تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حكم الذهاب للعلاج عند السحرة والكهان والمنجمين

حكم الذهاب للعلاج عند السحرة والكهان والمنجمين

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الذهاب للعلاج عند السحرة والكهان والمنجمين

حل السحر بالسحر
قال الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في شرح شروط لا إله إلا الله ونواقض الإسلام (ص140):فمن فعله أو رضي به كفر والدليل قوله تعالى {وما يعلمان من أحد حتى يقولاإنما نحن فتنة فلا تكفر }(البقرة 102)أي ،لا تكفر ،لأن تعلم السحر كفر ،قبل أن يكون العمل كفرا .تعلمه كفر كما قلنا .ومن أصيب بسحر لا ينبغي أن يذهب إلى السحرة ليحلوا ذلك السحر بالسحر {فأنت}تشاركه في الكفر لأنك رضيت بهذا الكفر .

سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: رجل أصيب بمرض، وقد عالج بالدواء وقراءة القرآن، ولم يشف، ولقد أشار عليه البعض بالذهاب إلى أحد السحرة، وعلل بأنه إذا لم يشف فالذهاب للسحرة لا بأس به، فما الجواب؟
فأجاب بقوله : هذا منكر لا يجوز، الرسول نهى عن ذلك وقال: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد » عليه الصلاة والسلام، والحديث الآخر: «ليس منا من سحر أو سحر له، أو تكهن أو تكهن له » ، وكذلك في الحديث الآخر: «ثلاث لا يدخلون الجنة، مدمن الخمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر » .فالواجب على المسلم الحذر من ذلك، وأن يقرأ القرآن ويذهب إلى العلماء الأخيار، قراء القرآن الطيبين، ويسأل ربه الشفاء والعافية، يلجأ إلى الله في سجوده وفي الليل، وفي آخر الليل، وفي آخر الصلاة، يسأل ربه العافية والشفاء، أما الذهاب إلى العرافين، أو الكهنة أو المنجمين أو السحرة فكله منكر والعياذ بالله.
فتاوى نور على الدرب (3/311)
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: هل يجوز للإنسان أن يذهب للعلاج عند السحرة، وذلك في الضرورة القصوى؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال؟
فأجاب بقوله: لا يجوز للمسلم أن يذهب إلى السحرة والكهنة، لا لسؤالهم، ولا للعلاج، يجب الحذر منهم وعدم تصديقهم وعدم إتيانهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك، فالرسول صلى الله عليه وسلم حذر من المجيء إلى السحرة والكهنة والعرافين، وقال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » ، وقال عليه الصلاة والسلام: «من أتى عرافا أو كاهنا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد » صلى الله عليه وسلم. فالواجب الحذر من السحرة وغيرهم: من الكهنة والعرافين وغيرهم ممن يتكلم في الأمور بالطرق الغيبية ويتخرص، نسأل الله العافية. بيان الوعيد الشديد في المجيء إلى السحرة وتصديقهم.
فتاوى نور على الدرب (3/311)
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: هل يجوز التداوي من عند الساحر، أو من عند الكاهن، وهل هذا يعد من الشرك المحبط للعمل أم لا؟
فأجاب بقوله:لا يجوز التداوي من عند السحرة والكهنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيان السحرة والكهنة، قال لا تأتوهم، وقال عليه الصلاة والسلام: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما » رواه مسلم في الصحيح، الكاهن والمنجم والساحر والرمال، وأشباههم وقال صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهنا وصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد » ، عليه الصلاة والسلام، وقال: «ليس منا من سحر أو سحر له، وليس منا من تكهن أو تكهن له » ، فلا ينبغي للمؤمن أن يأتي العرافين، ولا الكهنة ولا المنجمين بل يحذرهم، غاية الحذر، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم، سؤالهم منكر وليس من الشرك، لكنه منكر وتصديقهم في علم الغيب، وأنهم يعلمون الغيب، هذا كفر أكبر، لأن علم الغيب إلى الله تعالى، إذا زعم أن أحدا يعلم الغيب،الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره، فهو كافر لأن علم الغيب إلى الله تعالى، قال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} ، فالغيب عنده سبحانه وتعالى ليس إلى غيره.
فتاوى نور على الدرب (3/311)
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: هل يصح أن يعالج السحر بسحر؟ أرجو الإفادة، جزاكم الله خيرا
فأجاب بقوله:السحر لا يعالج بالسحر، لأن السحر إنما يتوصل إليه بعبادة الشياطين، ودعائهم من دون الله والتقرب إليهم بالعبادات، والسحر: من أعظم المحرمات، بل من المحرمات الشركية، فلا يجوز حل السحر بسحر، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة، قال هي من عمل الشيطان، وهي النشرة التي كان يعتادها أهل الجاهلية، وهي حل السحر بالسحر، فلا يجوز حل السحر بالسحر، بل يجب أن يحل بشيء آخر من الرقية الشرعية، والأدوية الشرعية، هكذا نص أهل العلم، ولا يجوز أبدا أن يحل بالسحر الذي هو تقرب للشياطين وعبادة لهم، وعمل يسخط الله عز وجل.
فتاوى نور على الدرب (3/311)

السؤال: (إذا كنت أعرف أن أحد المسلمين يذهب إلى السحرة والمشعوذين لطلب العلاج عندهم، ويأخذ منهم العلاج ويراجعهم بين الفينة والأخرى، فما هو الواجب علي تجاه هذا الشخص، وهل يجوز الجلوس والأكل والشرب معه، أم الواجب علي هجره وتحذير المسلمين منه؟ علما أن هذا الأمر قد انتشر بصورة سريعة بين الناس. نسأل الله العافية والسلامة) .
الجواب:لا يجوز الذهاب إلى السحرة والمشعوذين وسؤالهم وتصديقهم؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ( » ، وفي حديث آخر: «من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » – صلى الله عليه وسلم -، والواجب إبلاغ ولاة الأمور عن السحرة والمشعوذين؛ لردعهم والأخذ على أيديهم، ومناصحة من يذهب إليهم، وأمره بالتوبة إلى الله، فإن لم يمتثل وجب هجره حتى يتوب إلى الله. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20564)
عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد … صالح الفوزان … عبد الله بن غديان . عبد العزيز آل الشيخ . . عبد العزيز بن عبد الله بن باز
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: إن أبي وعمي يذهبون إلى السحرة، ويصدقونهم وقد نهيتهم عن ذلك، ولكن لم يستجيبوا لنهيي فكيف بي وأنا ساكن معهم جزاكم الله خيرا؟
فأجاب بقوله :الواجب عليك الاستمرار في النصيحة لهم وتحذرهم من ذلك، فإن امتنعوا فينبغي لك بل واجب عليك الخروج منهم والانتقال إلى محل آخر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «ليس منا من سحر أو سحر له » ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما » ، رواه مسلم في الصحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد » صلى الله عليه وسلم، هذا وعيد عظيم، الساحر من العرافين، وأشد من الكهنة وأخبث، فيجب الحذر من المجيء إليهم وسؤالهم .
فتاوى نور على الدرب (3/311)

السـؤال:
هل يجوز ردُّ السحر بسحرٍ مماثلٍ؟ أو بالأحرى أيجوز الدفاع عن النفس بسحرٍ ضدَّ سحرٍ ما، رغم أنِّي أعلم أنه من السبع الموبقات، وهذا مُلَخَّصُ مشكلتي: لي من الأقارب مَن عَمِيَ بصرُه لثلاث مرَّاتٍ، والرقاة يقولون: إنه بسبب ساحرٍ أو مُشَعْوِذٍ بطلبٍ من إنسانٍ يريدُ إفسادَ العلاقة الزوجية، ولا ندري ما السبب؟ وفي كلِّ مرَّةٍ بعد الرقية يأتي الله بشفائه بعد مدَّةٍ، ثمَّ تعود العلَّة ويذهب البصر من جديدٍ، وأنت تعلم ما للبصر من أهمِّيةٍ عندنا!! لذلك نريد إيجاد الحلِّ الذي بإذن الله يحمينا من هؤلاء عَبَدَةِ الشيطان. أيحقُّ لي أن أقع في فخِّهم وأستخدمَ سحرًا مماثلاً لردِّ ذلك السحر أم ماذا أستطيع أن أفعل؟ وجزاك الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فاعلم أنَّ العلاج بالسحر محرَّمٌ شرعًا لقوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٠٢]، وقولِه تعالى: ﴿وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ [طه: ٦٩]، ولقولِه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»وذكر منها السِّحْر(١). وثبت -أيضًا- من حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يقول: «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ»(٢).
فالمقصود بالرُّقى في الحديث هو الرقى غير الشرعية، والتميمة ما يُعلَّقُ لدفع العَين، والتِّوَلَةُ: هي شيءٌ كانت المرأة تجلِبُ به محبَّةَ زوجها، وهو ضَرْبٌ من السحر، فأفاد الحديث منْعَ التداوي بالسحر وما كان فيه شيءٌ منافٍ للتوحيد بحيث يصيرُ القلبُ معلَّقًا بغير الله في دفع ضررٍ أو جَلْبِ نفعٍ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النُّشْرَةِ فَقَالَ: «هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ»(٣)، وعملُ الشيطان مذمومٌ وقبيحٌ شرعًا يحرم فعلُه، وقد دلَّتِ السنَّة على ما هو مشروعٌ من الرُّقى، قال ابن القيم -رحمه الله-: «ومن أنفع علاجات السحر الأدويةُ الإلهية، بل هي أدويته النافعة بالذات، فإنه من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية، ودفعُ تأثيرها يكون بما يعارضها ويقاومها من الأذكار والآيات والدعوات التي تُبطل فِعْلَها وتأثيرها»(٤).
فالحاصلُ: أنَّ ما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فجائزٌ، وما كان منه بالسحر فيحرم.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١١ جمادى الثانية ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: ١٧ جويلية ٢٠٠٥م

(١) أخرجه البخاري في «الوصايا» باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ (٢٧٦٦)، ومسلم في «الإيمان» (٨٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٢) أخرجه أبو داود في «الطبِّ» بابٌ في تعليق التمائم (٣٨٨٣)، وابن ماجه في «الطبِّ» باب تعليق التمائم (٣٥٣٠)، من حديث عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٣٣١).

(٣) أخرجه أبو داود في «الطب» بابٌ في النشرة (٣٨٦٨)، وأورده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٢٧٦٠).

(٤) «زاد المعاد» لابن القيِّم (٤/ ١٢٦).
موقع فضيلة الشيخ فركوس حفظه الله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.