كان عبد الرحمن من السابقين الأولين إلى الإسلام ، إذ أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وكان اسمه عبد عمرو ، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن ، وهاجر الهجرتين وشهد بدراً وسائر المشاهد ، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي رضي الله عنه.
و قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل ، ففتح الله عليه ، وأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينكح ابنة ملكهم ، وهي تماضر بنت الأصبغ الكلبي.
ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في الإصابة : ((قال معمر عن الزهري ، تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله ، ثم تصدق بأربعين ألف دينار ، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة)).
] منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان عبد الرحمن كغيره من الصحابة السابقين الأولين ذا منزلة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى أحمد في مسنده عن أنس أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن كلام ، فقال خالد : أتستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها ! ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوا لي أصحابي
و ذكر ابن سعد في الطبقات : ((قال عبد الرحمن بن عوف: قطع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً بالشام يُقال لها السليل ، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتب لي بها كتابا ، وإنما قال :إذا فتح الله علينا بالشام فهي لك
منزلته عند الصحابة
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرجع إليه في أمور كثيرة ، مما روي منها دخول البلد التي نزل بها الطاعون ، وأخذ الجزية من المجوس ، وكان عمر يقول : ((عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين)) ، وكان عبد الرحمن أحد الستة الذين اختارهم عمر لخلافته ، وارتضاه الصحابة جميعاً حكماً بينهم لاختيار خليفة لعمر رضي الله عنه.
و روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن المسور بن مخرمة (صحابي وابن أخت عبد الرحمن) : بينما أنا أسير في ركب بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الرحمن قدامي عليه خميصة سوداء ، فقال عثمان : من صاحب الخميصة السوداء ؟ قالوا: عبد الرحمن بن عوف ، فناداني عثمان يا مسور ، قلت : لبيك أمير المؤمنين ، فقال : ((من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي الهجرة الثانية الآخرة فقد كذب)).
أزواجه وأولاده
كان له من الولد سالم الأكبر ومات في الجاهلية ، وأمه أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة.و أم القاسم وأمها بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس.و محمد ـ وبه كان يُكنى ـ وإبراهيم وإسماعيل وحميد وحميدة وأمة الرحمن وأمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.و معن وعمر وزيد وأمة الرحمن الصغرى وأمهم سهلة بنت عاصم البلوية.و عروة الأكبر وسالم الأصغر وعبد الله ـ قتلوا يوم إفريقية ـ وعبد الله الأصغر وأمه تماضر بنت الأصبغ الكلبية.و عبد الرحمن ومصعب وأمنة ومريم وأمهم أم حريث ، وعثمان وأمه غزال بنت كسرى.و له بنات غيرهم ، وصبية درجوا صغاراً.
وفاته
توفي عبد الرحمن رضي الله عنه سنة ثلاث وثلاثين للهجرة وصلى عليه أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وصيته وتركته
أوصى عبد الرحمن بن عوف في السبيل بخمسين ألف دينار ، وقد خلّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومئة فرس ترعى بالبقيع ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً يدخل له منها قوت أهله لسنة ، وترك ذهباً قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه. وترك أربع نساء حينما اقتسمن الثمن كان نصيب كل منهن ثمانون ألف.
للأمانة منقول