تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلَ – رحمه الله تعالى – رجلٌ قد فَتَّتَ الحزنُ والغمُّ جوْفَهُ

الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلَ – رحمه الله تعالى – رجلٌ قد فَتَّتَ الحزنُ والغمُّ جوْفَهُ

  • بواسطة

الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلَ – رحمه الله تعالى – رجلٌ قد فَتَّتَ الحزنُ والغمُّ جوْفَهُ


قال المروذي – رحمه الله تعالى –: مرض أحمد تسعة أيام، وكان ربما أذن للناس، فيدخلون عليه أفواجا، يسلمون ويرد بيده، وتسامع الناس وكثروا.
وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزقاق الرابطة وأصحاب الأخبار، ثم أُغلِق باب الزقاق، فكان الناس في الشوارع والمساجد، حتى تعطل بعض الباعة.
وكان الرجل إذا أراد أن يدخل عليه، ربما دخل من بعض الدور وطرز (1) الحاكة، ور…بما تسلق، وجاء أصحاب الأخبار، فقعدوا على الأبواب.
وجاءه حاجب ابن طاهر، فقال: إن الأمير(2) يقرئك السلام، وهو يشتهي أن يراك.
فقال: هذا مما أكره، وأمير المؤمنين قد أعفاني مما أكره.
قال: وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العسكر، والبرد تختلف كل يوم.
وجاء بنو هاشم، فدخلوا عليه، وجعلوا يبكون عليه.
وجاء قوم من القضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم.
ودخل عليه شيخ، فقال: اذكر وقوفك بين يدي الله.
فشهق أبو عبد الله، وسالت دموعه، فلما كان قبل وفاته بيوم أو يومين، قال: ادعوا لي الصبيان بلسان ثقيل.
قال: فجعلوا ينضمون إليه، وجعل يشمهم ويمسح رؤوسهم، وعينه تدمع، وأدخلت تحته الطست، فرأيت بوله دماً عبيطاً، فقلت للطبيب، فقال: هذا رجل قد فتت الحزن والغم جوفه.
واشتدت علته يوم الخميس، ووضأته، فقال: خلل الأصابع.
فلما كانت ليلة الجمعة، ثَقُلَ، وقُبِضَ صدر النهار، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأنَّ الدنيا قد ارتجَّت، وامتلأت السكك والشوارع.

—————————–
(1) الموضع الذي تنسج فيه الثياب.
(2) هو أمير المؤمنين المتوكل رحمه الله تعالى، نصر الله تعالى في خلافته السنة. نسأل الله تعالى أن لا يُحرَم أجر ذلك.



المصدر: سير أعلام النبلاء ( 11/ 336 )

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.