بقلم: سعد بوعقبة2019.12.26
كانت زيارتك للجزائر هذه جزء من سلسلة لقاءات بدأتها من باريس مع الرئيس الفرنسي ديستان.. ثم فرانكو إسبانيا.. ثم ملك المغرب الراحل الحسن الثاني ثم بورقيبة في تونس مرورا بالجزائر ولقاءات استمرت لساعات في كل مرة مع بومدين.. محتويات هذه اللقاءات قرأناها في كتاباتكم الرائعة في سياق كتابات تحت عنوان "زيارة للتاريخ".. لكن محطة الجزائر لم نقرأ لك عنها شيئا حتى الآن، في حدود معلوماتي.
وما زلت إلى اليوم وبعد مرور 36 سنة أتطلع لمعرفة محتوى ما جرى بين عملاق الصحافة العربية هيكل.. وعملاق السياسة العربية بومدين.. وعندما يتحدث هيكل عن هذا اللقاء الصحفي مع بومدين بمنطق الملاكمة لا شك أن هذا اللقاء الذي استمر لساعات تمت فيه منازلة سياسية إعلامية بين الرجلين.. أعتقد أنه من حق الجزائريين على الأستاذ هيكل أطال الله عمره أن يعرفوا محتوى ما جرى في هذا الحوار.
أتذكر أنك عند نزولك بالمطار.. وفي القاعة الشرفية قلت لمستقبليك بلهجة مصرية خالصة "إوعوا تفتكروا أني غيرت رأيي في التاسع عشر جوان! موقفي ما يزال كما هو.. أهوه في جيبي! وجئت فقد أضع عليه الروتوشات التي حدثت خلال العشرية الأخيرة"!
لقاؤك يا أستاذ بالراحل بومدين في جوان 1975 كانت تلبده غيوم سحابة التراب التي علت سماء العلاقات العربية العربية بعد لقاء الكيلومتر 101 على طريق القاهرة السويس غرب القناة بين الإسرائيليين والمصريين لأول مرة في التاريخ، وكان هذا اللقاء مقدمة لكامب دافيد التي مزقت العرب شر ممزق!
نعم يا أستاذ قد تكون لك الأسباب الوجيهة التي جعلتك لا تنشر محتوى هذا اللقاء المطول مع بومدين.. وأنت سيد العارفين بما يقال وما لا يقال.. لكن نفسي أعرف ما جرى بينكما في هذا اللقاء لأنه يعد جزءا من تاريخ بلدي وتاريخ هذا الرجل.
لقد قلت لي: إن الراحل الحسن الثاني شوى لك في فاس خروفا رجغيا أبقاك حيا طوال الليل.. وتخاف أن يشوي لك بومدين خروفا ثوريا يموتك!
ونحن نستذكر الذكرى 33 لوفاة بومدين نتمنى أن تفرج عن هذا الحوار العام الذي أجريته مع بومدين قبل 36 سنة.. ولن ننسى لك هذا الجميل!