سألني مواطن قائلا : مار أيك في السيد بوتفليقة؟
فقلت له: أيه الأخ المحترم انك بذلك تطعن في قدرة الجزائريين على التغيير والإصلاح والتطوير وفقا لمتطلبات عصرنا،وكأنك أيضا تمجد وتعظم وتعبد الأشخاص ولست تؤمن بالشعب مصدر القرار .
سألني مرة أخرى : مار أيك في الأحزاب المسيطرة على البرلمان ؟
أجبت : ليس هناك أحزاب في الجزائر تسيطر فكل تلك الأحزاب صورية فليس لها برامج ولا يسيطر صاحب الأغلبية على الحكومة فهي أداة تنفيذية لبرنامج الرئيس الذي يبقى محدود في نظري.
أجاب قائلا: حتى لا يستغل بعض الإسلاميين الموقف للعودة للنشاط الحزبي وهذا أمر خطير.
سألني أيضا قائلا: أترى أن تجربة الثوار في تونس و مصر تصلح في الجزائر ؟
أجبته قائلا: أكيد بشرط أن يكون المحرك للاحتجاج السلمي هو الشعب وليس حزب أو جمعية ، لأن هذه الهيآت لها أغراض لايتفق حولها كل الشعب، أما الشعب إذا تحرك لايستطيع إيقافه أحد والعبرة لمن يعتبر فحتى وان تحركت الطائرات الحربية والصواريخ ـ وهذا مستبعد عندناـ لأن الشعب في اتحاده يشكل لحمة واحدة وقوة ضاربة لايعرف للحزبية والطائفية سبيل بقدر ما يؤمن بفكرة واحدة مفادها إرجاع الحق المهضوم من حرية وعدالة وحقوق اجتماعية ،
فقال : كفانا ما حدث في التسعينيات .
فقلت له: لا تخلط الأمور لان ما حدث في الماضي القريب كان تجربة استفاد منها الجميع وكانت حزبية أما الآن فالأمر مختلف لأنه مطلب شعبي عام مطلب حق يدعمه كل العالم ولا يوجد لا عرف ولا قانون ولادين يشرع ويجيز ردع الشعب والوقوف ضد إرادته لأن القوة للشعب السيد الذي لا يهزمه أحد والتاريخ يثبت ما أقول فلا يجب تغليط ومراوغة صاحب الشأن .
لابد أن نقر بان الحراك الاجتماعي الأخير كان سببا في كل هذه القرارات ،وهذا ما يؤكد أن السلطة لم ولا تملك برامج تنموية مدروسة توافق متطلبات الشعب والدليل أنها تصدر قوانين وأمام أي احتجاج ترجع عنه لأنه يثبت فشله في الواقع ويتبين يوميا أن السلطة تفعل كل شيء من أجل البقاء في السلطة ونستنتج من ذلك أن الحكم عند السلطة هو الغاية والمصلحة الشخصية الضيقة هي أساس حراكه. ولذا نقول أن الحكم الذي لا يطبق السياسة الحكيمة التي تقبل الآخر ولا تستأثر بالسلطة بقدر تمسكها بمصلحة الشعب لدرجة استعدادها للتخلي على الحكم إذا كان ذلك يخدم الشعب
لا يستحق دعم تزكية الشعب .
فقال في الأخير: ألا تخاف الأمن بتصريحك هذا؟
قلت له بغضب: أيه الأخ اعلم أن الجزائري مهما كان ومهما علت مكانته أو انعدمت هو فرد يسير وفق قانون مسطر
يحتكم إليه الجميع دون استثناء ، وكل قول أو فعل يصدر عنه هو حق ما لم يخالف النهج المتبع . وينطبق هذا على الجندي والشرطي والدر كي قبل أن ينطبق على الأفراد العاديين،وان ولاء الجزائري مهما كان ولاءًا للوطن وللشعب وليس لزمرة من الأشخاص يمثلون الحكم الخارج عن ارادة الشعب الذي هو السيد وكل من يخرج عن طاعته هو خروج على القانون ويعتبر صاحبه عاق لابد أن يُقوّم ويُنحّى جانبا.
قراش براهيم علم الاجتماع التربوي مسعد الجزائر