تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كيف نحلم -للصحة

كيف نحلم -للصحة

  • بواسطة

علم النفس البيولوجي يرى ان الاحلام تنتج عن تحركات الاعصاب أثناء النوم، ولا يعترف بحلم مذكر او مؤنث، بل حلم يعكس حياة الرجل وآخر يعكس حياة المرأة.

هامبورج – من رودولف جريم

يظل سؤال لماذا نحلم من أكبر ألغاز الحياة. أما سؤل كيف نحلم فقد قطع العلماء شوطا كبيرا في محاولة سبر أغواره.

وقد أسهم في ذلك بدرجة كبيرة تجارب نفذها العلماء وقاموا خلالها بمراقبة عقول الناس وهم يحلمون. وقد خلص العلماء إلى نتيجة هامة مفادها أن الوعي أثناء الاستيقاظ والوعي أثناء الحلم هما من طبيعة هيكلية واحدة.

يقول الباحث المتخصص في مجال الاحلام مايكل شريدل في مقال كتبه في مجلة متخصصة في علم النفس أن رؤية الحلم ما هي إلا تجربة مثل سواها.

ولعل في ذلك تفسيرا لشعور كل منا أن ما يراه أثناء نومه من أحلام كل ليلة يستشعره وكأنه من أحداث اليوم الواقعية، أيا كان ما انطوى عليه الحلم من أحداث تتنافى مع المنطق والعقل.

وبالنظر إلى الفصل الذي ينص عليه علم النفس بين هويتين للانسان "الانا الحالم" و"الانا المتيقظ" فإنه من الممكن القول إن الانسان يتعلم من تجاربه المرتبطة بالاحلام بنفس قدر تعلمه من تجاربه وهو مستيقظ.

وقد قال شريدل أن الاحلام تتيح "فرصة لاكتساب خبرات شديدة التنوع، خبرات توسع من نطاق خبرة المرء العادية حال استيقاظه. ففي التجارب يمر المرء بخبرات تضيف إلى شخصيته الحقيقية أثناء الاستيقاظ. فالمرء يتمتع أثناء الحلم بمساحة خالية أكبر".

وكان الكتاب في الماضي هم أكثر المهتمين بالتحدث عن هذه التجارب ووصفها. فقد كتب نوفاليس قائلا إن الاحلام تعلمنا، بينما قال فردريخ هيبيل إنها توحي لنا بما يتعين عينا فعله.

وقد تكون الاحلام، في الاغلب الاعم منها، مرتبطة بما حدث أثناء اليوم واقعيا، لكن الاحلام قادرة كذلك على ما هو أكبر، فهي قادرة على بناء جسر بين حاضر الانسان وماضيه البعيد.

فمن الممكن أن يرى الانسان نفسه في الحلم طفلا، ولكن من الممكن أيضا أن يرى نفسه "كيانا خارجا عن حدود العمر ولا يقع تحت طائلة الزمن، شخصية جوهرية نحتفظ بها جميعا داخلنا ولا تتغير" كما يقول شريدل

ومن خلال ذلك يمكن للانسان أن يتعلم شيئا جديدا عن نفسه وأن يستدعي إلى وعيه أشياء هامة. من ناحية أخرى تصبح المخاوف أكثر وضوحا في الاحلام مما هي عليه في الواقع.

ويشير شريدل إلى أن هناك دربين أساسيين تسلكهما بحوث الاحلام فضلا عن البحوث النفسية في هذا المجال وهما علم نفس العمق وعلم النفس البيولوجي.

فعلى سبيل المثال، لا يظهر من خلال التحليل النفسي الذي وضع ركائزه سيجموند فرويد إن كانت دراسة الحالات المنفردة توفر في النهاية نتائج يمكن تعميمها. كما يقر علماء فرع "بيولوجي الاحلام" بأن الوقوف على كيفية عمل آلية الاحلام ليس بالسهولة التي كانت متوقعة في البداية.

لقد ظهر هذا الفرع في أعقاب اكتشاف ما بات يعرف "بنوم حركة العينين السريعة". حدث ذلك في عام 1953 وكان من نتائجه أن ثبت أن نشاط المخ يحدد مراحل الاحلام التي تصاحبها حركة العين السريعة تلك.

والجزء الذي يتولى ذلك من المخ هو المختص بتنظيم التنفس ودرجة حرارة الجسم إثناء فترة الاحلام دون أن تكون له علاقة بالوعي. وكان هذا ما حمل باحث النوم الاميركي ألان هوبسون على أن يخلص إلى أن الاحلام هي المنتج الذي ينجم عرضا عن تحركات الاعصاب المختلفة أثناء النوم.

وفضلا عن أن المرء يمكن أن يحلم أيضا في أوقات أخرى غير فترة حركة العينين السريعة، فإنه من المعلوم الان أن فترة حركة العينين السريعة تلك ليست هي الاساس النفسي للاحلام كما يقول عالم الاعصاب البريطاني مارك سولمز.

فحركة العينين السريعة يمكن أن تكون الالية التي تطلق شرارة الاحلام الاولى، لكن المرء قادر كذلك على أن يحلم دون حدوث هذه الشرارة. ويقول سولمز إن نتائج بحوثه تشير إلى أن الاحلام لا تنجم عن جزء بدائي من المخ بل عن أجزاء دماغية أكثر رقيا تتحكم في أشياء مثل الدوافع والعواطف والذاكرة والتجارب الحسية.

ويشير الفهم النفسي للاحلام إلى أن الاختلافات بين ما يراه الرجال والنساء في أحلامهم لا تستند إلى أساس بيولوجي. بل أنها تعكس الاختلاف بين ما يمر به الرجال والنساء في حياتهم اليومية العادية. فليس هناك حلم مذكر وآخر مؤنث، هناك فقط حلم يعكس حياة الرجل وآخر يعكس حياة المرأة.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.