المفكر مالك بن نبي -الجزائر


سيرة المفكر الجزائري مالك بن نبي
حياته
ولد في مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري سنة 1905 م ، في أسرة فقيرة بين مجتمع جزائري محافظ تخرج بعد سنوات الدراسة الأربع، في مدرسته التي اعتبرها "سجناً يعلّم فيه كتابة "صك زواج أو طلاق" وتخرج سنة 1925م.

سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا إلى مسقط رأسه. وبعد العودة تبدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل، كان أهمها، عمله في محكمة (آفلو) حيث وصل في (مارس 1927م)، احتك أثناء هذه الفترة بالفئات البسيطة من الشعب فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده.

ثم أعاد الكرة سنة 1930م و لكن هذه كانت رحلة علمية. حاول أولا الإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. تركت هذه الممارسات تأثيرا في نفسه. فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، بطابعه العلمي الصرف، على العكس من المجال القضائي والسياسي.

ثم انغمس في الدراسة، وفي الحياة الفكرية، كما تزوج فرنسية واختار الإقامة في فرنسا وشرع يؤلف، في قضايا العالم الإسلامي كله، فكان سنة 1946 كتابه "الظاهرة القرآنية" ثم "شروط النهضة" 1948 الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار و"وجهة العالم الإسلامي" 1954،أما كتابه " مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي" فيعتبر من أهم ماكتب بالعربية في القرن العشرين .‏

انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك حظي باحترام، فكتب "فكرة الإفريقية الآسيوية" 1956. وتشرع أعماله الجادة تتوالى، وبعد استقلال (الجزائر) عاد إلى الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في (جامعة الجزائر) المركزية، حتى استقال سنة‏ 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام"مذكرات شاهد القرن".

مذكرات شاهد القرن
صورة عن نضال (مالك بن نبي) الشخصي في طلب العلم والمعرفة أولاً، والبحث في أسباب الهيمنة الأوروبية ونتائجها السلبية المختلفة وسياسة الاحتلال الفرنسي في الجزائر وآثاره، ممّا عكس صورة حية لسلوك المحتلين الفرنسيين أنفسهم في (الجزائر) ونتائج سياستهم، ووجوهها وآثارها المختلفة: الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعي.

لكن مذكراته ممّا عبر بشكل قوي عن صلته بوطنه، وآثار الاستعمار والدمار الذي أحدثه في (الجزائر) سياسياً، وزراعياً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً، فهو شاهد على حقبة مظلمة في تاريخ الجزائر وظروف مواجهة الفعل الاستعماري العنصري، فكانت الشهادة قوية زاخرة، وستبقى من المناجم الثرية للباحثين في أكثر من مجال من مجالات الحياة المختلفة، وفي مقدمتها المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي أولاً وأخيراً، حيث يسجل لنا مالك مواقف مختلفة في مسار الحركة الوطنية نفسها، مما خدم القضية الوطنية في (الجزائر) ومما خذلها منذ أصيب المجتمع بمرض (الكلام) بتعبير (مالك بن نبي) نفسه، بعد إخفاق (المؤتمر الإسلامي الجزائري) سنة (1936) إلى (باريس) في الحصول على مطالبه "ولا يستطيع أحد تقييم ما تكبدنا من خسائر جوهرية منذ استولى علينا مرض الكلام، منذ أصبح المجتمع سفينة تائهة بعد إخفاق البيالمؤتمر" المؤتمر ذلك المشروع الذي قضى نحبه "في الرؤوس المثقفة: مطربشة كانت أم معممة" فكان ذلك عبرة للحركة الوطنية التي فصلت الخطاب فيها ثورة نوفمبر (1954-1962)، في ليل اللغط الحزبي البهيم؛ فكانت هذه الثورة (جهينة الجزائر) التي قادت إلى استقلال مضرج بالدماء والدموع، وسرعان ما عمل العملاء والانتهازيون والوصوليون على اغتصابه، وتهميش الشرفاء الأطهار من صانعيه، وفي مقدمة هؤلاء الشرفاء رجال الفكر والرأي ومنهم (مالك بن نبي) الذي قضى يوم (31/10/1973)، في صمت معدماً، محاصراً منسياً، وهي سبة عار في جبين أولئك الديماغوجيين ومنهم (أشباه المجاهدين) الذين باعوا الوطن ـ مقايضة ـ على (طبق من ذهب) لعملاء الاستعمار، وبيادقه، وأحفاده انتماء، وهوى؛ ليمرغوا سمعته في الأوحال العفنة.

وفاته
توفي يوم 31 أكتوبر 1973م، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة و المؤلفات النادرة، رحمه الله.

مؤلفاته
تحلَّى مالك ابن نبيّ بثقافة منهجيَّة، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلِّف، فألف سلسلة كتب تحت عنوان " مشكلات الحضارة" بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، وهي ( مرتبة ترتيبا هجائيا):

1- بين الرشاد والتيه 1972.
2- تأملات 1961.
3- دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين (محاضرة ألقيت في 1972).
4- شروط النهضة 1948.
5- الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة 1959.
6- الظاهرة القرآنية 1946.
7- الفكرة الإفريقية الآسيوية 1956.
8- فكرة كومنولث إسلامي 1958.
9- في مهبِّ المعركة 1962.
10- القضايا الكبرى.
11- مذكرات شاهد للقرن _الطفل 1965.
– مذكرات شاهد للقرن _الطالب 1970.
12- المسلم في عالم الإقتصاد 1972.
13- مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي 1970.
14- مشكلة الثقافة 1958.
15- من أجل التغيير.
16- ميلاد مجتمع.
17- وجهة العالم الإسلامي 1954.
كما له أيضا:

" آفاق جزائرية" 1964.
" لبيك" 1947.
"النجدة…الشعب الجزائري يباد" 1957.
"حديث في البناء الجديد" 1960 ( ألحق بكتاب تأملات).
"إنتاج المستشرقين " 1968.
" الإسلام والديمقراطية" 1968.
" معنى المرحلة"

الإمام الفقيه المحدث المتفنن أبو عبد الملك مروان بن علي البوني

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه ترجمة للإمام الفقيه المحدث المتفنن شرف الدين ، أبو عبد الملك مروان بن علي الأسدي القطان البوني، أحد العلماء الذين اشتهروا في الحديث الشريف رواية و دراية و بالفقه ، كما عرف بصلاحه وورعه حتى لقبه أهل بونة [ مدينة عنابة بأقصى الشرق الجزائري يوجد بها قبره ] ب سيدي مروان تشريفا و تقديرا لعلمه وزهده.
اجتهد في طلب الحديث الشريف فسمع مالا يحصى كثرة من الكتب والأجزاء، وسافر للأخذ و السماع على كثير من الحفاظ و العلماء ، ولم يكن الحديث الشريف و علومه هما دراسته فقط بل درس الفقه و النحو والتاريخ وعلم الرجال.
كما اشتهر بمؤلفاته خاصة شرحه لموطأ الإمام مالك ، و لصحيح البخاري رحمهما الله.
اسمه و كنيته و نسبه:
مروان بن علي بن محمد ، يكنى بأبي عبد الملك و شرف الدين الأسدي القطان البوني، و الأسدي نسبة إلى بني أسد بن عبد العزى
و القطان لقب له و لأبيه لاشتغالهما بتجارة القطن ، أما البوني فنسبة إلى مدينة بونة ( و هو الاسم القديم لمدينة عنابة الجزائرية) التي هي الموطن الأصلي لأسرته، و قد حمل لقب البوني الكثير من العلماء و الادباء و الفضلاء.

مولده و نشأته و طلبه العلم:

ولد أبو عبد الملك البوني في مدينة قرطبة ولم أعثر على تاريخ ميلاده الذي لم تحدده المصادر على كثرتها حوله، نشأ في كنف والده الذي كان يحسن كثيرا من العلوم الدينية و الشرعية ، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وعلمه الخط ، و بعض مبادئ اللغة العربية و العلوم الإسلامية و الأحكام الدينية لكي يتهيأ لحياة علمية مكثفة ، و لما بلغ طور الطلب بتجاوز المرحلة الأولى ، أخذ في مجالسة الشيوخ و الاتصال بهم و ملاقاتهم في مدينة قرطبة التي كانت تعج بالعلماء و الشيوخ ، كما اشتهرت بكثرة المكتبات و دور العلم، ومن شيوخها الذين أخذ عنهم : أبو محمد الأصيلي، والقاضي أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس، و حسين بن محمد بن سلمون المسيلي ، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم.
ثم سافر إلى بلاد المغرب، فأخذ عن علماء مدينة تلمسان ولقي، ومنها انتقل الى القيروان حيث اتصل بعالم المغرب المحدث المقرئ علي ابن محمد بن خلف المعافري القابسي ، كما لازم المحدث الفقيه ابو جعفر الداودي شارح صحيح البخاري مدة خمس سنين أخذ عنه معظم تآليفه، وبعد هذه الرحلة العلمية يتجه مترجمنا صوب مدينة بونه ليستقر بها.
و هناك ببونة عقد مجالس التدريس و الرواية بمسجدها الجامع ، فقصده طلاب العلم من جميع النواحي ينهلون و يستفيدون من علمه، وقد اشتهر بحسن السيرة و السلوك ، و الزهد و الورع و الصلاح فكان أهل بونة يسمونه "سيدي مروان " فهو عندهم في عداد أولياء الله الصالحين ، وهو الاسم الذي لا زال يطلقه أهلها إلى يومنا.

شيوخه:

( 01) – أحمد بن نصر الداودي الأسدي ( ت سنة 402 هـ ): أبو جعفر، من أئمة المالكية بالمغرب. كان بطرابلس وبها أصل كتابه في شرح الموطأ ثم انتقل إلى تلمسان. وكان فقيهاً فاضلاً متقناً مؤلفاً مجيداً له حظ من اللسان والحديث والنظر. ألف كتابه النامي في شرح الموطأ والواعي في الفقه والنصحية في شرح البخاري والإيضاح في الرد على القدرية وغير ذلك.
حمل عنه أبو عبد الملك البوني و لازمه خمس سنين ، و أخذ عنه جميع تواليفه
[ " ترتيب المدارك و تقريب المسالك للقاضي عياض 1/497 ".]
(02) – أبو محمد الأصيلي (تسنة 392 هـ): الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأندلسي تفقه بقرطبة وبمصر وببغداد، وأتقن أخذ الصحيح عن أبي زيد المروزي وتفقه على أبي بكر الأبهري ووعى علما جما.
كان رأسا في الحديث والسنن وفقه السلف له كتاب كبير سماه الدلائل في اختلاف العلماء حمل الناس عنه.
[تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي :2/370]
(03) – القاضي عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس ( ت سنة 402 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن أصبغ، أبو المطرف، عالم بالتفسير والحديث وتاريخ الرجال.
له تصانيف جيدة منه: القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن) و (المصابيح) في تراجم الصحابة و (فضائل التابعين) و(الناسخ والمنسوخ).
وجمع من الكتب ما لم يجمع مثله أحد من أهل عصره في الأندلس.
[الأعلام للزركلي 3/325.]
(04) – علي ابن محمد بن خلف القابسي ( ت سنة 403 هـ) الإمام الحافظ الفقيه العلامة عالم المغرب أبو الحسين علي ابن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي المالكي صاحب الملخص حج وسمع من حمزة بن محمد الكتاني الحافظ وأبي زيد المروزي وابن مسرور الدباغ بإفريقية دراس بن إسماعيل وطائفة وكان عارفا بالعلل والرجال والفقه والأصول والكلام مصنفا يقظا دينا تقيا.
[ سير أعلام النبلاء للذهبي: 14/ 438.]
(05) – حسين بن محمد بن سلمون المسيلي ( ت سنة 431هـ) : يكنى أبا علي، أصله من مدينة المسيلة ( الجزائر)، تعلم وأخذ عن شيوخ و علماء بلده ، ثم انتقل إلى قرطبة ، واشتهر بتمكنه في الفقه المالكي ، ولاه سليمان بن حكم أمير البرابرة الشورى بقرطبة.
عرف بصلاحه و عفته و تواضعه،ً توفي في قرطبة ، ودفن بمقبرة العباس.
الصلة لابن بشكوال (1/46).
و غيرهم.

تلامذته:

استفاد من علم هذا الفقيه المحدث خلق لا يحصى ، حيث قصده طلاب العلم من كل جهات العالم الإسلامي ، و سأذكر بعضا من أشهر تلامذته:
(1) – حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي ( 469 هـ):
روى بقرطبة عن جماعةٍ من العلماء.
رحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أبي الحسن القابسي الفقيه ولازمه،
رحل إلى مكة حرسها الله وحج ، ولقي أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقي وكان أحد المسندين الثقات فقرأ عليه وأجاز له، وجالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر ابن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني وأخذ عنهم كلهم وهم جلة أصحابه عند أبي الحسن القابسي وممن ضمهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه.
أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى من ذلك، وكان في عداد المشاورين بها.
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال (1/49).]
(02) – ولده علي بن مروان بن علي الأسدي ( ت حوالي سنة 456 هـ): يكنى أبا الحسن ، ولد بمدينة بونة وأخذ عن أبيه تأليفه وحدث به، رحل الى الأندلس فأخذ عن علمائها وسكن قرطبة، حدث بشرح الموطأ لوالده ، لقيه القاضي أبو محمد بن خيرون القضاعي وقرأ عليه،
كان راوية فقيها حافظا أديبا له حظ من قرض الشعر.
[التكملة لكتاب الصلة 1/242.]
(03) – عمر بن سهل بن مسعود اللخمي المقرىء ( ت بعد سنة 442 هـ) : من أهل طليطلة، يكنى: أبا حفص.
رحل إلى المشرق وروى عن أبي أحمد السامري وأبي الطيب بن غلبون، وأبي عبد الملك البوني … وغيرهم.
كان إماماً في كتاب الله تعالى، حافظاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، عالماً بطرقه، لسنا حافظاً لأسماء الرجال وأنسابهم، خفيف الحال قليل المال، قانعاً راضياً رحمه الله.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال (1/127)]
(04) – عمر بن عبيد الله بن زاهر ( ت 440 هـ) : أندلسي استوطن بونة من عمل إفريقية، يكنى: أبا حفص.
روى عن أبي عمران الفاسي الفقيه، وأبي عبد الملك مروان بن علي الأسدي البوني، وأبي القاسم إسماعيل بن يربوع السبتي وغيرهم.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال 1/126).]
( 05) – محمد بن إسماعيل بن فورتش قاضي سرقسطة ( ت ؟؟ لم أعثر على تاريخ وفاته : يكنى: أبا عبد الله.
له رحلة إلى المشرق حج فيها، وكتب الحديث عن عتيق بن إبراهيم القروي، وأبي عمران القابسي، وأبي عبد الملك البوني، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. وكان ثقة في رواية، ضابطاً لكتبه، فاضلاً، ديناً، عفيفاً راوية للعلم، روى عنه ابنه أبو محمد وأبو الوليد الباجي.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال (1/173).]
(06) – أبو بكر الأسديّ، ابن القيرواني الصابر ( ت 482 هـ): روى عن: أبي عمران الفاسيّ، ومروان بن عليّ البونيّ وعليّ بن أبي طالب الصابر وله كتب في التعبير، سكن المرية، وحمل النّاس عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 102
( 07) – أحمد بن وليد، يعرف بابن بحر ( ت 486 هـ) : من أهل أشونة: يكنى: أبا عمر.
كان معتنياً بالعلم، وعقد الوثائق، واستقضى بجيان،
(08) – أحمد بن العجيفي العبدري ( ت 489 هـ) : من أهل يابسة، يكنى: أبا العباس.
حدث عن أبي عمران الفاسي، وأبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وغيرهما.
لقيه القاضي أبو علي ابن سكرة بيابسة وروى عنه بها.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال (1/23).]
(09) – محمد بن نعمة الأسدي العابر القيرواني( 482هـ) يكنى: أبا بكر.
روى بالقيروان عن أبي عمران الفاسي. ومروان بن علي البوني، وعلي بن أبي طالب العابر، وأكثر عنه، وعبد الحق الصقلي وغيرهم. وكان معتنياً بالعلم عالماً بالعبارة وجمع فيها كتباً واستوطن المرية، وسمع الناس منه.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال (1/196).]
(10) – يحيى بن محمد بن حسين الغساني ( 442هـ) : يعرف بالقليعي، من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا زكرياء.
روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين جميع ما عنده، وعن أبي محمد بن خلف ابن علي السبتي، ورحل إلى المشرق وسمع من: أبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وكان خيراً فاضلاً ثقة فيما رواه.
كان من كبار أهل غرناطة موضعه مشاوراً، حسن الهيئة والسمت فاضلاً جزلاً رحمه الله.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال (1/217)]
– ومن تلامذته أيضا ذو النون بن خلف، وابو هارون موسى بن خلف بن عيسى بن سعيد الخير و غيرهم.
– مَنَاس بنون خفيفة محمد بن عيسى بن مناس القيرواني عن رجل عن القاسم بن الليث الرسعني قلت وأبو موسى بن مناس من كبراء فقهاء إفريقية ونبهائها والمقدمين بها وله كلام كثير وتفسير لمسائل ( ( المدونة ) ) مسطرة وقد سمع من البوني رضي الله عنه قاله القاضي عياض في كتابه ( ( ترتيب المدارك ) ).
[ " توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم"
لابن ناصر الدين شمس الدين محمد القيسي الدمشقي 8/180.]

وفاته:
توفي رحمه الله بمدينة بونة ( عنابة ) سنة 439 هـ على الأرجح و دفن بها.

السلاح الدي يخشاه دول الكيان و الذي تمتلكه الجزائر

أثار كشف روسيا مؤخراً عن إنتاجها صاروخاً مضاداً للدبابات من طراز كرونيت EM المطور، قلقاً صهيونياً وتخوف شديد من وصول هذه الصواريخ إلى سوريا ومن ثم إلى منظمة حزب الله اللبنانية، حيث تتمتع هذه المنظومة بقدرة على إطلاق صاروخين في ذات الوقت مما يشكل خطراً على الآليات المصفحة التابعة لجيش الاحتلال.

وحسب وسائل إعلام عبرية أنه كشف عن هذا التطوير الروسي خلال معرض للأسلحة المتطورة عقد في الفترة الأخيرة، ويدور الحديث عن منظومة ونموذج مطور لصاروخ الكورنيت القديم من حيث دقة الإصابة والمدى والذي من المفترض أن يكون بسيط التشغيل أمام تشكيلة واسعة من الأهداف.

ويعد مركز القلق الصهيوني من وصول كميات كبيرة من هذه الصواريخ روسية الصنع من خلال سوريا إلى منظمة حزب الله، حيث يتمتع هذا الصاروخ بأفضلية عالية للعمل داخل المحميات الطبيعية كالتي في جنوب لبنان حيث يمكن تثبيت قاعدته المتحركة السهلة في تلك الأماكن.

لكن ما هو هذا الصاروخ الذي أرعب دولة الكيان؟

لقد زاد الاهتمام بالصواريخ المضادة للدبابات والتي تعمل عبر منظومة الصواريخ الموجهة(ATGM) منذ منصف القرن الماضي, ومنذ ذلك الحين أصبحت ذات أهمية كبيرة وبات التطوير والاهتمام بها بشكل كبير لأنها تحقق أهدافها بدقة وهي سهلة الاستخدام, وقد أنتج حوالي 700 ألف صاروخ مضاد للدبابات من نوع TOW وقد انتشر بين الكثير من الدول.

وقد أنتجت المنظومة المضادة للمدرعات لتستهدف الدبابات حين تواجدها في ميدان المعركة, لكنها طورت وتم اشراكها في أهداف متعددة مثل استهداف عربات خفيفة التدريع, واستهداف تجمعات الجنود, والتحصينات المختلفة وعناصر البنية التحتية للعدو.

ومع استمرار الحروب والنزاعات باتت الحاجة ماسة لأنظمة الصواريخ المضادة للدروع, حيث تتمع بسهولة الاستخدام والتنقل والاستقلال في التشكيلات التابعة للجيش, بالإضافة للقدرة على العمل في المناطق المفتوحة والمدن, وهذا الأمر جعلها من أهم الأسلحة النارية لوحدات الهجوم والدفاع في الجيوش, وكل هذا دفع لتطويرها بشكل كبير ومتسارع لتحقق أهدافها بدقة.

يتم تسليح غالبية الدول في العالم اليوم بأنظمة محمولة ومتنقلة، ذات توجيه نصف أوتوماتيكية بواسطة الأسلاك، مثل TOW ميلان، وكونكورس, لكن لهذه الأنظمة المذكورة عيوب كبيرة هي:

· استخدام خط من الأسلاك، مما يجعل إطلاق الصاروخ أثناء الحركة مستحيلاً.

· يفرض قيوداً على سرعة الصاروخ ونسبة اطلاق النار من المنظومة

· التعرض للتشويش.

في العام 1998 اعتمدت الصناعات العسكرية الروسية المتخصصة في الصواريخ على صواريخ جديدة من طراز Kornet-E حيث تعتمد على نظام شعاع ليزر مركب, حيث أثبت قدرته وميزاته العالية في اصابة الأهداف بدقة, وتخطي التشويش.

بات يعتبر نظام Kornet من أهم المنظومات العسكرية التي تطلق من مسافة 5500 متر – قصيرة المدى تفوق سرعة الصوت حيث أنه يستخدم عدة رؤوس ذات رؤوس متفجرة شديدة الانفجار لإشراك مجموعة موسعة من الأهداف التي تشكل تهديداً على أرض المعركة, و يعتمد نظام الدفع على الوقود الصلب بمخرجين للعادم بكل جانب من الصاروخ يمنحانه ميزة الدوران حول نفسه عند الإنطلاق نحو هدفه مما يزيد من استقراره خلال الطيران و ذلك بالإعتماد على زعانف في المقدمة و المؤخرة تنفتح مباشرة بعد خروج الصاروخ من القاذف.

الكونيت العادي في مواجهة الميركافا:

أفضل تجربة قتالية لصاروخ الكونيت العادي هي حرب لبنان 2024 حيث شكلت صواريخ حزب الله المضادة للدروع صدمة قوية للجيش الصهيوني و لدبابة الميركافا MERKAVA التي تشكل فخر الصناعة العسكرية الصهيونية, ومن بين هذه الصواريخ كان الكورنيت هو أكثرها فعالية و تأثيرا في تدريع الميركافا الطبقي Modular Armour و لقد تأكدت تلك الفاعلية التدميرية بتصريح الجنرال الصهيوني غيورا إيلند عقب الحرب بقوله : " لقد إكتشفنا أن الجانب الأعلى لدباباتنا الرئيسة ميركافا، كان لقمة سائغة للقذائف الحديثة ، ثنائية الرؤوس ، وإستطاع الكورنيت تدمير عدد منها ".

ويبقى من الصعب تحديد عدد دبابات الميركافا التي تم تدميرها بصاروخ الكورنيت على ضوء التصريحات الإسرائيلية بكون سوريا قد سلمت عددا قليلا منها لحزب الله على سبيل التجربة, إلا أنه من المؤكد أن عددا كبيرا منها قد تم سحقها أو على الأقل إعطابها و إخراجها من الخدمة بعد إصابتها, خاصة في معركة وادي الحجير التي شكلت كمينا محكما و قاتلا و سمتها جريدة "هآرتس" بمجزرة الدبابات, حيث خسرت «الفرقة 162 الفولاذية» ما يقارب 39 دبابة ميركافا و 12 جرافة عسكرية من نوع CATERPILLAR D9 تابعة لسلاح الهندسة.

الكورنت الذي تخشاه دولة الكيان :

يعد نظام كورنت-EM نظام جديد متعدد الأغراض وهو غير مكلف بشكل كبير كما الأنظمة السابقة التي تنتجها الكثير من الدول, أو على سبيل نسخته السابقة.

مواصفات الأداء الرئيسية للنظام الجديد :

المدى الفعال (أقل مدى)

150 متر

المدى الفعال (أقصى مدى)

10 كيلو متر

نظام الاطلاق والتوجيه

أوتوماتيكي, شعاع توجيهي,

حصانة ضد التشويش

عالية

عدد الأهداف المستهدفة في نفس الوقت

2هدفان

الاختراف في الدروع

1100-1300 ملم

وزن المادة المتفجرة

7 كيلوجرام

معدل التغير في المسافة

7 ثوان

منصة الصواريخ فيه مكونة من

16 أو 8 صواريخ

المميزات :

· يستخدم فيه نظام الرؤية الفنية مع تعقب الهدف تلقائياً والمبدأ العسكري "اطلق , وانسى" وهذا يعطي دقة تزيد 5 مرات في اصابة الهدف ويعطي حماية للمطلق حيث لا يمكن تحديد مكانه.

· نظام التوجيه والتعيين بالمنظومة يعمل بالليزر بنظام أوتوماتيكي ((الجيل الثالث)) وبأسلوب تسليط حزمه من الليزر على الهدف المراد أستهدافه ومن ثم ركوب الصاروخ لهذه الحزمة عن طريق المنارة الخلفية في الصاروخ لتتبع الحزمة حتى يصطدم الصاروخ بالهدف مما يعني أن الهدف لن يكون في حالة تنبه ووعي بخصوص أستهدافه حتى لو كان مجهز بمنظومات تحذير ليزرية وتلك ميزة تكتيكية رائعة وذلك لمفاجئة الخصم وتوفير الحماية للرامي بعكس الاسلوب الاخر الذي يعتمد على أرتداد حزمة الليزر من على جسم الهدف مما ينبه منظومات مستشعرات الليزر

· المدى الكبير جدا 10 كيلوا متر والذي يعتبر واحد من اكبر المديات لسلاح مضاد للدبابات على مستوى العالم سواء في النهار أو الليل وهي ميزة مهمة للرامي مما يوفر له عنصر الامان والبقائية في أرض المعركة.

· ميزة تعدد الرؤس الحربية للصاروخ للتتناسب مع المهمات المختلفة لمجموعة واسعة ومتنوعة من الاهداف وهي ميزة قل نظيرها بالنسبة للمنظومات المشابهة, بالإضافة لاطلاق صاروخين منفصلين في ذات اللحظة على الهدف يقلل من امكانية اعتراضه بشكل كبير.

· السرعة العالية للصاروخ -تتجاوز سرعة الصوت – ولها فائدتين المساعدة في تقليل الوقت المستغرق من لحظة الاطلاق الى لحظة الاصدام مما يعني وقت اقصر لبقاء الرامي في مكان الاطلاق وبالتالي زيادة عنصر الامان له الميزة الاخرى لهذه الخاصية ان السرعة العالية تساعد على زيادة نسبة اختراق الصاروخ للهدف وخصوصا المدرع وكذلك التحصينات.

· القدرة الاختراقية العالية جدا لهذا السلاح والتي تتراوح مابين 1100-1300 ملم في الدروع المتجانسة مما يجعله مؤثر بشكل فعال على أغلب الدروع الثقيلة الحديثة وهوما أثبتته التجارب في العراق ولبنان ضد الابرامز الامريكية والميركافا الصهيونية وهما من أثقل الدروع على الاطلاق على مستوى العالم ..وكذلك الرأس الحربي الترادفي لهذا الصاروخ يجعله قادر على اختراق كافة أنواع الدروع بمن فيها التفاعلية أو الردية.

العيوب التي تم تلافيها عن الصواريخ السابقة:

· تم حل المشكلة الخطيرة للصواريخ الروسية وهي الحاجة لبقاء الرامي مصوب جاهز التعيين الليزري على الهدف حتى لحظة اصطدام الصاروخ بالهدف, أي بمعنى أخر تقييد حرية الرامي حتى لحظة الاصطدام مما يعرضه لخطر الكشف ربما من قبل الخصم, وتم الاعتماد على مبدأ "اطلق, وانسى".

· زود الصاروخ بخاصية جديدة تعفيه من احتمالية التشويش المتعمد على الصاروخ أو التشويش على الرامي بجعله ذاتي التوجيه بعد اطلاقه من قبل المطلق .

· حلت مشكلة المسافة وضعف دقة التصويب بنظام ذاتي يتابع الهدف دون تدخل أو التعرض للتشويش الراديوي أو الدخاني.

· استخدام أسلوب تسليط الحزم الليزرية يعرض مستخدمها للكشف من قبل العدو وخصوصا أثناء الليل وبالتالي تعرض الرامي لخطر الاستهداف من قبل العدو, وهذه تم تلافيها عبر مبدأ "اطلق وانسى".

· ثمنه أقل بثلاث أو أربع مرات عن أي صاروخ آخر.

الأهداف التي يستخدم ضدها:

· يستخدم في الخانة الأولى لاستهداف الدبابات العسكرية والمدرعات في الميدان.

· يمكنه استهداف الطائرات بدون طيار وتدميرها بشكل كامل في الجو.

· يمكنه استهداف الطائرات المروحية وتدميرها واسقاطها بالاضافة للقتل الطاقم الذي يقودها بشكل فوري.

· يمكن استخدامه ضد الطائرات الحربية في حال طيرانها على مستويات منخفضة, لكن هذا الأمر يحتاج لدقة عالية في الرامي وسرعة بديهة.

· يطلق على تجمعات والأماكن التي يتحصن فيها جنود العدو خلال المعركة.

· يمكنه اختراق التحصينات المموهة في المناطق البرية.

الاستخدامات:

يمكن أن يطلق هذا النظام بمنصة يدوية أو عبر شاحنة, لكن التصميم الأبرز له هو الاستخدام عبر الشاحنة :

النسخة الحديثة من الصاروخ كورنيت كشف عنها مكتب KBP النقاب خلال معرض موسكو الجوي MAKS في أغسطس العام 2024 ، وأطلق عليها Kornet-EM مخصصة للمنصات المتحركة والعربات مثل الروسية متعددة المهام Tiger 4×4 أو غيرها من المركبات التي يتراوح وزنها بين 1.2-1.5 طن ، كما يمكن إطلاقها من على حامل ثلاثي الأذرع يمكن السيطرة عليه من بعد.

هذه النسخة مع مدى مضاعف يبلغ أقصاه 150-8000 م للنوع المضاد للدروع برأسه الحربي الترادفي ذو الشحنة المشكلة ، ومدى أقصى حتى 150-10000 م للنوع المضاد للمباني والدشم والخنادق الذي تحمل رأس حربي بمتفجرات الوقود الجوي (مكافئ في قدراته لنحو 7 كلغم من متفجرات TNT) .

الصاروخ يستعين بالتوجيه بركوب شعاع الليزر مع تقنية التتبع الآلي للهدف automatic tracker من خلال وحدة الإطلاق، مما يجعله قابل للاستغناء عن عمل المشغل البشري أثناء عملية التوجيه، وتطبيق مفهوم "أطلق وأنسى" fire-and-forget .

العربة القاذفة المجهزة بمنظومتي إطلاق (كل منهما يحمل عدد أربعة صواريخ Kornet-EM) يمكن أن تطلق النار على هدفين منفصلين بشكل آني، صاروخ مستقل من كل منظومة.

أو أن منظومة إطلاق واحدة توجه صاروخين في شعاع ليزري واحد one beam على ذات الهدف، بحيث تتضاعف احتمالات الضربة ويسهل التغلب أيضاً على أنظمة الحماية النشيطة APS المرتبطة بالهدف.

هذه التقنية وفرت زيادة لنحو 5 مرات في مستوى دقة تتبع الهدف أثناء الاستخدام القتالي، واحتمال إصابة مرتفع لنحو الضعف بالمقارنة إلى النظام الصاروخي الحالي Kornet E، ناهيك عن أن أسلوب الاشتباك والتتبع الآلي يخفض الإجهاد الطبيعي والنفسي الذي يمكن للمشغل مواجهته.

ونتيجة لمدى النظام الطويل نسبياً، الصاروخ قادر على الاشتباك ومهاجمة الأهداف السطحية والجوية، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والمروحيات من مسافة آمنة، حتى مع كون سرعته لما دون سرعة الصوت subsonic، أو 300 م/ث.

ويؤكد مصمموه أن قدرة اختراق رأسه الحربية القصوى تتراوح بين 1100-1300 ملم .

العربي بن مهيدي -جزائري

ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة وهو الإبن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الإبتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة إنتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الإبتدائي ولما تحصل على الشهادة الإبتدائية عاد لأسرته التي إنتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان.

النشاط السياسي

في عام 1942 إنضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الإهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 08 ماي 1945 و كان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الإستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين إلتحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 إختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية.

نشاطه أثناء الثورة

لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، و سعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، و قال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة وهران. كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لإنعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، و عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة) ، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956ونهاية 1957.

استشهاده

إعتقل نهاية شهر فيفري 1957 و إستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه. قال فيه الجنرال الفرنسي بيجار بعد أن يئس هو وعساكره الأندال أن يأخذوا منه إعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل إغتياله إبتسم البطل لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم

اهم المعارك للثورة

حققجيش التحرير الوطني عبر مراحل الثورة انتصارات عديدة ومستمرة كان لها تأثير كبير وواضح على الصعيد الداخلي والخارجي . وتنوعت هذه الانتصارات بين معارك طويلة دامت عدة أيام ، وكمائن خاطفة ،وعمليات تصفية الخونة والمتعاونين مع الاستعمار . وكانت معارك جيش التحرير قد عمت كل القطر الجزائري أظهر فيها قدراته القتالية خاصة في حرب العصابات التي تعتمد على حسن اختيار المكان والزمان والمباغتة والانسحاب في الوقت المناسب . وتكاد أيام الثورة تكون معارك إذ عمت كل الولايات التاريخية الولاية الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والمنطقتين الشرقية والغربية بالإضافة إلى ما كان يقوم به جيش التحرير الوطني من حرب عالية المستوى في التضحية والفداء واختراق السدين الشائكين المكهربين على الحدود الشرقية والغربية ذهابا وإيابا

2- الولاية الأولى

عرفت هذه الولاية عدة معارك كبرى ، أشهرها معركة الجرف التي وقعت بين 22و29 سبتمبر 1955 بقيادة بشير شيهاني وعباس لغرور وعاجل عجول، وصل صيتها إلى المحافل الدولية ودعمت نتائج هجومات 20 أوت 1955 في تدويل القضية الجزائرية . وكانت فرنسا قد خسرت فيها جيشا كبيرا وعتادا باهضا ولذلك قامت بتدريس هذه المعركة في الكلية الحربية سان سير كنموذج لحرب العصابات . ومن أهم المعارك التي لها دلالة واضحة هي معركة جبل أرقو (تبسة) بقيادة الشهيد لزهر شريط في جويلية 1956 والتي أصيب فيها العقيد بيجار برصاصة قرب قلبه وانكسرت فيها شوكة الاستعمار ومظلييه القادمين من الهند الصينية.ولا يمكن أن نحصي جميع المعارك والكمائن والهجمات التي دارت في الولاية وإنما نقتصر على بعض معارك جيش التحرير في الولاية الأولى التي من أشهر قادتها مصطفى بن بولعيد ، شيهاني بشير، عباس لغرور ، محمود الشريف ، محمد لعموري ، أحمد نواورة ، الحاج لخضر، الطاهر الزبيري.

3- الولاية الثانية
اشتهرت الولاية الثانية بهجومات 20 آوت 1955 التي أعطت نفسا جديدا للثورة ودفعتها إلى الأمام دفعا وأكدت للجميع شعبية الثورة الجزائرية .وقد وقعت بها عدة معارك استشهد خلالها قادة الولاية منهم الشهيد مراد ديدوش ويوسف زيغود .وكان زيغود من كبار قادة الثورة ومنظميها وصاحب فكرة القضاء على عنجهية الكولون وكبرياء الاستعمار .ولما كان عازما على التوجه إلى الولاية الأولى ليقوم بنفس الدور وشرح مواثيق الصومام وقع في كمين للقوات الاستعمارية بالقرب من سيدي مزغيش بسكيكدة .وصمد زيغود مع المجموعة القليلة التي كانت ترافقه أمام العدد الضخم من العساكر. وسقط في ميدان الشرف يوم 25 سبتمبر 1956 بالمكان المعروف بوادي بوكركر . وركزنا عليه هنا كونه هو المخطط والمنفذ لأحداث 20 أوت 1955 التي حطمت عنجهية الاستعمار وأفشلت مخططات سوستال ونذكر بعض معارك جيش التحرير في الولاية الثانية لندلل على مدى قوة الثورة فيها. ومن أشهر قادة الولاية ديدوش مراد ، زيغود يوسف ، عبد الله بن طوبال، علي كافي ، صالح بوبنيدر.

4- االولاية الثالثة
واجهت الولاية الثالثة معارك ضارية ضد العدو الفرنسي وحققت انتصارات كبيرة وأصبحت مضرب الأمثال في الصمود ،بالإضافة إلى مواجهة القوات الاستعمارية ، واجهت الولاية الثالثة القوى المضادة للثورة ومنها حركة بلونيس التي تمركزت في قرية ملوزة وتسببت في مضايقات واعتداءات على الثوار والشعب معا ، وواجه جيش التحرير ذلك بكل ثبات وحكمة وكان الأمر يقتضي القضاء على الفتنة وخلع جذور الخيانة قبل أن تتسرب إلى الثورة وطوق جيش التحرير القرية يوم 28 ماي 1957 وقضى على أنصار حركة بلونيس. وكان من أبرز قادتها كريم بلقاسم ، محمدي السعيد، وعميروش، الذين قادوا معارك جيش التحرير في الولاية الثالثة بكل ثبات . ومن أشهر ما واجهت الولاية الثالثة عملية الزرق الشهيرة التي استحوذت فيها على أسلحة كثيرة وأحبطت المخطط الاستعماري الذي أريد به إجهاض الثورة في منطقة القبائل .

5- الولاية الرابعة
عرفت هذه الولاية بموقعها الإستراتيجي بحكم قربها من العاصمة وربطها بين مختلف الولايات الأخرى ، وكانت المعارك بها متواصلة عبر الجبال والمدن معا. ومن تلك المعارك نذكر معركة جبل بوزقزة ، معركة أولاد بوعشرة، معركة أولاد سنان ، معركة الكاف الأخضر، معركة جبل باب البوكش 1958 غرب تيارت .وكان الجبل يمتاز بإرتفاعه الشديد فاتخذ منه المجاهدون حصنا لهم خاصة أنه كان قريبا من جبال الونشريس وجبال سيدي داود . وفي نهاية ماي 1958 وقع تمشيط القوات الاستعمارية للناحية معتمدة على الطائرات الكشافة وبدأت المعركة يوم 24 ماي 1958 وقدرت القوات الاستعمارية بـ 8000 جندي تعززهم الطائرات المقاتلة والعمودية ودامت المعركة 3 أيام وإنتهت بإنتصار المجاهدين . من أشهر قادتها رابح بيطاط ، سويداني بوجمعة ، عمر أوعمران ، الصادق دهيليس ، امحمد بوقرة الذين قادوا معارك جيش التحرير في الولاية الرابعة وأثبتوا قدرتهم على التصدي للاستعمار في الريف والمدن.

6- الولاية الخامسة
تميزت الولاية الخامسة بالموقع الاستراتيجي الحدودي و اتساع الرقعة الجغرافية التي كانت تغطيها .وكان لها قادة كبارمن هم بن مهيدي و بوصوف و عبد الملك رمضان و هوراي بومدين ولطفي، وقد استمرت بها المعارك والكمائن طيلة الثورة من بينها معركة جبل عمور في 02 أكتوبر 1956 ، كما تميزت هذه الولاية بإنشاء أول مدرسة لسلاح الإشارة التي هو سلاح ذو حدين في اوت 1957 واالتي كانت أساس إنشاء وزارة العلاقات العامة والاستخبارات. وكان العقيد لطفي من أبرز قادة الولاية الذين لعبوا دورا كبيرا في مواجهة عمليات شال العسكرية . وفي مارس 1960 .حاصرته القوات الفرنسية بقيادة الجنرال شال مع مجموعة من المجاهدين ، منهم ؛ الرائد فراج وكان ذلك في منطقة بشار .

وأنتهت المواجهة بإستشهاد العقيد لطفي رفقة نائبه فراج يوم 27 مارس 1960 .وبقي قادة الثورة يقودون معارك جيش التحرير في الولاية الخامسة إلى أن انهزمت قوافل جيش الاستعمار وانتصرت الجزائر.

7- الولاية السادسة
: امتازت الولاية السادسة بالتنظيم السياسي والإداري لخلايا جبهة التحرير الوطني وذلك بحكم طابعها الصحراوي أولا ، بحكم مواجهتها لمختلف الحركات المناوئة للثورة وقد اعتمدت جبهة التحرير السرية للتوغل في صفوف الشعب ، كما امتازت بمحاربة البنية الاقتصادية الاستعمارية خاصة ضد حقول البترول والغاز .ومن المعارك البارزة في هذه الولاية ، نذكر معارك جبال القعدة و بوكحيل والكرمة والجريبيع في 17/18 سبتمبر 1961 بقيادة محمد شعباني وامتدت المعركة على الجبل الذي هو جزء من سلسلة جبال الأطلس الصحراوي ، ومعركة جبل ثامر التي استشهد فيها العقيدان سي الحواس و عميروش .كما كانت تقوم بتنظيم فرار المجندين الجزائريين في صفوف العدو وجلب الأسلحة والأخبار . وواصل قادتها معارك جيش التحرير في الولاية السادسة

8- إحصاء عمليات جيش التحرير
عرفت معارك الثورة خسائر وعمليات كثيرة نبينها في الجداول التالية وفق الإحصاء الذي وضعته المصالح الفرنسية للمقارنة مع إحصاءات المجاهدين التي ظهرت في جداول المعارك . وتأتي عناوين الجداول كالتالي:

– عمليات جيش التحرير ضد القوات الاستعمارية .
– عمليات جيش التحرير ضد المعمرين الفرنسيين .
– عمليات جيش التحرير ضد أملاك المعمرين الخاصة .
– عمليات جيش التحرير ضد الأملاك العمومية الفرنسية .
– عدد القتلى -من القوات الخاصة- الجزائريين الموالين لفرنسا .
– خريطة معارك جيش التحرير