تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المقامة الزّواوية للادارة

المقامة الزّواوية للادارة

  • بواسطة

* المقامة الزّواويّــــــة
بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي
إهداء: إلى بطين قلبي ، وعنوان وفائي وحبّي ،وتوأم روحي ، وفضاء نبضي وبوحي ، عميد التّربويين أستاذي " عبد الحقّ زواوي " ، أهدي هذه المقامة لعلّها تفي حقّكم أيّها القامة السّامقة، والهامة الشاهقة، والخامة الرّائقة .
كما أهنئك بمناسبة نيلك درجة الماجستير في علم النفس التربوي.
-حدّثنا البشير السّحمدي الهذياني قال:
حينما ساقتني الأقدارالثِّمان إلى عاصمة البيبان، حاضرة العلم والعلماء وأهل البيان، نزلتُ بمعهد التربية طالبا للتّحصيل والعرفان ، كي أصبح معلّما للغلمان فدخلتُ الفصل فوجدته يعجّ بالطلاب من كلّ حدب ومكان ، جلستُ جلوس الخائف الوجلان ، وكأنني سأصارع الثيران في بلاد الإسبان، أو أمواج الشطآن في بلاد اليابان .
وبعد جَلبة وصياح ، هدأت النفوس لترتاح ، وتسلّل الحبور والانشراح ، لمّا دخل علينا أستاذ علم النّفس والأرواح ،" زواوي عبد الحقّ" أكرمْ به من جهبذ يا صاح! فهو من أولي الفكر التربوي النّضّاح، نثر الشّذى الفوّاح، بدماثة خلقه وذكائه اللّماح وشملنا بعطفه في المساء كما في الصّباح .
لقد كوّن زمرة من أشبال الصّدق ، وأحلاف الحقّ ، ولوامع البرق، فكان بحقّ اسما على مسمّى "عبد الحقّ".
كان من أشرف الناس، علما وأدبا ورهافة إحساس ، لايعرف الضغينة ولا الشنآن ولا الباس ، مُكستم اللباس ، بهيّ الطلعة ياناس .
تربويّ أريب، وفيلسوف لبيب، ومن القلوب قريب حبيب.
حباه الله تعالى نفسا سامية، وهمّة عالية، وقريحة متّقدة غالية، وهو في العلم والتّقوى والجود بحرٌ زاخر هدّار لاتحدّه الحدود، ولاتثنيه الصّعاب ولا السّدود، وكأنّ أبا تمّام عناه بقوله:
– هو البحر من أيِّ النّواحي أتيته *** فلُجّتُه المعروف والجُود ساحلُـــه
– تعوّدَ بسْطَ الكفّ حتّى لو أنّــــــه *** ثناها لقبضٍ لم تُطعه أناملــــــه
– ولو لم يكن في كفّه غيرنفســـــه*** لجادَ بها ، فلْيتّقِ اللهَ سائلُـــــــــه
ياسادة ياكرام :
هو الزّواوي الحرّ ، أرقُّ من الزّهر، وأصفى من ندى القطَر، على جبينه الأغرّ ، تتلألأ أماراتُ الشّمائل الزُّهْر، في تلك الأيام الغُّرّ.
هو الأستاذ والصّديق، والرّفيق النبيل الرّقيق، أغلى من الماس والزبرجد والعقيق وبالاحترام جديرٌ وحقيق .
هوأحدُ جهابذة التربية ودهاقنة التّعليم ببرج بوعريريج ، ممّن رفعَ لواء العلم ووطّد أركانه، وغرسَ دوحه وعطّر أفنانه، وأسّس على الحقّ وثبّت بُنيانه، ولاعجب حين قالت العرب :" الألمعيّ يدلّ عليه بيانه ، كما يدلّ على الجواد الأصيل عنانه".
ولا أخفيكم سرّا إذا قلت أنّي حين رأيته اليوم برأس الوادي ، قلعة العلم والفقه والجهاد، تمثّلتُ بقول الشاعر الجادّ:
وأرى الحياةَ لذيذةً بحياته *** وأرى الوجودَ مُشرّفا بوجوده .
ولأنّ كلمي عاجز عن التبيان والبيان فقد ثنّيتُ بقول أحدهم :
ليتَ الكواكبَ تدنو لي فأنظمها *** عقودَ مدح ، فما أرضى لكم كلمي .
وبعد انحسار ضوء النهار، رجعتُ إلى مرقدي" بشعبة الفار " ، وحملتُ القرطاس واليراع ورحتُ أسيل مثل الغيث المدرار ، وكانت جموع الطّلاب ترمقني بدهشة وانبهار :
لقد رمتكم "برج الغدير " بابنها البارّ، وصارمها البتّار، وفارسها المغوار، الذي لايُشقّ له في علوم التّربيّة غبار، فهوالأشهر من نارعلى علم أو علم فوقه نار، فاستر يا ستّار عبدك الضّعيف الظريف "عبد الحقّ" من عين الحُسّاد والأشرار ، الذين لايحبّون للخير أن يعود أو يسود .
لعمري …إنّه البلبل الغرّيد، والعقد الفريد، والفجر السّعيد، والفكر السّديد، والمربي الفذّ الصّنديد ، ومُسطِّر المجد التّليد، في هذا المعهد العتيد ، بعزم يفلّ الحديد، وحزم يقهر الجبان الرّعديد. فأكرمْ به من رجل رشيد !
بعدها غلبني النعاس ، فطويتُ القرطاس ،ثمّ أسلمتُ جفنيّ للكرى، وأنشدتُ للورى ماقاله الشاعر:
يفنى الكلام ولايحيط بفضلكم *** أيحيطُ مايفنى بما لاينفد؟

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1617779_245746338931538_1800057873_o.jpg‏ (71.2 كيلوبايت, المشاهدات 4)

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.