تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نصيحة الشيخ علي حسن الحلبي للدكتور مرسي في مستقبل مصر

نصيحة الشيخ علي حسن الحلبي للدكتور مرسي في مستقبل مصر

  • بواسطة

https://www.alhalaby.com/play.php?catsmktba=3166

الدكتور محمد مُرْسي .. و(سُلطان الكُرسي)!

بين (الوَلاية الكُبرى)، و(الحزبيَّة الضيِّقة)!!


نصيحة الشيخ علي حسن الحلبي للدكتور مرسي في مستقبل مصر

… هذه كلمتُنا..وهذه نصائحنا..

إنَّها ثُلاثيَّةٌ خطيرةٌ؛ لا تحتملُ مُراوغةً! ولا تَقْبَلُ مُساوَمَةً!
فَكَم مِن شخصٍ كان على خيرٍ، واستقامةٍ؛ فلمّا وَصَلَ إلى (كُرسيّ) المسؤوليَّة والرئاسة : تغيَّر، وما غَيَّر! وتَبَدَّلَ وما بَدَّل! وأساءَ وما أَحْسَن!!
* فقد يَؤولُ (سُلطانُ الكُرسيّ) بصاحبِهِ إلى الرِّدَّةِ عن المُسلَّمات، والهُوِيِّ إلى أَسْفَلِ الدَّرَكات، مُقَدِّماً مَصلحتَه الشَّخصيَّةَ على المصالحِ الكُبرَى -إسلاميَّةً، أو وطنيَّةً-.
والأمثلةُ على هذا الأمرِ الخطيرِ-هُنا، وهُناك، وهُنالِك- أكثرُ مِن أنْ تُحْصَرَ!
وما خَبَرُ (جمال عبد الناصر!)-و"التنظيم المصريّ" الإخوانيّ الخاصّ!-،و(حسَن التُّرابي!)-و"الدولة السودانية" الإسلامية!-مَثَلاً-عن الفطِن ببعيد!!
* أمّا (الولاية الكُبرَى)؛ فشأْنٌ جليلٌ ؛ ومسؤوليَّةٌ عُظمَى؛ وبخاصَّةٍ إذا كانَ ذلك في بَلَدٍ عظيمٍ كَمِثْلِ (مِصْر) -العظيمة-؛ ذات الثَّمانين مليونَ مُسلمٍ- بكافَّةِ تَيَّاراتِها، واتِّجاهاتِها، وأفكارِها، وسياساتِها-…
فَكُلَّمَا كَبِرَت الرعيَّةُ؛ عَظُمَت المسؤوليَّة، واشتدَّت تَبِعَاتُها، وجَلَّت آثارُها: على (الرَّاعِي)-خُصوصاً-، وعلى (الرعيَّةِ) -عُموماً-..
* أمّا (الحزبيَّةُ الضيِّقةُ) -و(الضيِّقَةُ) -ها هُنا- وَصْفٌ لازِمٌ؛ ولا أعنِي -به-: وُجودَ (حزبيَّة=ضيِّقة)، وأخرى(..فضفاضة!)-؛ فهي القاتلةُ لِكُلِّ معانِي الأُخُوَّةِ -غيرِها!!-، والمُهلِكةُ لسائرِ الحُقوقِ -سواها!!-، والمُفسدةُ لجميع الحقائق -دُونَها!!-!
… فلا يَليقُ -ألبتّةَ- بمَن تَولَّى شُؤونَ عامَّةِ المُسلمِين -بالولايةِ عليهم، والرِّعايةِ لهم –أنْ يَنطلِقَ -في وَلايتهم أو رعايتهم- مِن مُنطلَقٍ حِزبيٍّ! أو تعصُّبٍ فِكْرِيّ!! حتّى ولو كان الرَّافعُ (!) له -الموصلُهُ- إلى موضع المسؤولية= حِزبيِّيه! وزُعماءه! وقادتَه!
بل الواجبُ عليه: أنْ يَنطلِقَ مِن أَصْلِ الشُّعورِ الإسلاميِّ الحقِّ؛ لِيُؤدِّيَ -بمسؤوليَّتِه- لِكُلِّ ذِي حقٍّ حقَّه- بما يَتناسَبُ ومَوقِعَهُ، وما يَتَوافَقُ وَحَقَّه-…
وها هُنا تَذْكِيرٌ للدُّكتور مُرْسِي –سدّده الله- بِأُمورٍ مُهِمَّةٍ -جدًّا-؛ لَعَلَّها تُعِينُه -إنْ شاءَ اللهُ- على المَهامِّ الجُلَّى -الكثيرةِ- التي تَنْتَظِرُهُ في مُستقبَلٍ لا يَعلمُ مَداهُ إلّا اللهُ:
1-قبل أن أقولَ لك: بارك الله لك..
أقولُ لك : أعانك الله… أعانك الله على ما أنتَ فيه مِن مسؤوليّةٍ كبيرةٍ -جداً-بين يديك..كان يتهرّبُ- مما هو دونها – صُلحاءُ أهل الإسلام –منذ قديم الزمان-.
2- إذا وُسِّدَ الأَمْرُ إلى غيرِ أَهْلِه؛ فانْتَظِر السَّاعة..
فاحرِصْ في مواضعِ الاستشارةِ ، ومكامنِ المسؤوليةِ : على ذَوِي الكفاءات؛ بِغَضِّ النَّظَر عن الانتماءات، والشِّعارات!
ولا يكن قربُ (زيد)،أو(عمرو)-منك-أو من أفكارِك وتفكيرِك!-هو الدافعَ لموجبات الاختيار..
3- (الإسلامُ هو الحلّ)!
نعم ؛ بل لا حَلَّ غَيرُه، ولا سَبيلَ سِواه ؛ نُذكِّرُك بهذا الشِّعارِ الحقّ -بغضِّ النَّظَرِ عن مِصداقيَّتِه الواقعيَّة- الذي غابَ -بَل غُيِّب!- عن (جماعة الإخوان المُسلمِين) -وكوادِرها- مُنذُ سَنواتٍ وسنوات، فها هي ذي الفُرصةُ أمامَكُم (!) ؛ فأينَ أنتُم -منها- بالحقِّ إلى الحقِّ-!
فـ (الإسلامُ) ليس مجرّدَ ادّعاءٍ! ولا تَمَنٍّ ! ولا تزيُّنٍ!!
وعليه ؛ فإنَّ وَهَمَ (الخلافةِ الإسلاميّةِ!) –في الرئاسةِ المصريّةِ الحاليّةِ!-يرفضُه التأصيلُ النظريّ-منهم- ! والواقعُ العمليّ -عنهم-!!
فإيّاكم –أيها (الإخوان!)-والتغريرَ!
وإيّاكم-يا أبناءَ الإسلام-والاغترارَ!
4-تَنَبَّهْ إلى مَصايِدَ كثيرةٍ تَنتظِرُك -لا أقولُ: شخصيًّا، ولا: حِزبيًّا!-؛ بل إسلاميًّا، عامًّا شامِلاً!!
فَتَوَلّيِك -هذا-صادَفَ ظُروفاً عَسِرَةً -جداً-؛ تتمثَّلُ في :
أ-أزمة اقتصاديّة عالميّة.
ب-ديون محلّيّة كبرى.
ج-فوضى داخليّة شديدة.
… فَفَشَلُ رئيسِ (إسلاميٍّ!) -ما -أَيِّ رئيسٍ كان!- لَن يُنْسَبَ إليه؛ ولَن يُنْسَبَ إلى حِزْبِه!! ولكنَّهُ سَيُنْسَبُ إلى (الإسلام)؛ ممَّا سيكونُ له ردَّةُ فِعْلٍ عظيمةٌ -جدًّا- لا مَرَدَّ لها مِن دُونِ الله…
ولعلَّ (!) هذا هو سرُّ (!) الترحيبِ الغربِيِّ-الاحتفاليِّ! –سواءً من أمريكا ، أو أوروبّا-بتولِّي بعضِ زُعماءِ الإسلامِ السياسيِّ (!) مواقعَ الزعامةِ والرياسةِ-في عددٍ من البلدان العربيّة-!!
{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}..
وهذا –لمن تدبّره –أعظمُ شيء ، وأخطرُه-لو كانوا يعلمون-..
5- اسْمَعْ لِمُخالِفِيك، وتَجاوَبْ مع ناصِحِيك -وبخاصَّةٍ أهلَ العِلْم والدِّين-، وافْتَحْ قَلْبَك قَبْلَ بابِك؛ لِتُبَرْهِنَ للنّاسِ -جميعاً- فِعلاً لا قَوْلاً- أنَّكَ خَلَعْتَ -ولا أقولُ: سَتَخْلَعُ!- عَباءةَ الحِزبيَّةِ الظالمةِ ، إلى سَعَةِ الإسلامِ- الحقِّ- في ضوء كِتابِ الله ، وسُنَّةِ رَسولِه -صلَّى الله عليه وسلم-؛ في ضوء الفهم الصائبِ المستقيمِ لأسلافف الأمّة الصاحين-جمعاً بين الأصالة والمعاصرة- .
6-احْفَظ للأقباطِ -شُركائِكُم في الوَطَن- ذِمَّتَهُم ورَحِمَهُم؛ فهُم وَصيَّةُ رسولِ الله -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- لِأَهلِ الإسلامِ -جميعاً-.
ولا يَجوزُ لنا أنْ نَتَعامَلَ معهم –في أيِّ موقعٍ كانَ- بصورةٍ سَوداويَّةٍ –أو عكسيّة!- ؛ تَنطلِقُ مِن ضُغوطٍ – أو خَلْفيَّات!- وسائل الإعلام ذاتِ التحريضِ المتضادّ ؛ بل الواجبُ الانطلاقُ –في التعامل معهم- مِن أُصولِ الإسلامِ وقواعدِه ؛ حتّى يَعرِفُوا -حقيقةً؛ لا ادِّعاءً- سِماتِ دينِنا -باليقين-، ورحمتَه الشَّامِلةَ للعالَـمِين..
7- تَنبّهْ إلى خَطَرِ الشيعة ، وحاذِرْ من أطماعِها الشنيعةِ ؛ فهي تريدُ –بضلالاتِها ، ودولاراتِها، وإغراءاتِها- غَزْوَ مصرَ السُّنِّيّة ؛ لإفسادِها ؛ بتصديرِ الثورةِ الفارسيّةِ (الإيرانيِّةِ) –الخبيثِةِ- إليها -والتاريخُ شاهدٌ-..
أمّا (إخوانُنا) -الذين يَنتظِرُونَ في هذا الموضوعِ الجليلِ كلمتَنا -؛ فأقولُ لهم:
8- قبلَ بضعةِ أيامٍ : كنتُ في زيارةٍ للمدينة المنوّرة ؛ زرتُ -أثناءها-مع مجموعةٍ مِن إخوانِنا طلبةِ العلمِ- سماحةَ أستاذِنا الشيخِ عبدِ المحسن العبّاد –حفظه الله ورعاه- ، ودار حوارٌ حول عددٍ من القضايا العلميّة ، والواقعيّة ؛ فكان منه : موضوعُ المنافسة الرئاسية بين (محمد مُرسي)،و(أحمد شفيق) ؛ فكان توجيهُ شيخنا –حفظه الله- واضحاً حاسماً –إلى دَرَجةِ الإيجابِ- : أنَّ (مرسي)-على إخوانيّته!-أقلُّ شرَّاً مِن (شفيقٍ) بعلمانيّته المقهورة ! وتوعُّداته المشهورة !
9-قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة –رحمه الله-:
" فَاَلَّذِينَ كَانُوا مِنْ وُلَاةِ الْأُمُورِ يَقُولُونَ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة -أنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، وَأنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ -وَغَيْرُ ذَلِكَ-، وَيَدْعُونَ النَّاسَ إلَى ذَلِكَ ، ويمتحنونهم ، وَيُعَاقِبُونَهُمْ إذَا لَمْ يُجِيبُوهُمْ ، وَيُكَفِّرُونَ مَنْ لَمْ يُجِبْهُمْ- حَتَّى إنَّهُمْ كَانُوا إذَا أَمْسَكُوا الْأَسِيرَ لَمْ يُطْلِقُوهُ حَتَّى يُقِرَّ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة: إنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ -وَغَيْرِ ذَلِكَ-، وَلَا يُوَلُّونَ مُتَوَلِّيًا، وَلَا يُعْطُونَ رِزْقًا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ إلَّا لِمَنْ يَقُولُ ذَلِكَ!!
وَمَعَ هَذَا ؛ فَالْإِمَامُ أَحْمَد -رَحِمَهُ اللَّهُ- تَعَالَى- تَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ؛ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُمْ لم يُبَيَّن لَهُـ[ـمْ] أَنَّهُمْ مُكَذِّبُونَ لِلرَّسُولِ، وَلَا جَاحِدُونَ لِمَا جَاءَ بِهِ، وَلَكِنْ : تَأَوَّلُوا فَأَخْطَئُوا، وَقَلَّدُوا مَنْ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ".
وموضعُ الشاهدِ -هنا-من كلامِ شيخ الإسلام –رحمة الله عليه-واضحٌ -جداً-.
10- يجبُ التفريقُ الدعويُّ والمنهجيُّ -لِزاماً-اليومَ-أكثرَ وأكثرَ-بين (دعوةِ الإخوان)-بحزبيّتها المكشوفةِ ، وتاريخها المعروفِ-،و(دعوةِ الإسلام)-بأصولِه المنضبطةِ ، وقواعدِه الحقّةِ- ؛ حتى لا يُفاجَأَ العالَمُ -كلُّه-بل يُفجَعَ!- بمن يُمثِّلون الإسلام ! وهم-حقيقةً- ليسوا ذوي أهليَّة -ولو بأدنى الصُّوَر المرجُوَّة!-!
11- يجبُ مُضاعَفةُ الجهودِ الدعويةِ المتضافرة –إلى العقيدةِ، والأخلاقِ، والعلمِ-؛لِتُسَسدَّ تلكم الثغرةُ التي أَحدثها ذلك الولوجُ السياسيُّ الفاشلُ –والذي لم يخرج أهلُه وأصحابُه -منه- ولا بِفَرْدةٍ مِن خُفَّيْ حُنَيْنٍ -! وليعرفَ الناسُ -جميعاً-بالحقّ-المكانَ الحقَّ للدعاة إلى الإسلام الحقّ…
… هذه كلمتُنا..
وهذه نصائحنا..
سائلاً ربي -تعالى-أن يحفظَ مصرَ ، وشعبَ مصرَ ، وأن يردَّهم إلى دين الله رداً جميلاً -بمنّه وكرمه-..
راجين ربَّنا –جلَّ في عُلاه-في ختام كلمتي-هذه-أن يكون الصوابُ -في سائر أحوالنا- حليفَنا ، والحقُّ رائدَنا ، والجنَّةُ مستقرَّنا…

* * * * *

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.