تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اوراق حضارية — العطاء الحضاري للاسلام — (1)

اوراق حضارية — العطاء الحضاري للاسلام — (1)

العطاء الحضاري للإسلام في الجانب السياسي1/2


ضرورة النظام الإسلامي:
ما هو النظام الذي يصلح للإنسانية وتسعد به، ويحقق لها حياة مستقرة هانئة…. وبديهي أن إجابة السؤال بالنسبة للمؤمنين بالله… هي أن الله هو الذي خلق الإنسان، ويعلم ما يصلحه وما يفسده، ومن ثم فإن القواعد التي وضحها الله تعالى وأرشد بها الإنسان، هي التي تحقق ذلك الهدف. وبما أن الإسلام هو دين الله الحق، وبما أن الرسول صلى الله علية وسلم هو النبي الخاتم، فإن النظام الإسلامي وحده هو الذي يحقق ذلك، ولكن هذا في حد ذاته ليس حلا نهائيا، فالنظام الإسلامي يطبقه بشر، وثم فإن مستوى ارتفاع هذا البشر إلى مستوى النظرية هو شرط تحقيق ذلك، وهذا الشرط بدوره موجود في كل النظم، فالنظم كلها يطبقها بشر، ومن ثم فإن من الممكن أن يحسنوا التطبيق أو لا يحسنوه، سواء أكان النظام المطبق ربانيا أم وضعيا. ونخلص من هذا إلى أن النظام الوضعي والنظام الرباني يتساويان في شرط التطبيق، ولكن للنظام الرباني فضلاً لا شك فيه بالنسبة للنظرية…..

من زاوية أخرى فإن الخبرات البشرية ذاتها ومن خلال تجارب وقعت في التاريخ القديم والحديث والمعاصر تقول إن النظم الوضعية فشلت في الأمرين معاً، في النظرية والتطبيق على حد سواء، بل لقد عانت البشرية معاناة هائلة بسبب تطبيق النظم الكسروية والهرقلية، بل والديمقراطية والاشتراكية والفاشية والنازية والشيوعية، بل إن مستوى المعاناة كان بشعا، ففي ظل تلك الأنظمة وبالذات الديمقراطية منها حدثت إبادة لشعوب الأمريكتين وأستراليا وحدثت مذابح في معظم أرجاء العالم نفذها الرجل الأبيض، ونشأت الصهيونية ثم دولة إسرائيل، وهي حاله تجسيم للظلم على مستوى اغتصاب حقوق شعب وأرض وعلى مستوى انتهاك حقوق الإنسان بصورة يومية وعلى مدار الساعة لعشرات السنين تحت سمع العالم وبصره، والديمقراطية هي التي استخدمت القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية وهي التي مارست نهب العالم، ولا تزال قوات الدول الديمقراطية تنتهك سيادة الشعوب في العراق وأفغانستان وفلسطين….الخ أضف إلى ذلك إفساد البيئة واستنزاف ثروات الأرض….الخ

والمحصلة أن هناك شقاء لا شك فيه ترتب على تطبيق تلك النظم،وهو شقاء جماعي… أما في التطبيق الإسلامي فإن المسألة مختلفة، صحيح أنه قد تقع هناك تجاوزات، ولكنها تجاوزات فردية لا ترقى إلى تشكيل ظاهرة، وهي مرفوضة طبعاً، أي أننا لو قارنا بين مستوى السعادة في ظل الحضارة الإسلامية ومستواها في الحضارات الأخرى وبخاصة الغربية نجد النتيجة لصالح الحضارة الإسلامية بامتياز، ونحن هنا نتكلم عن الظاهرة في مجراها الرئيسي، أو في المحصلة النهائية، ونكرر أن هناك استثناءات ولكنها لا تخرق القاعدة، هناك استثناءات إيجابية في الحضارات الأخرى، وهناك استثناءات سلبية في التطبيق الحضاري الإسلامي ولكن تظل القاعدة هي نفسها وبديهي أن النظام الإسلامي به من الاتساع والمرونة ما يسمح بالاستفادة أيضا من الخبرات الإيجابية للتجارب الأخرى، وهذا لا يخالف الشرع الحنيف، بل هو فريضة أوجبتها الشريعة الإسلامية ذاتها، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.

المنظومة الإسلامية:
المنظومة الإسلامية السياسية والاقتصادية والاجتماعية منظومة كلها خير، ذلك أنها من عند الله تعالى الذي يعلم ما يصلح الإنسان والجماعة الإنسانية وما يفسدهما{ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14، وهي تحتوي على مساحات محددة فيها تشريع واضح ومحدد ومساحات أخرى متروكة للاجتهاد البشرى في إطار المنهج الإسلامي ومن خلال النصوص ذاتها والتصورات الإسلامية.ومن خلال التطبيق ثبت أنها أفضل منظومة عرفتها البشرية في كل تاريخها الاجتماعي، وهي صالحة إن شاء الله للتطبيق في كل زمان ومكان، وهي القادرة في عالمنا المعاصر على إنقاذ البشرية من التخبط والتيه والشقاء والمعاناة. *** يتبع ان شاء الله ***
* كتبه /د. محمد مورو
* نقله على حلقتين اخوكم / ابوابراهيم .

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.