تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » جناية فقهاء الواقع على السلفية

جناية فقهاء الواقع على السلفية

  • بواسطة

«الورقات – القاهرة»: الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد: فبدءاً نحن لا نقصد بفقهاء الواقع أحد بعينه، ولكن شريحة بدأت تتصدر في تغير المنهج السلفي، و هز الثوابت الإسلامية بإسم مصلحة الدعوة، فتراهم ضاق عليهم منهج النبيين، و سبيل المؤمنيين حتى اعتمدوا النظم الغربية الكافرة للوصول الى تطبيق الشريعة المطهرة!! فتارة يدّعون أن في ذلك الامر مصلحة مُرسلة والشريعة مرنة!وتارة يدّعون أنهم مضطرون إليها و قلوبهم لها كارهة !!

و أكثر هؤلاء يردون السنة تحاكماً إلى واقعهم ، و اغتراراً بتجاربهم ، و أرضاء لنخالة اذهانهم ، فتراهم لا يفرقون بين عالم و حالم ، و بين فقيه و مفكر واهم .

و عامة هؤلاء سلكوا طريق السياسة الحزبية.. فدخلوا فيه ليغيروا فتغيروا ، و حق فيهم قول نبينا ـ صلى الله عليه و سلم ـ : (( من اتى باب السلطان فُتن )) رواه أحمد و الترمذي و هو صحيح .

و إن من أغرب ما يقع فيه المتحمسون لهذا الفقه أنهم يقدمونه للناس و كأنه أشرف العلوم و أهمها .

و لقد غلا فيه بعضهم غلواً شديداً فجعل العلوم الشرعيه من مقوماته ، و نسج حوله من الهالات الكبيرة ، بما لم يسبقه إليه الأولون و الأخرون ، و هو في حقيقته لا يسمى علماُ و لا فقهاً ، و لو كان علماً أو فقهاً فأين المؤلفات فيه و أين علماؤه و فقهاؤه في السابق و الاحق ؟ و أين مدارسه ؟ و لماذا لا يُسمى علماً أو فقهاً إسلامياً ؟

أما الهدف من وراءاه :

إسقاط المنهج السلفي المبني على الدليل من الكتاب و السنة بفهم سلف الامة ، و التحاكم إلى الكتاب و السنة المبني على فقه الواقع ، و هي دعوة صوفية مبناها ( التفريق بين الشريعة و الحقيقة ) .

الاستيلاء على عقول الشباب بإفساد صورة العلماء الراسخين الذين شابت رؤوسهم في طلب العلم ، و يعتمدون في تنفير الشباب عن العلماء الاثبات بقولهم : " فرقُ بين علماء الصحون و علماء السجون " ، أو أن هؤلاء يهتمون بالتنبيه على شرك القبور و يتغافلون عن شرك القصور ، و نحوه .

و هذا الفقه مبناه على قصاصات الاخبار و ردود الأفعال ، و على العواطف و الكلام الساخر ، و استغلال النصوص الشرعية للنزوات الثورية .

أما علمائه فكلما كان الواحد منهم ثورياً متمرداً يتشدق بأنه ليس له رسالة إلا اخذ الحق من القوي للضعيف كان هو العالم .

أما الفقيه من هؤلاء فتراه يعيش بنفسية متوترة . يثور على المألوف ، و لا يثبت على مذهب ، بل يُكثر التنقل من غريب الى أغرب ، يتبع الجديد الذي يثير الإنتباه و يَمل العتيق و لو لم يكن به إشتباه .

و من أكثر الالفاظ استعمالاً عندهم كلمة ( الطواغيت ) ، بل دعوتهم لا تعيش إلا بها و جماهريهم لا تنتعش إلا عند سماعها .

و أما مسالك فقهاء الواقع :

فإنهم يتلاعبون بالكلمات من باب فذلكة السياسين للتخلص من العُتبى ، فيقولون كلمة تحتمل عدة معاني ، فإن جاء الامر على مرادهم قالوا : قلنا كذا، و صرخنا و لم يُسمع لنا ، و إن جاء الامر على خلاف ما أرادوا يقولون : قلنا كذا ، و لكن القوم لم يفهموا ما قصدناه و نحن نعذرهم فإن الغضب يُعمي ، فيكونوا في الظاهر مع الحق أينما ذهب .

و أيضاً : أستخدام طريقة (سمِّن كبشك لتُعيد به)،فتراهم يقدمون الثناء أولاً قبل النقض على ما أثنوا عليه كأنهم انصفوا أولاً ثم هذا من تمام الإنصاف ، و هي طريقة مجربة لخداع البسطاء ، فتراهم يقولون :

"الوسيلة الديمقراطية ليست و سيلة شرعية بل هي و سيلة كفرية ، و الطريق الصحيح و المنهج الحق هو الدعوة و طلب العلم و نشر الفقه في الدين و تربية الناس على ذلك ، فهذا طريق الأنبياء و سبيل المؤمنين و …"،ثم يقولون بعدها : " و لكننا نتكلم عن واقع من إسلام يحارب ، و دعوة يُضيق عليها ، و مساجد …".

فتكون النتيجة في المنتهى أن المنهج السلفي الإسلامي وهم و خيال،والمنهج الديمقراطي الكفري فواقع ملموس !!فقل لي بربك من يرضى بالعيش في الوهم و الخيال و يترك الواقع الملموس ؟!! فضلاً عن تبنيهم لقول الشاعر :

إن تُلْقِكَ الغربةُ في معشر…. قد أجمعوا فيك على بغضهم

فدارهم ما دمت في دارهم…. و أرضهم ما مت في أرضهم


وخلاصة الامر
:

إن الاشتغال بهذا الفقه اضحى حيلة كل مُحتال ، و حيلة كل بطال ، يلقط فتات الأخبار ، من موائد إعلام الكفار ، يبلعها بلا هضم ، ثم يتقيؤها على أنه المحلل الفهم،فتارة يُطيع عاطفة غير معصومة ، و تارة يتبع مصلحة موهومة.

و الحق الذي لابد أن يُقال :

ان الطريق الموصل إلي الله واحد ، و هو ما بعث به رسله و أنزل به كتبه ، و لا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق ، و لو أتى الناس من كل طريق و استفتحوا من كل باب ، فالطرق عليهم مسدودة و الأبواب عليهم مغلقة ، إلا من هذا الطريق الواحد ، فإنه متصل بالله موصل الي الله.

يقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ خط لنا رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ خطاً ثم قال : هذا سبيل الله . ثُم خط خطوطاً عن يمينه ، و عن شماله ، ثُم قال : هذه سبل ، و على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه . ثم قرأ : ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله[الأنعام : 153] . رواه أحمد و غيره و هو صحيح .

فالمنهج المنهج عباد الله، و إياكم و استطالة الطريق ، فمن استطال الطريق ضعف مشيه .

و صلى الله على محمد و على اله و صحبه وسلم.

جمع و ترتيب

أبو صهيب و ليد بن سعد
القاهرة : الأربعاء
14/
شعبان/1441هـالموافق لـ04/يوليو/2019

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.