قضية االدّين -التاريخ الجزائري

قضيّة الدّين و أثرها على توتّر العلاقات بين الجزائر و فرنسا

في سنة 1794م أذنت الجزائر للحكومة الفرنسية بأن تتموّل من موانئ الجزائر ،في أوّل الأمر كان شراء المواد الغذائية من الموانئ الجزائرية يتم بطريقة مباشرة حيث تدفع الحكومة الفرنسية الثّمن للحكومة الجزائرية ثمّ غيّرت فرنسا طريقة الدّفع في عهد حكومة *المؤتمر* فلجأت إلى التّاجرين اليهودييّن *بكري*و *بوشناق* ليقوما بالدّفع بدل عنها للجزائر.
*بكري:الإسم الكامل له هو ميشيل كوشين بكري المعروف باسمه المستعرب *ابن زاهوت* و كان صاحب تجارة في أوروبا قبل أن يفتح سنة 1770م مركزا له في مدينة الجزائر و كان هذا المركز في البداية متواضعا لكنّه ازدهر عندما انضمّ إليه إخوته الثلاثة و ابنه داوود و صهره نفتالي بوشناق.
*بوشناق:هو نفتالي بوشناق المعروف باسمه المستعرب:* بوجناح* كان أيضا من أسرة لها تجارة في الخارج و جائت إلى مدينة الجزائر سنة 1723م و بدأت بداية متواضعة ثمّ تطوّرت و ازدهرت فيما بعد خصوصا في ظل انتشار الرشوة و كذلك حماية بعض البشوات لنفوذها.
فأصبح لبكري و بوشناق نفوذ قوي و تأثير عميق في جميع المجالات الحيوية للدّولة الجزائرية.(عن أبو القاسم سعد الله :محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث).

و قصّة تدخّلهما شكّلت جزءا أساسيا في توتر العلاقات بين الجزائر و فرنسا .
وبينما كانت فرنسا مدينة لليهوديين بحكم احتكارهما لبيع القمح كانا بدورهما مدينان للدّولة الجزائرية .
وقدّر دين فرنسا سنة 1795م بمليوني فرنك أمّا دين اليهودييّن فقد قدّر ب 300 ألف فرنك .
و عيّن التجّار اليهود* يعقوب بكري* ممثّلا لهم في مرسيليا ثمّ في باريس.
-و في سنة 1796م أقرضت الجزائر حكومة الثّورة في فرنسا مبلغ مليون فرنك دون فائدة على أن تستعمله لشراء الحبوب من الجزائر و قد جرّ اليهود الجزائر إلى قضيّة هذا القرض.
وتدخّل* الدّاي مصطفى* و طلب إلى الوزير الفرنسي* تاليراند* أن تدفع فرنسا الذي عليها لرعاياه اليهود و أصبحت قضيّة الدين تطرح على مستوى الحكومتين ،وبعد فترة أصبح *سيمون أبو قيّة* هو ممثل تجارة اليهود في الجزائر و عندما تقدّم هذا الأخير بمذكّرة إلى فرنسا بخصوص الدين كان الدّين قد بلغ 3.377.445 فرنك .
و في سنة 1802م بلغ ما مجموعه 8.151.000 فرنك .
و في صيف 1805م قتل بو جناح(و كان يسمّى ملك الجزائر) و فرّ بكري إلى الخارج و تولّى* داوود درّان * رئاسة الطّائفة اليهودية ، لكنّ بكري أعاد سمعة العائلة و أحلّ ابنه* داوود* محلّ* درّان * لكنّ داوود بكري هذا قطعت رأسه فيما بعد(1811م) بعد اتّهامه بالوشاية بالباشا لدى السّلطان و عاد درّان محلّه إلاّ أنّ بكري انتقم من درّان و أصبح يعقوب بكري هو الزّعيم للطّائفة اليهودية.

في سنة 1819م عيّنت فرنسا لجنة رباعيّة لدراسة الدّين الذي عليها لرعايا الجزائر اليهود و قدّرته اللّجنة ب : 42 مليون فرنك ، وانخفض شيئا فشيئا إلى أن أصبح 7 ملايين فقط و هو ما حرّرته اتّفاقيّة 28 أكتوبر 1819م حيث تقرّر دفع الدّين لبكري من طرف فرنسا في إثنا عشر قسطا كلّ خمسة أيام ..و كان من الواضح أنّه متى استعاد بكري دينه فإنّه سيدفع ما عليه للدّولة الجزائرية وكانت مذكّرة 28 أكتوبر نصّت على أن لا تسدّد فرنسا الدّين إلاّ بعد إعلان الباشا التّخلي عن مطالبه بتسديد الدّين له شخصيّا بدل بكري و أعلن الباشا موافقته على هذا في 12 أفريل 1820م .
فدفعت الحكومة الفرنسية لبكري 4.500.000 فرنك و أبقت في خزينة الودائع 2.500.000 فرنك و تغافلت عن حصّة الباشا ، و بعد صدور قانون 24 جويلية 1820م لتسديد الدّين إلى بكري واجهت الحكومة الفرنسية مطالب كثيرة يدّعي أصحابها بأنّ لهم ديون على بكري وأمام ذلك أحالت القضيّة إلى المحاكم .
و أدرك الباشا أنّ حق الخزينة الجزائرية سيضيع لأن بكري سيأخذ المال و ما بقي سيقضي به دينه لغرمائه الخواصّ .فتحصّل الباشا على اعتراف من عائلة بكري بحقّه و أرسل إلى الحكومة الفرنسية يقول في الرّسالة: ( إنّ عائلة بكري كلها اتفقت على أن يكون مبلغ 2.500.000 فرنك المودعة في خزينة الودائع الفرنسية راجع إلى سمّو الباشا مقابل دينه على شركة بكري أمّا بقيّة الغرماء الخواص فيطالبون بكري رأسا ، ويدفع هو لهم مما استلمه من خزينة فرنسا ).
إلاّ أنّ ملك فرنسا لم يجب على الرّسالة بدعوى أنّ وزير الخارجية و هو البارون * دي ماس * لم يفهم طلب الباشا .. و كان *الدّاي حسين *قد اتّهم القنصل *بيير دوفال* بإخفاء ردّ فرنسا عنه.
*بيير دوفال: كان يعمل في السّفارة الفرنسية في اسطنبول و كان يتكّلم العربية و التّركية و في الوقت نفسه كان تاجرا متوّرطا مع التاجرين بكري و بوشناق.
و طلب الدّاي حسين من فرنسا استدعاء قنصلها لديه (القنصل دوفال) و لكن بدلا من أن تسمّي فرنسا قنصلا جديدا وهو الإجراء المتّبع و تكتب إلى الدّاى بخصوص الدّين ، أرسلت سفينة حربية إلى الجزائر بقيادة الضابط * فلوري* طالبة من الجزائر دفع تعويضات. و عند تكّرر طلب الدّاي بتعيين قنصل جديد و دفع الدّين عاودت فرنسا إرسال السّفن الحربية و هذه المرّة بقرار من مجلس الوزراء في أفريل 1827م .
و بمناسبة عيد الأضحى الذي صادف 29 أفريل 1827م حضر القنصل دوفال لتهنئة الباشا كعادة باقي القناصل ، أخذ الدّاي يحتجّ لديه على تسليح مركز القالة و نكث العهود ال متعلّقة بذلك ، و عرّج على ذكر الدّين سائلا القنصل :لماذا لم أتحصّل على الرّد من ملك فرنسا على سؤالي ؟( و كان الإنفعال باديا عليه ) و أجابه القنصل بأنّ ملك فرنسا لا يتنازل لإجابة داي الجزائر . وأحسّ الدّاي عندها بالإهانة و قام بطرد القنصل من مجلسه مشيرا له مروحته و لمست أطراف المروحة وجه دوفال (و كانت من ريش النّعام) فخرج دوفال وقد وجد الذّريعة التي أوصته الحكومة الفرنسية بإيجادها( حادثة المروحة عن حمدان خوجة في مذّكرته المرآة). و كانت حادثة المروحة التي أعقبت بالحصار البحري ثم الإحتلال .

المرأة في الثورة الجزائرية

شكلت المرأة عنصرا أساسيا في الثورة التحريرية ،ووقفت إلى جانب الرجل في تحمل المسؤولية تجاه الثورة المباركة وبالتالي كانت المرأة الجزائرية سندا قويا للزوج الأخ و الابن و الأهل الذين حملوا السلاح ضد الاستعمار الفرنسي وقد أبلت بلاء منقطع النظير له أظهرت من خلاله أنها النفس الثاني للثورة التحريرية المباركة.
لقد لعبت المرأة الجزائرية دورا رياديا ممن خلال مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية سواء في الأرياف أو المدن على حدّ سواء،وأدت .واجبها الوطني إلى جانب أخيها الرجل
2. المرأة في الأرياف

استطاعت المرأة الريفية أن تكون عنصرا فعالا في كسر الحصار الذي حاول الجيش الاستعماري ضربه على المجاهدين ، فكانت مساهمتها قوية في تقديم الخدمات الكبيرة التي كانت الثورة بأمس الحاجة إليهاة .
3. المرأة في المدن

إذا كانت المرأة الريفية قد تحملت أعباء الثورة في الجبال و القرى و المداشر فإن المرأة في المدينة هي الأخرى قامت بواجبها الوطني و كانت السند القوي للمجاهدين من فدائيين ومسبلين داخل المدن حيث تكثر أجهزة القمع البوليسي ،وحيث المراقبة المستمرة على كل ما هو متحرك داخل المدن لذا حلّت محلّ أخيها الفدائي في العديد من المهام المعقدة و الخطيرة
4. المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة الجزائرية خلال الثورة

تتوان المرأة الجزائرية في تحمل المسؤولية تجاه الثورة لذا أخذ نشاط المرأة الجزائرية خلال الثورة عدة أشكال و أنماط من أهمها ما يلي:
1. المناضلات في المنظمة المدينة جبهة التحرير الوطني وهن المناضلات التي أعطيت لهن مسؤوليات في اللجان السياسية و الإدارية وكفدائيات وجامعات أموال .
2. المناضلات العسكريات هن النساء التابعات لجيش التحرير الوطني ولا يشكلن إلا نسبة قليلة جدا ومن مهامهن الأساسية التمريض و العناية و الطبخ.
لقلد كانت المرأة في الريف و المدينة على سواء مناضلة ومجاهدة وفدائية ومسبلة لتتنوع بذلك مهامها وهو ما جعل العدو الفرنسي يدرك قيمتها داخل الثورة وفي المجتمع الجزائري فكانت عرضة للعديد من أنواع القمع والتعذيب وقد حددت الإدارية الاستعمارية السجون الخاصة بالمرأة الجزائرية ،حتى تقلل من قيمة الثورة وتضرب التماسك الاجتماعي المبني على المرأة في الصميم إلا أنها لم تتمكن من ذلك ،فكانت النتيجة سقوط العديد من النساء الجزائريات شهيدات أمثال حسيبة بن بوعلي و مليكة قايد و مريم بوعتورة
إن المسؤوليات الجسام و المهام الكبيرة التي ألقت على كاهل المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية جعلها تخرج من الأدوار الثانوية لتنتقل إلى الأدوار الأساسية التي كان المجاهدون بأمس الحاجة إليها رغم الصعاب التي واجهتها لكونها امرأة
5. السجون الخاصة بالمرأة الجزائرية

تكن السجون في الجزائر وخارجها مخصصة للرجال فقط إنما شملت النساء كذلك,ومع ذلك فإن السجون الخاصة بالمرأة الجزائرية خطيرة إلى درجة رهيبة من الصعب على المرأة احتمال أعمال زبانيته, والملاحظ أن عدد السجينات الجزائريات اللواتي تم اعتقالهن وصل إلى نسبة 16بالمائة عام 1956 لتبقى هذه النسبة في الارتفاع.
6. الآثار السلبية الناجمة عن معاناة المرأة الجزائرية

لقد نتج عن معانات المرأة من القمع و السجن جملة من الآثار السلبية العميقة وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال تقدير الوضعية المأساوية التي ألمت بها فقد قاست المرأة من عمليات التمشيط في القرى و المد اشر وحتى المدن مما كوّن لها هاجسا وكابوسا مرعبا ،مازالت أثاره إلى اليوم, ومنهن من اعتقلت وعذبت وحسبت ،لذلك ترسخت في ذهن الأحياء هذه الذكريات الأليمة التي انعكست سلبا على حياتهن اليومية بعد الاستقلال

الجزائر في العهد العثماني

تسلمت الجزائر من السلطات التركية جانبا من أرشيفها العثماني المحفوظ لديها. وقال مدير عام الأرشيف الجزائري عبد المجيد شيخي إن الجانب التركي بدأ في تسليم بلاده أرشيفها المتعلق بالحقبة العثمانية بناء على اتفاق عقد بين البلدين عام 2024 يشمل التعاون في مجال المعرفة التاريخية بين جهازي الأرشيف الجزائري والتركي.

وقد نص على البدء بتسليم الأرشيف العثماني بمجرد إخضاعه للأرشفة الالكترونية وترقيمه. وفي معرض عقد بمقر الأرشيف الجزائري، تم عرض عدد من الوثائق والأشياء المستلمة بينها رايات وأعلام سفن تابعة للبحرية الجزائرية حينذاك.

وقال سفير تركيا بالجزائر إن بلاده سلمت الجانب الجزائري وثائق مهمة تتعلق بمراسلات بين السلطات الفرنسية وسلطات الإمبراطورية العثمانية آنذاك .
وقال مصدر: أزيد من 150 مليون وثيقة في الأرشيف العراقي حول الجزائر في العهد العثماني
والسؤال :هل يعنى هذا المنتدى بتلك الوثائق طالما انها صارت بمتناول اليد ؟؟؟

[[ الشريف بوبغلة]] -الجزائر

هو محمد الأمجد بن عبد المالك المدعو الشريف بوبغلة . استقر في سور الغزلان قادما إليها من النواحي الغربية عام 1849

جهاده

تشير بعض المصادر إلى أن بداية نشاطه تعود إلى مطلع عام 1851 ، عندما ارتابت فيه السلطات الإستعمارية ، فترك منطقة سور الغزلان و انتقل إلى قلعة بني عباس و أخفى شخصيته و أهدافه و اتصل بشيوخ بني مليكيش ، و منها أخذ يراسل الشخصيات البارزة في المنطقة و سكان جبال البابور و الحضنة و المدية و مليانة و جبال جرجرة يدعوهم إلى الانضمام إليه لمحاربة الفرنسيين، و قد دعمه في ثورته سي قويدر التيطراوي والد الشريف بوحمارة . تنقل من منطقة لأخرى يجمع الأتباع و يدعو لحركته حتى امتدت إلى حوضي بجاية و منطقة البابور، قاد خلالها عدة معارك ضد الفرنسيين منها معركة أوزلاقن شهر جوان 1851 حيث اصطدم بقوات العقيد دي ونجيde wengi و أعوانه قتل أثناءها عدد كبيرمن الطرفين . استمات الشريف بوبغلة في الدفاع عن منطقة جرجرة وجند الكثير من أبنائها رغم القوات الفرنسية الكبيرة لاسيما تلك التي قادها كبار الضباط من أمثال الحاكم العام الماريشال راندون وماك ماهون والعقيد بوبريط والجنرال ميسات إلا أنهم لم يتمكنوا من القضاء على المقاومة التي اتسعت رقعتها بانضمام لالة فاطمة انسومر إلى قيادتها . استشهد الشريف بوبغلة بعد وشاية يوم 12 ديسمبر1854.

مِن شهداء الجلفة

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " الأحزاب الآية 23.[/align]

[align=center]الشهيد حاشي عبد الرحمان

هو حاشي عبد الرحمان بن عبد القادر و أمه فاطنة ابنة عثمان، ولد سنة 1917 ببلدية مسعد (الجلفة) توفي أبوه و تركه يتيما صغير السن تولى رعايته جده حاشي محمد بن الحاشي الذي علمه مبادئ القرآن الكريم ثم أرسله إلى زاوية الهامل حيث حفظ القرآن الكريم ليشرع بعدها في تعلم الفقه و اللغة و الآداب على يد شيخه قاسمي بن عزوز الهاملي و أصبح من أهل الفتوى في ربوع هذه البلاد حتى قال عنه شيخه " إنني لا أحرج من أي سؤال في علوم الفقه و اللغم ما عدا سؤال حاشي عبد الرحمان" أي أن سؤاله ليس بالبسيط ، كما يدل على عمق ثقافته و غزارة علمه.

حمل في طيات فكره قضية الجزائر و معاناة الشعب الجزائري آنذاك فساهم في تأسيس "حركة الانتصار للحريات الديمقراطية " بالجلفة و تنظيم الخلايا الحزبية و تعليم الأناشيد الوطنية كنشيد (موطني ).

اشتغل مدرسا متطوعا في مدرسة " الإخلاص" التي أنشأتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالجلفة و هذا من أجل إيصال أفكاره الثورية إلى الشباب و تكوين المناضلين و إعدادهم إعدادا جيدا لاحتضان الثورة.

عند حلول سنتي 1954 و 1955 قام حاشي بجمع المال و اللباس و حتى السلاح مما أثار غضب أذناب الاستعمار فزج به في سجن الأغواط سنة 1955 ليطلق سراحه فيما بعد، و في أوائل سنة 1956 سجن مرة ثانية بسجن الجلفة و عقب إطلاق سراحه التحق مباشرة بإخوانه المجاهدين في شهر مارس 1956 بجبل بوكحيل أين وجد القائد زيان عاشور الذي توسم فيه الإخلاص و العلم و الحلم و المقاربة في السن فقربه منه و أسند إليه أمانة السر و الكتابة العامة للمنطقة و خاض إلى جانبه كمائن و معارك ككمين تجريد القوم و الحركة من سلاحهم بناحية عمورة، و معركة جبل قرزان في ماي 1956 كما ساهم في عملية تفجير القطار و السكة الحديدية بين الجلفة و حاسي بحبح حيث تم أسر سائق القطار، هذا إلى جانب معركة قعيقع في أوائل صائفة 1956 التي خلف فيها الاستعمار الفرنسي عددا من القتلى و الجرحى.

بعد وفاة القائد زيان عاشور أصبح حاشي عبد الرحمان النائب الأول للقائد عمر إدريس الذي كلفه بمهمة دحر بلونيس، كما ساهم إلى جانب عمر إدريس و بكباشي عيسى في إبرام اتفاقية الاتحاد و الانضمام التي وقعت بين الولاية الخامسة و جيش منطقة الجلفة و تعد هذه الاتفاقية تصحيحا لمسار الثورة و تنظيم الجيش تنظيما جديدا لم ترض بعض العناصر في جيش التحرير و بعض المدنيين الذين لم يتخلصوا من النزعة الحزبية الضيقة التي كانت سببا و تمهيدا لانقلاب الخيانة الذي قاده بلونيس بإيحاء من جنرالات فرنسا.

و في ربيع 1957 أصبح حاشي عبد الرحمان المسؤول الأول على الجيش خلفا لعمر إدريس الذي سافر إلى المغرب الأقصى لتزويد المنطقة بالسلاح و الذخيرة، و في هذه الأثناء كان الخائنين بلونيس و العربي القبائلي و جمع من الضباط و المدنيين و نظرائهم من جهلاء في الجيش يذيعون و يشيعون في الأوساط بأن القائد عمر إدريس قتله جيش الجبهة، و أن الاتفاقية التي وقعها حاشي هي السبب في ذلك، و هكذا ضربوا على الوتر الحساس و استعطفوا فصائل الجيش مما سهل عليهم انقلاب الخيانة الذي راح ضحيته شهيدنا و جمع من خيرة الضباط ، و مما يدعم هذا التخاذل الذي وقع في صفوف الجيش أن أحدهم و هو من المقربين لحاشي عبد الرحمان انتزع منه السلاح و ختم المنطقة.

و في أحد الأيام أخرج الخائن بلونيس حاشي من السجن بدار الشيوخ و خاطب الناس " هذا هو عبد الرحمان جاء يحاربني و يريد قتلي بناحية العش قل أليس هذا صحيحا ؟ " فرد عليه حاشي "ليس هذا يوم الحساب يا بلونيس " .

قام الخائن بلونيس بتسليم حاشي عبد الرحمان إلى كبار ضباط الجيش الفرنسي بالجلفة فعذبوه عذابا شديدا و نكلوا به ثم حملوه إلى الجزائر العاصمة و سلموه إلى جنرالات فرنسا ( ماسو و سالان) فرغبوه و أرادوه أن يخطب على أمواج الإذاعة إلى الشعب بناحية الجلفة لتأييد قضية بلونيس فرفض و أبى أن يسير في ركب الخيانة فأعادوه إلى بلونيس فنفذ فيه الخائن العربي القبائلي حكم الإعدام ففاضت روحه إلى بارئها في نهاية شهر جوان 1958 .[/align]