المعلم الفعال للبيداغوجية

إليكم إخوتي بحثا مفيدا حول المعلم الفعال .و لا تنسوا ترك الردود !

المقدمــة

يعتبر المعلم الفعال هو العنصر الأساسي في الموقف التعليمي , وهو المهيمن على مناخ الفصل الدراسي والمحرك لدوافع التلاميذ , والمشكل لاتجاهاتهم , وهو المثير لدواعي الابتهاج والحماسة والتسامح والاحترام والألفة لذلك تلعب الخصائص المعرفية والانفعالية التي يتميز بها دورا بارزا في فعالية هذه العملية باعتبارها تشكل أحد المدخلات التربوية المهمة التي تؤثر بشكل أو بأخر في الناتج التحصيلي على كل المستويات المختلفة من معرفية ونفسية وأدائية وانفعالية عاطفية والمعلم الفعال هو ذلك المعلم القادر على أداء دوره بكل فعاليه واقتدار وهو الذي يكرس جهوده في سبيل إيجاد فرص تعليمية أكثر ملائمة لطلابه .
لذا فإننا بحاجه إلى معلم جديد لمجتمع جديد وإلى معلم كفء لأجيال حديثة , ينمي لدى المتعلم صفات شخصية وأنماطا سلوكية جديدة , فيصبح التلميذ لديه ثقة في نفسه وفي قدرته على تحقيق أهدافه , ولا يقبل الاستنتاجات دون مناقشة وهو الميل إلى التجديد والتغير , ومن خلال هذا التقرير سوف تتعرض لمجموعة إلى صفات هذا المعلم الفعال وأدواره في العملية التعليمية لذلك ينظر إلى المعلم الفعال على أنه معلم ومرب في آن واحد وعلى عاتقه تقع مسؤولية الطلاب في التعلم والتعليم والمساهمة الموجهة الفعالية في تنشئتهم التنشئة السليمة من خلال الرعاية الواعية والشاملة للنمو المتكامل للفرد المتعلم روحيا وعقليا وجسميا ومها ريا ووجدانيا .

من هو المعلم ؟
تختلف وجهات النظر في تحديد الخصائص التي يجب أن تتوفر في شخص ما لنطلق عليه اسم " معلم " فالدلتور Philip Jackson يرى أن المعلم هو صانع المادة الدراسية ، وتشكيلها بشكل يسهل على الطلبة استيعابها ، يعرف ماذا يعمل ، ومتى يعمل .
أما Dr. Asa Hillard فتقول : إن التدريس بالضرورة مهمة إنسانية حيث تسود النزعة الإنسانية العلاقة الفاعلة بن المعلم وطلبته , وبالقدر الذي تغلب هذه النزعة على قتل هذه العلاقة يكون المعلم قادرا على أن يعلم , وتتوافر عند الطلبة الرغبة في أن يتعلموا وعليها تتوقف القدرة على تبادل الأفكار وتفهم مشاكل الطلبة , وتقدير أحاسيسهم وبشكل مفتوح مع المعلم .
أماDr . David Bertiner فنرى أن المعلم رجل إجرائي لأنه ينجز عدة أعمال إجرائية في الصف كل يوم .
والمعلم كرجل إجرائي يخطط , وينظم ويرتب ويوجه , ويملك بيده زمام الأمور , ولا يخفي أثر نوع العلاقة بين المعلم وطلبته على تعاملهم معه وإقبالهم عليه وتعاونهم معه , فإذا انقضت هذه العلاقة بالإيجابية انعكس ذلك على نشاط الطلبة بشكل إيجابي وإذا كانت سلبية حال نشاطهم نحو السلبية والفتور وتصبح العلاقة إيجابية بين الطرفين بما يلي :
أن ينفتح المعلم على طلبته باعتبار كل منهم إنسانا له إنسانيته , وله حقوقه وعليه واجباته , ويعني الانفتاح هنا مشاركة المعلم للطلبة أفكارهم وطموحهم ومشاعرهم بكل صدق وإيجابية .
يتسق بالطلبة ويتفهمهم , ويحترم أرائهم ويتحسس مشاكلهم . ( عدس , 2024, ص 25- 36 )
أما نحن المجموعة نرى أن المعلم هو القدرة التي يجب أن يحتذى بها فهو يمثل دعامة أساسية من دعامات الحضارة , فهو صانع أجيال وناشر علم ورائد فكر ومؤسس نهضة , وإذا كانت الأمم تقاس برجالها فالمعلم هو باني الرجال وصانع الأمم .

أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلمون ذو الفعالية :-
أن المعلم الفعال هو الذي تتحد فعاليته بمستوى أدائه في مختلف المواقف التي يتطلبها عمله , وهو
القادر على فرز البدائل واختبار ما يجعل تدريسه ناجحا , وذلك من خلال الصفات التي يجب أن يتحلى
بها وهي :
1. الخبرة والمعرفة :-
أن المعلمين ذوي الفعالية يتصفون بالخبرة والمهارة في طريقتهم لإعداد الطفل , والخصوصية أو إدارة
السلوك والوسائل والطرق التعليمية , والإرشاد , والعلاج , والتعامل مع الأهل كما أنهم يدركون حدود
معر فتعم ومهاراتهم ولاشك أن لديهم الوعي الكافي للبحث في توسعة هذه الجوانب .
2. الضبط الانفعالي :-
أن المعلمين من ذوي الفعالية يدركون ويتحكمون في انفعالاتهم حيث أنهم يتكيفون مع القلق الذي
يصاحب الأعمال الصعبة , والضغط النفسي , والمواقف الجديدة أوالتلاميذ الجداد والتعامل مع الأهل
علاوة على ذلك يتدربون على كيفية التغلب على انفعالاتهم السلبية التي قد تظهر أثناء التعامل مع
الآخرين .
3. الشفقة :-
أن المعلمين ذوي الفعالية يتصفون بالشفقة والتقمص العاطفي ويقومون بمشاركة الأهل والتوصل معهم
وخاصة أولئك الذين يعانون من الالم , والحزن , أو الإحباط فإنهم يمتلكون القلب الفاهم ويستطيعون
التواصل من خلال فهمهم ورغبتهم بتقديم المساعدة , ويظهرون اهتمامهم العميق حول الوالدين,
والطفل .

4. الصبر والتقبل :-
أن المعلمين ذوي الفعالية يمتازون بالصبر مع أنفسهم والمعلمين الآخرين ومع أولياء الأمور ويدركون
تماما بأن الجميع يمكن أن يرتكب أخطاء , ويفهمون بأن الجدية والطبيعة المزمنة لخاصية الطفل تجعل
من المحال أن يكون هناك حلولا فورية . فتقبل المعلمين لأولياء الأمور على أنهم مساعدين أساسين في
العملية التربوية من الأمور المهمة لضمان مشاركة الأهل الإيجابية , وبالمقابل أيضا يحتاج أولياء
الأمور إلى الصبر وأن يتعلموا بأن مساعدة الأطفال وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة ليست بالأمر
السهل وأن المعلمين يواجهون الكثير من العقبات والتحديات الحقيقية في قدراتهم لعمل أي تغيير .
5. الصراحة :-
ونقصد بها هنا الصراحة بين المعلم وولي الأمر بالعكس فالمعلمون مدينون لأولياء الأمور بجميع
أفكارهم وأغلب صراحتهم , والتي تتضمن حقيقة الإجابات الممتنعة , لهذا فأن عدم الصراحة يؤخر
عملية الضبط لدى الأهل , لاسيما وأن المعلمين الحساسين يبدون الحقيقة بلطف واهتمام وليس بطريقة
فظة ووحشية تحت شعار الصراحة , فالأهل يريدون التعرف على حالات تقدم أطفالهم الحقيقية مهما
كانت مؤلمة .
ويستفيد الأهل من الصراحة عندما يتفاهمون مع الآخرين فيما يخصهم أو يخص طفلهم , ويتحملون
المسؤولية في جعل المعلم على دراية عندما لا يفهمون الخطط المتبعه مع ولدهم , أو عندما لا يوافقون
على العلاج المقترح , أو حتى عند افتقارهم للوقت والجهد الذي يسعون إليه من خلال المشاركة .

خصائص المعلم الفاعل
أن المعلم الجيد الفعال يدرك تمام أهمية التعليم وعظم مهنة المعلم وهو يسائل نفسه :
ما معنى أن أكون معلما جيدا ناجحا وفاعلا ذا خبرة وفطنة قادرا على خلق مواقف تعليمية تعدل السلوك؟
وهذا ما سوف نوضحه من خلال خصائص المعلم الفاعل لذا فإن الخصائص التي يجب أن يتميز بها
المعلم الفاعل تنقسم إلى :
الخصائص الشخصية :-
يوجد تباين واضح في الخصائص الشخصية للمعلمين , مثلهم في ذلك مثل غيرهم من فئات الناس , لكن
بعض هذه الخصائص الشخصية لها علاقة وطيدة بالتعلم الناجح الفعال منها :
1. أن يتمتع المعلم بالصحة النفسية والتوافق النفسي والدفيء والمودة للطلبة , وأن يكون ذا شخصية جذابة , ويتمتع بصحة جسمية وعقلية جيدة واتزان عاطفي .
2. أن يكون عادلا امينا , حازما , صريحا , مرنا صادقا بأقواله وأفعاله , حساسا لمشاعر الآخرين , متقبلا , وأن يعتبر مشكلاتهم مشكلاته .
3. أن يكون هادئا واسع الصدر , منفتح الذهن , عنده قدرة على القيادة السليمة , لبقا , متواضعا .
4. أن يكون متفائلا نشيطا دؤوبا لا يسرب اليأس إلى نفسه , يساعد طلابه على إيجاد الحلول لمشكلاتهم الأكاديمية والنفسية والاجتماعية .
5. أن يكون نظيفا , أنيقا في لباسه , جميلا في منظره ومحضره ويحسن اختيار ملابسه وتناسق ألوانها باعتدال ودون مبالغة .
6. أن يكون متسامحا , يتمتع بمفهوم الذات العالي , والثقة بالنفس ويعرف قدر نفسه , ويحافظ على هيبته واتزانه .
7. أن يتصف بالرزانة وثبات الشخصية , بعيدا عن الرعونة , وحسب الظهور بطرق سلبية .
8. أن يكون قدوة حسنة بأفعاله وأقواله , وأن يقبل الطلاب على علاتهم, ويتفق عليهم ولا يميز بينهم في المعاملة ويكون بشوشا لطيف معهم .
الخصائص العلمية :-
بالرغم من صعوبة قياس هذه السمه عند المعلمين , إذ إنها لا تتوقف على معادنهم فقط , بل تشمل
امتلاكهم لأساليب واستراتيجيات التدريس المناسبة , لإيصال المعارف إلى الطلبة , إلا أنه يمكن أن
نشير إلى أهم الخصائص العلمية التالية :-
1. الإعداد الأكاديمي والمهني العالي للمعلم كي يستطيع مساعدة الطلاب عندما يطلبون منه ذلك , وأن يكون ملما بجوانب المعرفة العلمية والتربوية .
2. القدرة على انتقاء الأنشطة والوسائل والأساليب المناسبة للدرس الواحد والتي يمكن بوجودها تحقيق الأهداف التعليمية المرسومة مسبقا .
3. أن يكون مستعدا للانضمام لأي دورة , أو ورشة عمل علمية تساعد في التنمية المهنية ومتابعة لكل جديد له علاقة بمهنته والمواد العلمية التي يدرسها .
4. أن يكون قادرا على طرح بعض الأسئلة السابرة , والتي تتحدى عقول الطلبة الموهوبين , وتعمل على العصف الذهني لديهم .
5. أن يكون ملما بأسس القياس والتقويم لتحليل وتفسر نتائج طلابه , ويعمل باستمرار على التغذية الراجعة لمسرته التعليمية .
6. أن يهتم بنتاج تعلم الطلاب , فيقوم بعرضه لهم ولأولياء أمورهم وللمسئولين التربويين .
7. أن يعرف خصائص طلابه النفسية والأكاديمية , والاجتماعية والاقتصادية , وأن يعرف أسمائهم ويخاطبهم بالأسماء التي يحبون .
1. أن يكون على اتصال مع أولياء أمورهم , ويستمر في المساهمة بعقد مجلس الآباء والمعلمين لتدارس أحوال الطلبة , وإشراك الآباء في مساعدة الطلاب لإيجاد حلول لمشكلاتهم المتنوعة . ( منسى , 2024 , ص80- 83 )
الكفايات الأساسية للتعليم للمعلم الفاعل
يتغير الزمن فتتغير مع ذلك متطلبات الحياة ونوع الإنسان الفاعل فيه , الأمر الذي يؤدي دائما بالتربية
لتعديل أهدافها وخططها ومحتواها لمواكبة طبعة العصر والاستجابة الفاعله لمتغيراته المستمرة .
ونحن في البيئة العربية والأطماع تحيف بنا في كل جانب فهدد فكرنا وأرضنا وهويتنا الثقافية علينا
لمواجهة التحديات أن نفهم ذاتنا وأن توافق أهداف وخطط ومحتوى التدريس مع طبيعة العصر دون
تناقض مع معطياتنا الثقافية . وكي تستطيع مواجهة ذلك كله لابد من إعداد المعلم على أكمل وجه ,
وكي يستطيع المعلم نقل ذلك كله لابد من تمتعه بالمهارات والكفايات التدريسية التي إذا أخذ بها اصبح
معلما فاعلا ومن هذه والكفايات ما يلي :
1. كفايات التخطيط للدرس وأهدافه : تتضمن تحديد الأهداف التعلمية الخاصة بالمادة التعلمية ومضمونها والنشاطات والوسائل الملائمة لها .
2. كفايات تنفيذ الدرس : وتشمل على تنظيم الخبرات التعلمية والنشاطات المرافقة لها وتوظيفها في العملية التعليمية التعلمية .
3. كفايات التقويم : وتشمل على إعداد أدوات القياس المناسبة للمادة التعليمية .
4. كفايات العلاقات الإنسانية : وتتضمن بناء علاقات إنسانية إيجابية بين المعلم والطالب وبين الطلبه أنفسهم في العملية التعليمية / التعلمية . ( نشرة التطوير التربوي , 2024م , ص11 )

دور المعلم الفاعل في العملية التعلمية
يمثل المعلم في العصر التربوي الحديث عدة أدوار تربوية اجتماعية تساير روح العصر والتطور منها :
1. دور المعلم الفاعل كناقل معرفه :
في هذا الدور لم يعد المعلم موصلا للمعلومات والمعارف للطلاب ولا ملقنا لهم , لقد أصبح دور المعلم
في هذا المجال مساعدا للطلاب في عملية التعلم والتعليم . ( قراقزة , 1996 , ص7 )
2. دور المعلم الفاعل في رعاية النمو الشامل للطلاب :
من المعروف في العصر التربوي الحديث أن الطالب محور العملية التربوية بأبعادها المتنوعة وتهدف
هذه العملية أولا وأخيرا غلى النمو الشامل للطالب "روحيا وعقليا ومعرفيا ووجدانيا " وبما أن المعلم
فارس الميدان التربوي والعملية التربوية فهو مسؤول عن تحقيق هذه الأهداف السلوكية من خلال أدائه
التربوي الإيجابي سواء أكان من خلال الموقف التعليمي داخل غرفة الصف أو خارجها في المجتمع
المدرس والمحلي . ( قراقزة , 1988م , ص12 )
3. دور المعلم كخبير وماهر في مهنة التدريس والتعلم :
يجب أن يسعى المعلم دائما للنمو المهني والتطوير والتجديد في مجال الإطلاع على خبرات المهنة
الحديثة والمتجددة , كما ويجدر به ويتطلب منه أن يعي الأساليب والتقنيات الحديثة ليقوم بنقل الخبرات
المتطورة إلى طلابه بشكل فعال وإيجابي , كما ويطلب منه أن يكون عصريا في توظيف تكنولوجيا التعلم
والتعليم المبرمج والأجهزة الإلكترونية الأخرى , ومتجددا ومسايرا لروح العصر في أساليبه ومهاراته
التعليمية ليستطيع بالتالي المساهمة الفعالة في تحقيق الأهداف السلوكية التربوية المرجوة .
( قراقزة , 1996 , ص8 )

4. دور المعلم في مسؤولية الانضباط وحفظ النظام :
يعتبر المعلم في هذا المجال مساعدا ووسيطا لتحقيق سلوك اجتماعي إيجابي لدى الطلاب قوامه الانضباط
والنظام , بحيث لا يتأتى ذلك من خلال الأوامر والتسلط بل من خلال إشاعة الجو الديمقراطي الهادف لرعاية
الطلاب في هذا المجال بحيث يساهم الطلاب في مشروعات وقرارات حفظ النظام والانضباط في حدود
مقدرتهم وإمكانياتهم بشكل عام فالطالب الذي يساهم في صنع القرار ويحترمه ويطبقه . ( البيلى , 1997 ,
ص3 )
5. دور المعلم كمسؤول عن مستوى تحصيل الطلاب وتقويمه :
إن مستوى التحصيل الجيد في المجالات التربوية المتنوعة معرفية ووجدانية ومهارية يعتبر هدفا مرموقا
يسعى المعلم الفاعل لمتابعته وتحقيقه مستخدما كل أساليب التقنية وتكنولوجيا التعلم في رعاية مستوى
تلاميذه التحصيلي على مدار العام الدراسي بل والأعوام الدراسية وذلك في مجال ما يدرسه من مناهج
ومقررات , فالمعلم الفاعل هو الذي يوظف اللوائح المتعلقة بتقويم الطلاب في المجالات المعرفية
والوجدانية المهارية بشكل موجه وفعال . ( موسى , 1987 , ص5 )
6. دور المعلم كمرشد نفسي :
على الرغم من صعوبة قيام المعلم بدور إرشادي وتوجيهي للطلبة إلا أنه يجب عليه أن يكون ملاحظا دقيقا
للسلوك الإنساني , كما يجب عليه أن يستجيب بشكل إيجابي عندما تعيق انفعالات الطالب تعلمه ويجب عليه
أيضا معرفة الوقت المناسب لتحويل الطالب للأخصائي النفسي طالبا المساعدة .
7. دور المعلم كنموذج :
بغض النظر عما يفعله المعلم داخل أو خارج الصف فإنه يعتبر نموذجا للطلاب , ويستخدم المعلمون النمذجة
بشكل مقصود , ممثلا العروض التي يقدمها المعلم في مادة التربية البدنية أو الكيمياء أو الفن تعتبر أمثلة
مباشرة للنمذجة .
8. دور المعلم العضو في مهنته :
لابد من انتماء المعلم للمهنة التي يعمل بها ويحافظ على شرفها وسمعتها , ويسعى على الدوام بأن ينمو
ويتطور من خلال ملتقيات المعلمين لأن هذه الملتقيات تسعى دائما لتطوير وتجديد فكر مشاركيها من
المعلمين من خلال الحوار والنقاش , كما أن المعلم في هذا الدور مطالب بالمساهمة في نشاط هذه
المؤسسات التربوية لما لها من مردودات إيجابية في مجال النمو المهني .
9. دور المعلم في عصر الإنترنت :
للمعلم مكانه خاصة في العملية التعليمية بل أن نجاح العملية التعليمية يعتمد بشكل مباشر على المعلم ,
فالمعلم وما يتصف به من كفاءات هو الذي يساعد الطالب على التعلم ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية
المناسبة . وفي عنصر الإنترنت عصر التفجر العلمي والمعرفي وثورة التكنولوجيا والاتصالات فقد تعتبر
دور المعلم وأصبح دورا ينصب على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها انطلاقا من أن المعلومات
المعرفية والنشاطات التي يجب أن يلم بها الطالب كثيرة ومتنوعة والفترة الزمنية المخصصة لتعليمها
قليلة مما يستدعي من المعلم أن يخطط ويصمم لكل جزء من أجزائها ضمن جدول زمني محدد ومن هنا
أصبح للمعلم في عصر الإنترنت مخططا وموجها ومقيما للعملية التعليمية أكثر من كونه شارحا للكتاب
المدرسي . ( نشرة التطوير المدرسي , 2024 , ص6-7 )

علاقة المعلم الفاعل في بالمجتمع
نظرة المجتمع للمعلم الفاعل
طالما أن المعلم بشر والبشر هم الذين يشكلون المجتمعات , فمن هذه الزاوية إذا يجب أن ينظر إلى المعلم , لأنه عنصر في هذا المجتمع وأحد أعضائه , إلا أن الطبيعة الخاصة بالمعلم جعلت منه فردا ليس كأي فرد , كما أن الوظيفة الملقاة على عاتقه ليست كأي وظيفة .
فالمعلم هو الأب والمربي للأجيال المتعاقبة في المجتمعات , وهذا شرف لم يحصل عليه غيره , والوظيفة هي أم الوظائف حيث أن باقي أفراد المجتمع يحصلون على وظائفهم بعد أن يتعلموا ويتتلمذوا ويتربوا تحت هذا المسمى " المعلم " كفرد وكوظيفة .
وبالتالي فأن الوضع الخاص والحساس بالنسبة للمعلم جعل منه محط الأنظار ومثار الاهتمام , بل أن كثيرا من النتائج الاجتماعية السلبية منها أو الإيجابية قد تستند إلى المعلم , فإن أحسنت الأجيال نظر إلى المعلم الذي يقف ورائها وأن أساءت هذه الأجيال نظر أيضا إلى المعلم , كونه في نظر الكثيرين السبب المباشر فيما قد يطرأ على الأجيال المتعاقبة من توجه صائب أو سيئ , وهذا أمر آخر بسائل عنه المعلم قد يشكر عليه وقد يلام بسببه ونادرا ما يشاركه أحد في ذلك .
المعلم الفاعل في الميزان
إن من أكثر الناس الذين يخضعون للمراقبة الدائمة من قبل أفراد المجتمع هو المعلم , وبالتالي فأن كل حركاته ومكناته تحصى عليه أولا بأول شاء ذلك أو أبى , فالمجتمع أن تقبل تحت تأثير ما نتائج باهته في تربية الأجيال فإنه لا يمكن أن يتقبل سلوكيات باهته من المعلم , الذي ينظر إليه أنه المربي والقدوة للأبناء .
وطالما أن المعلم يستشعر هذا الأمر فقد وجب عليه أن يضع في حسبانه دائما عدم الولوج إلى مواطن الشك والريبة , وعدم الرنوع في مهاوي العنف والرذيلة وإنما يتوجب عليه المحافظة على كرامته وهيبته أمام المجتمع باعتباره ممثلا للخلق الفاضل وسفيرا للسلوك السوي .

نظرة المعلم الفاعل للمجتمع
المعلم السوي الفاعل يدرك جيدا مدى أهمية الميزان الجساس في علاقته بمن حوله من البشر , وهو يعلم
تماما أن الناس ليسوا على صعيد واحد , وبالتالي فإن علاقته بهؤلاء الناس وقد تتجاذبها أشياء وأشياء ,
ومع ذلك فإن الواجب والصواب مجتمعان على هذا المعلم أن يكون قادرا على المحافظة على شعرة معاوية
التي تربطه بالناس أينما كانوا وكيفما كانوا وعلى هذا الأساس فإنه لابد أن يكون ذا خبرة واسعة وذا
دراية كافية في كيفية التعامل والتفاعل مع مختلف فئات المجتمع , فلا يكون صلدا مع المجتمع حتى لا
يكره البعض كما لا يكون لينا حتى لا يعصره البعض الآخر , وإنما المرونة في السلوك وفي التعامل هو
المطلوب الحيوي والفن الراقي الذي لابد للتربوي أن يتقنه , حتى يتمكن من توسيع القاعدة العريضة التي
يعتمد عليها في المجتمع المحيط به من أجل الرسالة التي يسعى إلى توصيلها .
كيف يظهر المعلم الفاعل أمام المجتمع ؟
1. الالتزام بالخلق الفاضل وبأمور الدين :-
وهما من أهم الأمور التي يجب على المعلم الفاعل أن يتحلى بها في وسط مجتمعه , فالمجتمع الذي ينظر
على المعلم على اعتبار أنه قدوة يريد في ذات الوقت أن يثبت المعلم له ذلك , ولا يمكن أن يلمس المجتمع
ذلك ما لم ير هذه الأخلاقيات الفاضلة ماثلة في شخص المعلم وفي سلوكه الاجتماعي .
2. مشاركة الناس في مناسباتهم :-
وهذا أجر لا يغفله المعلم الحاذق , فإن من أسباب زيادة شعبية المعلم بين أفراد المجتمع هو أن يكون
مخالطا لهم غير منفرد عنهم , وبالتالي فأن رؤية المعلم في أفراح المجتمع مطلب أساسي كما أن رؤيته
مواسيا لهذا المجتمع في أحزانه هو أيضا من دلائل السلوكيات الطيبة والنبيلة التي يتمتع بها , وعلى هذا
وجب على المعلم أن يقف مع المجتمع حتى يقف المجتمع معه في تأدية رسالته التربوية العظيمة .

3. البعد عن أماكن وأعمال الشبهة :-
ليس هناك أسوأ من الإشارة إلى معلم ما بأنه ليس على خلق , وليس هناك أمر وأدهى من أن ينظر إلى
المعلم على أنه ناشر للرذيلة ومشجعا لها .
وأن كان الأمر كذلك فعلى المعلم السوي أن يكون أكثر حرصا من أن يرد موارد الإشاعات الظنون
والشكوك السيئة , نائيا عن القيل والقال , ومن كان غير آبه لرأي المجتمع فيه فإنه لا يستحق أن يصنف
كمربي للأجيال , ذلك أن المجتمع في مثل هذه الحالات يمثل حكما لا يستهان به , خصوصا فأن مهنة
المعلم ذات تلامس مباشر واحتكاك دائم مع هذا المجتمع .
4. التواضع للناس :-
"من تواضع رفعه" من هذا المبدأ كان الجواب للمعلم واضحا أنه كلما كان متواضعا ومشققنا على أبناء
وطنه ومجتمعه كبرت مساحته الخاصة في قلوب مجتمعه وبالتالي زادت فرص تعاونهم معه ومؤازرتهم
له , بينما العكس من ذلك قد قد يحدث حيث أنه كلما زادت سلوكيات التكبر والبطر في المعلم كبرت
الفجوة بين هذا المعلم والمجتمع المحيط به وبالتالي العكس ذلك سلبا على العلاقات والنتائج المرجوة من
هذا المعلم .
وفي هذا الإطار على المعلم أن يزن الأمور ويزن كيفية التعامل مع هؤلاء الأفراد قبل أن يكونوا جماعات
, وليزن ذلك بميزان الحكمة والدراية التربوية .

5. إشراك المجتمع في العملية التربوية :-
من الحقائق التي يجب أن يعيها المعلم هو أن التعليم يجب أن يكون من وإلى المجتمع ,
فالتربية والتعليم ليست حكرا على المدرسة وما يقع داخل أسوارها فقط , وإنما هو عملية
ذات امتداد على نطاق واسع يشمل المجتمع بكل ما فيه ومن فيه وإذا كان الأمر كذلك فلابد
للمعلم الفاعل أن يفسح مساحه كافيه لمشاركة المجتمع في المسيرة التعليمية التعلمية , كما
لابد له أن يوضح لإفراد المجتمع ماهية هذا التعليم وكيفية المشاركة للارتقاء به نحو
الأفضل فهذا الأمر ضمن حقوق المجتمع على المعلم .
وعلى هذا الاساس فأن المسألة تكون تكاملية بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة ,
ولابد للمعلم أن يدرك ذلك جيدا حتى يتسنى له العمل باطمئنان ونجاح .
6. احترام خصوصيات المجتمع :-
إن لكل مجتمع خصوصيات معينة ينشأ عليها ويتربى فيها , وعلى المعلم الفطن أن يحترم
خصوصيات المجتمع الذي يدرس فيه , فلا يحتقر عاداته وتقاليده ولا يسخر من لباسه أو
لهجته , ولا يقلل من تراثه وموروثاته , وإذا ما وفق المعلم لذلك فإن هذا الأمر سيكون
مدعاة فخر لأفراد المجتمع تجاه هذا المعلم الذي عني بأمر المجتمع ولم يطلب منه ما لا
يطاق .
فليس من الحكمه أن يهاجم المجتمع في خصوصياته التي ترعرع فيها , كما أن ذلك لا يفيد
العمل التربوي في شيء على العكس من ذلك ربما كان عامل شر إلى الوراء نظرا
للحساسية المفرطة التي يتمتع بها البعض تجاه موروثاته الاجتماعية .

7. التواصل مع المجتمع :-
التواصل مع المجتمع من مختلف النوافذ التربوية مطلب مهم لكل معلم , وأن كنت قد ذكرت قبل قليل
ضرورة فتح مساحة كافية لمشاركة المجتمع في العملية التعليمية التعلمية , فإن هناك نافذة أخرى لا
تقل أهمية عن سابقتها ألا وهي نافذة النشاط المدرسي سواء ما يقام منه داخل المدرسة أو خارجها
, وإتاحة الفرصة بالمشاركة هنا ليس بالحضور فقط وإنما بالإعداد والتحضير والرعاية الفاعلة ,
وهذه المشاركة عامل مهم في إذابة الطابع الرسمي الذي قد يحول بين تواصل المجتمع مع مناشط
المدرسة .
8. البعد عن تغييب العمل التربوي أمام المجتمع :-
إن من أشد الأخطاء التربوية التي قد يقع فيها المعلم بقصد أو من غير قصد هو أن يعيب العمل
التربوي أمام أفراد المجتمع , فالانتقاد العلني المصحوب بالسخرية والاستهزاء حول نظام تعليمي
معين أو مدرسة أو دائرة أو مقرر دراسي أمام الناس إنما هو استحقاق بالمجتمع نفسه قبل أن
يكون استحقاق بذلك العمل التربوي واستحقاقا بالمعلم أيضا .
ذلك أن أفراد المجتمع قد يكون لديهم من القداسة والاحترام للعمل التربوي الشيء الكثير لكن
تصرف المعلم على هذا النحو يؤدي إلى نسف كل ذلك التوجه عند المجتمع , بل ويجعل منه ذا نظرة
سلبية تجاه كل ما يمت بصلة إلى العملية التعليمية , وسيكون في وجهة نظره , طالما أن المعلم
يقول ذلك فلابد أن ما خفى يكون أعظم وهذا خطأ عظيم أن يرسم المعلم بنفسه صورة قاتمة أو
ضبابية عن عمله وعن نفسه .

9. الزيارات المتبادلة :-
إن قيام المعلم بزيارة ولي الأمر أو أفراد المجتمع الآخرين في حالات فشل أبنائهم أو في حالات
وقوعهم في الخطأ أثناء فترة الدوام المدرسي فقط , ستكون زيارته بلا شك مدعاة للتشاؤم , ذلك
بسبب أن زيارته تكون في العادة مصحوبة بما يمثله أبنهم من الفشل الذر يع والخلق السيئ , وفي
هذا هو ضرورة التواصل وزيارة أفراد المجتمع في أوقات متعددة ومختلفة لا يشترط فيها فشل
أبنائهم ولا يشترط فيها تقديم الشكاوي فحسب , وإنما تكون زيارات شبه عائلية أو تعاونية وأن
تكون زيارات فيها المدح والثناء على الأبناء النشيطين في أدائهم المدرس ليس في مجال العلوم
والمعارف فقط وإنما في مختلف المناشط والفعاليات التي تقيمها المدرسة .
10. الاستفادة من معطيات المجتمع :-
لكل مجتمع بشري إمكانيات تميزه عن غيره من المجتمعات , أو تضفي عليه سمات تجعل منه ذا
خصوصية متفردة , وعلى المعلم الاستفادة قدر الإمكان من معطيات المجتمع , سواء كانت تراثية
أو طبيعية أو حضارية ثم توظيفها بالشكل المناسب في العملية التعليمية التعلمية , فإن توظيف هذه
الإمكانيات والطاقات المجتمعية من قبل المعلم دليل على قدراته التربوية كما أنها مصدر للتكامل
والتلاحم مع المجتمع الذي بلا شك سيكون ذا فخر عندما يستشعر مساهمته في سبيل إنجاح العمل
التربوي الذي سيعود على أجياله بالنفع والخير , ولهذا وجب على المعلم أن لا يغفل هذا الجانب
الحيوي وأن يبدي الاهتمام الواضح بالطاقات الكافية في المجتمع الذي ينتسب إليه . ( نشرة
التطوير التربوي , 2024 , ص1 )

الخاتمه
من خلال محاور المحضرة التي تتضمن /المعلم الفاعل نرى أن نجاح أي معلم فاعل في مدرسته يعتمد بشكل كبير على الأسلوب الذي ينظم به عمله وعمل طلبته وكذلك على أسلوبه الإداري , فالنظرة الحديثه من العولمة للمعلم نرى أن دور المعلم ليس نقل المعرفة فحسب , وإنما تعليم الطلاب نقد المعرفه , والتشجيع على تفسيرها , وإقامة حوار مع أعلامها من أجل التوصل إلى نقاط تفيد الإنسانية عامه . ومن هنا نرى أن التدبر والتفكير والتأويل هي المفاتيح الأساسية لدور المعلم الفعال في عصر العولمة . فالصورة التي يطرحها الفكر التربوي للمعلم هي صورة المعلم المتدبر التي تستمد ملامحها من المدرسة النقدية , والقادرة على إعادة قراءة الواقع من حوله , وتقديم رؤية نقدية جديدة لمشكلاته وقضاياه المتغيرة , وهي المدخل الأساسي لتطوير التعليم إذا ما أردنا أن نصمد في مواجهة عصر العولمة وما بعد الحداثة , وهذا يتوقف على المعلم الفاعل الذي نعتمد عليه في تنشئة الأجيال .
" والله الموفق "

المراجع

1. عدس , محمد عبد الرحيم . ( 2024 ) . المعلم الفاعل والتدريس الفاعل , ط1 , الأردن : دار الفكر للطباعة والنشر .
2. نسى , حسن عمر . ( 2024 ) . إدارة الصفوف , ط2 , الأردن : دار الكندى للنشر والتوزيع .
3. وزارة التربية والتعليم . ( 2024م ) . نشرة التطوير التربوي , العدد الثالث , سلطنة عمان .
4. www.google.com ;
5. البيلى , محمد عبدالله . ( 1997 ) . علم النفس التربوي وتطبيقاته , ط1 , العين : مكتبة الفلاح .
6. قراقزة , محمود عبد القادر علي . ( 1996 ) . مهنتي كمعلم , ط1 , لبنان : الدار العربية للعلوم .
7. قراقزة , محمود عبد القادر علي . ( 1988 ) . نحو ميادين وفعاليات تربوية معاصرة , ط1 , الشارقة : دار العودة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.