تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وليسعك بيتك : أيها الزوجان مهلا… -الحياة الزوجية

وليسعك بيتك : أيها الزوجان مهلا… -الحياة الزوجية

  • بواسطة

ولْيَسَعْكَ بَيْتُك: أيها الزوجان مهلاً••


”إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي”
إن الزوجة الصالحة هي التي تعرف عظيم قدر زوجها؛ وكبر حقه عليه، فلا تألوا جهداً في سبيل راحته وسعادته؛ ولتتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: ”لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد؛ لأمرْتُ المرأة أن تسجد لزوجها”· إن هذا أعظم بيان لحق الزوج على زوجته؛ وعجباً ممن تمر به هذه النصوص فلا يقف أمامها موقف المتأمل الخائف ألا يكون قد عمل بها·
فعلى المرأة أن تحسن عشرة زوجها، فتحفظ سره، وتحافظ على ماله لأنها مستأمنة عليه، ولا تكشف سترها لغيره، وترقق قلب أولاده عليه، وتترك الجلافة والغلظة؛ فلو أسدى إليها خدمة أو قدم لها هدية أو أتى بجهاز للبيت وإن لم يعجبها؛ فلتشكر صنيعه، ولتثني عليه خيراً، ولا تذم ما قدمه، ولا تقبح ما يفعله لأجلها وأولادها، وعليها أن تبحث عن مواطن إرضائه فتسارع إليها.
ولتكن عوناً له على العفة والنأي عن الفتن؛ فلا تهجر فراشه وتنأى عنه بنفسها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ”والذي نفسي بيده؛ ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه؛ إلا الذي كان في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها”،
ولتصاحبه في الدنيا معروفاً؛ فتأتي ما يحبه وإن كانت لا تحبه، وتُعرض عما لا يحبه وإن كانت تحبه، محتسبة الأجر من الله سبحانه؛ ومستحضرة أنه ضيف عندها يوشك أن يرحل فلا تؤذيه بقول أو فعل؛ قال صلى الله عليه وسلم: ”لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين؛ لا تؤذيه – قاتلك الله- فإنما هو عندك دخيل؛ يوشك أن يفارقك إلينا”.
ولتعلم أن أفضل النساء من تعظّم ما يفعله زوجها دائماً وإنْ كان صغيراً، وتثني عليه أمام الناس بالخير وإنْ كان مقصراً، ولتثق أن ذلك مما سيعود عليها بالعاقبة الحسنة، وسيكون دافعاً لزوجها أن يتحسس يوماً من الأيام ما تحبه وتألفه؛ وتكون عنده بمنـزلة الهواء الذي لا يُستغنى عنه؛ ولتكن نظيفة القلب له؛ وإن قصر في حقِّها فلتكن ذكية في إيصال ذلك له بطريقة أو بأخرى؛ دون جرح له أو تأنيب، متحرية الوقت المناسب الذي يكون فيه خالي الذهن منشرح الصدر، لأنه ليس المقصود من إيصال ما نريده للناس أن نخاصمهم فيه، بل المقصود هو تحقيق الهدف والثمرة في الحصول على ما نريد،مع ضمان بقاء مسيرة الحياة دون عثرات· وعلى الرجل أن يكون ودوداً رحيماً مع زوجته، يشكر ما تفعله من خدمة له في بيته، ورعاية لأولاده؛ وحفظٍ لسره، ويعينها على ذلك، ويعظمها أمام أولاده؛ ويثني عليها خيراً، وينفق عليها النفقة التي تجعلها لا تحتاج إلى غيره؛ ولا يسبها سباً جارحاً يجرح حياءها وأنوثتها؛ أو يصفها بوصف قبيح، ولا يكسر شخصيتها أمام أولاده أو أهله أو أهلها، وليجعل خصامه إنْ حصل- بينه وبينها.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.