم .

(( الفتوى الثالثة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وفقكم الله : بعض الناس يستمعون إلى الرقية المسجلة ، هل يجوز ذلك ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

ما تغني شيئا الرقية المسجلة ما تغني شيئا لأنها عمل والعمل لابد أن يكون من عامل ، القراءة لا بد أن تكون من قارئ لأنها عبادة
والدعاء لابد أن يكون من داعٍ الحديد والمسجل ما هو بإنسان ولا مكلف إنما هو صوت محبوس فقط ، نعم
.

(( الفتوى الرابعة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وهذا سائل يقول :من ذهب بابنه إلى من يرقيه وهو صغير لا يميز ، هل الأب يدخل في حديث السبعين
ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

فعل الجائز لا بأس ولكن كونه يرقيه هو أحسن ، أو جاء أحد ورقاه بدون طلب فهو أحسن ، نعم .

(( الفتوى الخامسة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : إذا شعرت بمرض في نفسي وشعرت بالضعف هل أطلب من يرقيني ؟ أم الأفضل أن
أصبر وأرقي نفسي ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

ترقي نفسك ، أفضل أنك ترقي نفسك ، نعم .

(( الفتوى السادسة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وهذا سائل يقول :هل هناك صفات خاصة للراقي ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

نعم لا بد أن يكون عن علم ، يرقي بالقرآن وبالأدعية المشروعة ولا يأتي بأشياء مجهولة أو غير صحيحة غير ثابتة ، وأيضا لا بد
أن تكون الرقية باللغة العربية لا تكون بلغة أخرى حتى لا يدس فيها شيئا محرما ، ولا بد أن يعتقد أنها سبب وليست هي الشافية وإنما
الشافي هو الله ، وإنما الرقية سبب من الأسباب والسبب قد ينفع وقد لا ينفع ، نعم .

(( الفتوى السابعة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : هل من اكتوى أو استرقى لا يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :

الله أعلم ، يعني هذا نقص يكون عنده نقص ، ما هو معناه أنه من استرقى أنه لا يدخل الجنة ؟! معناه لا يكون من السبعين الذين
يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ،وإلا هو من الموحدين يدخل الجنة إن شاء الله ، نعم . لكن ما ينال هذه الميزة الذين يدخلون
الجنة يتفاوتون بعضهم أفضل من بعض هم درجات عند الله ، نعم .

الصوتية : من هنا

من : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد 27-03-1441هـ

– منقول للتذكير و للفائدة بإذن الله –

حكم الإجتهاد في الرقية دون سؤال العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم
***اللهم إشفي مرضى المسلمين ***
حكم الإجتهاد في الرقية دون سؤال العلماء

وتقليد الرقاة دون معرفة ماهو دليلهم
ونقل هذا للمرضى
لا يتطبب من غير علم

عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَطَبَّبَ، وَلَا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ، فَهُوَ ضَامِنٌ».

رواه أبو داود(4586) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة( 635)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً أَوْ لَمْ يَخْلُقْ دَاءً إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ أَوْ خَلَقَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إِلَّا السَّامَ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: «الْمَوْتُ» .

مصنف ابن أبي شيبة (23418) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة( 451)

قال الشيخ صالح بن عبد العزيزآل الشيخ حفظه الله:من صفات الراقي أن يكون ذا علم ،والمقصود بالعلم هنا العلم المقيد يعني أن يكون ذا علم في أنّ الرقية مشروعة ،تكون الرقية بالقرآن ،بما ثبت في السنة بالأدعية المعروفة ،يكون ذا علم ،يعلم أنّ هذه الرقية مشروعة،عرضها على عالم فقال هذه الرقية لابأس بها ،أما إذا كان ذا جهل ليس من أهل العلم وليس عنده تحري فيما يترك أو فيما يأتي ،فإن هذا من علامات عدم إحسانه للرقية أو عدم السماح له بأن يرقي أو التمكين بأن يرقي.

(شريط الرقى وأحكامها)

قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله:ومما يدخل أيضا في هذا؛ يعني في الرقى الممنوعة الرقى البدعية أو التي بها اعتداء، مثل واحد يؤلف رقية أو ربما يجتهد أحد في الرقية يكون فيها اعتداء مثل رقية ذكرت عن بعض العلماء أنه يقول فيها: رددت عين الحاسد إلى نفسه وإلى أعز الناس لديه أو أحب الناس لديه. العائن اعتدى؛ لكن أحب الناس إليه والده أو والدته أو قريبه أو ولده ما اعتدى، فترد العين إلى من لم يعتدي هذه دعوى فيها إثم, لأن فيها اعتداء في الدعاء، فهي من الدعوات أو الرقى البدعية، وإن كان ذكرها ابن القيم رحمه الله في معرض كلام له في زاد المعاد.
فإذا يظهر بهذا أنَّ الأصل في الرقى المنع إلا ما جاز منها.


وهذا يدل على أنه يجب عليك التحري، وأن لا تقبل الرقية من أي أحد، وأن لا تذهب إلى كل من قيل أنه راق؛ لأنه بما لم يكن على هدى وعلم، إذا ظهرت لك رقية أو أُرشدت إلى شيء أو لم تكن من الكتاب والسنة فاعرضها على أحد من أهل العلم يبين لك هل هي جائزة أم لا؟ لأن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال« اعْرِضُوا علَيّ رُقَاكُمْ.-الذي لا يعلم يعرض الرقية- لاَ بَأْسَ بِالرّقَىَ مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكا» تعرض الرقية على العالم ليقول لك هل هذه جائزة هل غير جائزة هل هي مشتملة على معنى حق وجائز أم ليس كذلك.

فإذا الواجب على الجميع الأخذ بالمشروع، وترك أو الحذر والتحذير من الرقى الشركية أو البدعية؛ لأنها وبال على


ولأن الشرك يحدث العمل والعياذ بالله فيأتي يريد النجاة ثم يبوء بخسارة الدنيا والآخرة والعياذ بالله.

(شريط الرقي،وأحكامها)
سئل فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:هل التجربة لها مجال في الرقية؟
فأجاب بقوله:
التجربة في الطب ،وليس في الرقية ،الطب قائم على التجارب ،وفي الرقية :الأحسن أن يقتصر المسلم على الرقية الشرعية ، وأما التجارب :ماالذي يدريك أولاً ،ومن أين جاءتك الفكرة هذه ؟.
أسئلة مهمة حول الرقية والرقاة(ص9 )
وقال أيضا حفظه الله :اتباع الرسول أن تفعل كمافعل ،ولاتتكلفوا،أخلصوالله عز وجل وادعوا الله عز وجل وينفع الله عز وجل ،وخير الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،هذا هديه في الرقية لا تتوسع اسلك طريقه _عليه الصلاة والسلامعقيدة وعلما وعملا وحتى في الرقية اسلك طريقته ولا تتكلف أشياء مافعلها الرسول عليه الصلاة والسلام .
أسئلة مهمة حول الرقية والرقاة(ص9 )

يكون ذا علم بالرقية مشروعة

قال الشيخ صالح بن عبد العزيزآل الشيخ حفظه الله:من صفات الراقي أن يكون ذا علم ،والمقصود بالعلم هنا العلم المقيد يعني أن يكون ذا علم في أنّ الرقية مشروعة ،تكون الرقية بالقرآن ،بما ثبت في السنة بالأدعية المعروفة ،يكون ذا علم ،يعلم أنّ هذه الرقية مشروعة،عرضها على عالم فقال هذه الرقية لابأس بها ،أما إذا كان ذا جهل ليس من أهل العلم وليس عنده تحري فيما يترك أو فيما يأتي ،فإن هذا من علامات عدم إحسانه للرقية أو عدم السماح له بأن يرقي أو التمكين بأن يرقي.

(شريط الرقى وأحكامها)
***********